توصف أجهزة التلفاز الذكية بهذه الصفة لأنها تشتمل على مجموعة من المميزات التي
تهدف إلى تسهيل تجربة المشاهدة، مثل الأوامر الصوتية، أو إمكانية الاتصال بالإنترنت، أو خاصية التتبع، أو حتى الكاميرات المُدمجة. كُل هذه تقنيات مفيدة
وجذابة فعلًا، لكن هل تعرف أنها قد تتحول إلى وسائل لجمع معلومات حساسة عنك وعن
بقية المستخدمين دون علمهم؟ تجمع هذه الأجهزة بيانات مثل نوع المتصفح الذي
تستخدمه، وبريدك الإلكتروني، وموقعك الجغرافي، وغيرهم من البيانات الحساسة التي
يمكن فعلًا أن تُستغل ضدك، وهذا الكلام لا يقتصر أجهزة التلفاز الذكية فقط، بل
يشمل أيضًا منصات البث مثل Apple TV و Roku و Google TV Streamer. انطلاقًا من
هذا التخوف، قررنا أن نجمع لكم 5 نصائح عملية يمكن تطبيقها الآن لئلا تتجسس هذه
الأجهزة عليكم.
التجسس في أجهزة التلفاز الذكية
النصيحة الأولى: حاول الاستغناء عن المتصفحات
لا شك أن استخدام المتصفح الخاص بالتلفاز هو أمر مُغرٍ للغاية، بل وقد يكون من
أهم أسباب شرائك للشاشة الذكية أساسًا. مع ذلك، قد يتحول هذا المتصفح إلى نقطة
ضعف خطيرة تجذب الهاكرز لأن متصفحات الشاشات غالبًا ما تفتقر إلى المميزات
الأساسية الموجودة على أجهزة الحاسوب أو حتى الهواتف الذكية. هذه الثغرة أو نقطة
الضعف تمنح الهاكرز فرصة للتجسّس على بيانات التصفح الخاصة بك، أو التلاعب بملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) التي تتحكم في الوصول إلى خدمات حساسة، مثل الحسابات
البنكية أو حساباتك على وسائل التواصل.
إذا كان لا بد من استخدام المتصفح على الشاشة، ففكر جديًا باستخدام أداة VPN
موثوقة تحول دون التجسس عليك أو اختراقك عن طريق إخفاء عنوان الـ IP الخاص بك،
ومنع تكوين ملفات تعريف عنك، وصد البرمجيات الخبيثة، إلخ، لكن مرةً أخرى؛ هذا لن
يتحقق إذا استخدمت أي أداة VPN لا تعرف مصدرها أو مطورها. من المفترض أن تُثبت
الـ VPN على الشاشة كأي تطبيق، فهناك خدمات معروفة مثل ProtonVPN تتيح الاتصال بشبكات الـ VPN عبر التلفاز مباشرًة. لكن إذا كانت هذه الإمكانية غير واردة، فحاول أن
تُثبت الـ VPN على الراوتر الذي يتصل به التلفاز وبقية أجهزتك.
النصيحة الثانية: عطل خاصية ACR
تُعتبر خاصية التعرف التلقائي على المحتوى ACR، واحدة من أدوات التجسس المُنتشرة
على أجهزة التلفاز الذكية. تقوم هذه التقنية بجمع بيانات حول ما تشاهده، ثم
ترسلها إلى الشركات المُصنّعة والمعلنين. آلية عملها تعتمد على أخذ عينات من
البكسلات المعروضة على الشاشة ومقارنتها مع قاعدة بيانات ضخمة. الخاصية قادرة على
التقاط وتحليل صورتين في الثانية الواحدة، أي حوالي 7200 صورة في الساعة، وهذا
رقمٌ مخيف بالطبع!
الغرض الأساسي – المُقنن – من هذا التتبع هو تحليل عاداتك في المشاهدة لتقديم
إعلانات موجهة بدقة. غالبًا ما يتم ربط هذه البيانات مع معلومات شخصية مثل عنوان
الـ IP أو البريد الإلكتروني أو حتى عنوان منزلك الفعلي. ورغم أن هذه العملية قد
تبدو مفيدة في تحسين التوصيات، فإنها في الواقع تمثل انتهاكًا مباشرًا لخصوصيتك،
لأن جهاز التلفاز يراقب كل ما تشاهده تقريبًا. المشكلة تظهر بوضوح إذا وقعت هذه المعلومات الحساسة في الأيادي الخاطئة، حيث يمكن
استغلالها في عمليات اختراق أو سرقة هوية. ولحماية نفسك، من الأفضل تعطيل خاصية
ACR في إعدادات جهازك. إذا وجدت خيارات تتعلق بالإعلانات عبر الإنترنت، أو
التوصيات، أو سجل المشاهدة، فهذه غالبًا مرتبطة بهذه التقنية.
طريقة تعطيل هذه الخاصية تختلف من تلفازٍ لآخر، لكن عمومًا، في تلفزيونات
سامسونج، اذهب إلى "Home" ثم "Privacy & Choices" ثم "Terms &
Conditions" ثم "Privacy Policy"، ثم أزل علامة الصح من مربع " Viewing
Information Services". أما في منصة Roku اذهب إلى "Settings" ثم "System" ثم "Privacy" وفعّل
خيار " Limit Ad Tracking" ثم اذهب إلى "Smart TV Experience" وعطّل خيار "Use
Information for TV inputs".
في تليفزيونات LG، اذهب إلى "Settings" ثم "General" ثم "System" وأخيرًا "Additional Settings"، وعطّل خيار "Live Plus". وبالنسبة لتلفزيونات Sony، فالطريقة تكون بالذهاب إلى "Home" ثم "Settings" ثم
"Initial Setup" ثم "Samba Interactive TV" وتعطيل "Samba TV".
الشاهد أن طريقة التعطيل تختلف من تلفزيون لآخر، لكن يجب أن تعلم أن تعطيل هذه
الخاصية قد يؤثر على بعض المميزات الذكية الأخرى في الشاشة، لكنها تظل خطوة فعالة لمنع نظام تشغيل التلفاز من تتبع عادات المشاهدة الخاصة بك وإرسال تلك البيانات إلى شركات ربما لم تسمع عنها من قبل.
النصيحة الثالثة: راجع إعدادات الكاميرا والميكروفون
العديد من أجهزة التلفاز الذكية الحديثة تأتي مزوّدة بتقنيات التحكم الصوتي، ما
يعني أن الميكروفون يظل نشطًا حتى عندما يكون التلفاز في وضع الإيقاف. الهدف
– المُقنن أيضًا – من ذلك هو تمكين الجهاز من تنفيذ الأوامر الصوتية فورًا، لكن
المشكلة تكمن في أن التلفاز قد "يستمع" لما لا تريده أن يسمعه.
إذا كان تلفازك
يدعم أنظمة المساعدة الافتراضية مثل Alexa أو Bixby أو Google Assistant، فمن
المحتمل جدًا أن يحتوي على ميكروفون مدمج، وربما أيضًا كاميرا تُستخدم للمكالمات
المرئية أو للتحكم بالإيماءات، وهي ميزة قد تبدو مريحة، لكنها تفتح الباب أمام
اختراق خصوصيتك سواء من قِبل المصنعين أو القراصنة. لحماية نفسك، يُفضّل أن تعطل
الميكروفون أو تحد من صلاحياته. توجه إلى إعدادات التلفاز وابحث عن الخيارات
المتعلقة بالميكروفون أو الصوت، وقم بإيقافها. أما بالنسبة للكاميرا، فمن الأفضل
تعطيلها أيضًا أو حتى تغطيتها بلاصقٍ أسود مُعتم عندما لا تكون قيد الاستخدام،
تمامًا كما يفعل الكثيرون مع كاميرات الحواسيب المحمولة.
النصيحة الرابعة: لا توافق على سياسات جمع البيانات
تعمل معظم الشركات الكبرى المصنعة لأجهزة التلفزيونات الذكية، مثل سامسونج
وغيرها، على التعاون مع شركات الإعلانات وتحليل البيانات لجمع معلومات واسعة عن
المستخدمين. تتضمن هذه المعلومات تفاصيل عن طريقة استخدامك للجهاز، والتطبيقات
التي تقوم بتنزيلها، والأفلام التي تشاهدها، بالإضافة إلى البيانات التي يتم
جمعها عبر تقنيات التعرف التلقائي على المحتوى ACR والأوامر الصوتية.
تكمن الخطورة في إمكانية تسريب هذه البيانات أو وصولها إلى جهات غير موثوقة، مما
قد يعرض خصوصيتك للخطر. للحد من تتبع البيانات من قبل أطراف خارجية، ينبغي مراجعة
سياسة الخصوصية الخاصة بجهازك بدقة. ابحث عن الإعدادات المتعلقة بتتبع الإعلانات (Ad tracking) أو الإعلانات المخصصة أو خدمات الجهات الخارجية، وقم بتقييد مشاركة البيانات أو
إلغاء الاشتراك في سياسات جمع البيانات قدر الإمكان.
النصيحة الخامسة: قيّد خيارات الوصول وإعدادات الإعلانات
تستخدم العديد من شركات التلفزيونات مثل Philips و SHARP و TCL و Hisense أنظمة
تشغيل Google TV أو Android TV. يتطلب استخدام هذه الأجهزة غالبًا تسجيل الدخول
بحساب جوجل والموافقة على سياسة الخصوصية الخاصة بها، والتي تتيح لجوجل الوصول
إلى معظم ميزات الجهاز وجمع بيانات متنوعة عنك. ورغم صعوبة تجاوز هذه الشروط بشكل
كامل، فإنك تستطيع الحد من تتبع الإعلانات والبيانات الشخصية.
لتفعل ذلك ادخل إلى إعدادات التلفاز "Settings"، ثم الخصوصية "Privacy"، ثم "الإعلانات" Ads (على اختلاف مسميات هذه الإعدادات)، واختر إعادة ضبط المعرّف الإعلاني "Reset advertising ID" أو حذفه نهائيًا. في بعض الأجهزة الأخرى، قد هذه الخيارات ضمن قسم
المعلومات القانونية "Legal Information" أو تفضيلات الجهاز "Device Preferences".
بالإضافة إلى ذلك، لمنع جوجل من استخدام بيانات التشخيص والاستخدام الخاصة
بالتطبيقات، يمكنك إيقاف ميزة "Usage & Diagnostics" من إعدادات الخصوصية.
في النهاية، هناك حل بسيط يمكن أن يُريح عقلك من كل هذه الأمور وهو فصل الإنترنت
عن الشاشة إذا كنت لا تستخدمه كثيرًا. صحيحٌ أنه حل غير عملي وينافي فكرة شاشات
التلفاز الذكية أساسًا، لكنه يمكن أن يفيد البعض ولهذا اقترحناه.





