أسباب لماذا لا يجب تنزيل تحديث iOS الجديد على آيفون قديم



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


تُحدّث شركة أبل نظام تشغيل الآيفون "iOS" خاصتها باستمرار، وذلك لضمان المزيد من الحماية، ولإصلاح المشاكل التقنية حال وجودها، فضلًا عن النقطة التي تهم الأغلبية العظمى وهي المميزات والخصائص الجديدة. تدعم بعض هواتف الآيفون التحديثات لمدة 5 أو 6 سنوات، ومع ذلك، قد لا يكون من تنزيل تحديثات iOS فور طرحها هو القرار الصواب دائمًا.

بالطبع لم تقل آبل ذلك علنًا ولكن الشركة (التي تتجاوز قيمتها الـ 3 تريليونات دولار) لا تهتم بالطرازات القديمة من هواتف الآيفون بنفس درجة اهتمامها بالطرازات الأحدث، ولذلك نجد أن الكثيرين ممن يمتلكون إصدارات قديمة من هواتف الآيفون يريدون تثبيت التحديثات غير الموجهة لهواتفهم عُنوةً وبشكل يدوي، ظنًا منهم أن هذا الفعل سيُحسّن من أداء هواتفهم ويجعلهم يتمتعون بالمميزات الجديدة لنظام التشغيل، ولكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا. فيما يلي نسرد بعض الأسباب المقنعة لتجنب تحديث iOS الجديد أو على الأقل تأجيل تنزيله لبعض الوقت إن كنت تستخدم آيفون قديم.


  تحديث iOS الجديد قد بُطء الهاتف


على مدار سنوات عديدة اتهم بعض مستخدمي الإصدارات القديمة من هواتف أبل هذه الأخيرة بأنها تُبطء من أداء هواتفهم – بدون سبب مُقنع – عن عمد؛ فالبعض مقتنع بأن تأخر استجابة هواتفهم أثناء الكتابة أو توقف الهاتف عن العمل بدون سابق إنذار أو غيرها من المشاكل الأخرى هي محاولات بائسة من الشركة الأمريكية لإجبارهم على اقتناء الإصدارات الأحدث من الآيفون. والحقيقة أن سبب بُطء هواتف الآيفون القديمة بعيد كل البعد عن نظرية المؤامرة هذه.


ببساطة شديدة، تحتاج التحديثات الأخيرة – والموجهة إلى هواتف الآيفون الأحدث – إلى جهد أقوى بقليل من الجهد الذي تبذله هواتف الآيفون القديمة، أو بمعنى آخر كل تحديث iOS جديد يتطلب المزيد من أداء الهاتف ولذلك سيعمل بشكل متناغم وسلس على أحدث آيفون أصدرته آبل بالمقارنة مع الطرازات الأقدم التي لا تنعم بأحدث العتاد مثل شريحة المعالجة. ولهذا فإن تثبيت تحديثات الـ iOS الأخيرة على الأجهزة القديمة عُنوةً يُحمّل الهاتف فوق طاقته، وبالتالي يؤثر على أدائه بطرق مختلفة مثل استغراق التطبيقات وقتًا أطول حتى تفتح أو ملاحظة سخونة زائدة أو بطئ أثناء التنقل بين التطبيقات. هذا كل ما في الأمر.

  تراجع أداء البطارية وتدهورها بشكل أسرع



وفقًا لتقرير صادر عن موقع TechCrunch اعترفت شركة أبل بنفسها عام 2017 أنها تُبطئ من أداء أجهزة ا لآيفون عمدًا –وهذا لا يتناقض مع الفقرة السابقة لأن الحالتين مختلفتان – لزيادة عمر البطارية. فالتفاحة الأمريكية نظَّمت من استهلاك الهاتف للبطارية بطريقة جيدة، ولكنها في نفس الوقت جعلت أداء الهاتف أسوأ، ولك أن تتخيل أن ترقية نظام تشغيل هاتف الآيفون القديم يجعل الأداء أكثر سوءًا ويُضعف من حالة البطارية مؤديًا إلى نفادها بسرعة أكبر.

إصدارات iOS الجديدة تتطلب جهدًا إضافيًا من المعالج والبطارية على حد سواء، وهذا يزيد من استهلاك الطاقة، وبالتالي يُقلل من كفاءة البطارية غير المؤهلة إلى ذلك بُحكم عمر الهاتف. وبحسب استفتاء أجراه موقع 9to5Mac الشهير، فإن 64% من مستخدمي أجهزة الآيفون عانوا من مشاكل في أداء البطارية بعد تنزيل تحديث iOS 16، ولذلك أوصى الخبراء المستخدمين بالثبات على الـ iOS 15، وبالمناسبة فقد سبق لنا شرح طريقة الرجوع إلى نظام iOS القديم بعد التحديث يمكنك مطالعتها إن كنت مهتم.

جدير بالذكر أيضًا أن بطاريات الليثيوم تضعف مع الوقت وقدرتها على الاحتفاظ بالشحنة الكهربائية تقل تدريجيًا بشكل ملحوظ، ولهذا ربما عليك أن تفكر باستبدالها كليًا إذا كنت تواجه مشكلات في عمر البطارية مع آيفونك القديم، فهذه الخُطوة يمكن أن تعيد الحياة إلى هاتفك مرة أخرى دون الحاجة إلى تحديث iOS.

  ظهور مشاكل "التهنيج"



قد تعتقد أن أنظمة الـ iOS الحديثة هي أنظمة منزهة عن العيوب والمشاكل التقنية، وهذا ليس صحيحًا؛ فأحيانًا تأتي تحديثات أنظمة التشغيل هذه بعيوب أكثر من مزاياها المزعومة، وعليه، فإن اتكالك على التحديثات الأخيرة لأنظمة تشغيل الآيفون بدلًا من الأنظمة القديمة قد يُعرّض هاتفك لما لا يُحمد عقباه من "تهنيجات" ومشاكل أخرى كثيرة.

فإصلاح أنظمة التشغيل الجديدة لمشاكل قديمة لا يعني أنها ستأتي بدون مشاكل جديدة، ولذلك قد تجد هاتفك يواجه أعطالٍ من قبيل تجمد الكاميرا، أو ضعف أداء البطارية، أو شعف إشارة الواي فاي أو البلوتوث أو غيرهم. ولهذا فإننا ننصحك بالإبقاء على نظام تشغيلك كما هو ما دام هاتفك يعمل بشكل مستقر وبدون مشاكل مزعجة تنغص عليك تجربة الاستخدام.

  أين المميزات الجديدة المزعومة؟



لا تستبعد احتمالية أن تسأل نفسك هذا السؤال بعد الانتقال إلى تحديثات الـ iOS الأخيرة إذا كان هاتفك قديمًا نوعًا ما. فبعيدًا عن المشاكل المذكورة التي قد يواجهها هاتفك، فإنه قد لا يحصل على التحديثات التي أطمعتك فيها وجعلتك تتخلى عن نظام تشغيلك القديم. إتبعت شركة آبل هذا النهج مؤخرًا بحيث تمنح هواتف آيفون القديمة آخر تحديثات iOS ولكن في الوقت نفسه تحرمها من بعض المزايا الجديدة وبعضها تكون مزايا رئيسية في التحديث أصلًا.

يُعزى السبب في ذلك إلى أن التحديثات الجديدة قد لا تتوافق مع إصدار هاتفك، خصوصًا إذا كنا نتكلم عن تحديثات ثورية لم نرها من قبل أو تحديثات لا يأبه مطوروها بدعمها وتطويرها باستمرار لتتوافق مع كافة هواتف الآيفون، ولكن غالبًا السبب المزعوم من آبل هو عدم أهلية شرائح المعالجة في الهواتف القديمة لتشغيل المميزات الجديدة بنفس كفاءتها على الطرازات الأحدث.

هل هذه الأسباب تجعلك تصرف النظر بشكل كلي عن تحديثات الـ iOS الأخيرة؟ الجواب القصير هو: بالطبع لا. أما الجواب الطويل: فنحن لا ننصحك البتة بالإبقاء على نظام تشغيلك وعدم الالتفات إلى أنظمة الـ iOS الأحدث؛ كُل ما في الأمر هو أننا ننبئك ببعض المشاكل التي قد تواجهك إذا حدَّثت هاتفك بخصائص ومميزات لا يطيق تحملها.

ولهذا، إن كنت واثقًا من أن هذه المشاكل المذكورة لن تواجهك -يُمكنك التأكد عن طريق البحث-، أو حتى إذا وجهتها مشاكل عادية يمكنك أن تتعايش معها في سبيل مميزات التحديثات الجديدة، فيمكنك بالطبع أن تُحدّث نظام تشغيل الـ iOS لهاتفك، ولكن على مسؤوليتك الشخصية، فكما ذكرنا في مقدمة هذا المقال: فإن التحديثات الجديدة تُصلح العديد من المشاكل التقنية، وتضمن لك طبقة إضافية من الحماية، فضلًا عن مميزاتها وخصائصها الجديدة.

تعليقات