لطالما كانت الرامات ذات سعة الـ 16 جيجابايت كافية لتشغيل ما لذ وطاب من
الألعاب، ولعلها كذلك الآن، لكننا بالتأكيد لا نقصد المعنى الحرفي لكلمة "تشغيل"
إذ لا يقتصر الأمر على مجرد فتح اللعبة بالطبع، بل الاستمتاع بها بأفضل شكل ممكن،
لا سيما مع رغبتنا المتزايدة في اللعب على أعلى دقات العرض وأفضل الإعدادات مثل
تتبع الأشعة وخلافه. ومع ظهور تقنيات مثل الـ DLSS 4 والـ MFG (اختصارًا لـ Multi-frame generation) التي تسمح بتوليد حتى 3 إطارات لكل إطار حقيقي في كروت الـ 50)، أصبحنا أكثر
تجرءً على الإعدادات العالية مما يُجبرنا على إعادة طرح السؤال نفسه: هل لا زالت
رامات الـ 16 جيجابايت كافية للاستمتاع بالألعاب في 2025؟ هناك 3 أسباب تُرجح
"لا" كجواب!
الألعاب الحديثة والرام
حاجة الألعاب نفسها للرامات العالية
السبب الأول، والأكثر وضوحًا، أن ألعاب الفيديو نفسها باتت مُتطلبة للرامات
العالية أكثر من أي وقت مضى. لا زلنا نؤيد الادعاء بأن 16 جيجابايت تكفي لتشغيل
كل الألعاب تقريبًا، لكنها للأسف الشديد تفرض مجموعة من التضحيات.
لعبة مثل
Escape From Tarkov تتطلب أكثر من 16 جيجابايت عند التجول في خريطةٍ فارغة وبدون
إنترنت، نفس الشيء بالنسبة للعبة أخرى مثل The Last of Us Part 1 رُغم أن الـ 16
جيجابايت من الرامات مذكورة في المتطلبات الموصى بها! طبعًا يُمكنك أن تُشغل
اللعبة وتستمتع، لكن على إعدادات منخفضة.
تعدد المهام أثناء اللعب يكون شبه مستحيل
سواء كنت تلعب أم لا، فإن فكرة تعدد المهام في حد ذاتها تتطلب رامات عالية، جرّب
أن تفتح أكثر من تبويبة على المتصفح وسترى النتيجة بشكلٍ عملي. عند تشغيل الألعاب
يزداد الأمر سوءًا إلى درجةٍ كبيرة، خصوصًا إذا كنا نتحدث عن لعبة حديثة مُتطلبة
وخصوصًا لو كان معالج الجهاز نفسه متواضعًا أو حتى من الفئة المتوسطة.
إذا كنت
تمتلك 16 جيجابايت من الرامات، فيجب أن تنسى فكرة تعدد المهام؛ يجب أن تُشغل
اللعبة ولا شيء سواها، لن تستطيع أن تبث الألعاب على أي منصة وسيكون الأمر مزعجًا
حقًا إذا جرّبت أن تفعل أي شيء بجانب اللعب.
التأثير على الـ VRAM والهارد ديسك!
بجانب الاعتماد على الرامات أو ذاكرة الوصول العشوائي RAM، فإن اعتماد الألعاب
الحقيقي يكون مُنصبًا على ذاكرة كارت الشاشة نفسها VRAM، وذلك لأنها أسرع بكثير
وتكون مُصممة خصيصًا لمعالجة الرسوميات الموجودة في ألعاب الفيديو.
تحتاج بعض
الألعاب الحديثة إلى ذاكرة نظام إضافية لدعم الـ VRAM، فإذا كانت الرامات محدودة،
لن يتمكن النظام من تعويض النقص في الـ VRAM بكفاءة، علاوة على ذلك، عندما تمتلئ
الذاكرة، سيُضطر الجهاز إلى الاعتماد على القرص الصلب واستخدام ما يُعرف
بلمف الترحيل (Page File)
ليحل محل الرامات، وهذا الملف بطيء للغاية ويؤثر على عمليات النظام أساسًا مما
يؤدي إلى انهيار اللعبة.
الحل في رامات 32 جيجابايت
إذًا، يُمكننا القول إن 16 جيجابايت من الرامات لم تعد كافية لتشغيل الألعاب
الحديثة بشكلٍ جيد وأنك لو كنت تريد الاستمتاع بهذه الألعاب، حتى لو كنت تمتلك
كارت شاشة ومعالج جيدين (بصرف النظر عن عنق الزجاجة)، فستحتاج إلى زيادة الرامات
حتى 32 جيجابايت؛ وقتها ستستطيع اللعب على ما بدا لك من الإعدادات – شريطة الكارت
والمعالج الجيدين بالطبع – فضلًا عن إمكانية البث أو "الستريمنج" وتعدد المهام
وما إلى ذلك.
لا تنسَ أن أسعار الرامات ليست مرتفعة كما قد يعتقد البعض، ففي الوقت الحالي،
أصبحت وحدات الـ DDR4 والـ DDR5 متوفرة بأسعار معقولة، على سبيل المثال، يمكنك أن
تشتري رامات 2x16 جيجابايت من نوع DDR4 بسعرٍ 40 دولارًا. للأسف الشديد ستُضطر
لدفع ضعف هذا الرقم في مصر (حوالي 4500 جنيهًا مصريًا) لتحصل على مرادك، لكن هذا
سعر القطعتين بالخارج.
عمومًا الأمر يستحق إذا كانت بقية مواصفات جهازك جيدة
والرامات هي التي تُعجزك؛ يمكنك أن تتأكد من ذلك باستخدام برنامج
MSI Afterburner، وإذا وجدت أن اللعبة متطلبة للرامات بشكل أكبر من اللازم، فحينها سيكون
الاستثمار في رامات 32 جيجابايت خطوة ذكية وعملية للغاية، لكن اقرأ مقالنا الذي
شرحنا فيه
كيفية اختيار الرام للكمبيوتر
أولًا.