أخطاء يجب أن تتجنبها عند استخدام VPN



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


عند تصفح الإنترنت، يجب أن تتربع الخصوصية على عرش الأولويات. انطلاقًا من هذه الحقيقة تأتي الحاجة الماسة لاستخدام برامج الـ VPN والتي تمثل حلًا عمليًا للغاية في إخفاء هويتك على الشبكة العنكبوتية. صحيح أن هناك برامج VPN بجودة رديئة لا تسمن ولا تغنى من جوع، ولكن بالاعتماد على البرنامج الموثوق الذي يقدم خدمة VPN آمنة ستحصل على فوائد جمة. وبعد أن رشحنا لكم عددًا لا بأس به من برامج وإضافات الـ VPN (سواء المدفوعة أو المجانية) على مدار عدة مقالات سابقة، حان الوقت لنخبركم بمفاهيم مغلوطة وأخطاء يجب عليكم تجنبها عند استخدام هذه النوعية من البرامج لتحقيق أقصى استفادة منها.


  عدم درايتك بوظيفة الـ VPN من الأساس


يعتقد الكثيرون أن استخدام برامج الـ VPN يعني أن تواجدهم على الإنترنت سيكون مخفيًا بشكل كليّ، وهذا ليس صحيحًا البتة؛ نعم، هذه البرامج تعطيك شيئًا من الخصوصية، أو دعنا نقل تُخفي نشاطاتك على الإنترنت، ولكنها لا تُحولك إلى شبح أو تخفي تواجدك تمامًا.

لكي تفهم هذه الجزئية، عليك أن تعرف الطريقة التي تعمل بها برامج الـ VPN؛ باختصار شديد تشفر الشركة المسؤولة عن برنامج الـ VPN الذي تستخدمه بياناتك وتحولها إلى صيغة غير مقروءة لئلا تصل إلى جهة غير مسموح لها برؤية هذه البيانات، بعد ذلك تُرسل هذه البيانات المشفرة في نفقٍ، وتُسمى هذه العملية بالـ Tunneling، وهذا النفق يحمي بياناتك ويحجبها عن مزود خدمة الإنترنت لديك. ثم، تأتي بعد ذلك عملية إخفاء عنوان الـ IP خاصتك واستبداله بعنوان IP آخر تقدمه لك الشركة، وهذا إثبات حي على أن تواجدك على الإنترنت لا يُخفى بشكل كلي، فإذا ارتكبت جريمة دولية مثلًا، يستطيع الإنتربول ببساطة أن يذهب إلى شركة الـ VPN ويحصل منها على بياناتك، وهذا بتبسيط مخل.


أي بصورة تخلو من التعقيد، الـ VPN يصنع نفق مشفر من مكانك إلى مكان آخر ما يجعل نشاطك الذي تقوم به من جهازك يبدو وكأنه نشاط من مكان آخر على الكوكب! وبالتالي هذا يمكن أن يساعد في إحباط محاولات التجسس عند الاتصال بشبكة واي فاي عامة في المقهى، ويسمح لك بالوصول إلى المحتوى المقيد على الإنترنت بتجاوز القيود الجغرافية، أو تشفير محاولاتك لتنزيل محتوى مقرصن عبر التورنت، وهكذا. لكنه لن يجعلك مجهول الهوية بطريقة سحرية، أو يحميك من البرامج الضارة أو برامج الفدية، أو يغير طريقة اتصالك وعاداتك أثناء تفعيل الـ VPN.


  استخدام برنامج VPN لا يقدم ميزة Kill Switch



هناك الكثير من برامج وإضافات الـ VPN التي تؤدي وظيفتها على أكمل وجه ما دامت تعمل في الخلفية، ولكن عند توقفها لأي سبب كان، تفقد وظيفتها تمامًا وتُشرَع بياناتك للعامة مجددًا، وهذا يعني أنك لا تحصل على الخدمة التي دفعت أموالًا من أجلها حيث بمجرد توقف البرنامج أو الإضافة يتم كشف نشاطك مرة أخرى بدون أي تشفير. أي منذُ دقيقة واحدة كانت أنشطتك على الإنترنت يتم تحويلها عبر سيرفر بعيد في الولايات المتحدة، وفي لحظة ما يعود فيها اتصالك بسيرفرات مزود الخدمة في مصر أو الجزائر أو ايًا كان موقعك الجغرافي الحالي.

لحل هذه المشكلة، لجأت شركات عديدة إلى حلول ذكية، وإحدى أشهر هذه الحلول هي ميزة الـ Kill Switch التي خصصنا عنها موضوع كامل للتأكيد على أهميتها في أي برنامج VPN. ببساطة، هذه الميزة تجعل البرنامج يفصل الإنترنت لديك مباشرة عند انقطاع الاتصال بسيرفر الـ VPN بشكل مفاجئ، وبهذا تضمن الحفاظ على خصوصيتك دائمًا، فالنصيحة هنا: تفقد اتصال الـ VPN خاصتك باستمرار ولا تُعوّل عليه خاصة إن كان مجانيًا لأن معظم البرامج – إن لم تكن جميعها – التي تقدم ميزة الـ Kill Switch هي برامج مدفوعة.

  استخدام برنامج VPN ضعيف التشفير



في بدايات الألفينات، كانت برامج الـ VPN تستخدم بروتوكولات تشفير مثل PPTP ثم ظهرت L2TP/IPsec وهذه بروتوكولات عفا عليها الزمن الآن. الأمر أشبه باستخدام بروتوكول WPA القديم في تأمين شبكة الواي فاي خاصتك، وهو ما لم يعد قرارًا سليمًا بالمرة إذ إنه سيجعل شبكتك مطيَّةً لكل من يريد أن يخترقها. نفس الشيء تقريبًا ينطبق على استخدام بروتوكول تشفير ضعيف لبرنامج الـ VPN خاصتك، هذا الشيء سيجعل بياناتك عُرضة للخطر، والحل البسيط يكمن في استخدام بروتوكول تشفير قوي مثل بروتوكول WireGuard الذي يعطيك تجربة خالية من التعقيد، تتمتع بسرعة كبيرة، والأهم من ذلك أنها أكثر أمانًا.

يستخدم بروتوكول WireGuard نظام تشفير جديد يُسمى Noise Protocol Framework وهذا النظام بسيط وعملي إلى أبعد الحدود مما يجعله يتفوق على أقرانه، خصوصًا في السرعة؛ ففي بعض قياسات الأداء أو الـ Benchmarks، تفوق WireGuard في السرعة على نظام بروتوكول OpenVPN الغني عن التعريف بنسبة وصلت إلى 40%.


  نسيان اختبار اتصالك بالـ VPN



الاتصال بالـ VPN أمر بسيط جدًا في كل الظروف، فأنت تضغط على زر ON أو تشغيل في البرنامج مقدم الخدمة ليبدأ الاتصال بالسيرفر البعيد وتشفير حركة اتصالك بالإنترنت. ولكن في بعض الأحيان، يظهر أن البرنامج قيد التشغيل ولكن فعليًا أنت غير متصل بالـ VPN كما تعتقد، حيث لا يتم تشفير أنشطتك أو يحدث تسرب للبيانات من آن لآخر وبالتالي تتضاءل فعالية الخدمة بشكل كبير، خاصًة لو كان الهدف من استخدامها اصلًا هو تشفير الاتصال وليس فقط التغلب على القيود الجغرافية.

لذلك، من الضروري بعد شراء برنامج VPN وبدء استخدامه أن تأخذ بعض الوقت في إجراء بعض الاختبارات البسيطة للتأكد من أن الاتصال آمن وأنه لا يسرب DNS أو أي بيانات أخرى. لمساعدتك في ذلك، نوصي بمراجعة موضوع: طرق اختبار شبكة الـ VPN والتأكد من عملها بطريقة صحيحة.

  استخدام برنامج VPN رخيص أو مجانيّ



لا بد أنك تعلم يا عزيزي القارئ أنه لا يوجد شيء مجاني، وأنك إذا لم تدفع ثمن المنتج، فأنت المنتج، وبرامج الـ VPN المجانية ليست استثناءً. مبدئيًا، تُعرف هذه البرامج المجانية بمحدوديتها الكبيرة على مستوى السرعة والنطاق والأمان، ناهيك أن معظمها تقدم لك خطة مجانية من أجل جرّك للاشتراك في خطتهم المدفوعة، وهذا ما قد تكون على دراية به بالفعل.

أما الشيء المشبوه بخصوص هذه البرامج، فهو يتمحور حول نموذج العمل خاصتهم، إذ إن توفير برامج مجانية كهذه يتطلب سيرفرات وبنية تحتية، وهذا يعني أنهم بحاجة إلى تمويل مادي للتشغيل والصيانة، مما يضع احتمالًا مفاده أنهم يستغلون بيانات المستخدمين ويبيعونها إلى شركات الطرف الثالث لكي تدفع لهم، وهذا يتم عن طريق تتبع أنشطة مستخدميهم على الإنترنت وتسجيل ومتابعة عملياتهم البحثية. لذلك إذا كان غرضك من استخدام VPN أصلًا هو الحفاظ على خصوصيتك، فالأمر يستحق الاستثمار في شبكة VPN حسنة السمعة والتي تكون مدفوعة سواء بمقابل شهري أو سنوي أو على حسب سعة الاستخدام.

  استخدام برنامج VPN يحتفظ ببيانات العملاء



هناك أنواع وسياسات مختلفة لبرامج الـ VPN، إذا كنت تريد أفضلهم، فأسعى وراء برامج الـ VPN التي تعد بسياسة "صفر سجل" أو No-Log فهذه النوعية بالتحديد – كما هو واضحٌ من الاسم – تعدك بشيء في غاية الأهمية وهو عدم تسجيل نشاطاتك على الإنترنت مهما كان الثمن، وهذا أعلى مستوى أمان يمكنك أن تسعى وراءه. تذكر دائمًا أنه كلما كانت هويتك مخفية عبر الإنترنت، كان وضعك أفضل على جميع الأصعدة. وهناك بالفعل شركات كثيرة تقدم خدمة VPN موثوقة ومؤمنة بتلك السياسة مثل Proton VPN و NordVPN و Surfshark وبالتأكيد ExpressVPN.

السؤال هنا: ماذا سيحدث لو استخدمت خدمة VPN تحتفظ بسجل نشاطاتك وبياناتك على الإنترنت؟ ببساطة يمكنها أن تبيعها مثلما وضحنا بالأعلى أو تستغلها بشكل أو بآخر، فهي ستكون على دراية بعنوان الـ IP خاصتك، نشاطاتك بالوقت والتاريخ، ما تحبه وما تكرهه – بناءً على ما تبحث عنه – وأغلب الظن أنها ستمتلك معلومات أخرى حولك، فنصيحتنا هي: أنقذ نفسك من البداية!

تعليقات