تطوّر شركات تصنيع الحواسب والأجهزة الإلكترونيّة الذكيّة تقنياتها بسُرعة مُذهلة، وفي خضمّ سعينا الدائم لامتلاك احدث أجهزة الكمبيوتر والهواتف المزوّدة بأجدد التقنيات وبأفضل المواصفات والمزايا المُتاحة لا بُدّ أن تتراكم لدينا أجهزة لوحيّة وهواتف ذكيّة قديمة توقّفنا عن استخدامها منذ زمن وأصبحت عديمة الفائدة. إنّ التصرّف الذي يطرأ في الأذهان في مُعظم الأحوال حيال هذه المُقتنيات القديمة هو مُحاولة بيعها لتُجّار الأشياء المُستعملة بأثمان زهيدة للغاية، أو حتّى مُحاولة التخلّص منها بإلقائها في القمامة بدلًا من استمرارها في شغل مساحة من المنزل بينما لا طائل يُرجى من وجودها على الإطلاق.
دعنا نُخبرك أنّه لا يزال بوسعك الاستفادة من أجهزتك اللوحيّة أو أجهزة التابلت القديمة بأكثر من طريقة بدلًا من التخلُّص منها. وفي هذه المقالة نُقدّم إليك مجموعة أفكار مُقترحة لإعادة استخدام التابلت القديم.
التحكُّم عن بُعد في الكمبيوتر المكتبيّ
يتطلّب استخدام أجهزة الكمبيوتر المكتبيّة الجلوس في وضعيّة مُعيّنة رُبّما لساعات طويلة عند إنجاز عمل مُعيّن، ولكن في وجود بعض البرامج الخاصّة سوف تتمكّن من استخدام أيّ جهاز تابلت لديك في الوصول إلى جهاز الكمبيوتر المكتبيّ الخاصّ بك لمُتابعة أعمالك المُختلفة في أيّ وقت دون التقيّد بالجلوس في موقع مُحدّد وبوضعيّة مُعيّنة لفترات طويلة. تسمح برامج الوصول عن بُعد مثل TeamViewer و Chrome Remote Desktop بالتحكُّم في أجهزة الكمبيوتر عن بُعد من خلال لوحة مفاتيح وماوس افتراضيّين توفّرهما واجهة الإصدارات المُخصّصة لأنظمة الأندرويد والـ iOS.
كُلّ ما عليك هو تثبيت تطبيق Chrome Remote Desktop على كُلّ من جهاز الكمبيوتر المُراد التحكُّم فيه عن بُعد، وجهاز التابلت الذي سيُستخدم في التحكُّم عن بُعد. وعند الحاجة لربط الجهازين ببعضهما البعض سيتعيّن عليك فتح البرنامج وإدخال بيانات تسجيل الدخول على كلا الجهازين بعدها تمتلك صلاحيّات التحكّم في الكمبيوتر من خلال التابلت.
لسوء الحظّ لا يدعم الإصدار الأحدث من برنامج Chrome Remote Desktop التشغيل على أنظمة الأندرويد، ولكن يُمكن الاستعاضة عنه ببرنامج TeamViewer المُشابه له والذي يؤدّي نفس والوظيفة وهو برنامج مجّاني عند ضبط إعدادات البرنامج للاستخدام الشخصيّ ولكنّه يتطلّب دفع رسوم شهريّة عند ضبط إعداداته للاستخدام في الأعمال التجاريّة.
التحكّم عن بُعد في الأجهزة الذكيّة الأخرى
تأتي مُعظم الأجهزة الذكيّة الحديثة من شاشات تليفزيون ذكيّة ووحدات إضاءة ذكيّة وحتّى أجهزة تنظيم الحرارة الذكيّة والميكروويف مزوّدة بتطبيقات تسمح بالتحكُّم في تشغيلها عن بُعد باستخدام الأجهزة الذكيّة سواء تابلت أو آيباد أو آيفون. هُناك ثلاث أنظمة رئيسيّة للتحكُّم في الأجهزة المنزليّة الذكيّة عن بُعد وهي Amazon Alexa و Google Home و Apple HomeKit. كما أنّ هُناك العديد من تطبيقات التحكُّم عن بُعد المتوفّرة على متجر جوجل بلاي مثل تطبيق Roku وتطبيق Fire TV وغيرها من التطبيقات التي تُمكّنك من استخدام أي جهاز لوحيّ قديم كجهاز للتحكُّم عن بعد في مختلف أنواع الأجهزة الذكيّة الأخرى الموجودة في منزلك.
تحتاج أوّلًا إلى معرفة التطبيقات والأدوات المُساعدة اللازم تثبيتها على التابلت لكي تتمكّن من التحكُّم عن بُعد في الجهاز المطلوب، فعلى سبيل المثال لكي تتحكّم في تليفزيون ذكيّ باستخدام جهاز التابلت القديم سوف تحتاج إلى تثبيت برنامج خادم وسائط Plex على جهاز التابلت القديم، كما ستحتاج إلى وجود شبكة واي فاي منزليّة أو اتّصال عبر البلوتوث تقوم بعمل اقتران للجهازين من خلاله ثُم تبدأ في مُشاركة المُحتوى من جهاز التابلت والتحكُّم فيه لكي يتمّ عرضه على شاشة التليفزيون.
الاستخدام كقارئ إلكترونيّ
على الرغم من انتشار الكُتب الإلكترونيّة وتطبيقات القراءة الإلكترونيّة قد لا يجد البعض في ذواكر هواتفهم المحمولة ما يكفي من السعة التخزينيّة لاستيعاب الكثير من الكتب التي يودّون الاحتفاظ بها وقراءتها عندما تواتيهم الفرصة. يُمكنك استغلال جهاز التابلت القديم وتخصيصه بالكامل لقراءة الكُتب الإلكترونيّة. يُمكنك الاحتفاظ بمكتبة إلكترونيّة هائلة الحجم على هذا الجهاز دون أن تُزاحم التطبيقات الأخرى الضروريّة الموجودة على هاتفك.
هُناك الكثير من الإعدادات الخاصّة التي يُمكنك ضبطها على جهاز التابلت ليُناسب أنشطة القراءة بدءًا من ضبط سطوع الشاشة، وتفعيل وضع القراءة، وحتّى حجم الخطّ المُناسب لك. ابدأ بعد ذلك في إنشاء مكتبتك الإلكترونيّة المحمولة التي يُمكنها أن تُرافقك خلال رحلات السفر بدلًا من ملء حقائبك بالكُتب، ويُمكنك تحميل الكُتب والمجلّات والمقالات التي تُريدها إمّا من خلال مواقع مدفوعة مثل Amazon Kindle و Google Play Books و NOOK وأبجد، أو مجّانيّة مثل موقع مكتبة الإسكندريّة وموقع المكتبة الرقميّة العالميّة.
الاستخدام كساعة مكتب أو منبّه
قد تُضفي أجهزة التابلت القديمة لمسة جماليّة رائعة عند استخدامها كساعة مكتب بفضل منظرها الأنيق وشاشاتها عالية الجودة التي يُمكن التحكّم في إضاءتها وخلفيّاتها ونمط عرضها للوقت، بالإضافة لإمكانية تثبيت تطبيقات خارجية لعرض الوقت بطريقة إحترافية مثل تطبيق Zen Flip Clock المجاني. يُمكنك وضع التابلت على حامل ثُمّ تضعه على المكتب أو حتّى تُثبّته على الحائط، ونظرًا لأنّ الدور الجديد الذي سيلعبه التابلت باعتباره مُجرّد ساعة مكتب لا يتطلّب من الجهاز أداءًا عاليًا، فلن تحتاج على الأرجح إلى استبدال بطّاريّة الجهاز القديمة إذا كانت كفاءتها قد ضعفت، ولكن ينبغي الحرص على أن يكون موضع الجهاز على المكتب أو الحائط قريب من مصدر مناسب للكهرباء لتسهيل عمليّة إعادة الشحن.
يُمكن بنفس الكيفيّة وضع التابلت القديم بجانب الفراش واستخدامه كساعة ومنبّه إذا كُنت تصحو من نومك في وسط الليل وتبحث عن وسيلة لمعرفة الوقت. سيكون تثبيت الجهاز في نفس الموضع بشكل دائم مع ضبط إضاءة خافتة تسمح برؤية ليليّة مُريحة أسهل من أن تنهض في كُلّ مرّة لتبحث عن هاتفك المحمول. يُمكن تثبيت تطبيقات إضافيّة لكي يعمل الجهاز أيضًا كمنبّه، أو يعرض حالة الطقس أو التقويم، أو كوسيلة لتدوين المُلاحظات وجدول المواعيد والمهام اليوميّة. تسمح بعض تطبيقات عرض حالة الطقس بتفعيل تنبيهات خاصّة لتنذرك في حالات الطقس القاسي والظروف البيئيّة الطارئة مثل حدوث الأعاصير والعواصف الرعديّة.
الاستخدام كجهاز راديو وتليفزيون صغير
كانت أجيال أمّهاتنا يضعن عادةً جهاز راديو صغير في المطبخ لتسليتهم أثناء الطهي. يُمكن الاستعانة ببعض التطبيقات مثل تطبيق TuneIn لتحويل التابلت القديم بكُلّ سهولة إلى راديو ذكيّ يؤدّي نفس الغرض. تأكّد بعد ذلك من تثبيت التابلت إلى الجدار باستخدام حامل مُناسب في موضع آمن يُبقيه بعيدًا عن المياه وتناثر المواد الدهنيّة أثناء الطهي على أن يكون قريب من مصدر كهرباء مُناسب لإعادة الشحن. يُمكن استخدام أداة المُساعد الصوتيّ مثل سيري في الأيباد أو أليكسا في أجهزة أمازون فاير لتسهيل تشغيل وتعطيل الراديو صوتيًّا دون الحاجة للعبث بالجهاز أثناء الطهي.
يُمكن اعتبار التابلت القديم كذلك جهاز تليفزيون محمول صغير أو شاشة مُهيّأة لمُشاهدة الأفلام بشكلٍ خاصّ، وذلك عن طريق تثبيت تطبيقات منصّات مثل نتفليكس أو شاهد VIP أو غيرها من التطبيقات التي تُقدّم خدمة بثّ رقميّ للأفلام والمُسلسلات والبرامج المُختلفة عبر الإنترنت، كما يُمكن إلى جانب التطبيقات المذكورة استغلال السعة التخزينيّة لذاكرة التابلت والاحتفاظ بمكتبة أفلام صغيرة يُمكن مُشاهدتها أثناء السفر أو عندما لا يتوفّر اتّصال بالإنترنت.
الاستخدام كألبوم صور رقميّ
فيما مضى لم يكُن هناك بيت يخلو من ألبوم كبير أو أكثر تحتفظ فيها العائلة بجميع الصور الفوتوغرافيّة. ومع تراجع التصوير الفوتوغرافيّ واكتساح التصوير الرقميّ بعدما أصبحت الكاميرات مُتوفّرة في كُلّ هاتف وفي كُلّ يدّ، صارت مُعظم صورنا وذكرياتنا محفوظة بصيغة رقميّة داخل مُجلّدات أو بطاقات SD نخشى أن تضيع أو نفقدها بمرور الوقت. يُمكن استغلال جهاز التابلت القديم الذي لم يعُد مُستخدمًا لكي يُصبح ألبومًا أو مكتبة كبيرة للصور الرقميّة باستخدام تطبيقات مثل Digital Photo Frame Slideshow و Digital Photo Frame.
يُمكننا كذلك تثبيت الجهاز على حامل وتشغيله لعرض الصور بترتيب مُحدّد على نمط Slideshow أمام الضيوف أو الأصدقاء بدلًا من وضع صورة فوتوغرافيّة واحدة في إطار خشبيّ تقليديّ على المكتب أو الجدار.
لاحظ أنّه عند استخدام التابلت كعارض للصور فلا بُدّ من وضعه بالقرب من مصدر كهرباء مُناسب لكي يُصبح قابلًا لإعادة الشحن، ويُفضّل في مثل هذه الحالة استخدام مقبس كهرباء ذكيّ يبقى مُتّصلًا بالجهاز بصورة مُستمرّة، ويُمكن ضبطه بحيث يشحن التابلت تلقائيًّا لمُدّة زمنيّة مُحدّدة يوميًّا كي يظلّ العارض الرقميّ يعمل دون توقّف على مدار اليوم.
تلك كانت مجموعة اقتراحات للاستفادة من أجهزة التابلت القديمة إذا كانت لا تزال تعمل، أمّا إن كانت مُعطّلة أو تالفة ولا تعمل فتذكّر أنّ إلقاء الأجهزة الإلكترونيّة القديمة أو التالفة في القمامة لا يُعتبر سلوك سليم بيئيًّا، إذ تحتوي هذه الأجهزة على موادّ كيميائيّة لها تأثيرات ضارّة على البيئة، وحتّى إن لم تُجدي مُحاولات إعادة تدويرها بشتّى الطُرق فالإجراء الصحيح هو إرسالها إلى الجهات المعنيّة بالتخلًّص من النفايات الإلكترونيّة بطريقة آمنة.