تُعدّ وحدة التخزين من أهمّ المواصفات والمعايير التي تؤخذ
بعين الاعتبار عند الإقدام على شراء لابتوب جديد، ولا يتعلّق الأمر
بالسعة التخزينيّة فقط، فالبعض يُفضّل شراء الـ SSD لمتانتها الميكانيكيّة وخفّة وزنها. لكن بغض النظر، فالشيء المؤكد هو أنه بمرور الوقت يمتلئ الجهاز بالملفّات ويُصبح من الصعب الاستمرار في استخدامه دون التضحية ببعض الملفّات لتوفير مساحة على الهارد، أو استبدال الهارد الحاليّ للجهاز
والترقية إلى هارد جديد يتمتّع بسعة تخزين أكبر.
بالطبع لا يبدو التنازل عن جزء من ملفّاتك حلّا عمليًّا على الإطلاق لتوفير بعض المساحة على هارد اللابتوب لديك، كما أنّ استبدال الهارد الحالي بهارد جديد ذو
سعة تخزين أعلى ليس بالإجراء السهل تقنيًّا، بالإضافة إلى تكلفته الباهظة. فإذا
كُنت على وشك أن تستنفذ السعة التخزينيّة لجهاز اللابتوب الخاص بك، وتبحث عن حلّ
سهل التطبيق ورخيص نسبيًّا لتوسعة مساحة التخزين بدلًا من تكبُّد تكلفة
ترقية الهارد، إليك في هذه المقالة أهمّ الحلول المُتاحة لتوسعة مساحة تخزين
اللابتوب.
توفير مساحة تخزين على اللابتوب
استخدام بطاقات الذاكرة microSD
تأتي مُعظم اللابتوبات مزوّدة بمنفذ جانبيّ مُخصّص لبطاقات الذاكرة SD وغالبًا ما تدعم هذه الأجهزة قراءة بطاقات الذاكرة من نوع UHS-I SD
التي تبلغ سرعة نقلها للبيانات 104 ميجابايت/ثانية، مع وجود القليل من أجهزة
اللابتوب التي تدعم بطاقات الذاكرة من نوع UHS-II والتي تصل سُرعتها إلى 312
ميجابايت/ثانية، وهي سُرعات مُنخفضة نسبيًّا في الحالتين.
على الرغم من كونها
وسيلة بطيئة نوعًا ما لتخزين البيانات، فإنّ بطاقات SD تُعتبر
من أرخص وحدات تخزين البيانات وأقلّها تكلفة، بالإضافة إلى سهولة استخدامها إذ
يُمكن توصيلها بالجهاز مُباشرةً عن طريق إدخالها إلى المنفذ المُخصّص لها، ومن
المُمكن تركها مُتّصلة بالجهاز بشكل دائم، ممّا يجعل استخدام هذه البطاقات كوحدة
تخزين إضافيّة طريقة مُناسبة لتوسعة مساحة التخزين في أجهزة اللابتوب إذا كانت
تحتوي على منفذ يدعم استخدام هذه البطاقات بدلًا من تحمُّل تكلفة شراء هارد جديد
عالي السعة.
وللحصول على أعلى سُرعة وأفضل أداء من بطاقات الذاكرة، يُمكنك شراء بطاقات
الذاكرة التي تتمتّع بتصنيف A2 أو V30 مثل بطاقة Samsung Pro Plus microSD. تتمتّع الإصدارات الحاليّة من بطاقات الذاكرة بسعات
تخزينيّة مُرتفعة يُمكن أن تصل إلى 1.5 تيرابايت. ليس هُناك فارق يُذكر بين بطاقات الذاكرة microSD وبطاقات الذاكرة SD
التقليديّة، سوى أنّ بطاقات microSD تكون أصغر حجمًا بحيث تكون تختفي إلى الداخل
بالكامل تقريبًا عند توصيلها بمنفذ اللابتوب على عكس بطاقات الذاكرة SD التي تبرز
إلى الخارج قليلًا ممّا يُمكن أن يعوق المُستخدم في بعض الأحيان.
استخدام فلاش ميموري USB
يُعتبر الأداء البطيء هو أبرز نقاط ضعف بطاقات SD. وللحصول على
أداء أسرع يُمكن الاعتماد على نوع آخر من وحدات التخزين القابلة للإزالة، وهي الفلاش ميموري USB.
توفّر هذه الوحدات سُرعة نقل بيانات تتراوح بين 300 إلى 500
ميجابايت/ثانية، كما تتميّز أيضًا بتكلفتها المُنخفضة، وتأتي بأحجام صغيرة
نسبيًّا، وبسعة تخزين تصل إلى 2 تيرابايت. كذلك يسهل توصيلها بأجهزة اللابتوب، إذ
يدعم أيّ لابتوب أيّ نوع من أنواع الفلاشات بصرف النظر
عن نظام التشغيل، لذلك يُمكن استخدامها لتوفير مساحة تخزين إضافيّة على اللابتوب.
ومع هذا، لا تخلو وحدات الفلاش ميموري من بعض الجوانب السلبيّة أيضًا، مثل
صعوبة إبقاءها مُتّصلة باللابتوب بصورة دائمة إذ يؤدّي ذلك إلى استهلاك الكثير من
الطاقة وتوليد المزيد من الحرارة داخل الفلاشة، والتي لا تحتوي على
آليّة تبريد مُناسبة ممّا يُؤدّي إلى انخفاض أدائها وقد يُعرّضها للتلف بصورة
أسرع.
بالإضافة إلى عُمرها الافتراضيّ المحدود، والذي يرتبط بعدد دورات الكتابة،
أيّ عدد مرّات تخزين ومحو البيانات على خلايا الذواكر الوميضيّة، ففي كُلّ مرّة
نقوم فيها بكتابة البيانات على مُحرّك أقراص الفلاش ثُمّ نقوم بمحوها لكتابة
بيانات جديدة تبدأ خلايا الذاكرة الوميضيّة في التآكل إلى أن تتلف بالكامل وبصورة
نهائيّة بعد بلوغ الحدّ الأقصى من دورات الكتابة، والذي يتراوح بين 3000 إلى
100000 دورة كتابة.
استخدام هارد خارجي
يُعتبر استخدام هارد خارجي إلى جانب الهارد الرئيسيّ للابتوب هو الخيار الأفضل لتوفير مساحة تخزين إضافيّة دون ترقية
الهارد الرئيسيّ ودون التنازًل عن سُرعة الأداء، فإلى جانب سهولة توصيلها
باللابتوب باستخدام كابل USB، يُمكن لوحدات SSD الخارجية أن تُوفّر لك سعة
تخزين إضافيّة كبيرة على جهازك تصل إلى 2 تيرابايت، مع سُرعة نقل بيانات تصل إلى
2800 ميجابايت/ثانية. ويُمكن استخدام قاعدة توصيل USB لكي يظلّ الهارد الخارجي مُتّصلًا
بالكمبيوتر بصورة دائمة إلى جانب بعض الأجهزة الطرفيّة الأخرى كالماوس والكيبورد.
يٌفضّل شراء وحدة SSD عند الحاجة لاستخدام
هارد خارجيّ للابتوب، فعلى الرغم من ارتفاع ثمنه مُقارنةً بنظيرة HDD ذو نفس السعة التخزينيّة، فإنّه يكون أخفّ وزنًا وأصغر حجمًا
وأكثر متانة وأقلّ عرضة للتلف نتيجة للصدمات والاهتزازات ممّا يُسهّل حمله ونقله
إلى جانب اللابتوب، ومع هذا قد لا يكون استخدام الهارد الخارجي لتوسعة مساحة تخزين اللابتوب مُريحًا للغاية إذا كُنت تحمل اللابتوب معك إلى
كُلّ مكان، أمّا في حال استخدام اللابتوب على المكتب مُعظم الوقت بحيث لا تضطرّ
إلى فصل وإعادة توصيل الهارد عند تشغيل الجهاز في كُلّ مرّة
فسوف يكون الهارد الخارجي هو الخيار الأمثل لتوسعة مساحة تخزين الجهاز.
استخدام وحدة تخزين NAS
تُعدّ وحدات التخزين المُتّصلة بالشبكة (NAS) طريقة فعّالة لتوفير سعة تخزين
إضافيّة لعدّة مُستخدمين أو عدّة أجهزة في نفس الوقت، إذ تعمل كهارد خارجي بمساحة تخزين عالية يُمكن أن تصل إلى 2 تيرابايت، ولكن أهمّ ما يُميّزها
هي إمكانيّة توصيلها بجميع الأجهزة الذكيّة المُتّصلة معًا بنفس الشبكة المحلّية
(LAN) أو شبكة الواي فاي في آن واحد بما فيها أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكيّة.
تتكوّن وحدات NAS من
هارد واحد أو أكثر، ويُمكن أن تتّصل بالشبكة المحلّية سلكيًّا
باستخدام كابل إيثرنت أو لاسلكيًّا من خلال شبكة الواي فاي، وتتمّ إدارتها
والتحكًّم فيها باستخدام أداة مُساعدة في المُتصفّح من خلال عنوان بروتوكول
الإنترنت الخاص بها.
تتميّز وحدات NAS بتكلفتها المنخفضة وبسهولة الوصول
إليها، فعلى عكس الهاردات الخارجية التي تحتاج إلى استخدام كابل USB
لتوصيلها بجهاز اللابتوب المطلوب، تتمّ إضافة وحدة NAS إلى
الشبكة المحلّية كعقدة مُستقلّة، ومن ثمّ يُمكن للأجهزة الأخرى المُتصلة بالشبكة
الاتّصال بها لاسلكيًّا، وهو ما يجعلها أكثر مرونة في الاستخدام وأقلّ تقييدًا
لحرّية الحركة مُقارنةً بالهاردات الخارجية التي تتّصل عبر الـ USB. تتأثّر سُرعة نقل وحدات NAS للبيانات بطريقة اتّصالها بالشبكة
المحلّية، أو بمعنى أدقّ ما إذا كان ذلك الاتّصال يتمّ سلكيًّا عبر كابل إيثرنت
أو لاسلكيًّا من خلال شبكة الواي فاي.
استخدام خدمات التخزين السحابيّ
أصبحت خوادم التخزين السحابيّ مثل جوجل درايف وون درايف ودروب بوكس وغيرها توفّر
بديلًا جيّدًا ورخيص الثمن وسهل الاستخدام لمُحرّكات الأقراص الخارجيّة ووحدات
التخزين القابلة للإزالة عندما تكون بحاجة لمساحة تخزين إضافيّة لحفظ بياناتك
وملفّاتك، إذ لا يتطلّب الأمر منك شراء أيّ جهاز جديد أو إجراء أيّ توصيلات أو
اختبارات توافق.
كُلّ ما تحتاجه هو الاتّصال بشبكة الإنترنت والاشتراك في إحدى
خدمات التخزين السحابيّ، مثل خدمة OneDrive المُدمجة في أنظمة الويندوز،
لكي تبدأ في رفع ملفّاتك الهامّة وحفظها في خوادم السحابة، وبعدها يُمكنك الوصول
إلى هذه الملفّات وإعادة تنزيلها مُجدّدًا إلى أيّ جهاز كمبيوتر تستخدمه في أيّ
وقت تريد بشرط توافر الاتّصال بشبكة الإنترنت.
توفّر العديد من خدمات التخزين السحابيّ سعات تخزين محدودة بصورة مجّانيّة تمامًا
مع إمكانيّة دفع اشتراك سنويّ نظير الحصول على المزيد من مساحة التخزين، مثل خدمة
OneDrive التي تمنحك مساحة تخزين مجّانيّة بسعة 5 جيجابايت فقط، وهي سعة تخزين
ضئيلة للغاية قد لا تفي باحتياجاتك، عندئذ يُمكنك دفع حواليّ 20 دولار أمريكيّ
سنويًّا للحصول على سعة تخزين إضافيّة تبلغ 100 جيجابايت، أو يُمكنك دفع 100
دولار أمريكيّ سنويًّا لكي تتمتّع بمساحة تخزين إضافيّة على السحابة تبلغ 1
تيرابايت.
على الرغم من أنّ استخدام خدمات التخزين السحابيّ يُعتبر بمثابة البديل الأقلّ تكلفة، فإنّه لن
يكون مُناسبًا أبدًا إذا كُنت تستخدم أجهزة لا يتوفّر لها اتّصال دائم
ومُستقرّ بشبكة الإنترنت. إذا لم تفي جميع الحلول السابقة بمُتطلّباتك، وكنت
بحاجة إلى سعة تخزين أكبر بأسرع وسيلة مُمكنة لنقل البيانات ومن دون اتّصال
بالإنترنت أو توصيل أجهزة وكابلات خارجيّة عند الحاجة إلى تشغيل اللابتوب في كُلّ
مرّة، رُبّما قد حان الوقت لتُفكّر في ترقية الهارد الداخليّ للجهاز.
توفّر بعض
أنواع وحدات SSD الداخليّة سُرعات نقل بيانات كبيرة تفوق
سُرعة أفضل أنواع الهاردات الخارجية، فعلى سبيل المثال، يتمتّع هارد SSD الداخليّ PCIe 3.0 الذي ينتمي إلى فئة NVMe M.2 بسُرعة تصل
إلى 3500 ميجابايت/ثانية، ويوفّر هارد PCIe 4.0
الذي ينتمي إلى نفس الفئة سُرعة تصل إلى 7000 ميجابايت/ثانية، بينما لا تتجاوز
سُرعة أفضل هارد خارجي التي تتوافق مع المعيار USB4
أو Thunderbolt 4 حوالي 2800 ميجابايت/ثانية فقط.