بالرغم من تزايد اعتمادنا على
جهاز الكمبيوتر أو اللابتوب
في العمل وربما الترفيه والتواصل، إلا إن إحدى أبسط وأهم النصائح للحفاظ على أداء
وكفاءة هذه الأجهزة غالبًا ما يتم تجاهلها، وهنا نتحدث عن إعادة تشغيل الكمبيوتر
بشكل منتظم. يميل الكثيرون منا إلى ترك أجهزتهم في
وضع التشغيل المستمر
أو
في وضع السكون
لأيام وحتى أسابيع متتالية، معتقدين أن هذا يوفر
الوقت المستغرق في إقلاع نظام التشغيل – سواء ويندوز أو غيره – ويزيد من الإنتاجية، وهذه هي الحقيقة بالفعل لكن
في الوقت نفسه قد تؤدي هذه العادة إلى نتائج عكسية، حيث يمكن أن يؤثر سلبًا على
أداء الجهاز
وعمره التشغيلي على المدى الطويل. لذلك دعنا نستعرض فيما يلي أسباب وجيهة لإعادة
تشغيل الكمبيوتر لديك بين الحين والآخر وكيف سيؤثر ذلك في الحفاظ على كفاءة جهازك
وأدائه الأمثل.
أهمية عمل «ريستارت» للكمبيوتر
تحسين الأداء وتقليل استهلاك الموارد
عند استخدام جهاز الكمبيوتر لفترة طويلة خلال جلسة واحدة، يبدأ النظام بملء
الرامات بالبيانات المؤقتة، والتي بدورها تتراكم مع مرور الساعات والأيام
التي يبقى فيها الجهاز قيد التشغيل. هذه عملية طبيعية وتُعتبر مفيدة في معظم
الأحيان، حيث يحتفظ النظام ببعض المساحة في الرامات لإنجاز المهام المتكررة
أثناء العمل. ومع ذلك، أحياناً تترك البرامج التي تفتحها وتغلقها آثارًا
في الرامات، وحتى مع وجود أنظمة تشغيل متطورة مصممة لإدارة هذه العملية
تلقائيًا، قد تظل بعض البيانات عالقة، مما يؤدي إلى تباطؤ النظام تدريجيًا.
هنا ستؤدي عملية «ريستارت» بسيطة إلى تفريغ ذاكرة الرام بشكل كامل، كون
هذه الذاكرة تحتاج إلى الطاقة للاحتفاظ بأي بيانات. وبالتالي سيؤدي إعادة
تشغيل الكمبيوتر إلى تنظيف الرامات، مما يمنح جهازك بداية نظيفة وأداءً أكثر
سلاسة.
والأمر لا يقتصر على الرامات فقط، فمع الاستخدام المستمر وتشغيل المزيد والمزيد
من البرنامج وبقائها في الخلفية، يتم استخدام المزيد من موارد الكمبيوتر وعلى
رأسها المعالج (CPU) للحفاظ على عملها، حتى إذا لم تكن بحاجة إلى هذه البرامج
بشكل نشط. هذا قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجهاز، مما يجعل المراوح تعمل
بسرعة عالية وتصدر أصواتًا مزعجة. وبالتالي هذا سبب آخر لعمل «ريستارت»
حيث بذلك تمنح مكونات جهازك فرصة للراحة والبدء من جديد، تمامًا مثل الاستراحة
المستحقة بعد يوم عمل طويل!
حل الأخطاء والمشكلات التقنية
أحد الجوانب الأخرى للاستخدام المطول للكمبيوتر هو أن تشغيل العديد من البرامج في وقت واحد أو بشكل متتابع يُدخل الكثير من المتغيرات التي يصعب حصرها، فربما لاحظت فجأة أن برنامجًا لا يستجيب أو تجمد تمامًا أو أظهر رسالة Error غريبة أثناء تشغيله. هذه المشكلات غالبًا ما تنتج بسبب اختلاط العمليات في الخلفية، فالبرمجيات بطبيعتها معقدة للغاية، ويصعب جدًا تحديد متى يمكن لشيء ما أن يؤثر على آخر، لذلك ينتهي الحال بمواجهة رسائل أخطاء وتهنيج وعدم استجابة في البرامج دون وجود سبب واضح لحدوثها.
مرة أخرى، الحل الأسهل هو إعادة تشغيل الكمبيوتر، فكما أوضحنا سابقًا – وحتى خصصنا موضوع كامل للإجابة على سؤال لماذا إعادة التشغيل تحل الكثير من مشاكل الكمبيوتر؟ – فإن عمل «ريستارت» يمنح نظام التشغيل بداية نظيفة دون الحاجة إلى استكشاف الأخطاء وإصلاحها يدويًا. ستندهش حقًا من مدى نجاح هذا الحل في كثير من الأحيان!
ضمان تثبيت التحديثات بشكل صحيح
تلعب التحديثات المنتظمة دورًا حيويًا في الحفاظ على أمان واستقرار الكمبيوتر. سواء كانت تحديثات لنظام التشغيل نفسه، أو للتعريفات الخاصة بكارت الشاشة أو الصوت أو الشبكة، أو البرامج المُثبتة،
فإن معظمها يتطلب إعادة تشغيل الجهاز لإتمام عملية التثبيت، وقد شرحنا السبب وراء ذلك في إجابتنا على السؤال: لماذا تحتاج البرامج إلي إعادة تشغيل الويندوز بعد التحديث او التثبيت ؟
ومع ذلك يميل البعض إلى تجاهل الأمر تمامًا، إذ ربما يقوم النظام أو البرنامج بتنزيل وتثبيت التحديث من تلقاء نفسه لكن يظل تطبيق التغييرات الواردة مع هذا التحديث عالقة، مما يترك جهازك عرضة للمشكلات الأمنية أو يؤدي إلى مشاكل في التوافق
وتدهور الأداء إلى أن تعُيد تشغيل الجهاز. فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك تحديث أمني مهم لنظام التشغيل، فإن تجاهل عملية الريستارت يعني أن جهازك سيظل معرضًا للمخاطر الأمنية. وإذا كان التحديث لتعريف كارت الشاشة فسوف تفقد سلاسة الحركة حتى إعادة التشغيل.
حل مشكلات الاتصال بالإنترنت
من الأمور التي قد تحدث عند ترك الكمبيوتر يعمل لفترات طويلة بدون إعادة تشغيل هي ظهور مشاكل في الإنترنت. الكثير من المرات نواجه مشكلات في الاتصال بالإنترنت دون سبب واضح، ربما يتعلق الأمر بإعدادات الشبكة التي أصبحت غير متناسقة مع الراوتر بعد فترة طويلة من الاستخدام المتواصل. قد يكون من الصعب أو المستحيل تحديد السبب الأساسي لكن الحل المشترك في معظم الأحيان هو عمل ريستارت للكمبيوتر، فبدلاً من البدء في فصل الكابلات أو التعمق في الحلول المتقدمة، جرّب إعادة تشغيل الكمبيوتر أولاً، غالباً ما يساعد هذا في إعادة ضبط إعدادات الشبكة واستعادة الاتصال بشكل طبيعي.
تنظيف الهارد بعد إزالة البرامج
تماماً مثلما يتطلب تثبيت التحديثات والتعريفات الجديدة عمل ريستارت للجهاز، فإن إزالة البرامج غالبًا ما تحتاج أيضًا إلى إجراء إعادة التشغيل لتتم العملية بشكل صحيح. بعض البرامج ستطلب منك إعادة التشغيل على الفور حيث كل ما تحتاج هو الضغط على "Yes" أو "OK"، لكن البعض الآخر قد لا يفعل، وينبغي عليك القيام بذلك على أي حال.
غالبًا ما تترك عملية إلغاء تثبيت البرامج بعض الملفات التي لا يتم حذفها إلا بعد إعادة تشغيل الكمبيوتر، وعادةً ما يكون ذلك لأنها قد تكون مخزنة في مجلدات النظام التي لا ينبغي التعامل معها أثناء الاستخدام العادي. لذلك إذا طلب منك أحد البرامج إعادة تشغيل الجهاز بعد إلغاء تثبيته، فيجب عليك القيام بذلك. وحتى إذا لم يظهر أي إشعار، فمن المستحسن القيام بإعادة التشغيل على أي حال لتجنب تراكم الملفات غير الضرورية على الهارد أو وحدة الـ SSD.
في المجمل يجب إعادة تشغيل الكمبيوتر بشكل منتظم، فهذه ليست مجرد عادة بسيطة، بل هي ممارسة
أساسية للحفاظ على استقرار وأداء جهازك لأطول فترة ممكنة. بدلاً من الاضطرار للبحث عن حلول معقدة للمشكلات
التقنية، يمكن أن تكون هذه البادرة الصغيرة هي الحل الأمثل في كثير من
الأحيان.