هل تذكر متى آخر مرة قمت فيها بإعادة تشغيل الهاتف؟ على الأرجح أن الجواب لا، ففي عالمنا المهووس بالتكنولوجيا وفي ظل إدماننا لهواتفنا الذكية، أصبح استخدامنا لزر "الباور" مقتصرًا على إغلاق الهاتف في المواقف الضرورية وفقط، مثل أن يكون الشحن قد قارب على النفاد، بالرغم من أن له استخدامات أخرى كما تناولنا في مقال سابق. ولكن بالنسبة لخيار إعادة التشغيل، فلماذا يا تُرى قد نلجأ إليه؟ ربما في الحالات التي يتجمد فيها الهاتف أو يُصاب بـ "التهنيج" فقط، عدا ذلك فالكثير من المستخدمين لا يرون فائدة تُرجى من هذه العملية. على عكس المتوقع، أفضت وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) بضرورة عملية "الريستارت"، وهذا بعد أن أفادت بأهمية إغلاق الهاتف أيضًا، فما فائدة هاتين الخطوتين عمومًا، وإعادة التشغيل على وجه الخصوص؟ دعونا نوضح فيما يلي.
إعادة تشغيل الهاتف أسبوعياً
بخلاف توفير الطاقة، لماذا يجب إغلاق الهاتف أحيانًا؟
كجزءٍ من قائمة تستعرض أهم الممارسات والنصائح المتعلقة باستخدام الهاتف المحمول، أوصت وكالة الأمن القومي الأمريكية، وهي أعلى وكالة تهتم بخصوصية وسياسات الشعب الأمريكي، المستخدمين بعددٍ من النصائح والتعليمات المُفترض اتباعها عند استخدام الهواتف الذكية. من ضمن هذه النصائح مثلًا كان إغلاق الهاتف تمامًا في حالة عدم استخدامه، وبخاصة لفترات طويلة، والسبب في ذلك يرجع لوجود نوع من الهجمات السيبرانية لا يتطلب أي تفاعل من المستخدم فيما يُعرَف بهجوم النقر الصفري "Zero-Click".
على الرغم من أن إغلاق الهاتف لا يقي المستخدمين تمامًا من هذه النوعية من الهجمات السيبرانية، فإنه يُقلل من فرص حدوثها، والشيء نفسه ينطبق على التصيد الاحتيالي بأنواعه بما في ذلك الـ "Smishing"، أو التصيد الاحتيالي عبر الهاتف، والذي يُرسل فيه المخترق للضحية رسالة عبر الهاتف تبدو وكأنها من جهة موثوقة المصدر، بالضغط عليها يقع الضحية في المحظور ويتم اختراقه.
لماذا تنصح الـ NSA بعمل "ريستارت" للهاتف؟
بشكلٍ عام، ينصح صانعو الهواتف الذكية بإعادة تشغيل الهاتف بين الحين والآخر لأن ذلك يساعدك على منع مشاكل "التهنيج" وبُطء الهاتف. تتناول وكالة الأمن القومي الأمريكية الموضوع من زاويةٍ أخرى، إذ قال نيل زيرينج، وهو المسؤول عن قسم إدارة القدرات في الـ NSA، لوكالة أسوشييتد برس بأهمية إعادة تشغيل الهاتف أيضًا لسببٍ آخر أمني، وهو أن الكثير من الهجمات السيبرانية التي تحدث اليوم تتم على عددٍ من المراحل المتتابعة، إن تم اعتراضها، فسيتم إحباط العملية برمتها مما قد يؤدي في النهاية إلى إحباط الهاكر وتجاهله للضحية.
يُمثل إعادة تشغيل الهاتف "الريستارت" هذا الاعتراض، ولكن مثلما لا يمنع إغلاق الهاتف الـ "Zero-Click Attacks" والـ "Smishing" تمامًا، لا تعني عملية "الريستارت" أنك ستكون بمأمن طوال الوقت، وإنما تُقلل من فرص الاختراق فحسب. ولكن كم مرة عليك أن تقوم بإعادة تشغيل هاتفك؟ وفقًا لوكالة الأمن القومي، فالإجابة هي مرة واحدة على الأقل كل أسبوع.
ولمن يتساءل عن بقية النصائح الأخرى، فكان أهمها: إغلاق البلوتوث والواي فاي في حالة عدم استخدامهما، وتحديث السوفتوير والتطبيقات باستمرار، وإغلاق الموقع الجغرافي إلا عند الضرورة القصوى، واستخدام كلمات السر لإغلاق الهاتف بالطبع.
ومن الأشياء المثيرة للاهتمام التي أوصت بها الـ NSA كان استخدام مُلحقات – مثل شاحن الهاتف – موثوقة لأن بعض المخترقين يستخدمون هذه الملحقات للدخول إلى الهاتف عبر منفذ الـ USB! نعم، فوسائل الاختراق تطورت للغاية. وطبعًا لا تنسَ النصيحة الشائعة وهي عدم الضغط على الروابط، أو الصور، أو حتى مُلحقات الإيميلات التي لا تثق بها، حتى لو كانت من أشخاص تعرفهم، لأنهم بدورهم قد يكونوا مُختَرَقين. وإذا انبثقت لك رسائل توصيلك بتثبيت برامج معينة فلا تفعل إذا كنت تشك بها لأنها قد تكون برمجيات خبيثة وتسرق معلوماتك وبياناتك الحساسة ككلمات السر وغيرها.
وكنا قد تحدثنا في مقال سابق عن بعض النصائح العامة الأخرى التي قد تقيك شر الهجمات السيبرانية مثل استخدام VPN عند الاتصال بشبكة Wi-Fi عامة (كالموجودة بالمقاهي والفنادق)، وغيرها من النصائح التي نرى بوجوب اتباعها إن كنت تخشى سرقة بياناتك وتسعى للحفاظ على خصوصيتك بأكبر قدرٍ ممكن.