حيل ذكية لجعل بطارية هاتفك الأندرويد تصمد لأكثر من يوم !

لا شك أن أحد أكبر التحديات التي تواجهنا أثناء استخدام الهاتف الذكي هو عمر البطارية القصير. الشحن أصبح ينفد بسرعة كبيرة لدرجة تضطرنا إلى ترك الشاحن موصولًا بالكهرباء على مدار الساعة. السبب الرئيسي لهذه المشكلة الشائعة يكمن في استخدامنا المُفرط للهاتف بالتأكيد، لكن جزء كبير من المشكلة يرجع إلى بعض الخصائص والمميزات التي تكون مُفعلة تلقائيًا وتأكل نسبة الشحن دون أن ننتبه. في هذا المقال سنتناول أبرز الطرق التي يمكنك من خلالها تحسين أداء بطارية هاتفك الأندرويد وجعلها تصمد ليوم كامل على الأقل، حيث سنشارككم نصائح عملية فعالة ومُجرّبة على المستوى الشخصي ستساعدكم على حل مشكلة نفاد البطارية بسرعة.

غالبًا ما تستهلك التطبيقات التي تعمل في الخلفية موارد الهاتف لتحديث محتوياتها أو إرسال الإشعارات أو مزامنة البيانات وما إلى ذلك. بوضع التطبيقات التي لا تستخدمها في وضع السكون، سيتم إيقاف نشاطها في الخلفية وبالتالي يقل استهلاك البطارية.

للأسف لا توجد طريقة موحدة لجميع هواتف الأندرويد لإدخال التطبيقات غير المستخدمة في وضع السكون، فعلى هواتف سامسونج مثلًا، تكون الطريقة بفتح "الضبط" Settings والتوجه إلى قسم "البطارية" Battery وبعدها تضغط "حدود استخدام الخلفية" Background Usage Limits ومن الشاشة التالية تضغط على "التطبيقات في وضع السكون العميق" Deep Sleeping Apps ثم اضغط على علامة زائد (+) بالأعلى لتختار التطبيقات التي ترغب في منع عملها في الخلفية.

بالنسبة لهواتف أندرويد الأخرى، فربما تكون الخطوات عبارة عن الدخول إلى صفحة الإعدادات ثم التوجه إلى قسم البطارية والضغط على "استخدام البطارية" Battery Usage لتحدد مباشرًة التطبيق الذي تريد تعطيل نشاطه في الخلفية، وبعدها تعطل الخيار الموجود بجانب "السماح بالنشاط في الخلفية" Allow Background Activity.

تُمكنك خاصية العرض الدائم من عرض معلومات مُعينة على شاشة القفل دون الحاجة لمس الهاتف أو تشغيل الشاشة بالكامل. لا شك أن هذا أمرٌ رائع خاصةً وأنك تستطيع عرض معلومات أساسية مثل الوقت والتاريخ والإشعارات ونسبة شحن البطارية، لكن المشكلة أن كل هذه الأمور تأتي على حساب البطارية، وبالتالي فإن تعطيلها سوف يساهم في تحسين أداء وعمر البطارية بشكل ملحوظ.

لكن مثل وضع السكون، لا توجد طريقة موحدة لتعطيل خاصية العرض الدائم على جميع هواتف الأندرويد، فعلى هواتف سامسونج يمكنك فتح تطبيق "الضبط" Settings والتوجه إلى "شاشة القفل وAOD" أو Lock Screen and AOD ثم تعطيل الخاصية من الصفحة التالية. أما بالنسبة لهواتف أندرويد الأخرى فيمكن الدخول إلى تطبيق الإعدادات والبحث عن "Always On Display" لتعثر على خيار التحكم في نشاط الخاصية.

تُحدد خاصية "مُهلة الشاشة" Screen Timeout – الموجودة في الإعدادات – المدة الزمنية التي تظل فيها الشاشة نشطة بعد آخر تفاعل للمستخدم مع الجهاز. بعد انقضاء هذه المدة، تنطفئ الشاشة تلقائيًا بهدف توفير البطارية وحمايتها من الاحتراق. بتقليل وقت تشغيل الشاشة، ستنطفئ بشكلٍ أسرع عند عدم الاستخدام كما سيتم إطالة عمر البطارية. إذا كنت مُهتمًا بهذا الأمر، فادخل إلى الإعدادات ثم الانتقال إلى قسم "الشاشة" Display، وابحث عن "زمن توقف الشاشة" Screen Timeout. اختر أقصر مدة مناسبة لطبيعة استخدامك حتى توفر البطارية.

يُشير معدل التحديث – يُقاس بالهرتز Hz – إلى عدد المرات التي يتم فيها تحديث صورة الشاشة في الثانية الواحدة. كلما كان مُعدل التحديث كبيرًا، كانت الصورة أكثر انسيابية وسلاسة خاصة عند التمرير السريع أو مشاهدة الفيديوهات أو تجربة الألعاب، لكن هذا أيضًا يأتي على حساب طاقة وعمر البطارية، والعكس بالعكس.

شخصيًا أُفضل التجربة الرائعة مقابل التضحية بنسبةٍ من شحن البطارية، لكن إذا كان الشحن يسبب لك أزمة حقيقية وينفد بسرعة كبيرة، فجرّب أن تخفض معدل التحديث عن طريق التوجه لإعدادات الهاتف ثم "الشاشة" Display والبحث عن "سلاسة الحركة" Motion Smoothness أو "معدل التحديث" Refresh rate أو مرادفاتها. اختر الوضع "قياسي" Standard بدلًا من "تكيفي" Adaptive حتى يقل المعدل من 120 إلى 60 هيرتز. إن لم يُعجبك الأمر فأعد كل شيء كما كان.

يوجد وضع "توفير الطاقة" Power Saving Mode في معظم الهواتف الذكية للمساعدة في تقليل استهلاك البطارية عن طريق تقييد بعض وظائف الهاتف. تم تصميم هذا الوضع خصيصًا لإطالة عمر البطارية عندما يكون مستوى الشحن منخفضًا أو عندما تكون في مكان يصعب عليك فيه شحن الهاتف. لا يُعيد وضع توفير الطاقة اختراع العجلة، هو فقط يُقلل من سطوع الشاشة، ويقلل من نشاط الخلفية ومن المؤثرات البصرية، كما أنه يوقف الاهتزازات وخاصية العرض الدائم التي تحدثنا عنها. إذا لم تستخدم هذا الوضع من قبل، فادخل إلى الإعدادات، ثم "البطارية" Battery وستجده تحت مسمى "توفير الطاقة" Power Saving.

تحتوي معظم هواتف الأندرويد على خاصية تُسمى "Wi-Fi Scanning"؛ وظيفة هذه الخاصية هو البحث عن شبكات الواي فاي المتاحة باستمرار حتى عندما تكون خاصة الواي فاي نفسها مُعطلة. الهدف الرئيسي من هذه الخاصية هو تحسين دقة خدمات تحديد الموقع الجغرافي، حيث تستخدم الهواتف معلومات الشبكات القريبة لتحديد موقعك بشكلٍ أدق. إنّ بقاء هذه الخاصية نشطة يستهلك شحن البطارية، ولتعطيلها: ادخل إلى إعدادات هاتفك ثم توجه إلى قسم "الموقع" Location واضغط على "خدمات الموقع" Location services (هذا في هواتف سامسونج، قد تجد المسمى مختلفًا قليلًا في الهواتف الأخرى) ثم عطّل خاصية "مسح Wi-Fi" وبالمثل عّطل خاصية "مسح البلوتوث" لضمان أقل عدد ممكن من العمليات في الخلفية.

من نفس قسم خدمات الموقع (Location services)، ستجد العديد من الخدمات التي يمكنك تعطيلها وبالتالي الحفاظ على عمر البطارية لفترة أطول. تشمل هذه الخدمات "تنبيهات الزلازل" Earthquake alerts التي تساعدك في اكتشاف الزلازل القريبة من موقعك وتقدير قوتها ومسافتها بشكلٍ أولي، وخدمة "تحديد الموقع الجغرافي في حالات الطوارئ" Emergency Location Service التي تُرسل موقعك إلى فرق الاستجابة للطوارئ عندما تُرسل رسالة نصية أو تتصل برقم الطوارئ، و"دقة الموقع" Location Accuracy التي تستخدمها جوجل لتحسين دقة تحديد الموقع، إلخ. إذا عطلت هذه الخدمات أو جزءًا منها فستوفر نسبة من شحن البطارية، لكنك قد تواجه مشاكل في تحديد الموقع فانتبه.

تستهلك بعض التطبيقات طاقة البطارية بشكلٍ أكبر من غيرها. عادةً ما تكون هذه التطبيقات هي التي تعمل في الخلفية وتُرسل لك إشعارات باستمرار مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي من فيسبوك وإنستجرام وواتساب وغيرهم. يمكن أن يؤدي التعرف على هذه التطبيقات وتغيير بعض إعداداتها إلى تقليل استنزاف طاقة البطارية بشكل كبير. على سبيل المثال، يمكنك وضع التطبيق في وضع السكون العميق (كما شرحنا في أول نصيحة!)، أو إيقاف تلقي الإشعارات منه، أو وضع حد زمني لاستخدامه، أو حظر أذونات الوصول غير الضرورية مثل التتبع المستمر للموقع الجغرافي.

وللعثور على التطبيقات الأكثر استهلاكًا للبطارية، توجه إلى "الضبط" Settings ثم إلى قسم "البطارية" Battery وقم بالتمرير إلى أسفل حيث ستظهر قائمة مرتبة من الأكثر استهلاكًا إلى الأقل على مدار اليوم. بالضغط على أي تطبيق ستظهر أمامك صفحة بها بعض الاحصائيات التي تمنحك فكرة عن مدى استهلاك هذا التطبيق للطاقة.

توجد هذه الخاصية في معظم هواتف الأندرويد أيضًا وتساعدك على ضبط سطوع الشاشة تلقائيًا بما يتناسب مع كمية الإضاءة الموجودة في المكان عن طريق المستشعرات. إذا كنت في مكان يمكنك رؤية الشاشة فيه بوضوح، فسيتم خفض السطوع الزائد تلقائيًا لتوفير طاقة البطارية. إذا كان هذا مناسبًا لك، فادخل إلى إعدادات هاتفك الأندرويد وابحث عن "Brightness" أو السطوع وادخل إلى إعداداتها. الآن ابحث عن "Adaptive Brightness" أو ما يفيد بسطوع الشاشة التكيفي وفعل الخاصية.

في النهاية، قد لا تُناسب بعض هذه النصائح جزءًا منكم، كما أنها قد تحرمكم من بعض المميزات التي تعودتم على استخدامها، لكن الفكرة أنك ستُضطر إلى التضحية بشيء مقابل آخر، فتوفير شحن البطارية يتطلب منك التنازل عن بعض المميزات والعكس.