لماذا لن يدعم ويندوز 11 معالجات حواسبك؟ إليك الأسباب



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


بعد أن أعلنت ميكروسوفت عن إطلاق النسخة التجريبية من ويندوز 11 في مؤتمر Build21، أُثير هناك الكثير من اللغط حول دعم الإصدار الجديد من نظام التشغيل لفئة قليلة من الحواسيب المنتشرة هذه الأيام. ناقشنا بعض متطلبات دعم ويندوز 11 منذ عدة أيام، وكان من ضمنها توفر شريحة TPM 2.0 في اللوحة الأم كشرط أساسي للدعم. الآن، أصبح المستخدمين في حيرة من أمرهم حول دعم الإصدار الجديد لمعالجاتهم الخاصة التي يمتلكونها الآن في حواسيبهم.

اقرأ هذا التقرير لمعرفة المعالجات المدعومة والغير مدعومة من قِبَل نظام التشغيل ويندوز 11، والأسباب وراء ذلك.


 

المعالجات المدعومة رسميًا من ويندوز 11




بالرغم من عدم وضوح ميكروسوفت في بياناتها الصحفية حول دعم معالجات محددة من عدمه بعد الانتهاء من مؤتمر Build21، إلا أن بيانات ميكروسوفت الصحفية باتت أكثر دقة، تفصيلًا، وموضوعية الآن. رسميًا، سيدعم ويندوز 11 معالجات إنتل بدءً من الجيل الثامن وصولًا إلى الأجيال الأحدث (اقرأ قائمة معالجات Intel المدعومة)، ومعالجات AMD بدءً من Ryzen 2000 وصولاً إلى الأجيال الأحدث (اقرأ قائمة معالجات AMD المدعومة).

وضحت ميكروسوفت المعلومات السابق ذكرها حول دعم المعالجات في الصفحة الخاصة بتوضيح الحدود الدنيا من المواصفات والمكونات الداخلية لأجهزة الحواسيب حتى تكون مدعومة من ويندوز 11. بالإضافة إلى ذلك، سيدعم ويندوز 11 بعض معالجات كوالكوم سناب دراجون (اقرأ قائمة معالجات كوالكوم سناب دراجون المدعومة).

من الجدير بالذكر أن إنتل كانت قد قامت بإطلاق الجيل الثامن من معالجاتها في عام 2017، وعن AMD، فقد أطلقت Ryzen 2000 في عام 2018. الآن، يبدو أن ميكروسوفت تتطلب وجود معالجات حديثة بمعنى الكلمة، وهي المعالجات التي تم إطلاقها منذ أربعة سنوات بحد أقصى.

بمقارنة الوضع الحالي من حيث متطلبات تثبيت ويندوز 11، ومقارنتها بمتطلبات تثبيت ويندوز 10، سنجد أن هناك نقلة نوعية في متطلبات ميكروسوفت. خاصةً وأن ويندوز 10 كان يدعم نفس المواصفات الخاصة بتثبيت ويندوز 7 تقريبًا.

مصير الأجيال الأقدم من المعالجات




في بداية الأمر، ذكرت بعض البيانات الصحفية من ميكروسوفت بأن جزء من معالجات إنتل الجيل السابع سيتم دعمها بشكل جزئي. قالت ميكروسوفت حينذاك بأن الأشخاص ذوي هذا الجيل من معالجات إنتل سيتم السماح لهم بترقية نظام التشغيل إلى الإصدار 11. بالرغم من ذلك، سيظهر ويندوز 10 لهم رسالة تحذيرية مفادها أن المعالجات الخاصة بهم لم يتم دعمها بشكل صحيح وستنصح بعدم التحديث أو الترقية.

بعد ذلك، غيرت ميكروسوفت رأيها حول هذا الأمر ونشرت الحدود الدنيا من المواصفات والمكونات الداخلية لتثبيت ويندوز 11 بشكل أكثر وضوحًا، كما ذكرنا بقائمة المعالجات المدعومة. قالت ميكروسوفت بعد ذلك بأنه بدءً من 28 من يونيو 2021 الماضي سيتم اختبار معالجات إنتل من الجيل السابع وAMD بمعمارية Zen 1 ومعرفة قدرتها على دعم وتشغيل ويندوز 11 من عدمها وذلك أثناء مرحلة Insider Preview الاختبارية.

في مرحلة Insider Preview، و على حد تعبير الفريق التحريري بميكروسوفت، بأن ميكروسوفت ستشترك مع المصنعين المتعاونين معهم لاختبار تلك المعالجات (Intel 7th Gen – AMD Zen 1) مع نظام تشغيل ويندوز 11 على بعض الحواسيب، وستختبر ما إذا كانت تجربة المستخدم ستلبي متطلبات ميكروسوفت حينها أم لا. أفادت ميكروسوفت بأنهم ملتزمون في المستقبل بنشر تحديثات تلك المرحلة الاختبارية وما الذي من المفترض أن تسفر عنه.

يعتبر الكثير من المحللون التقنيون هذا الأمر ويصفونه بالأمر المحير؛ لأنه حينذاك لن يتم دعم جميع الحواسيب بمعالجات إنتل وAMD المذكورة، بل سيتم بعضها فقط. سيثير هذا الأمر حفيظة وريبة المستخدمين، وسيظلون في مرحلة الانتظار ومعرفة ما إذا كان سيدعم حواسيبهم الشخصية أم لا.

من الأمور الأكثر تشكيكًا وحيرة، هو أن ميكروسوفت قد قامت بتغيير صياغة بعض من الجمل المذكورة في المقال المُعدل. بعد أن تم التأكيد على دعم المعالجات الأقل من الجيل السابع من إنتل أو ما قبل معمارية Zen 1 من AMD، قامت ميكروسوفت بحذف بعض من تلك الأسطر. لذا، لسنا في وضع تأكيد حول دعم الأجيال الأقدم من عدمه، وهو أمرٌ محير للغاية عند النظر إلى التعديلات المستمرة والمتناقضة.

ويندوز 11 .. الأكثر صرامة




لماذا أُثيرت كل هذه الضجة حول المواصفات والمتطلبات لتثبيت ويندوز 11؟ في السابق، قام العديد من المستخدمين بتحديث حواسبهم الشخصية من ويندوز 7 إلى ويندوز 8 إلى ويندوز 10! ما الجديد الذي جعل من الصعب تحقيق متطلبات ويندوز 11 وخاصةً أنها تعد بمثابة قفزة كبيرة مقارنةً بمتطلبات الإصدارات الأقدم من ويندوز وتتابع متطلباتها.

أولًا: تحدثت ميكروسوفت بشكل مكثف عن الأمن السيبراني والمعلوماتي، وهو الأمر الذي جعلها تشترط وجود شريحة TPM 2.0، وبوجود معالج من الأجيال الأحدث، سيساعد ذاك الأمر ميكروسوفت من الاستمتاع بكامل مميزات المعالج التي يتم استخدامها في تعزيز الأمان عند الاستخدام.



تهدف ميكروسوفت إلى تعزيز الأمان المبني على المحاكاة البرمجية الافتراضية وتكامل الشفري المحمي بشكل افتراضي في ويندوز 11. بفضل شريحة TPM 2.0، ستحصل جميع الحواسيب التي تضمها بين قائمة مكوناتها على تشفير كامل للبيانات المخزنة على تلك الحواسيب مما سيحميها لاحقًا من الهجمات والبرمجيات الضارة.

ثانيًا: أوضحت ميكروسوفت خلال البيانات الصحفية الرسمية، بأن المعالجات التي تتبنى نموذج Windows Driver بالمعمارية الجديدة قد حققت تجربة خالية من الأخطاء والأعطال بنسبة 99.8%.

ثالثًا: أوضحت ميكروسوفت أنها تسعى لتكافؤ وتكامل تام بين دعم المعالجات للتطبيقات التي يتم تثبيتها واستخدامها على منصة ويندوز. وفي إطار هذا السعي، أعلنت ميكروسوفت عن حد أدنى من المواصفات لتثبيت ويندوز 11 وهو 4 جيجابايت لذاكرة الوصول العشوائي RAM، 64 جيجابايت لذاكرة التخزين الداخلي، وعلى الأقل معالج ثنائي النواة بتردد 1 جيجاهيرتز.

أسباب لم تعلنها ميكروسوفت




هل تحتاج ميكروسوفت حقًا إلى الأجيال الأحدث من معالجات Intel وAMD؟ ربما تحتاج ميكروسوفت لتلك الأجيال. إليك السبب الذي رجحه خبراء ومحللون تقنيون على مدى ليس بالمحدود.

في 2018، تم نشر العديد من الحقائق حول احتواء المعالجات أخطاء تصميمية داخلية سمحت بوجود ثغرات أمنية خطيرة مما أتاحت الوصول إلى الطبقات البرمجية السفلى من أنوية المعالجات. أتاحت تلك الثغرات حدوث هجمات مثل Specter، وMeltdown. بعد ذلك، توجب على ميكروسوفت إصدار تحديثات برمجية لإصدارات أنظمة ويندوز حتى تبطئ أجهزة الحواسيب ذات المعالجات القديمة لأن هذا الأمر سيسمح لويندوز بالتغلب على مشاكل الأمان التي تم اكتشفاها حينئذٍ.

بعد ذلك، شاع هجوم ZombieLoad بشكل مشابه لهجوم Specter، وهو الذي تم اكتشافه في 2018 أيضًا. تم الإعلان بشكل رسمي وبكل شفافية عن ZombieLoad في 2019. رجح الخبراء إمكانية إصلاح الثغرات التي تسببت في هجوم ZombieLoad وSpecter، ولكنهم لم يصلوا إلى حل لتقليل إحتمالات حدوث هجوم مشابه لاحقًا مما جذب الإنتباه لاقتراح ضرورية وحتمية تغيير تصميمات المعالجات لإصلاح نقاط الضعف والثغرات من قِبَل المصنعين مثل إنتل.



بعد ذلك، أفادت إنتل بأنه قد تمت معالجة الثغرات التي تسببت في ZombieLoad وSpecter، ولكن بدءً من الجيل الثامن من معالجاتها. وبالربط بين تلك الإفادة، وتحديد الحد الأدنى لتثبيت ويندوز 11 في أن يكون المعالج على الأقل من الجيل الثامن، نعتقد أن هناك سبب لم تعلنه ميكروسوفت. يكمن هذا السبب حول سعيها لتبني معالجات تم تغيير تصميماتها البرمجية الداخلية لإزالة نقاط الضعف والثغرات المشابهة لما حدث قبل ذلك في ZombieLoad وSpecter.

لا تستطيع ميكروسوفت الإعلان عن وجود ثغرات في أجهزة الحواسيب ذات المعالجات الأقدم من الجيل الثامن من إنتل؛ لأن هذا التصريح سيكون بمثابة إقرار بأن تلك الحواسيب ستكون غير آمنة. سيؤثر هذا الأمر إن أصبح رسميًا على قرارات العديد من المستخدمين، مما سيؤثر على أعمال وأرباح ميكروسوفت بالتبعية. بدلًا من ذلك، أرادت ميكروسوفت تمرير هذا الأمر بهدوء وبدون إثارة ضجة عبر اشتراطها وجود معالجات الجيل العاشر من إنتل والأجيال الأحدث من AMD لأنها ستكون مُعاد تصميمها.

دعم ويندوز 10


أشارت ميكروسوفت بأنها ستدعم إصدار نظام التشغيل ويندوز 10 حتى تاريخ 14 أكتوبر من 2025. بمعنى أصح، لن تكون مجبرًا على شراء حاسب شخصي قبل هذا التاريخ. بدلًا من ذلك، استمر في تحديث نظام التشغيل كلما تصدر تحديثات أمنية من قِبَل ميكروسوفت.

بالرغم من ذلك، نعتقد أنك ستريد شراء حاسب شخصي جديد قبل 2025 نظرًا لما تقدمه الحواسيب الجديدة من مواصفات ومكونات داخلية رائعة وبجميع الخيارات التسعيرية. أيًا كان قرارك كمستخدم، يمكنك التمتع بحاسبك القديم وبويندوز 10 حتى 2025. إذا أردت ويندوز 11 بشدة، عليك شراء حاسب شخصي جديد.

تعليقات