أهم 5 حالات تستدعي استخدام برامج الـ VPN من أجلها



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


يوجد الكثير من مزودي خدمة الـ VPN، وعشرات بل مئات التطبيقات والبرامج لمختلف الأجهزة التي تقدم هذه الخدمة، وفي كل مرة تتصفح بها ما يوفره أحد هذه البرامج من ميزات ستجد الكثير والكثير من الوعود والضمانات والتي تركز على عدة قضايا حرجة بالنسبة لك، مثل ضمان عدم معرفة موقفك، عدم مراقبة نشاطك على الإنترنت، وبقاؤك مجهولاً أثناء استخدام تلك البرامج. ولكن هل يجب استخدام مثل هذه برامج بشكل دائم ؟ وما هي الحالات التي تستوجب فعلاً اللجوء لمثل هكذا حل ؟ جمعت لك في مقال اليوم أهم 5 حالات تستدعي استخدام برامج أو إضافات الـ VPN فدعونا نبدأ باستعراضها.



لمحة سريعة عن الـ VPN


قبل أن أستعرض الحالات الخمس لابد لي من عرض سريع لآلية عمل الـ VPN وما تعنيه هذه التقنية. إن VPN هي اختصار لـ Virtual Private Network (شبكة خاصة افتراضية) تعتبر من التقنيات الشهيرة للغاية في عالم الشبكات ويمكن القول بأنها شبكة خاصة تستخدم شبكة عامة للوصول لمواقع الويب أو لربط المستخدمين بعضهم ببعض، وجاءت تسمية "افتراضية" من استخدام هذه التقنية للاتصالات الافتراضية عبر الإنترنت انطلاقًا من شبكة خاصة، أو باستخدام طرف ثالث يؤمن ذلك الاتصال مثل برامج وتطبيقات الـ VPN المعروفة.

وأهم ما تقدمه هذه التقنية حقيقة هو ضمان بقاؤك بشكل جزئي (وسأشرح في فقرات قادمة لماذا جزئي وليس كلي كما يدعي مزودو الخدمة) مجهولاً عند الاتصال بشبكة الإنترنت، ناهيك عن عن حمايتك من المراقبة والاختراق والبرمجيات الخبيثة.

أما تطبيقات وبرامج الـ VPN التي نتعامل معها ماهي إلا طرف ثالث أو وسيط كما ذكرت سابقًا لتمكنيك من استخدام تلك الخدمة، حيث تمكنك من الاتصال بالإنترنت دون معرفة موقعك الحالي. وطالما هذه الخدمة تعمل فإن جميع معلوماتك والمتضمنة هويتك، موقعك الجغرافي الحالي، المواقع التي تتصفحها ستبقى مجهولة بشكل جزئي حتى لمزود الخدمة الخاص بك.


هل يجب أن تستخدم الـ VPN دائمًا ؟


كما ذكرت سابقًا، فإن جميع معلوماتك ستبقى مجهولة من خلال ما تقوم به هذه الخدمة من إعادة توجيه لتدفقات البيانات الخاصة بك لتظهر وكأنك تتصفح من مكان آخر غير مكانك الفعلي، مما يجعل هذه الخدمة مناسبة جدًا لتصفح المواقع المحظورة في بلدك على سبيل المثال، وبالتالي وباستخدامها بشكل صحيح فإنه من الممكن لك القيام بما هو غير ممكن القيام به في حالة الاتصال العادي أو التقليدي دون VPN.

ولكن لا يجب استخدام تلك الخدمة بشكل دائم وفي أي مكان حيث في حالات معينة قد تتعرض لمشاكل قانونية جراء استخدامك لها، وعليه يوجد مواقف معينة تستدعي استخدام ال VPN بعيداً عنها لا يوجد داع للقيام بذلك.

الحالات التي تستدعي استخدام ال VPN


1- التحايل على الرقابة




لعل هذا السبب هو الأكثر شيوعاً لاستخدام الـ VPN، ففي بعض الدول يوجد قيود على الاتصال بالإنترنت وحظر وصول لعناوين IP معينة وبالتالي حظر وصول لمواقع وخدمات معينة، وعلى سبيل المثال، تعتبر روسيا وإيران والصين من بين أكثر 7 دول رقابةً على الإنترنت وتقييدًا لحرية المستخدمين، والحل الذي تقدمه خدمة الـ VPN هو الالتفاف حول تلك القيود، ويتم ذلك بآلية سأشرحها من خلال المثال التالي:

عندما قامت الصين بحظر الوصول لـ Facebook كان أي مخدم (سيرفر) يحاول الوصول للموقع يتعرض للحظر مباشرة، وتم ذلك من خلال حظر الوصول لعنوان الـ IP الخاص بـ Facebook، وكحل للالتفاف حول ذلك القيد كان لابد من الاتصال بسيرفر خارج الصين ومن ثم من خلاله الوصول لـ Facebook، مما يجعل منه حلاً سهلاً لمشكلة معقدة نوعًا ما مثل هذه، ولتطبيق ذلك الحل بشكل عملي فانت بحاجة لمزود خدمة VPN يؤمن لك الاتصال مع السيرفر الخارجي وبعدها الدخول للموقع، وتقوم جميع برامج وتطبيقات الـ VPN بهذه المهمة وإيصالك بالسيرفر الذي ستدخل منه إلى أي موقع محظور في بلدك، ولابد أن أنوه على أن استخدام مثل هكذا طريقة يعرضك لمساءلة قانونية في بعض البلدان حيث تعتبره مخالف للقانون ضمنها.

فإذاً، نجد أن تلك البرامج قدمت حلاً ممتازاً لمشكلة الحظر، ولكنها وإضافة لذلك قدمت حلا لمشكلة أخرى لا تقل أهمية عن الحظر وهي مراقبتك أثناء اتصالك بالإنترنت ومعرفة ما تقوم به وما تتصفحه وفي الحالة القادمة سأشرح كيف قامت بذلك.


2- التهرب من المراقبة




أحد أكثر المواضيع إثارة للإشاعات والأخبار هو موضوع المراقبة، فمن الممكن أن تكون قرأت خبراً حول مراقبة الشركات التقنية وحتى الحكومات لأنشطة الناس على الإنترنت، ومن هذا المنطلق وفرت خدمة الـ VPN ضمان عدم معرفة أحد بموقعك الحالي وبالتالي عدم إمكانية مراقبتك، ناهيك عن أن حتى مزود الخدمة لن يستطيع تتبعك، وذلك من خلال توفير هذه الخدمة لمقدار معين من السرية المرتبطة ببياناتك ونشاطك على الإنترنت.

وكنت قد ذكرت في بداية المقال أن ما تقوم به هذه الخدمة هو بقاؤك مجهولاً ولكن بشكل جزئي وليس كلي، فعندما تتطلع على ما سيقدمه لك برنامج VPN معين ستذهلك كمية الوعود المقدمة والتي تتلخص بعبارات جذابة مثل "السرية التامة"، "ستبقى مجهولاً ولن يستطيع أحد معرفتك أو مراقبتك" وما إلى ذلك، ولكن يأتي الواقع هنا ليسقط بعضًا من دقة هذه الوعود فالكلمات مجرد كلمات مالم تختبر نجاحها بشكل فعلي، فهناك فرق بين توفير هذه الإمكانية بشكل كلي وتوفيرها بشكل جزئي، ولتوضيح هذه الفكرة سأستعرض بعضًا من الأمور التي يمكن مراقبة نشاطك من خلالها.

يعتبر عنوان الـ IP أحد اكثر البارامترات التي يمكن مراقبة نشاطك من خلاله ولكن لا يقتصر الأمر عليه، فعلى سبيل المثال في حال قمت بتسجيل الدخول على Facebook أو على خدمات Google من جهاز معين فإنه سيصبح من السهل تتبع نشاطك على الرغم من وجود اتصال VPN، وبالتالي عندما يدعي أحدهم أمامك بتوفير إمكانية البقاء مجهولاً بشكل كلي فلا يوجد دقة في كلامه، فكل ما تقوم به هذه البرامج هو جعل موضوع المراقبة أصعب من الحالة العادية.

لذا، فمع إن خدمات الـ VPN هي بالتأكيد جزء من أي استراتيجية تهدف إلى البقاء مجهول الهوية عبر الإنترنت، إلا أنها بعيدة كل البعد عن الحل الشامل وستحتاج إلى التعود على استخدام وضع التصفح المتخفي بجانب الـ VPN إذا كنت تريد أن يكون تتبعك أكثر صعوبة أثناء التصفح.

3- التعامل مع ملفات التورنت




من المؤكد أنك سمعت أو حتى استخدمت مواقع التورنت لتحميل محتوى ما، والفكرة وراء وجودها واستخدامها هي إمكانية تحميل محتوى محمي بحقوق النشر كالمسلسلات والأفلام، وحتى الكورسات المدفوعة، ويعد ذلك الأمر في الكثير من البلدان غير قانوني ويعرضك لمشاكل قانونية جدية لا يمكن الاستخفاف بها لاعتباره نوعًا من السرقة، ومثال على ذلك أمريكا الشمالية وجميع دول الاتحاد الأوروبي.

يأتي دور برامج الـ VPN في هذه الحالة بتقديم تسهيلات أثناء استخدامك لمواقع التورنت، حيث كخطوة أولى وأساسية ستتصل عن طريق أحد هذه البرامج ومن ثم تقوم بالوصول لمواقع تورنت، وبالتالي تجنبك من الوقوع بمشاكل قانونية في حال تعاملك برامج مثل Bittorrent باستثناء لو كان ملف التورنت الذي تقوم بتحميله ملغمًا بالفيروسات.


4- الوصول لجميع الخدمات الترفيهية




وأقصد بالخدمات الترفيهية مواقع ومنصات البث الشهيرة كـ Netflix و Hulu و Amazon Prime Video و HBO Max فتتبع جميعها سياسة متشابهة بتوفير المحتوى للمستخدمين حسب موقعهم الجغرافي، وعلى سبيل المثال، يختلف محتوى منصة Netflix بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الدول الأوروبية أو الآسيوية وبالتالي ستشاهد ما توفره لك هذه المنصة. أي هناك أفلام تجدها في اشتراك Netflix في أمريكا لكن لن تعثر عليها في اشتراك نتفليكس في مصر، وهكذا.

الحل الذي تعطيك إياه برامج الـ VPN في هذه الحالة يكمن في ميزة الاتصال مع سيرفر خارج موقعك الجغرافي وبالتالي ستقوم بالالتفاف حول ما تعرضه لك تلك المنصات وعرض المحتوى المحجوب عنك إن صح التعبير، ولكن يزداد الأمر صعوبة يومًا بعد يوم إذ تقوم هذه المنصات بإجراءات كثيرة تزيد من صعوبة استخدام الـ VPN، وبالتالي يمكن القول بأن هذه الحالة أقل أهمية من سابقاتها، فلا تستغرب أن تصبح مستحيلة حتى في يوم من الأيام.

5- الاتصال بشبكات واي فاي العامة




تعد هذه الحالة في الواقع ومن بين الأربع حالات السابقة الأكثر ملائمة لاستخدام برامج ال VPN، لأن تلك البرامج ستحميك من التعرض للاختراق في حال اتصلت باي نقطة واي فاي مجانية، فما يقوم به المخترقون هنا هو تتبع إشارة تلك الشبكات ومراقبة كل النشاط الحاصل ضمنها، وبالطبع مجرد التفكير في إمكانية حدوث ذلك سيجعلك تعيد النظر مرتين قبل أن تتصل بشبكة Wi-Fi عامة.

وبالتالي، فإن استخدامك للـ VPN سيضمن لك عدم إمكانية تتبعك من قبل المخترقين، وعليه لن تقلق حيال وقوعك بمشكلة الاختراق، فعلى الرغم من تطور مستويات الحماية في الشبكات العامة فإنه مازال يوجد احتمال ولو بسيط لتعرضك للاختراق، وبالتالي ستزيل برامج ال VPN هذا القلق وتضمن عدم تعرضك لمثل هذه المشكلة.

وفي النهاية لا يمكن إغفال تلك الميزات التي تقدمها لك هذه البرامج، ولكن كغيرها يوجد ما هو فعلاً جيد وجدير بالثقة إلى حد ما، ومنها ما هو سيء ويخالف لما يوعد به بل ويصل لحد الخطورة، وبالتالي كن حذراً أثناء اختيارك لبرنامج VPN كي تتجنب الوقوع في مشاكل أنت بغنى عنها.

تعليقات