طرق غير مكلفة لإعادة إحياء لابتوب أو كمبيوتر قديم



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


في ظل ارتفاع أسعار السلع عمومًا، والأجهزة الإلكترونية خصوصًا، أصبح من العسير على الكثيرين أن يشتروا لابتوب جديد أو تجميعة بمواصفات قوية أو حتى متوسطة، ومن هنا تبرز فكرة إعادة إحياء الأجهزة القديمة. هناك طُرق عدة إن طبقت بعضها، ويا حبذا لو طبقتها جميعًا، سيتحول جهازك القديم إلى جهازٍ، لن أقول خارق، ولكن إلى شيء سيبهرك بكل تأكيد أو على الأقل يساعدك في إنجاز المهام اليومية كتصفح الإنترنت ومشاهدة الفيديوهات بسلاسة أو تشغيل ألعاب غير متطلبة رسومياً لكن شائعة. لذلك قبل أن نبدأ، دعنا نتفق أن ما نقصده بعبارة "إعادة إحياء لابتوب أو حاسوب قديم" هو أن نجعل الجهاز سريع قدر المستطاع، أو على الأقل نخلصه من حالة العناء المتمثلة في البطء الشديد الذي يجعله غير قابل للاستخدام الآدمي.


  استبدل الهارد العادي (HDD) بـ SSD


أحيانًا يكون السبب الوحيد لبطيء جهازك، سواء اللابتوب أو الكمبيوتر، هو أنه يعتمد على الهارد ديسك العادي (HDD) ومع أن هذا النوع من الأقراص الصلبة تطور جدًا على مر الزمن، إلا أن السرعات التي يقدمها مازالت بعيدة تمامًا عند المقارنة بالنوع الأحدث وهو SSD. ولهذا فالنصيحة الأولى هي أن تتأكد الآن من نوع قرص التخزين لديك ولا تتردد في اقتناء SSD واستخدامه كوحدة تخزين رئيسية وليست ثانوية، أي تقوم بتثبيت نظام التشغيل عليه جنبًا إلى جنب كل البرامج التي تستخدمها، ولا مشكلة في الاستفادة من الهارد القديم في تخزين الملفات الشخصية.


أما عن المميزات التي ستحصل عليها بمجرد اعتمادك على SSD، فكثيرة جدًا؛ أولًا ستلاحظ أن سرعة جهازك قفزت بداية من الوقت المستغرق للإقلاع وحتى تشغيل البرامج وفتح الملفات. يرجع السبب في ذلك إلى طبيعة هذه الوحدات التخزينية، حيث أن SSD في الواقع هو اختصار لـ Solid-State Drive وتعني ببساطة أن قرص التخزين ليس به أجزاءٌ متحركة مما يعني أنه يستهلك طاقة أقل، ويعيش لفترات أطول من الهارد ديسك العادي، ولا تصدر عنه أصوات مزعجة، وغيرها من المميزات التي ستلاحظها بنفسك فور الاعتماد عليه. العقبة الوحيدة التي قد تواجهك هي أن جهازك القديم قد يكون عتيقًا لدرجة أنه لا يدعم تركيب SSD من الأساس، ولكن لا تقلق، فبنسبة كبيرة جدًا سيتوافق الـ SSD مع جهازك لأن معظم اللوحات الأم بها مداخل SATA تدعم هذه النوعية من أقراص التخزين.


لذلك، إذا كنت تفكر جديًا في طريقة غير مكلفة لتسريع لابتوب أو كمبيوتر قديم لديك، فأفضل استراتيجية هي البحث عن أرخص SSD بمساحة تخزين 120 جيجابايت مثلًا لتُنصّب عليه نظام التشغيل وتخصصه للنظام وملفاته، والهارد القديم استخدمه للتخزين العادي كما أسلفنا الذكر، وذلك نظرًا لارتفاع أسعار الـ SSD مقارنة بالهارد ديسك العادي. ولتسهيل عملية الانتقال من هارد قديم إلى آخر جديد وأسرع، نوصي بمراجعة موضوعنا السابق حول نقل الويندوز من الهارد القديم الي الهارد SSD الجديد.

  أضف المزيد من الرامات



تعتمد سرعة جهازك بشكل محوري على ذاكرة الوصول العشوائي (الرامات) وهي الذاكرة قصيرة المدى التي يعتمد عليها معالج جهازك في تنفيذ الأوامر الحالية بسرعة إذ إنها – الرامات – أقرب إلى المعالج من قرص التخزين أو الهارد وتتميز بالسرعة الفائقة في نقل البيانات، وبالتالي كلما كان حجم الرامات كبيرًا، استطاع الجهاز أن يعتمد عليها في تخزين المزيد من المعلومات ومعالجتها بسرعة، وبالتالي تزيد سرعته عمومًا.

عدم وجود مساحة كافية من الرامات يؤدي، في أسوأ السيناريوهات، إلى انهيار نظام التشغيل بشكل متكرر أو تعطل البرامج التي تحاول تشغيلها، وفي كل الحالات سيؤثر ذلك على تجربة استخدامك للكمبيوتر بشكل كبير. لذلك فإن ترقية الرامات تعني قابلية جهازك للقيام بأكثر من مهمة في وقت واحد بسلاسة؛ ستستطيع فتح المزيد من التبويبات على المتصفح بدون أن يتجمد جهازك فجأة وبدون مقدمات، وستلاحظ الفرق الواضح عندما تُشغل لعبة أو برنامجًا ما، وبالمجمل أنت تحتاج لمواكبة التحديثات التي تطرأ على البرامج وأنظمة التشغيل التي تتطلب بدورها المزيد من هذه الذاكرة، ولهذا لا مفر من زيادة الرامات.


فقط تأكد من نوع الرامات الذي يدعمه جهازك، ويُفضل أن تذهب باللابتوب أو كيسة حاسوبك لمتخصص تثق به وهو سيتولى الأمر، وننصحك ألا يقل حجم الرامات خاصتك عن 8 جيجابايت، فهو يعُد الحجم الأمثل لأغلب احتياجات العمل في الوقت الراهن. ومع ذلك، إذا كان الحلّان المذكوران مُكلفان بالنسبة إليك، فنحن نعدك أن الطرق القادمة لن تكلفك شيئًا مقارنة بما ذكرناه.

  غيّر نظام التشغيل، أو افحصه على الأقل



ربما يُعزى سبب بُطء جهازك إلى أمورٍ أبسط من الرامات وأقراص التخزين، مثل نظام التشغيل. أحيانًا تكمن المشكلة في تكدس نسخة الويندوز – أو أي نظام تشغيل آخر – خاصتك بالبرامج المُثبتة مُسبقًا من قبل الشركة المصنعة، والتي يُطلق عليها اسم Bloatware. باختصار شديد، فإن هذه النوعية من الملفات تستهلك قدرًا من موارد الجهاز بدون داعٍ. أفضل وأسلم حل هو إعادة تثبيت نظام التشغيل من الصفر أو اللجوء إلى خيار "إعادة ضبط المصنع" والذي يُسمى Reset this PC في نظام ويندوز لحذف الملفات المؤقتة والبرامج وتثبيت نسخة نظيفة من الويندوز على الجهاز بأقل مجهود يُذكر.

ولكن إذا جربت إعادة تثبيت نسخة الويندوز ولم تفلح الطريقة في تسريع الجهاز أو كان تأثير هذه الخُطوة ضعيف للغاية، فهنا عليك التفكير في الاستغناء عن نظام ويندوز والاعتماد على نظام تشغيل مختلف تمامًا. هناك توزيعات لينكس خفيفة تعمل بشكل مثالي على الأجهزة القديمة، يمكنك الاختيار من بينها، أو تثبيت نظام Chrome OS Flex من جوجل والذي يحاول جهازك إلى Chromebook للاعتماد عليه في تصفح الإنترنت ومشاهدة الفيديوهات والوصول إلى البرامج المكتبية المعروفة من جوجل.

بشكل عام، لا ننصحك بتنصيب ويندوز 10 أو 11 مثلًا إن كان جهازك قديمًا كون هذه النُسخ تأتي بأنظمة حماية أفضل وبمميزات أوضح من أنظمة التشغيل الأقدم مثل ويندوز 7، وبالتالي تحتاج إلى عتاد أقوى بقليل. ولهذا فإن خلاصة القول في هذه المسألة تكمن في تثبيت نظام آخر أو إن كنت من محبي نسخ ميكروسوفت فيمكنك البحث عن نسخة مُخففة (غير رسمية) من إصدارات ويندوز مثل Tiny10 أو Tiny11.

  تنظيف الكمبيوتر وازالة الاتربة



مشكلة الغبار المتراكم على قطع حاسوبك الداخلية أنه لا يُنبئك بذلك. يتغاضى الكثيرون عن مشكلة الغبار أو يتناسونها، ربما لأنهم لا يعلمون عِظم حجم هذه المشكلة أو لأنهم يتكاسلون أو يخشون العبث بالجهاز ومكوناته، ولكن بعد هذه الأسطر القليلة القادمة، أعتقد أن أضعف الإيمان سيكون بتنظيف الجهاز فورًا.

أولى مشاكل الغبار المتراكم داخل أجهزة الحاسوب أنه يعوق مسار تدفق الهواء، وهذه مشكلة لا يُستهان بها إذ قد تتسبب بارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ وبالتالي تضعف من أداء الجهاز، بل وقد تتلف إحدى القطع الداخلية لا قدر الله. وإذا افترضنا أن الغبار سيترك مسار الهواء وشأنه، فهذا لا يعني أن الحرارة لن تتأثر؛ إذ بتراكم الغبار نفسه تنحبس الحرارة بالداخل مؤدية إلى نفس المآل غير المرغوب.

في كل الأحوال يجب عليك أن تنظف الجهاز الخاص بك من الغبار، وقد شرحنا في مقال سابق اسهل طريقة لتنظيف كيسة الكمبيوتر ولماذا تجعل جهازك اسرع؟ لكن عمومًا  استخدم منظف الغبار "بلاور" وفرشاة أسنان قديمة، ولكن بحذر، ولا تترك جزءًا به ذرة غبار، وفي حالة اللابتوب، ننصحك بالاستعانة بخبير إن كانت هذه مرتك الأولى. ضع في اعتبارك أن الأمر لن يختلف كثيرًا بالنسبة للحواسيب المحمولة، إذا تمكن الصعوبة فقط في تفكيك الهيكل للوصول إلى المكونات الداخلية، وقد سبق لنا أيضًا توضيح الخطوات الأساسية لتنظيف اللابتوب وخفض صوت المروحة والقضاء علي البطء.نقترح مطالعته وآخذ هذه الخُطوة بجدية لتفادي تلف الجهاز بالكامل بسبب تراكم الحرارة.


  تفقد التبريد والمعجون الحراري



تأكيدًا على النصيحة السابقة، يجب عليك أن تتفقد درجة حرارة جهازك باستمرار باستخدام برامج مثل Afterburner و Core Temp فهذه من أهم المؤشرات التي يجب عليك مراقبتها باستمرار في الكمبيوتر. إذا لاحظت أن النتائج غير مُرضية، فتفقد المراوح من الداخل، وإن كان باستطاعتك أن تستبدلها فافعل ذلك. احرص دائمًا على وصول قدر كافٍ من الهواء إلى مكونات جهازك عمومًا وإلى المعالج وكارت الشاشة خصوصًا.

وحديثًا عن المعالج، فما أخبار المعجون الحراري؟ هل قمت بتغييره من قبل؟ هل فكرت في تغييره من الأساس؟ يحافظ المعجون الحراري (Thermal Paste) على درجة حرارة عقل الجهاز وقلبه النابض (المعالج) إلى الحد الطبيعي، ولهذا فمن الواجب عليك أن تهتم به، ولحسن الحظ أنه يبقى لفترة طويلة (سنة أو سنتين) بدون أن يتأثر كثيرًا. وطبعًا النصيحة المعتادة: إذا كانت هذه مرتك الأولى التي ستغير فيها المعجون الحراري، فاذهب إلى مختص أو تابع هذا الدليل الارشادي المبسط: تغيير المعجون الحراري لتسريع جهاز الكمبيوتر.

في النهاية، إن اتبعت هذه الطرق، فنحن نضمن لك تجربة مختلفة تمامًا ستغير من منظورك تجاه جهازك القديم؛ صحيحٌ أنها لن تجعل منه جهازًا خارقًا يُشغل لك ما لذ وطاب من البرامج والألعاب، ولكنها على الأقل ستجعله صالحًا للاستخدام الآدمي وجيد جدًا في القيام بالمهام المكتبية العادية مثل التصفح، وإن كان الجهاز مزودًا بمعالج جيد، فاعتبره مثل الجديد.

تعليقات