إذا كان جهازك يحتوي هذه المواصفات… فقد حان وقت الترقية!

نسلط الضوء في هذا الموضوع على مواصفات الكمبيوتر التي لا ينبغي أن تستمر معك في 2025 حتى تحصل على أسرع وأفضل أداء.
أمام وتيرة المنتجات التقنية السريعة، يرى مستخدمو الحواسيب أنفسهم أمام خيارات مُحيرة، ومع كل قطعة هاردوير جديدة تُطرح في الأسواق، يشعرون أنهم بحاجةٍ إلى ترقية أجهزتهم لتواكب كل الألعاب والبرامج الجديدة وتُشغلها على أعلى وأفضل إعدادات. بالرغم من عدم دقة هذه الطريقة في التفكير، وعدم ضروريتها، فإنها على الأغلب ستحقق الهدف المرجو وإن كان ذلك على حساب الميزانية. على الجانب الآخر، هناك فئة من المستخدمين لا زالوا يعتمدون على قطعٍ قديمة يريدون استنزافها لآخر قطرة أداء مُقتنعين بأن ما يعمل بشكلٍ جيد لا يحتاج لتغيير فيقعون في فخ الاحتفاظ بالهاردوير الذي أصبح بالفعل عبئًا على الأداء، أو حتى خطرًا على سلامة الجهاز وسلامتهم شخصيًا! لهذه الفئة تحديدًا، نستعرض 5 مكونات قديمة يجب التفكير باستبدالها فورًا، وبشكلٍ جدي.
قطع الحواسيب القديمة

قطع الحواسيب القديمة

حجم الـ 8GB للرامات

للأسف الشديد لم تعد الرامات التي تأتي بسعة 8 جيجابايت مناسبة لأي شيء تقريبًا في 2025، ربما كانت كذلك منذ 10 سنوات، لكن اليوم ستواجه مشاكل عديدة ومزعجة جدًا إذا تعنّت واستخدمتها حتى في أبسط المهام، مثل التصفح، ودعوني أخبركم بتجربتي الشخصية.

بحكم عملي، أحتاج إلى فتح أكثر من متصفح وأكثر من تبويب في نفس الوقت. عندما أفعل ذلك على جهازي الأساسي، لا أواجه أي مشكلة تُذكر تقريبًا، لكن عندما أُضطر لاستخدام اللابتوب الخاص بي الذي لا يمتلك سوى 8 جيجابايت من الرامات، يصل الأمر أحيانًا إلى فقدان الأعصاب! تخيل أن متصفح كروم ينهار – وينهار معه عملي – لا لشيء سوى لأنني أستخدم عليه 5 تبويبات فقط! صحيحٌ أن متصفح إيدج وفايرفوكس يكونان يعملان في الخلفية ومعهما تعمل 4 أو 5 تبويبات أخرى، لكن هذا ليس مبررًا.

صدقني عندما أقول لك إن 8 جيجابايت من الرامات لن تكفيك في الوقت الحالي إلا إذا كان استخدامك خفيفًا للغاية؛ خفيفًا لدرجة أنه يقتصر مثلًا على قراءة المقالات أونلاين أو فتح تبويبات خفيفة للغاية ليس بها العديد من العناصر الرسومية. إذا كنت لا تُصدق، جرّب أن تفتح 5 أو 6 تبويبات وشغّل يوتيوب وحاول التنقل بين الفيديوهات؛ ستلاحظ أن الصفحة تتوقف مؤقتًا وربما تنهار مثلما يحدث معي أحيانًا.

إذا كنت تستخدم رامات بسعة 8 جيجابايت، فلا حاجة للانجراف وراء الأقاويل التي تزعم أن 32 جيجابايت هي أقل شيء في الوقت الراهن، ولكن على الأقل حاول أن تُرقي الرامات إلى 16 جيجابايت كونها مناسبة لمعظم المهام، حتى الألعاب (نتحدث بالنسبة لمعظم المستخدمين).

الاعتماد بشكل أساسي على هارد HDD

لا بد وأنك توقعتها لأنك تعرف مدى أهمية الأمر، ولعل رؤيتك لهذه النصيحة تكون الأخيرة قبل أن تَحِنَّ على جهازك بـ SSD مُعتبر! لقد انخفضت أسعار أقراص الـ SSD (حتى الـ NVMe) بشكلٍ واضح عما كانت عليه سابقًا، وذلك لأنها لم تعد رفاهية. لم يعد أحد يحتمل الانتظار لدقيقة كاملة، وأحيانًا أكثر، لمجرد أن يُقلع الويندوز، أو أن يُضيع دقائق، بل وساعات (على المدى الطويل) في انتظار شاشات تحميل الألعاب؛ يُمكنك التخلص من هذا "الشلل" بمجرد التخلص من الـ HDD أو معاملته كمجرد مساحة تخزينية وإنعاش حاسوبك بـ SSD، خاصةً إذا كان قد مر على القرص من 3-5 سنوات، وهي المدة التي تبدأ فيها الأقراص الصلبة بالتعرض لمشاكل قد تصل إلى التلف وفقدان البيانات.

استخدام باورسبلاي مجهول الهوية!

بـ "مجهول الهوية" نقصد مزودات الطاقة غير المُعتمدة أو منخفضة الجودة، والتي تحمل العديد من المخاطر التي يمكن أن تصل إلى احتراق الجهاز لا قدر الله. إذا كنت تستخدم جهاز حاسوب قديم أو جهازًا تم تجميعه بميزانية محدودة، فمن المحتمل أنك تعتمد على مزود طاقة بدون أي تصنيف للكفاءة (80 Plus)، وهذا التصنيف هو عبارة عن شهادة تقيس مدى كفاءة تحويل الطاقة الكهربائية من التيار المتردد إلى التيار المستمر الذي تستخدمه قطع الكمبيوتر. ببساطة، كلما زادت كفاءة الباورسبلاي، قلت الطاقة المُهدرة على شكل حرارة مما يحافظ على عُمر القطع لأطول فترة ممكنة.

هناك 6 مستويات لشهادة الكفاءة 80 Plus، تبدأ بالمستوى القياسي Standard إلى مستوى التيتانيوم. أقل شهادة يُنصح بها هي الـ PLUS Bronze 80، وهي المستوى الثاني بعد القياسي مباشرةً؛ تأتي بسعرٍ مناسب وتوفر استهلاكًا معقولًا للطاقة مقابل سعرها ومقارنةً بالشهادات الأعلى مثل الـ Gold. إذا كنت تمتلك كارت شاشة قوي، ربما RTX 4070 أو 4070 Ti أو أعلى، فوقتها ستحتاج شهادة من تصنيف الـ Gold على الأقل.

معالجات رايزن من الجيل الأول وإنتل من الجيل السابع

أجبرت هذه المعالجات إنتل على تطوير معالجاتها خوفًا من المنافسة، لكن الأمور تطورت ووصلنا إلى الجيل التاسع (أو الثامن للدقة) الذي سيصدر قريبًا. معالجات مثل الـ Ryzen 3 1200، وRyzen 5 1600، وRyzen 7 1700 صدرت منذ 8 سنوات تقريبًا وحقًا لم يعد ترقيتها رفاهية. صحيحٌ أن رايزن ستتفضل بالإبقاء على مقابس الـ AM4 لفترةٍ من الزمن، وهذا شيء تُشكر عليه، لكن المشكلة في المعالجات القديمة نفسها.

الشيء نفسه نقوله لمن يستخدم معالجات إنتل حتى الجيل السابع؛ هذه المعالجات صدرت أيضًا منذ حوالي 8 أو 9 سنوات، في 2016، وعلى الرغم من أنها تقدم أداءً مقبولًا في الألعاب على دقة 1080p مثلًا، فإن مستواها أقل من معالجات الجيل الثامن والتاسع فيما فوق.

بالانتقال من الجيل الأول لمعالجات رايزن إلى الجيل الخامس مثلًا مع تحديث البيوس، ستحصل على ضعف الأداء على الأقل في الكثير من الألعاب، وإذا انتقلت من معالجات الجيل السابع من إنتل مثل الـ 7700K إلى الـ 14700K مثلًا، ستحصل أيضًا على ضعف الأداء – تقريبًا – في الكثير من العناوين. وبالمناسبة، إذا كنت لا تطيق اللعب على أقل من 60 فريم، فلا بد وأن تعرف أن معالجات الجيل السابع لا ستنغص عليك عيشتك إلى حدٍ كبير.

كروت RX 500 من AMD وكروت باسكال من إنفيديا

نأتي أخيرًا لكروت الشاشة وما أدراك ما كروت الشاشة، ونبدأ بـ AMD أيضًا مثلما فعلنا في المعالجات؛ إذا كنت تمتلك كارت من سلسلة الـ RX 500 (مثل الـ RX 570 أو RX 580، إلخ)، فماذا تنتظر للترقية؟ نعرف أن الكثير من المستخدمين في الوطن العربي، وتحديدًا في مصر، تمتلك الـ RX 580 وتُحبه كثيرًا بفضل أداءه – وسعره طبعًا – الذي يقدم تجربةً مقبولة لكثيرٍ من الألعاب على دقة 1080p، لكننا في 2025 وكثير من الألعاب المشهورة الآن، مِن Cyberpunk 2077 إلى Hogwarts Legacy ستلتهم هذا الكارت – الذي أصبح مسكينًا – إذا فكّر أن يُشغلها على إعدادات غير أدنى الإعدادات.

وبالمثل، إذا كنت تمتلك كارتًا من إنفيديا من سلسلة GTX 10، عدا الـ GTX 1080 Ti الذي يُمكن أن يصمد لسنةٍ أو اثنتين (كم كان عظيمًا هذا الكارت!)، فإنك ستعاني وبشدة مع الألعاب الحديثة. إذا أردت أن تلعب أحدث العناوين على إعدادات متوسطة أو حتى عالية، فلا ننصحك بأقل من الـ RTX 4060 (أو الـ 3060 بسبب 12 جيجابايت VRAM) أو RX 7600 XT؛ ستعطيك هذه الكروت دفعةً بالأداء حتى 3 أضعاف على الأقل مقارنة بالكثير من الكروت القديمة المذكورة.

القرار قرارك في النهاية يا عزيزي، لكن لسوء الحظ هذه الترقيات التي تحدثنا عنها اليوم ضرورية للغاية لكل من يريد الحصول على تجربة استخدام معقولة لجهازه، سواء في الألعاب أو غير الألعاب. ممتنون لوصولك إلى هنا ونتمنى أن تستمتع يومًا ما بالتجربة التي تستحقها.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات