عندما ظهرت
وحدات تخزين SSD
للمرة الأولى، لم تكن أسعارها في متناول الجميع، لكن في السنوات الأخيرة، تغير
هذا الأمر تمامًا وأصبح من الصعب أن ترى
كمبيوتر مكتبي أو لابتوب
لا يحتوي على هذه الوحدات التخزينية
بدلًا من HDD التقليدية. بعض الألعاب والأنظمة أصبحت
تتطلب وجود SSD
كشرطٍ أساسي من شروط التشغيل، وذلك لأن هذه الوحدات توفر
سرعة كبيرة في نقل البيانات
(تزداد هذه السرعة باستمرار) ناهيك أنها تأتي بأحجام تخزينية مُعتبرة. معظم
مستخدمي الـ SSD يستغلونها في احتواء نظام التشغيل الأساسي بسبب سرعاتها بينما
يستخدمون
هاردات HDD في التخزين. لم يقتصر تطور وحدات الـ SSD على الاستخدام كوحدات تخزين داخلية فحسب، بل امتد
للوحدات الخارجية التي يمكن توصيلها عبر كابل USB فقط، وفيما يلي نستعرض
أبرز استخداماتها.
استخدامات مفيدة للـ SSD الخارجي
الاستخدام الأول: كأنظمة تشغيل مُتنقلة
يمكنك بالفعل استخدام وحدات الـ SSD الخارجية كأداة محمولة لأنظمة التشغيل. هذا
الاستخدام سيكون مفيدًا لمن يتنقل كثيرًا بين أجهزة الكمبيوتر المختلفة أو
لمهندسي تكنولوجيا المعلومات وكل من يحتاج إلى اكتشاف أخطاء أنظمة التشغيل
وإصلاحها. الفكرة باختصار أنك تستطيع تثبيت نظام تشغيل كامل، أو حتى أكثر من
نظام، على وحدة SSD خارجية واستخدامها كأداة "Plug & Play"، أي تشغيل النظام
بمجرد توصيله بالكمبيوتر. فكرة استخدام أكثر من نظام تشغيل واحد هي فكرة مفيدة
للغاية في حد ذاتها، حيث تتيح لك إمكانية تشخيص مجموعة واسعة من المشكلات التقنية
بسهولة. وقد تناولنا مثالًا على ذلك في موضوع
تثبيت نسخة ويندوز على هارد خارجي.
بالطبع هذا الاستخدام ليس حصريًا لوحدات SSD الخارجية، بل أي فلاش ميموري أو حتى
هارد HDD يستطيع أن يؤدي نفس الاستخدام، إلا إن سرعات القراءة والكتابة تجعل
الأفضلية للـ SSD للتعامل مع نظام التشغيل بصورة سلاسة وسريعة على أي كمبيوتر.
ولا يشترط أن يكون نظام التشغيل المُثبت هو ويندوز، بل يمكن استخدام
توزيعة "أوبنتو"
أو استعمال ما يُسمى
بأسطوانات الإنقاذ. هناك العديد من الأنظمة المصممة للاستخدام بشكل متنقل، حيث توفر أدوات قوية
لفحص الأخطاء مثل
Kali Linux. الجدير بالذكر أنه بإمكانك تخزين أكثر من نظام على نفس الـ SSD الخارجي
باستعمال
برنامج يُدعى Ventoy. على كلٍ، إذا كنت تفكر في استخدام وحدات الـ SSD لهذا الغرض، فلست بحاجةٍ إلى
الاستثمار في وحدة خارجية حديثة؛
SSD قديم مع محول
(SATA to USB3) سيفي بالغرض؛ صحيحٌ أن سرعته لن تصل إلى سرعة وحدات NVMe الأحدث،
ولكنه سيفي بالغرض ويوفر عليك بعض المال.
الاستخدام الثاني: كخزنة مُشفرة لحماية البيانات
على عكس هاردات الـ HDD، تأتي العديد من وحدات الـ SSD الخارجية الحديثة ببرمجيات
تشفير قوية لحماية بياناتك بشكلٍ تلقائي، حيث يتم قفل وحدة التخزين بمجرد فصلها
عن الجهاز أو بعد فترة زمنية مُحددة، والأمر لا يكون متعلق بـ Software فقط بل
هناك شريحة (Hardware) على اللوحة الأم للوحدة مخصصة لهذا الأمر – مثل IronKey Vault Privacy 80
– لضمان أقصى حماية ضد اختراق التشفير.
هذه الخاصية ستحمي بياناتك في حالة السرقة مثلًا، حيث سيصبح من الصعب على أي شخص
أن يصل إلى البيانات دون كلمة المرور. هذا لا يعني أن بياناتك لن تُخترق أبدًا،
لكنها على الأقل ستكون أكثر أمانًا مما لو كانت على أقراص التخزين العادية.
يُمكنك أيضًا أن تُعزز من أمان بياناتك باستخدام خصائص مُدمجة مع نظام التشغيل،
مثل
خاصية BitLocker
على أنظمة الويندوز أو
FileVault
على أنظمة آبل macOS.
الاستخدام الثالث: التخزين وزيادة مساحة الهاتف
الغرض الأساسي من وحدات الـ SSD هو تخزين الملفات، بل هي الخيار الأفضل لأداء هذه
الوظيفة (إذا ما تغاضينا عن السعر)، لكن عمومًا نحن هنا لا نتحدث عن التخزين
العادي للملفات بهدف الاحتفاظ بها على الكمبيوتر، وإنما عن تخزين الملفات بهدف
الوصول إليها من الهاتف الذكي عن طريق الاتصال المباشر عبر كابل الـ USB وذلك
عندما نكون خارج المنزل أو حتى داخله. فمساحة معظم الهواتف كما تعرف تكون محدودة،
وإذا كانت كبيرة، ستجد أن معظمها مشغولًا بالتطبيقات وملفات النظام، إلخ.
لحسن الحظ أن معظم الهواتف الذكية الحديثة، بما في ذلك الآيفون، تدعم قراءة وحدات
التخزين الخارجية
المتصلة عبر منفذ USB
أو Lightning في حال استخدام الكابل المناسب. وبالتالي تستطيع تخزين أفلام وصور
وكل الملفات التي تحتاج الوصول لها أحيانًا – لكن لا تستطيع تخزينها على ذاكرة
الهاتف مباشرًة – على الـ SSD الخارجي واصطحابه معك أينما تذهب، ثم توصيله
بالهاتف لتصفح الملفات وتشغيلها، تمامًا كما تفعل على الكمبيوتر. ونظرًا لأننا
هنا نتحدث عن وحدات الـ SSD، فالسرعة لن تكون عائقًا وستستطيع التمتع بالأفلام
والمسلسلات وغيرهما من الملفات الأخرى بأفضل شكل ممكن.
الاستخدام الرابع: تشغيل الأنظمة الافتراضية
بعضنا يستخدم الأنظمة الافتراضية (Virtual Machines) لأنها مستقرة، ومناسبة
للبرمجة، وتقدم الكثير من المميزات الأخرى. إذا كنت ممن يستخدمون الأنظمة
الافتراضية، ننصحك بأن تُجرب ذلك على وحدات الـ SSD الخارجية إذا كنت تريد الحصول
على تجربة مختلفة وأكثر سلاسة، بمعنى أن تقوم بتثبيت نسخة ويندوز على جهاز
افتراضي باستخدام برامج مثل VirtualBox ثم حفظ ملفات هذا النظام على الـ SSD
الخارجي، وبالتالي يمكن الإقلاع إلى نسخة الويندوز المُثبتة على النظام الوهمي من
على أي جهاز وستكون جميع برامجك وملفاتك المخزنة على هذا النظام جاهزة ومتاحة دون
حاجة إلى إعادة تثبيت أي شيء من الصفر.
كما قلنا، تمتاز وحدات الـ SSD بسرعات عالية على مستوى القراءة والكتابة
بالمقارنة مع الأقراص الصلبة التقليدية، وهذا الأمر مهم لتسريع اقلاع وتشغيل
الأنظمة الوهمية بسلاسة مباشرًة من الـ SSD الخارجي. لكن هناك مشكلة يجب أخذها
بعين الاعتبار، وهي مشكلة التوافقية مع أنظمة التشغيل مثل ويندوز وماك؛ على سبيل
المثال، عند تثبيت ويندوز على نظام وهمي باستخدام برنامج VirtualBox على
لابتوب ماك بوك يعمل بمعالج Apple M (القائم على معمارية ARM) فربما لا تتمكن من
الإقلاع إلى النظام الوهمي باستخدام نفس البرنامج على كمبيوتر عادي يعمل بمعالج
AMD أو Intel (قائم على معمارية x64 أو x86). صحيح أنك تستطيع حل هذه المشكلة
باستخدام أدوات مثل Rosetta وQEMU، لكن في هذه الحالة قد يتأثر الأداء.
الخلاصة: تمتلك وحدات الـ SSD الخارجية استخدامات متنوعة بعيدًا عن
التخزين، حيث يمكن استغلالها كما رأينا في عدة أشياء تفيد شرائح متنوعة من
المستخدمين. سواء كنت تبحث عن وسيلة لاستخدام أنظمة التشغيل بشكلٍ متنقل، أو تسعى
لحماية بياناتك وتشفيرها، أو ترغب في زيادة مساحة هاتفك التخزينية، أو حتى تشغيل
الأنظمة الافتراضية بأداء محسن، فإن وحدات الـ SSD الخارجية ستكون ما تبحث عنه
بفضل سرعتها العالية.