الـ PC دائمًا هي المنصة المفضلة للكثيرين للاستمتاع بألعاب الفيديو، فإمكانية تطوير الجهاز وترقية الهاردوير لن تجدها في الكونسول مثل البلايستيشن والإكس بوكس، زد على ذلك الحرية الكاملة التي تمنحها منصة الكمبيوتر لمستخدميها، فيما يتعلق بكل شيء حول الألعاب تقريبًا، من وجود متاجر كثيرة ومختلفة لشراء الألعاب وبأسعار تنافسية، إلى تحميل المودات "Mods" وتغيير التجربة بشكل كبير، وحتى إمكانية تعديل كل ما يتعلق بإعدادات اللعبة نفسها، وذلك يتضمن إعدادات الجرافيك بالطبع.
لعل قائمة إعدادات الجرافيك هي أول ما يذهب إليه أحدنا عند تجربة لعبة جديدة – ذلك بعد التحقق من وجود الترجمة العربية بالطبع! – فتعديل الجرافيك للحصول على أفضل أداء مع أقل تضحية ممكنة بجودة الصورة والرسوميات، هو أمر يؤرق الكثير منا، خاصة هؤلاء مَن يمتلكون أجهزة متوسطة ويعانون لتشغيل أحدث الألعاب التي يعشقونها. لذلك، جمعنا لكم 5 إعدادات هامة للجرافيك في ألعاب الكمبيوتر، ننصح بتغييرها والتعديل عليها قبل اللعب للحصول على أفضل أداء رسومي، فبعض هذه الإعدادات تبدو مؤثرة على الرغم من انعدام أهميتها، وبعضها يمكن الاستغناء عنه دون التضحية الكبيرة بجودة الجرافيك.
1 المزامنة الرأسية (Vertical Sync)
واحدة من أكثر الإعدادات التي تبدو وكأنها ستحسن من تجربتك بشكل فائق، وهو ما يجعل الكثيرين لا يفهمونها بشكل صحيح، فالاعتقاد الخاطئ حول إعداد الـ VSync شائع بشكل كبير.
الـ VSync أو المزامنة الرأسية، هي تقنية تعمل على مزامنة الإطارات التي يولدها كارت الشاشة مع تردد الشاشة لديك، فإذا كانت الشاشة ذات تردد 60 هرتز، سيحاول الجهاز ضبط اللعبة لتعطيَ 60 إطارًا في الثانية، وذلك لملافاة مشكلة الـ Screen Tearing والتي تظهر نتيجة عدم مواكبة تردد الشاشة مع الإطارات التي يرسلها كارت الشاشة أثناء اللعب. الأمر يبدو رائعًا بالتأكيد، ولكن المشكلة تظهر في الأجهزة التي لا تكون قادرة على تشغيل اللعبة بتردد مساوٍ لتردد الشاشة، فإذا كان جهازك بإمكانيات محدودة نسبيًا وشاشتك بتردد 165 هرتز مثلًا، تفعيل هذه التقنية سيحاول الوصول بمعدل إطارات اللعبة إلى ذلك الرقم، وبالتأكيد لن ينجح في ذلك، الأمر الذي سيستمر في استهلاك موارد الجهاز دون جدوى تقريبًا، وذلك بدوره سيؤثر على الأداء وينتج عنه مشكلات أخرى.
الأمر الآخر هو أنه إذا فشلت ميزة VSync في الوصول بمعدل إطارات اللعبة إلى نفس تردد الشاشة، سيتم استهداف نصف تردد الشاشة، بمعنى لو كانت شاشتك بتردد 60 هرتز لكن كارت الشاشة غير قادر توليد 60 إطارًا بالثانية، فمع تشغيل هذه التقنية في اللعبة سيتم معالجة 30 إطارًا بالثانية لا أكثر للحفاظ على التزامن، لكن في الوقت نفسه ستشعر بحركة أقل سلاسة؛ بالرغم من أن جهازك قد يكون قادرًا على تشغيل نفس اللعبة بمعدل إطارات أعلى من ذلك، 40 مثلًا أو 50، وهذا ما يحدث عند إيقاف VSync.
باختصار، إذا كان جهازك قادرًا على تشغيل اللعبة بمعدل إطارات مرتفع يصل إلى تردد الشاشة، يمكنك تفعيل ميزة VSync، أما إذا كان جهازك أقل من ذلك، سيكون إلغاء تفعيل الميزة أمرًا محمودًا في هذه الحالة. يمكنك تجربة تفعيلها واللعب قليلًا ثم إطفائها لملاحظة الاختلاف، ثم استقر على الوضع الأفضل لتجربتك. وفي حال وجدت خيارًا آخرًا في الإعدادات يُسمى "Adaptive VSync" أو "Triple Buffering" فيمكنك تفعيله للتغلب على مشاكل VSync فهو يمثل حل وسط بين مشكلة التمزق وتأخر الاستجابة، وذلك على حساب استهلاك جزء بسيط من قدرة كارت الشاشة.
2 ضبابية الحركة (Motion Blur)
كثير من إعدادات الجرافيك تهدف إلى تحسين جودة العرض بأكثر من طريقة، من جودة التفاصيل في البيئة والعناصر المحيطة، وحتى تلك العناصر التي تجعل التجربة تبدو أكثر سينمائية. ضبابية الحركة أو Motion Blur هي أكثر تلك الإعدادات تأثيرًا على التجربة وأكثرها إثارة للجدل بين المستخدمين أيضًا، حيث تضيف تأثيرًا يمكن ملاحظته بسهولة، يجعل الحركة في الشاشة ذات تأثير ضبابي بعض الشيء، ولا يمكن إنكار أنها تجعل المشاهد تبدو أجمل، بل وأقرب لمحاكاة المشاهد في الأفلام السينمائية، ولكن!
أغلب الألعاب القديمة التي كانت تتضمن Motion Blur، تبدو أسوأ عند تفعيل هذا الإعداد، وذلك نظرًا لتواضع الإمكانيات التقنية في السابق مقارنةً بوقتنا الحاضر، ولذلك يجب إلغاء تفعيل الـ Motion Blur في تلك الألعاب، فهي أيضًا تمثل حملًا على أداء الجهاز، مثلها كمثل الميزات الرسومية الأخرى. على الجانب الآخر، الألعاب الحديثة أصبحت تقدم الـ Motion Blur بطريقة أفضل بكثير، فهي حقًا تجعل اللعبة تبدو أكثر سينمائية وجمالًا. لكن لا يزال هناك بعض الألعاب التي لا تشكل ميزة الـ Motion Blur فيها أي إضافة للجودة الرسومية، لذلك يكون من الأفضل إغلاق الـ Motion Blur في تلك الألعاب.
على كلٍ، الـ Motion Blur ليست ميزة جرافيك أساسية، بل هي من أكثر الميزات التي يمكن الاستغناء عنها دون التضحية كثيرًا بجودة الصورة، لذلك إذا كان جهازك بإمكانيات متوسطة، سيكون من الأفضل أن تغلق الـ Motion Blur دومًا للحصول على أداء أفضل.
3 مساحة الرؤية (Field of View)
العين البشرية لديها مساحة رؤية واسعة، إذ يمكنك رؤية الأشياء على جانبيك وأنت تنظر للأمام. ولكن في الألعاب، خاصة ألعاب المنظور الأول، ذلك ليس متاحًا، فهي لعبة تحاكي منظور اللاعب فعلًا ولكنها بالتأكيد لا تتيح مساحة الرؤية ذاتها مثل تلك الموجودة في العين البشرية، ففي النهاية اللعبة معروضة على شاشة تشغل حيزًا محدودًا من مجال الرؤية لديك.
لذا وفي محاولة لزيادة الواقعية والمحاكاة في الألعاب، توجد ميزة مساحة الرؤية أو Field of View، أو FOV اختصارًا. يمكن القول أنها ميزة تعطي أفضلية داخل الألعاب أيضًا، خاصة ألعاب التصويب من المنظور الأول، فكلما رأيت أكثر كلما زاد وعيك بما حولك وزادت فرصك في التغلب على أعدائك. لذلك يجب زيادة مجال الرؤية في ألعاب التصويب بالأخص، فهي تشكل فارقًا هامًا في تجربة اللعب، ولكن احذر لأنها بطبيعة الحال تشكل حملًا على أداء الجهاز نظرًا لأن اللعبة ستعرض المزيد من الكائنات في كل إطار، فإذا كان تفعيلها يؤثر على الأداء، فإغلاقها سيكون أفضل.
4 مانع التعرج (Anti-Aliasing)
هذه الميزة تهدف إلى تحسين جودة الصورة عن طريق جعل الكائنات في اللعبة أكثر حدة ووضوحًا، مثل أوراق الشجر والعشب والنوافذ، إلخ. بالتأكيد سبق وصادفت حوافًّا متعرجة أو مشوشة للكائنات داخل اللعبة ما يجعلك تظن أن مطوريها لم يضعوا اهتمامًا كافيًا بالرسوميات، ولكن من الضروري معرفة أن ذلك التعرج يُقضى عليه باستخدام تقنية الـ Anti-Aliasing، ولعلها تكون أكثر إعدادات الجرافيك حملًا على الجهاز وأثقلهم في الأداء، فهي حقًا تشكل فارقًا ملحوظًا في جودة الصورة، ولكن ذلك يأتي على حساب الأداء إذا كان جهازك أقل من المطلوب.
تزداد الحاجة لتقنية الـ Anti-Aliasing عند استخدام شاشات أكبر، لأن حينها غالبًا ما يكون حجم الشاشة الكبير غير متناسب مع دقة العرض، فشاشة بحجم 40 بوصة لا يُوصى باللعب عليها بدقة 1080p، بل أن حينها ستظهر مشكلة التعرج التي نتحدث عنها، وستبدو الأغراض ذات حواف مشوشة ومتعرجة، وحينها يكون استخدام تقنية الـ Anti-Aliasing لا بد منه.
بالتأكيد، كباقِ التقنيات في هذه القائمة، الـ Anti-Aliasing تتطلب قوة تقنية كبيرة من الجهاز، وذلك يعتمد على نوع التقنية، حيث أنه ثمة أنواع مختلفة من تقنيات الـ Anti-Aliasing، تختلف فيما بينها بجودة الصورة الناتجة عنها، والذي ينتج عنه اختلاف في الأداء بالتبعية. هناك MSAA و SSAA و FXAA وغيرها، وبالتأكيد صادف ورأيت تلك الرموز في الإعدادات الرسومية للألعاب.
MSSA أو Multi-Sample Anti-Aliasing هو بالتأكيد أفضل الأنواع لأنه يقدم توازنًا مقبولًا بين الأداء والجودة، فهو لا يجعل الحمل كبيرًا على قدرات الجهاز، كما أنه لا يقلل من الجودة كثيرًا ويجعلها مقبولة. أما SSAA أو Super Sampling Anti-Aliasing هي أكثر الأنواع في جودة الصورة المعروضة، وبطبيعة الحال هي أثقلهم على الجهاز وتتطلب إمكانيات أعلى، لذا تجنب استخدامها إذا كان جهازك أقل من المطلوب، فهي تقنية مفيدة لمن لديه جهاز بأداء قوي.
علاوة على ذلك، تأتي العديد من إعدادات الـ Anti-Aliasing أيضًا بمستويات مختلفة مثل 2X أو 4X أو 8X والتي تقدم تحسينًا أكبر على حساب الأداء. يمكنك تجربة كل من هذه الخيارات وامنح نفسك بعض وقت اللعب لملاحظة الاختلاف، وقم بتعديلها مرة أخرى إذا لزم الأمر.
5 الدقة المتغيرة (Adaptive Resolution)
على عكس الـ Anti-Aliasing، تقنية الـ Adaptive Resolution أو الـ Resolution Scaling تفيد هؤلاء من يمتلكون أجهزة أقل من الموصى به، أو تلك التي ليست قوية بما يكفي للتشغيل على أعلى الإعدادات الرسومية. كما تعلمون، تقليل دقة الشاشة تعتبر الطريقة الشائعة لتحسين الأداء في اللعبة، فعند تشغيل لعبة بدقة 4K على شاشة أو تلفزيون 4K ستلاحظ انخفاضًا ملحوظًا في معدل الإطارات مقارنة لو قمت بخفض الدقة إلى 2560×1440. لموازنة الأمور ظهرت الـ Adaptive Resolution والتي تعدل من دقة العرض بشكل مستمر وتتأقلم مع أداء الجهاز في كل مشهد، فعند عرض مشهد مليء بالرسوميات ويحتاج أداء مرتفعًا، ستنخفض الدقة قليلًا تلقائيًا لكيلا يتأثر الأداء ولا تنخفض الإطارات فجأة. والعكس صحيح، في المشاهد الأقل قوة رسوميًا وذات التفاصيل الأقل يتم استخدام دقة الشاشة الأصلية لإبقائها حادة.
إذا وجدت هذا الخيار في اللعبة، يمكنك تفعيله وحينها قد يظهر شريط تمرير حيث تستطيع تعيين معدل إطار مستهدف للدقة التكيفية، وفي هذه الحالة أوصي بضبطه على أعلى دقة تدعمها شاشتك للاستفادة من أداء الجهاز بشكل كامل.
هناك أيضًا تقنية من شركة Nvidia تُسمى "DLSS" والتي تأخذ فكرة "الدقة التكيفية" إلى مستوى أبعد، حيث تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز دقة التفاصيل في الألعاب حتى عند ضبط الإعدادات على دقة أقل من الدقة الأصلية للشاشة. هناك أجيال كثيرة لتلك التقنية مثل DLSS 2.0 و DLSS 3.0 وكلاهما يقدمان تحسينات بارزة في هذا المجال. لكن ومع ان إنفيديا تعتبر DLSS جزءًا من تقنية أخرى تُسمى "تتبع الأشعة" في كروت الشاشة RTX إلا ان بعض الألعاب تسمح باستخدامها حتى لو كانت "تتبع الأشعة" معطلة. على أي حال، إن وجدت هذا الخيار (DLSS) في إعدادات اللعبة فحتمًا يجب تجربته.
عادةً ما تقدم هذه التقنية خيارات مختلفة بخصوص الجودة والأداء أو التوازن بينهما، وهي ميزة هامة لمن لا يريد التضحية بالجودة الرسومية كثيرًا ويريد الحصول على جودة مناسبة، وهو حال الكثير منا.