مع تزايد عدد الأجهزة والمُلحقات التي نعتمد عليها يوميًا، أصبحت
منافذ USB المتوفرة في أجهزة الكمبيوتر
المكتبية أو اللابتوب لا تكفي لتلبية احتياجاتنا، رغم ان هناك منافذ أساسية يجب أن تتوفر في أي جهاز
تقوم بشرائه، وقد أشرنا إليها في مقال سابق. لكن بشكل عام قلة عدد المنافذ يسبب
بعض الإزعاج ويؤثر على إنتاجيتك، خاصة إذا كنت تعتمد على
توصيل أكثر من جهاز
في الوقت نفسه. إذا كنت قد سئمت من تبديل
كابلات الـ USB
باستمرار والبحث عن منافذ فارغة، فهذا المقال لك. نستعرض من خلال السطور التالية
الأسباب التي قد تدفعك للبحث عن حلول لزيادة عدد
منافذ الـ USB
أساسًا، كما سنشاركك الخيارات التي يمكنك الاعتماد عليها للاستفادة القصوى من
الملحقات أو الأجهزة الطرفية التي تريد أن توصلها بحاسوبك.
طرق الحصول على منافذ USB إضافية
لماذا قد تحتاج منافذ USB إضافية؟
إذا كنت تعتمد بشكل رئيسي على الخدمات السحابية لتخزين الملفات، فقد لا يكون هذا
المقال موجهًا لك بقدر ما هو موجه لغالبية المستخدمين الذين لا يزالون يفضلون
الحلول التقليدية. فهؤلاء يعتمدون بشكل أساسي على منافذ USB لتوصيل مختلف وحدات
التخزين مثل الهارد الخارجي أو الفلاش ميموري.
وبالنسبة للأغلبية من المستخدمين، فوجود عدد كبير من منافذ USB يتيح توصيل مختلف
الملحقات مثل لوحة المفاتيح، والفأرة، وكاميرا الويب، وأحيانًا ميكروفون USB
بجودة عالية. ومع كثرة هذه الأجهزة، سرعان ما تمتلئ منافذ الـ USB المتوفرة بشكل
أساسي مع الجهاز، ونحن هنا نتحدث عن أجهزة الحاسوب المكتبية، فما بالك بأجهزة
اللابتوب التي غالبًا ما لا يتجاوز عدد منافذها منفذين فقط في أحسن الأحوال!
كيف تزيد عدد منافذ الـ USB؟
هناك عدة طرق يمكنك من خلالها إضافة منافذ USB جديدة إلى الكمبيوتر المكتبي أو
اللابتوب. تتنوع هذه الحلول من حيث سهولتها وتعقيدها، مما يمنحك مرونة في اختيار
الأنسب لاحتياجاتك. أبسط الخيارات هو استخدام موزع USB تقليدي (USB Hub)، وهو
جهاز صغير يمكنك توصيله بأي منفذ USB متاح على جهازك، سواء كان مكتبيًا أو
محمولًا. يتميز هذا الحل بسهولة التركيب والاستخدام، إذ يعمل بمجرد توصيله دون
الحاجة لأي إعدادات إضافية. ومع ذلك، يجب أن تضع في اعتبارك أن سرعة نقل البيانات
ستكون محدودة بسرعة المنفذ الأصلي الذي يتصل به الموزع.
أما إذا كنت تستخدم لابتوب حديثًا وتحتاج إلى منافذ إضافية ووظائف أكثر، فهناك
موزعات مصممة خصيصًا للاستفادة من إمكانيات
منافذ USB-C. هذه الموزعات لا تتيح لك فقط إضافة منافذ USB إضافية، بل غالبًا ما توفر أيضًا
منافذ لكابل الإيثرنت، والشاشات، والملحقات أخرى، مما يجعلها حلًا متكاملاً
وعمليًا أكثر من موزعات الـ USB التقليدية.
بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر المكتبية، يمكنك اللجوء إلى تركيب بطاقة توسعة USB
داخلية في أحد مداخل الـ PCIe الموجودة على الماذربورد. صحيح أن هذا الخيار يتطلب
منك
تفكيك كيسة الكمبيوتر، لكنه يمنحك منافذ USB إضافية بسرعة وثبات أعلى، وكأنها جزء أساسي من الجهاز
نفسه. وأخيرًا، إذا كان في الواجهة الأمامية من الكيسة مكان فارغ بحجم 3.5 أو
5.25 بوصة، فيمكنك تركيب وحدة منافذ أمامية. هذه الوحدة تتصل مباشرة باللوحة
الأم، وتمنحك سهولة الوصول إلى منافذ USB من واجهة الجهاز دون الحاجة للوصول إلى
الجهة الخلفية.
ما الفرق بين هذه الخيارات؟
موزع الـ USB التقليدي
أسهل طريقة لإضافة منافذ USB جديدة إلى جهاز الديسكتوب أو اللابتوب هي
ببساطة استخدام موزع USB. يشبه الأمر تمامًا إضافة مشترك كهربائي إلى مقبس
الحائط، فبمجرد توصيل الموزع بمنفذ USB واحد، تحصل فورًا على عدة منافذ إضافية
دون أي تعقيد أو إعدادات. إذا كانت مشكلتك أنك بحاجة إلى منافذ إضافية فقط لتوصيل
بعض الأجهزة البسيطة مثل كيبورد أو الماوس، فهذا الخيار سيكون كافيًا
تمامًا، وذلك لأن هذه الأجهزة لا تستهلك طاقة كبيرة ولا تتطلب سرعات نقل عالية،
لذا يمكنك توصيل 3 أو 4 أجهزة من هذا النوع على موزع صغير دون أي مشاكل تذكر.
من الأمثلة الشائعة على هذه الموزعات، موزع USB 3.0 بأربعة منافذ من شركات مثل
أنكر أو يوجرين، والذي يناسب معظم المستخدمين الراغبين في إضافة منافذ إضافية
بسرعة وسهولة، سواء لأجهزة الديسكتوب أو اللابتوب. هذه الموزعات غالبًا ما
تكون صغيرة الحجم وخفيفة الوزن وسهلة الحمل، وتدعم سرعات نقل بيانات تصل إلى 5
جيجابت في الثانية، ما يجعلها مثالية للمهام اليومية.
لكن من المهم الانتباه إلى أن هذه الموزعات الصغيرة تشترك جميع منافذها في الطاقة
القادمة من المنفذ الأصلي، وبالتالي فهي مناسبة فقط للأجهزة التي لا تحتاج لطاقة
كبيرة. إذا حاولت توصيل هارد خارجي أو شحن الهاتف من خلالها، ستلاحظ بطء الشحن أو
حتى عدم كفاية الطاقة لتشغيل بعض الأجهزة.
موزّع USB-C أو قاعدة التوصيل Docking Station
بالنسبة لأجهزة اللابتوب، فغالبًا ما تتجاوز المشكلة مجرد الحاجة لمنافذ
إضافية. فبينما توفر أجهزة الكمبيوتر المكتبية منافذ متنوعة مثل منفذ الإيثرنت
ومنفذ الـ HDMI بشكل أساسي، نجد أن اللابتوبات الحديثة تكتفي بعدد محدود من
المنافذ، مما يفرض عليك حلولًا أكثر شمولية، خاصة إذا كنت تعمل من المنزل أو
تحتاج لتحويل اللابتوب إلى محطة عمل متكاملة.
الحل الأمثل في هذه الحالة هو
استخدام قاعدة توصيل Docking Station أو موزع USB-C متعدد الوظائف. في السابق،
كانت قواعد التوصيل كبيرة ومعقدة، وتحتاج إلى قاعدة مخصصة لكل موديل لابتوب، لكن
الآن، أصبح بإمكانك توصيل كابل واحد فقط ليمنحك منافذ USB إضافية، ومنفذ
للإيثرنت، ومخارج للشاشات، بالإضافة إلى دعم لوحة مفاتيح وفأرة خارجيتين، وغير
ذلك من الملحقات.
صحيح أن قواعد التوصيل الحديثة أو موزعات USB-C المتطورة قد تكون أغلى ثمنًا من
الموزعات التقليدية، لكنها تقدم لك تجربة مكتبية متكاملة وتوفر عليك عناء تبديل
الكابلات باستمرار، خاصة إذا كنت تقضي ساعات طويلة في العمل عن بعد. يمكنك اختيار
موزع صغير مثل Anker 8-in-1 USB-C Hub، الذي يوفر لك مجموعة واسعة من
المنافذ في تصميم مدمج يناسب الاستخدام المنزلي والتنقل.
أما إذا كنت بحاجة إلى إعداد مكتبي متكامل مع عدة شاشات وملحقات كثيرة، فيمكنك
اللجوء إلى قواعد توصيل أكبر وأكثر شمولية مثل الـ Anker 575 USB-C Docking Station، التي تحول اللابتوب إلى محطة عمل متكاملة بضغطة زر. ورغم أن هذه القواعد
قد تكون باهظة الثمن للبعض، فإنها تُعد استثمارًا حقيقيًا لكل من يبحث عن راحة
العمل المكتبي التقليدي مع مرونة الأجهزة المحمولة.
بطاقة توسعة USB
بالعودة لأجهزة الحاسوب المكتبية، إذا كنت ترغب في إضافة المزيد من منافذ USB
جهازك، فإن تركيب بطاقة توسعة USB يُعد من الحلول العملية والفعالة، خاصة إذا كنت
لا تملك مشكلة مع فتح الكيس. هذا الخيار غير متاح لأجهزة اللابتوب للأسف، لكنه
يمنحك مرونة كبيرة في أجهزة الديسكتوب، حيث يمكنك إضافة منافذ USB-A أو
USB-C بسرعة دون الحاجة إلى تغيير اللوحة الأم.
كل ما تحتاجه هو توفّر منفذ PCIe شاغر على اللوحة الأم، وهو أمر غالبًا ما يكون
متاحًا في معظم الأجهزة الحديثة. بمجرد توفر المنفذ، يمكنك شراء بطاقة توسعة تدعم
عدد المنافذ – ونوعها – الذي تحتاجه، على سبيل المثال، يمكنك أن تحصل على بطاقة بها 7 منافذ (منها USB-C وUSB-A) أو حتى بطاقة تدعم سرعات عالية تصل إلى 20 جيجابت في
الثانية حسب نوع البطاقة والجيل الذي تدعمه.
بالنسبة لعملية التركيب، فبسيطة للغاية؛ فقط قم بإيقاف تشغيل الجهاز، وافصل
الكهرباء، ثم افتح الكيس وحدد منفذ PCIe المناسب. بعد ذلك، ثبت البطاقة في
مكانها، ووصل كابل الطاقة إذا تطلب الأمر، ثم أغلق الصندوق وأعد تشغيل الجهاز. في
معظم الحالات، يتعرف نظام التشغيل تلقائيًا على البطاقة ويثبت التعريفات اللازمة،
لكن أحيانًا قد تحتاج إلى تثبيت تعريفات من موقع الشركة المصنعة.
وحدة منافذ USB أمامية
أخيرًا وليس آخرًا، إذا كنت ترغب في إضافة منافذ USB يسهل الوصول إليها في واجهة
جهاز الكمبيوتر المكتبي، فإن تركيب لوحة منافذ أمامية يُعد من أكثر الحلول
العملية والأنيقة. فبدلًا من الاكتفاء بالمنافذ الخلفية أو تثبيت موزع USB خارجي
بشكل مؤقت على جانب أو أعلى الكيس، تمنحك اللوحة الأمامية مظهرًا متكاملًا وتجربة
استخدام أكثر راحة. كل ما تحتاجه هو توفر أماكن فارغة بحجم 3.5 أو 5.25 بوصة في
واجهة الجهاز.
تتوفر هذه الوحدات بتشكيلات متنوعة، فبعضها يوفر منافذ USB 2.0 و USB 3.0 وحتى
USB-C، إلى جانب قارئات بطاقات SD وmicroSD، ما يمنحك مرونة كبيرة في توصيل مختلف
الأجهزة والملحقات. فقط يجب أن تعرف أن هذا الخيار لا يناسب الكيسات ذات المراوح
الأمامية أو الواجهات الأمامية المشغولة بشكلٍ أو بآخر.
كان هذا كل ما تحتاج معرفته عن الحلول المتاحة لزيادة منافذ الحاسوب، سواء كان
مكتبيًا أو محمولًا. راجع الخيارات التي تناولناها جيدًا واختر المناسب بالنسبة
لك ولاحتياجاتك.