ما هي مميزات وعيوب تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات "بارتيشنات"



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


بمجرد أن تقوم بشراء كمبيوتر مكتبي أو لاب توب أو حتى قرص تخزين داخلي أو خارجي، ستلاحظ أن قرص التخزين "الهارد" عبارة عن قطاع واحد فقط يحتوي على سعة التخزين بالكامل. ولكن ماذا تعني كلمة قطاع "بارتيشن" في الهارد؟ ستلاحظ عند تعيين نظام ويندوز لأول مرة على أي هارد جديد، أن الويندوز يقرأ الهارد على كونه مساحة غير مخصصة والتي تظهر أمامنا على هيئة "Unallocated Space". وبهذا الشكل لا يمكن للويندوز أن يقوم بعملية التثبيت اللازمة له. وبالتالي أنت مُضطر على إنشاء "قطاع" لكي يتمكن نظام التشغيل من معرفة المساحة المخصصة له والمسموح له باستخدامها.

بالتأكيد يمكنك تقسيم الهارد على هيئة قطاع "بارتيشن" واحد فقط. ويمكن لنظام الويندوز أن يستغل هذا القطاع من أجل تثبيت جميع الملفات الخاصة به، جنباً إلى جنب مع الاحتفاظ بجميع بياناتك الأخرى. أو بالطبع يمكنك الاعتماد على الطريقة الثانية، وهي تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات "بارتيشنات" مختلفة. ولكن حتى هذه اللحظة لا يزال البعض يسأل "ما هي الطريقة الأفضل لتقسيم الهارد؟" هل ينبغي أن يكون على هيئة قطاع واحد أم مجموعة من القطاعات المختلفة. وبناءً عليه قررنا أن نشارككم خبرتنا الشخصية في هذا الأمر ونجيب على سؤالكم من خلال توضيح أهم مزايا وعيوب تقسيم الهارد إلى عدة "بارتيشنات".


 
ما هي مزايا تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات

إذا أردت رأيي الشخصي فسوف أؤكد لك أن الأمر طبيعي جداً سواء اتخذت قرارك بتقسيم الهارد إلى قطاع واحد فقط أو إلى عدة قطاعات، فالأمر يعود بالكامل لك. ولكني شخصياً أفضل وأؤيد فكرة تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات مختلفة. وهذه هي أهم المزايا التي قد تحصل عليها من جراء تقسيمه إلى عدة بارتيشنات.

1- سيكون من السهل تثبيت ويندوز جديد في أي وقت




دعونا نفترض أن جهازك توقف فجأة عن العمل نتيجة انهيار نظام الويندوز ولا تستطيع بأي شكل من الأشكال تخطي شعار شركة مايكروسوفت. أي وجدت نفسك مُضطر على تعيين نظام ويندوز من جديد. بالتأكيد جميعنا مررنا بمثل هذه المشكلة من قبل. والآن تخيل لو كنت تحتفظ بجميع البيانات في قطاع تخزين واحد بجانب ملفات نظام الويندوز. ستكون مشكلة كبيرة لأنك "في الغالب" ستحتاج لإعادة تهيئة القطاع "فرمتة البارتيشن" الذي تريد تثبيت الويندوز عليه. وإذا قررت إعادة تهيئة فهذا يعني أنك ستحذف جميع بياناتك الهامة والضرورية التي كنت تحتفظ بها بجانب ملفات نظام الويندوز.

أو من الممكن أن تجد نفسك مُضطراً على إعادة تثبيت ويندوز من جديد بجانب الويندوز القديم "Old Windows" في نفس القطاع، وهذه ليست الطريقة الصحية التي يُنصح بها من أجل تعيين نظام ويندوز جديد على الكمبيوتر.

ولكن على النقيض تخيل لو كنت تمتلك مجموعة مختلفة من القطاعات "البرتيشنات". على سبيل المثال تحتفظ بجميع البرامج والتطبيقات والمستندات في بارتيشن، بينما تحتفظ بجميع الوسائط المتعددة في بارتيشن أخر، وتترك بارتيشن مخصص لنظام الويندوز بمسمى C. فهذه هي الطريقة المثالية التي تساعدك على إعادة تهيئة قطاع C في أي لحظة وتعيين نسخة ويندوز جديدة بسهولة شديدة. 
 
وفي نفس الوقت أنت لن تفقد أي شيء هام من بياناتك الشخصية لأنك تحتفظ بها على قطاعات مختلفة. إذن باختصار شديد الميزة في وجود عدة قطاعات مختلفة أنك ستكون مستعد دائماً على تحدي العقبات والأخطاء الكثيرة التي قد يتعرض لها نظام الويندوز وسيكون من السهل تثبيت نسخة ويندوز جديدة في أي وقت.

قد يهمك: أهم النصائح لتجنب انهيار نظام ويندوز على الكمبيوتر

2- تحسين مستوى الأمان


تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات مختلفة يساعد في الحفاظ على أمن بياناتك الهامة والضرورية، حتى وإن كان نظرياً. دعونا نفترض أن قطاع الويندوز لديك تعرض للإصابة ببعض هجمات فيروسات أحصنة طروادة أو فيروسات الفدية. إذن أنت لن تستطيع استخدام قطاع التخزين الخاصة بنسخة الويندوز مرة ثانية، ولكن لحسن الحظ سيكون من السهل جداً حذف الويندوز وإعادة تهيئة قطاع C والتخلص تماماً من الفيروسات وإعادة تثبيت ويندوز من البداية.

ولكن تخيل لو كنت تحتفظ بجميع البيانات في قطاع تخزين واحد بجانب ملفات الويندوز. حينها ستكون فرصة الحفاظ على ملفاتك الشخصية ضئيلة جداً، وبنسبة كبيرة سوف تتعرض هي الأخرى للإصابة بالفيروسات. وفي النهاية لن تجد مفر من هذه الفيروسات إلا بعد إعادة تهيئة الهارد بالكامل. ولذلك، نظرياً تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات سيساعد ولو بنسبة ضئيلة في الحفاظ على بياناتك الشخصية آمنة وبعيدة عن الإصابة بالهجمات الضارة.

اقرأ أيضاً: 10 نصائح قبل شراء أي برنامج لمكافحة الفيروسات

3- قطاع خاص بالنسخ الاحتياطية للبيانات الهامة




إذا كان لديك قرص تخزين كبير يمكنك ببساطة إنشاء قطاع خاص من أجل النسخ الاحتياطية فقط الخاصة بأهم البيانات التي تريد الاحتفاظ بها. فعلى سبيل المثال يمكنك ضغط جميع الوسائط والألعاب في ملفات مضغوطة Winzip والاحتفاظ بها مضغوطة في قطاع مخصص وليكن هذا القطاع يكون تحت اسم "النسخة الاحتياطية أو الأرشيف" وتحتفظ فيه بجميع بياناتك الهامة.

في هذه الحالة إذا فقدت البيانات المتواجدة على قطاعات التخزين الأخرى سواء نتيجة حذفها عن طريق الخطأ أو سواء بسبب تعرضها لهجمات الفيروسات، فسيكون عليك من السهل استعادتها من قطاع "النسخة الاحتياطية" التي تحتفظ بها. إذن هذه الميزة ضرورية جداً خاصة إذا كنت لا تمتلك جهاز NAS في منزلك ولا تفضل الاعتماد على خدمات التخزين السحابي.

اقرأ أيضاً: إليك أفضل بديل آمن لخدمة Google Photo من أجل تخزين صورك احتياطياً

4- تنظيم الملفات بشكل أفضل وسهولة الوصول إليها


لا أحد يكره الترتيب والنظام. فإذا كنت من أولئك الأشخاص الذين يحبون ترتيب وتنظيم كل شيء، فبالتأكيد ستجد الحل الأفضل في تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات مختلفة. يمكنك بسهولة الاحتفاظ بالألعاب والبرامج والمستندات في قسم خاص بها، وإنشاء قسم آخر للموسيقى ومقاطع الفيديو والصور، وقطاع أخر للأفلام العربية والأجنبية، إلى أخره. فكلما وجدت نفسك تمتلك أنواع عديدة من البيانات المختلفة، يمكنك بسهولة إنشاء قطاع جديد والاحتفاظ فيه بهذه البيانات الجديدة.

هذه الميزة سوف تساعدك في الوصول إلى الملفات بشكل أفضل وفي فترات زمنية أسرع لأنها ستكون أمامك مباشرة ومعروف مكان تواجدها. أما لو كنت تحتفظ بكل شيء في قطاع واحد، فحينها ستجد نفسك كمن يبحث عن "الإبرة في كومة من القش" وستجد صعوبة شديدة في العثور على الملفات كلما وجدت نفسك في حاجة إليها.

5- القدرة على تثبيت العديد من أنظمة الملفات




هذه الميزة ليست مطلوبة للجميع ولكنها لا تزال تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للبعض الأخر. سنفترض أنك تريد تقسيم إحدى قطاعات التخزين بتنسيق FAT32 أو exFAT بينما تحتاج قطاع أخر بتنسيق NTFS. لكل من تلك التنسيقات مزايا وعيوب في غاية الأهمية. ولذلك حينها أنت مُضطر أيضاً على تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات مختلفة.

6- تثبيت أنظمة تشغيل متعددة




في حين أن تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات يساعدك فعلياً في الاحتفاظ بأنواع البيانات المختلفة بشكل منظم ومُرتب، ولكن هذه هي ليست الاستفادة الوحيدة من عملية تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات. لنفترض أنك تفضل استخدام لينكس في أعمالك اليومية، ولكن هناك بعض الألعاب أو البرامج التي لا يمكنك تشغيلها إلا على نظام ويندوز، حينها يمكنك بسهولة تثبيت لينكس على قطاع تخزين، وتثبيت ويندوز على قطاع تخزين أخر. 
 
ولكن هذا ليس كل شيء، من الممكن أن تقوم بتثبيت نظامي ويندوز مختلفين، كويندوز 7 وويندوز 10 على سبيل المثال. إذن إذا كنت تريد تثبيت أكثر من نظام تشغيل على الهارد، فبكل تأكيد أنت تحتاج للتفكير في تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات مختلفة.

اقرأ أيضاً: لهذه الأسباب لا يزال نظام ويندوز افضل من لينكس

ما هي عيوب تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات


في رأيي الشخصي تقسيم الهارد إلى عدة قطاعات مختلفة له الكثير من المزايا النافعة، ولكني شخصياً لا أجد الكثير من العيوب باستثناء القليل جداً في عملية تقسيم الهارد والتي يجب أن نلفت نظركم إليها، وهي كالآتي…

1- شعور زائف بالأمان


سنفترض أنك كنت على يقين بضرورة الاحتفاظ بنسخة احتياطية من جميع بياناتك في قطاع خاص بها. ولكن فجأة ودون سابق إنذار تعرض الهارد للتوقف فجأة عن العمل. فهذا يعني أنك فقدت جميع البيانات المتواجدة على جميع القطاعات وليس قطاع واحد. ولذلك لا تأمن فقط على وجود بياناتك الهامة في قطاع إضافي على الهارد، بل من الضروري أن يكون لديك هارد أخر أو على الأقل أن تحتفظ بملفاتك الثمينة على الخدمات السحابية أو تفكر في شراء NAS وتقوم بإعداد مصفوفات RAID حتى تتمكن من استعادة النسخة الاحتياطية من بياناتك إذا توقف أي هارد لديك عن العمل.


اقرأ أيضاً: أفضل البرامج لفحص حالة الهارد في جهازك والتأكد من سلامته

2- امتلاء إحدى القطاعات بالكامل في حين أن الأخرى لا تزال فارغة


الميزة الوحيدة في وجود قطاع واحد لقرص التخزين، فحينها لن تشعر بامتلاء الهارد بالكامل إلا عندما تكتظ "فعلياً" جميع المساحة الفارغة عليه بالبيانات. أما إذا قمت بتقسيم الهارد إلى عدة قطاعات، فربما تواجه كثيراً امتلاء إحدى القطاعات بالبيانات، في حين أن بقية القطاعات الأخرى لا تزال بمساحة فارغة تماماً. حينها ستضطر على الاعتماد على برامج التقسيم لزيادة مساحة القطاع الذي أصبح ممتلئاً أو على الأقل أن تبدأ في تخزين ملفاتك على قطاعات أخرى، وبهذا الشكل ستفتقد لميزة الترتيب والتنظيم وفي الغالب قد يتسبب هذا الأمر في حالة ضياع الملفات وصعوبة العثور عليها.

تعليقات

إرسال تعليق