يبدو أن المقارنة بين هواتف الأندرويد والآيفون ستظل قائمةً ما دامت العلامتان التجاريتان موجودتان. فمنذ ظهورهما على الساحة والصراع قائمٌ بينهما ويحتدم يومًا تلو يوم، ولكلٍ شعبيته الجارفة ومستخدميه الذين من الصعوبة بمكان أن تغير قناعاتهم إن كانوا متعصبين لإحدى العلامتين. وبعد أن تحدثنا سابقًا عن بعض مميزات هواتف آيفون التي يتفوق بها على هواتف الأندرويد، دعونا نعدِل الكفّة ونشارككم بـ 6 مميزات تتمتع بها هواتف الأندرويد على عكس هواتف أبل وذلك مع الآخذ في الاعتبار الإصدارات الأحدث من كلا الهاتفين.
مميزات في الأندرويد يفتقر إليها الآيفون
1- إنشاء الحسابات المتعددة
إن كنت كثيرًا ما تشارك هاتفك مع الآخرين، لا سيّما إن كنت تفعل ذلك لأوقات طويلة، فمن الضروري أن تضع هذه الميزة في الاعتبار. باختصار، تسمح لك خاصية Multi-User (تعدد المستخدمين) بإنشاء أكثر من حسابٍ على هاتفك، مع إمكانية تخصيص هذه الحسابات كيفما تشاء. بمعنى آخر، يمكن لكل شخص تشاركه هاتفك الحصول على مساحة خاصة به دون قلق بشأن تعدي أحدهم على ملفات وبيانات الآخر. ظهرت هذه الميزة بهواتف الأندرويد لأول مرة مع إصدار أندرويد 5.0 في حين أنها لم تظهر على هواتف الآيفون حتى يومنا هذا.
عند تفعيل خاصية الحسابات المتعددة، فإنك ستضمن الحفاظ على خصوصيتك عندما تُعطي الهاتف لأي شخص، حيث يمكنك أن تهيئ كلمات سر منفصلة، أو تثبت تطبيقات مختلفة لكل حساب. أضف إلى ذلك أنك إذا قمت بتحميل تطبيق ما على حساب معين وأردت أن تنقل هذا التطبيق لحسابٍ آخر، فستستطيع أن تفعل ذلك بسهولة دون أن تضطر إلى تحميله مجددًا، ناهيك أن تحديث تطبيق على حساب مستخدم واحد يعني تحديثه على بقية حسابات المستخدمين. وأخيرًا وليس آخرًا، تتيح لك ميزة "المستخدمين المتعددين" إمكانية تخصيص المكالمات وإشعارات الرسائل من حسابٍ لآخر، وهذا يضيف طبقة إضافية من الحماية والخصوصية.
2- التخصيص الكامل للشاشة الرئيسية
كانت، ولا زالت، هواتف الآيفون محدودةً على عدة أصعدة منها خيارات تخصيص الشاشة الرئيسية. إحقاقًا للحق بدء هذا الأمر يتغير في السنوات الأخيرة مع تحديث iOS 14 الذي قدّم لنا مميزات مثل "مكتبة التطبيقات" App Library المسؤولة عن تصنيف وتنظيم التطبيقات، وإتاحة إضافة Widgets على الشاشة الرئيسية. لكن ومع ذلك فإن شركة آبل لا تزال متمسكة بمبدأ المحدودية مقارنةً بمرونة الأندرويد الشديدة.
مستخدمو هواتف الأندرويد على الجانب الآخر، يستطيعون أن يغيروا أيقونات التطبيقات، فضلًا عن استخدام ثيمات أو "لانتشرات" Launchers تغير من واجهة المستخدم مثل لانشر Nova الذي يغير شكل الشاشة الرئيسية جذريًا. يتضمن متجر Play Store عدد هائل من هذه التطبيقات ويوفّر أشكالًا مختلفة للأيقونات بحيث يستطيع المستخدمون أن يحمّلوها بسهولة دون الحاجة إلى المصادر الخارجية غير الموثوقة، والأدهى من ذلك أن بعض هواتف الأندرويد تأتي بثيمات مُثبَّتة مُسبقًا عليها. وإن كنت تعتقد أن إمكانيات الأندرويد لتخصيص شاشة الهوم تنتهي عند هذه الحدود، فألق نظرة على إعدادات هاتفك وستجد أن بإمكانك تغيير حجم الأيقونات وعددها على الشاشة الرئيسية، ناهيك عن إمكانية إخفاءها، وتخصيص إشارة الإشعارات على أيقونات التطبيقات أيضًا.
3- استخدام أكثر من نسخة لنفس التطبيق
لا يعلم الكثيرون بوجود هذه الميزة المفيدة على هواتف الأندرويد خاصتهم، ولكن الحقيقة أنها موجودة وتعمل بكفاءة شديدة. فإذا كنت تمتلك أكثر من حساب واتساب مثلًا، فلن تكون مُجبرًا على استخدام أكثر من هاتفٍ ولن تُضطَّر إلى تحميل نسخة واتساب للأعمال وما إلى ذلك من الحيل الأخرى. والأمر ينطبق على بقية التطبيقات بالطبع وليس على تطبيق واتساب فقط.
كل ما ستحتاجه هو استخدام ميزة "نسخ التطبيقات" App Cloning التي تأتي كخدمة أساسية بهواتف مثل سامسونج وون بلس، أو عن طريق تحميل تطبيقات النسخ هذه من متجر البلاي ستور وتحظى بهذه التجربة بكل سهولة. وإن كنت لا تعرف كيفية استخدام هذه الميزة، فكنا قد تحدثنا في مقالٍ سابق عن تثبيت نسختين من أي تطبيق، ورغم أن ذلك المقال كان موجّهًا لمستخدمي هواتف شاومي، إلّا أنه محتواه يصلح لهواتف الأندرويد الأخرى مثل هواتف سامسونج وميزة "المرسِل المزدوج".
4- تغيير التطبيقات الافتراضية
لَكَم هو مزعج أن تفرض علينا الشركات بعض البرامج لنستخدمها، هذا أمر غير احترافي بالمرة، وإن كان من الطبيعي أن تأتي الأجهزة بمنتجات الشركة الرئيسية ولكن ليس لدرجة إجبارنا على استخدامها! لسوء الحظ أن شركة أبل تفعل ذلك، ولكن إحقاقًا للحق مرة أخرى، غيرت الشركة هذه السياسة لتطبيق إدارة البريد الإلكتروني وتطبيق المتصفح ابتداءً من تحديث iOS 14. على الجانب الآخر، لا تأبه هواتف الأندرويد بأي تطبيق تستخدمه في أي مجال، إذ تتيح لك هذه الهواتف أن تغيير التطبيقات الافتراضية بدءًا من تطبيق المكالمات، وحتى الرسائل، والمساعد الذكي، وبقية التطبيقات الأخرى إلى أي تطبيق طرف ثالث تريده. يكفي أنها تتيح لمستخدميها تغيير ثيمات شاشة الهوم بالكامل! بالإضافة إلى التحكم في التطبيقات التي تقوم بفتح روابط معينة.
5- تقسيم الشاشة وتعدد المهام
تراعي هواتف الأندرويد فكرة تعدد المهام "Multitasking" بشكل واضح، على عكس هواتف الآيفون، فتقدم العديد من المزايا التي تُخدّم على هذا الأمر، مثل ميزة تقسيم الشاشة، والتي تتيح لك – كما يتضح من الاسم – إمكانية شطر الشاشة إلى نصفين حتى تستخدم تطبيقين مختلفين في نفس الوقت. يمكنك أن تستغل هذه الميزة في الكثير من المهام. على سبيل المثال، يمكنك أن تقسم الشاشة إلى نصفين لتستخدم "جداول بيانات جوجل" Google Sheets بالنصف العلوي من الشاشة، بينما تستخدم تطبيق الآلة الحاسبة بالنصف السفلي. مثال آخر، يمكنك أن تفتح مُشغل الفيديوهات لتشاهد فيديو معين بينما تدون ملاحظاتك عليه في تطبيق المفكرة، وهكذا.
جديرٌ بالذكر أن معدل الاستفادة من هذه الميزة يتناسب طرديًا مع حجم شاشة الهاتف، فكلما كان حجم الشاشة كبيرًا، زادت استفادتك من خاصية تقسيم الشاشة، أضف إلى ذلك أن بعض الهواتف القابلة للطي مثل Galaxy Z Fold 5 تتيح لك استخدام 3 تطبيقات مختلفة في نفس الوقت، بل وحتى 4 تطبيقات إن كنت بارعًا في تعدد المهام.
6- تغيير حجم وشكل الخط
إن كانت هواتف الأندرويد تسمح لمستخدميها بتغيير كل شيء في شاشة الهوم، فما بالك بحجم الخط وشكله؟ على عكس هواتف الآيفون أيضًا، تتمتع هواتف سامسونج وغيرها الكثير من هواتف الأندرويد بميزة تغيير حجم الخط وشكله (الستايل الخاص به)، والذين يناسبان الأغلبية العُظمى من المستخدمين بالمناسبة، ولكن هذا لا يعني أنهما الأفضل. لهذا ننصحك بتجربة بقية أحجام وأشكال الخطوط علَّك تحظى بتجربة استخدام أكثر إمتاعًا.
بالدخول إلى "الإعدادات" Settings ثم قسم "الشاشة" Display ومنه إلى "حجم الخط ونمطه" Font size and style ستجد الكثير من الخيارات التي ستسرّك، والمفاجأة أنك تستطيع تحميل أشكال وأحجام أخرى للخط غير التي يوفرها هاتفك أساسًا.
بالأخير، لا تعني هذه المزايا أن هواتف الأندرويد لها اليد العليا على هواتف أبل، وإنما هي مبررات لأجلها لا يُفضل الكثيرون استخدام هواتف الآيفون، والتي ينطبق عليها نفس الشيء بالمناسبة، إذ تحتوي على مميزات تتفرد بها وتجعل مستخدميها يعتزون بامتلاكهم لعلامة التفاحة.