ايهما افضل عند شراء هارد خارجي HDD ام SSD ؟



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


تلعب وحدات التخزين الخارجيّة دورًا بالغ الأهمّية عند الحاجة لنسخ البيانات احتياطيًّا أو نقلها من كمبيوتر لآخر أو لتوفير سعة تخزين إضافيّة وتفادي امتلاء الهارد الداخلي محدود السعة بالملفّات. يسهل توصيل مُعظم أنواع الهاردات الخارجيّة بالكمبيوتر عبر كابلات الـ USB أو الـ Firewire على حين تتباين أنواعها من حيث الحجم والتكلفة وسُرعة نقل البيانات. وعند الرغبة لشراء هارد خارجيّ جديد يُصبح الكثير من المُستخدمين في حيرة من أمرهم، ويتساءلون عما إذا كان من الأفضل شراء ذلك من نوع الـ HDD القديم أو من نوع الـ SSD الأحدث نسبيًا. يُمكن الإجابة على هذا السؤال في ضوء فهم مجموعة العوامل التي تُحدّد نوع الهارد الخارجي المناسب للشراء والاستخدام، وفي هذه المقالة نُساعدك على فهم الفوارق الأساسيّة بين وحدات HDD و SSD ومعرفة نقاط القوّة الضعف في كُلّ منهما، وتحديد أيّهما سيكون خيارك الأفضل للهارد الخارجيّ.

شراء هارد SSD أو HDD خارجي

شراء هارد SSD أو HDD خارجي


أولًا: لماذا نحتاج لاستخدام هارد خارجي؟


يُعتبر النسخ الاحتياطيّ للبيانات وسيلة ضروريّة لحفظ البيانات والملفّات الهامّة وتفادي تلفها أو فقدها وضياعها للأبد في حالة تعطّل أجهزة الكمبيوتر وتوقُّفها عن العمل أو فقدها أو سرقتها. وتُعتبر وحدات التخزين الخارجيّة واحدة من أكثر أدوات النسخ الاحتياطيّ للبيانات شيوعًا إلى جانب استخدامها في نقل ومُشاركة البيانات بين الأجهزة.


وعلى الرغم من وجود طُرق أخرى عديدة لنسخ البيانات احتياطيًّا ونقلها ومُشاركتها مع الآخرين، كخدمات التخزين السحابيّ المتوفّرة على شبكة الإنترنت، فإنّ وحدات التخزين الخارجيّة يُمكن استخدامها دون الحاجة لوجود اتّصال بشبكة الإنترنت على عكس خدمات التخزين السحابيّ، كما أنّها خفيفة الوزن يسهل نقلها وحملها أثناء التنقُّل والسفر، ويسهُل توصيلها وإزالتها من الكمبيوتر. تُشكّل وحدات التخزين الخارجيّة أيضًا حلًّا نموذجيًّا لتحرير السعّة التخزينيّة للأجهزة المُكتظّة بالملفّات، وتوفّر مساحة تخزين إضافيّة حتّى لا يؤثّر نقص مساحة التخزين الأساسيّة على أداء الجهاز.

ثانيًا: الفروق الرئيسيّة بين SSD و HDD


كانت وحدات HDD الموجودة داخل أجهزة الكمبيوتر تُسمّى في بعض الأحيان بوحدة التخزين غير المُتطايرة، وذلك لتمييزه عن الرامات، فهو على النقيض من الـ RAM، لا يفقد هارد الـ HDD البيانات التي يختزنها عليه عند إيقاف تشغيل النظام. وتتكوّن وحدات HDD من قرص دوّار مزود بإبرة مغناطيسيّة مُثبّتة على ذراع ميكانيكيّة تُسمى المُشغّل، وتقوم هذه الإبرة بقراءة وكتابة البيانات على القُرص الدوار على صورة شُحنات كهرومغناطيسيًة. دائمًا ما يُنصح بتوخّي الحذر عند نقل أو استخدام هارد الـ HDD الخارجيّ، وعدم تحريكه نهائيًّا أثناء التشغيل، لأنّ مكوّناته الداخليّة تكون حسّاسة للغاية للاهتزازات التي يمكن أن تتسبّب في تعطل الأجزاء المتحركة أثناء قراءة وكتابة البيانات.


وعلى عكس HDD، فإن وحدات SSD لا تحتوي على أيّ أجزاء مُتحرّكة، بل تتكوّن من وحدة تحكُّم (Controller) تتّصل بمجموعة ذواكر فلاش من نوع NAND، وهي عبارة عن شبكة من الرقائق المصنوعة من السيليكون التي ترتبط ببعضها البعض وتستخدم عددًا من ترانزستورات البوابة العائمة (FGTs) التي تحتفظ بالبيانات في صورة شحنات الكهربائيّة، بحيث تحتوي كل خليّة FGT على بت واحدة من البيانات تُساوي قيمتها 1 في حالة الخليّة المشحونة، وتساوي قيمتها صفرًا في حالة الخلية غير المشحونة، ومن ثَمّ يُمكنها تخزين البيانات حتّى عندما لا تكون مُتّصلة بمصدر للكهرباء.


ثالثًا: هارد HDD خارجيّ أم SSD: أيّهما أفضل؟


بشكل عام، تُعتبر وحدات SSD هي الأكثر انتشارًا واستخدامًا في الآونة الأخيرة، فالغالبية العظمى من اللابتوبات صغيرة الحجم، أو تلك الأكبر حجمًا (المخصصة للألعاب) أصبحت تعتمد في السنوات الأخيرة على الـ SSD كوحدات تخزين أساسيّة، على حين أصبح استخدام وحدات HDD محصورًا في فئة أجهزة الكمبيوتر ذات الميزانيّة المحدودة، أو الأجهزة التي تستخدم كلا النوعين معًا فتحتوي على وحدة SSD كهارد أساسي إلى جانب هارد HDD كوحدة تخزين إضافيّة كبيرة السعة. ولكن عند الحاجة للاختيار ما بين شراء HDD أو SSD خارجيّ فهناك عدّة معايير للمُفاضلة يجب وضعها في الاعتبار.

1- سهولة النقل



تُعتبر سهولة النقل واحدة من أهم نقاط الأفضليّة التي تتفوّق بها وحدات SSD على HDD. فبسبب عدم احتوائها على أي أجزاء ميكانيكيّة مُتحرّكة، تكون هاردات الـ SSD أصغر حجمًا، وأخفّ وزنًا وأقل عرضة للتلف والأعطال الناجمة عن الاهتزازات أو الصدمات مُقارنةً بهاردات HDD. يُمكن أن يؤدّي سقوط الهارد الخارجي HDD على الأرض أو ارتطامه بجسم صلب إلى حدوث تلف دائم به وبالتالي تُفقد البيانات التي يختزنها، بينما تستطيع وحدات SSD الخارجية تحمّل الصدمات الخفيفة ويكون أقلّ عرضة للكسر أو التلف عند الاصطدام بجسم صلب، وهو ما يجعله مُناسبًا بصورة أكبر للاستخدام كوحدة تخزين خارجيّة يُمكن أن تحملها معك في حقيبة الظهر أثناء التنقُّل والسفر دون الكثير من المُخاطرة بالبيانات التي تختزنها.

2- سرعة قراءة وكتابة البيانات



تتمتّع وحدات SSD بسرعة أعلى في قراءة وكتابة البيانات مُقارنةً بـ HDD، إذ تعتمد سُرعة الأداء الذي يُمكن الحصول عليه من هارد HDD على سُرعة دوران القرص الدوّار، التي تكون محدودة، حتّى أن سرعة قراءة وكتابة البيانات التي يُمكن الحصول عليها من أفضل هاردات HDD المخصّصة للمُستهلكين لا تزيد في مُعظم الأحوال عن 150 ميجابايت/ثانية، على حين تقوم وحدة التحكُّم الموجودة في وحدات SSD بمسح البيانات وكتابتها إلكترونيًّا على رقائق السيليكون بسرعات كبيرة قد تتجاوز 500 ميجابايت/ثانية، ويُمكن أن ترتفع إلى ما يقرب من 8000 ميجابايت/ثانية في حالة استخدام SSD مزوّدة بشرائح تحكُّم من النوع NVMe ذات واجهات التخزين عالية السرعة مثل PCIe 4.0. وبالتالي فإن شراء هارد SSD يكون هو الأفضل عند الحاجة لامتلاك وحدات اخزين خارجيّة أسرع في مُعدّلات نقل البيانات.

3- التكلفة وسعة التخزين



تُعتبر التكلفة المرتفعة للـ SSD، والتي ترجع لآليّة عملها وتكوينها المُعقّد، واحدة من أبرز عيوبها ومن أهم الأسباب التي تدفع المُستخدمين للجوء إلى استخدام وحدات HDD التقليديّة، خاصّة عند الحاجة لخفض التكلفة الإجماليّة لجهاز الكمبيوتر. لا شك أنّ للعامل الاقتصاديّ أثر واضح على تحديد نوع وحدة التخزين الخارجيّة المُناسبة للشراء، خاصّة وأنّ الفرق في السعر لكلّ جيجابايت من السعة التخزينيّة ليس ضئيلًا أبدًا، إذ أنّ تكلفة هارد HDD تبلغ سعته التخزينيّة 4 تيرابايت يُمكن أن تُساوي تقريبًا نفس تكلفة وحدة SSD بسعة تخزين قدرها 1 تيرابايت فقط. وبسبب التكلفة الباهظة لوحدات SSD ذات سعات التخزين الكبيرة نسبيًّا، يُعتبر شراء هارد HDD هو الخيار الأمثل للراغبين في الحصول على أقصى سعة تخزين مُمكنة لوحدة التخزين الخارجيّة بميزانيّة محدودة.

4- العُمر الافتراضيّ



كان الاعتقاد الشائع فيما مضى يقول بأنّ وحدات SSD تتآكل بوتيرة أسرع من الـ HDD، نظرًا لأنّ العُمر الافتراضيّ لها يُقاس بوحدة التيرابايت المكتوبة (TBW)، وهي الحدّ الأقصى من حجم البيانات التي يُمكن لرقائق السيليكون اختزانها قبل أن يفشل الـ SSD في كتابة واختزان أيّ بيانات جديدة وتُصبح البيانات قابلة للقراءة فقط.

والحقيقة أن الفارق في مُعدّلات التآكل بين الـ SSD و HDD يكون ضئيلًا، ففي حالة الاستخدام بالمُعدّل المُتوسّط يُمكن أن يستمرّ كلاهما في العمل بصورة جيّدة لفترات مُتقاربة، أيّ أنّ لهما نفس العُمر الافتراضيّ تقريبًا. ومع ذلك، فإنّ السُرعة والإمكانيات المحدودة التي تتمتّع بها وحدات HDD المُتاحة حاليًا قد لا تصمد طويلًا قبل أن تُصبح عتيقة الطراز، على عكس الإمكانيّات الكبيرة لوحدات SSD المُتاحة في الأسواق حاليًا، والتي تجعلها قادرة على المنافسة بكفاءة لسنوات قبل أن تحلّ محلّها إصدارات أحدث بإمكانيّات أعلى.

يُمكن اختزال كُلّ ما سبق والقول بأنّ وحدة التخزين الخارجيّة الأفضل بالنسبة لك هي تلك التي تلبّي مُتطلّباتك، أيّ أنّه لا توجد إجابة قاطعة عند السؤال عن أيّهما أفضل، فهي مسألة نسبيّة تعتمد على أولويّات كُلّ مُستخدم على حدة. فبالنسبة لمن يضعون السعة التخزينيّة الكبيرة كأولويّة في ظلّ وجود ميزانيّة محدودة يكون شراء هارد HDD هو الأفضل، أمّا بالنسبة لمن يرغب في الحصول على وحدة تخزين خارجيّة أصغر حجما وأخفّ وزنًا وأقلّ عرضة للتلف والأعطال بحيث يسهل حملها ونقلها دون مُجازفة كبيرة واحتماليّة لفقد البيانات المُختزنة بها فيُمكن حسم القضيّة بسهولة لصالح وحدات SSD. وكذلك تكون وحدات SSD هي الخيار الأفضل أيضًا بالنسبة لمن يضعون الأداء عالي السرعة ونقل البيانات بمعدّل أعلى كمطلب رئيسيّ لا غنى عنه في الهارد الخارجيّ الذي يحتاجونه.

تعليقات