5 أشياء يجب مراعاتها قبل ترقية الرامات في الكمبيوتر

نُبرز في هذا الموضوع بعض النقاط الهامة التي يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار قبل اتخاذ قرارك بشأن ترقية الرامات في الكمبيوتر أو اللابتوب.
عندما يفكّر الكثيرون في ترقية الكمبيوتر الخاص بهم بهدف تحسين الأداء بدلًا من شراء كمبيوتر جديد تمامًا، فإن أول ما يتبادر إلى أذهانهم هو ترقية الرامات، بمعنى زيادة حجم الذاكرة العشوائية، وحقيقة لا أعرف السبب! فبالرغم من أهمية الدور الذي تلعبه الرامات ولا يستطيع أحدٌ نكرانه، إّلا أنها في النهاية تظل واحدة من مكونات عدة يعتمد عليها الكمبيوتر. لهذا السبب من المهم جدًا أن تنزع الوساوس التي تُوهمك بأن بُطء جهازك يعود إلى الرامات فحسب، وفي نفس الوقت لا تستبعد هذا الاحتمال أيضًا. ماذا تفعل إذًا؟ الأمر بسيط؛ فقط اقرأ سطور هذا المقال حتى النهاية وضع الأمور الخمسة التي سنوردها في الاعتبار!

ترقية رامات الكمبيوتر

نصائح مهمة قبل ترقية رامات الكمبيوتر


أولًا: هل حقًا تحتاج إلى ترقية الرامات؟


صحيحٌ أن هناك حالات تكون فكرة ترقية الرامات فيها فكرة سديدة، لا سيّما وإن كانت استخداماتك للكمبيوتر تقتصر على المهام المكتبية مثل تصفح الإنترنت، أو مشاهدة الفيديوهات وبثّها، أو تشغيل برامج مايكروسوفت أوفيس من ورد وإكسل وما إلى ذلك، أو حتى الاستمتاع ببعض الألعاب الخفيفة. في حالات كثيرة، تحتاج هذه المهام إلى رامات بمساحة لا تقل عن 8 جيجابايت، خصوصًا مع التطور السريع وازدياد متطلبات البرامج التشغيلية.

أعرف أن الأمر قد يمثل صدمةً بالنسبة للبعض، فهناك عددٌ لا بأس به من المستخدمين يعتمدون على رامات الـ 4 جيجابايت ويعتقدون أنها كافية. إن كنت من هؤلاء الأشخاص وترى أن أداء جهازك مُرضيٌ، فـ «خيرٌ وبركة» مثلما يقولون، أما إن وددت الحصول على أداء أفضل يُمكنك من تشغيل البرامج، بل وحتى الألعاب القوية – ألعاب AAA – بشكل سلس، فتفقد فورًا إمكانية ترقية الرامات وما إذا كان الكمبيوتر أو اللابتوب الخاص بك يدعم ذلك أم لا.

خلاصةٌ هذه النقطة هي أنه لو افترضنا أن البروسيسور وبقية مكونات الهاردوير تعمل بشكلٍ جيد، إذا كان استخدامك للكمبيوتر يقتصر على الأعمال المكتبية، فإن مساحة 8 جيجابايت من الرامات ستكون كافية، أما إذا أردت أن تُشغّل الألعاب القوية وغيرها من المهام التي تحتاج إلى إمكانيات أعلى، فبداهةً قُم بترقية الرامات إلى 16 أو 32 جيجابايت حتى تحصل على الأداء الذي تنشده. أما الآن، فدعونا نُلقي نظرة على الاعتبارات الخمسة التي يجب أن تضعها في الحسبان قبل أن نُقرر ما إذا كان جهازنا يحتاج إلى رامات إضافية أم لا.

ثانيًا: ما يجب ان تعرفه قبل ترقية الرامات


1- تَفقَّد استهلاكك من الرام



في مقال سابق حول تجربة بسيطة لمعرفة هل تحتاج الي زيادة الرام أشرنا إلى أن معرفة مدي احتياجك لترقية الرامات مرهونًا باستهلاكك من الرام في الأساس. بمعنى لو كانت الرامات هي سببٌ عدم رضاك عن الجهاز فعلًا، فمن المفترض أن تلاحظ ذلك بسهولة عن طريق إلقاء نظرة على استهلاك الرامات من خلال أداة "مدير المهام". يمكنك أن تتفقد ذلك معيّ الآن عن طريق الضغط على مفاتيح Ctrl + Shift + ESC لفتح نافذة Task Manager، ثم الضغط على تبويبة Performance وانتقل إلى صفحة Memory لرؤية حالة الرامات وكفاءتها. لا تُغلق صفحة مدير المهام واستخدم جهازك بشكل طبيعي وكأن شيئًا لم يكن.

عندما تلاحظ أن الجهاز قد أصبح بطيئًا، ألق نظرةً سريعة على نافذة مدير المهام، وبالتحديد على خانتي In Use و Available، إن كانت خانة حجم الرامات المتوفرة تشير إلى أنه لا يزال هناك مساحة كافية من الرامات، ولتكن 4 جيجابايت مثلًا – أو أقل بقليل – فيما فوق، فإن المشكلة ليست بالرامات وأغلب الظن أنك لا تحتاج إلى ترقيتها.

2- فعّل خاصية XMP (إن كانت مدعومة)



هناك خاصية ببعض اللوحات الأم تُعرَف بـ "ملفات تعريف الذاكرة القصوى" – eXtreme Memory profile أو XMP للاختصار، وهي ببساطة عبارة عن خاصية تتيح لك الحصول على أقصى تردد ممكن من الرامات وبالتالي تحقيق الاستفادة القصوى من سرعة ذاكرة الوصول العشوائي الموجودة بجهازك؛ إذ أحيانًا لا تعمل الرامات بجُل قوتها لأسباب مختلفة أهمها الحفاظ على الاستهلاك المخفض للطاقة وتجنب ارتفاع الحرارة، ولكن عندما تُفعّل هذه الخاصية، فستحصل على أعلى ترددات ممكنة من الرامات وبالتالي تستفيد من كل قدراتها.

يمكنك أن تُفعّل هذه الخاصية عن طريق الدخول إلى نظام البيوس الخاص باللوحة الأم لجهازك، والذي يختلف من "ماذربورد" لأخرى، ثم البحث عن خاصية Extreme Memory Profile وتفعيلها. وإن كنت لا تعرف كيف تدخل إلى إعدادات البيوس، فكنا قد فردنا مقالات كاملة للحديث عن البيوس يمكنك الرجوع إليها لأن الطريقة ليست واحدة بالنسبة للجميع للأسف الشديد.


ملحوظة: قد تجد خاصية XMP تحمل اسمًا أو اختصارًا مُختلفًا وهو DOCP، خصوصًا وإن كنت تستخدم معالجات AMD، فإذا وجدت هذه أو تلك، قم بتفعيلها وألق نظرةً على أداء الجهاز والرامات (عن طريق مدير المهام).

3- تحقق من مواصفات الرامات الحالية



على عكس ما يعتقده العديد من المستخدمين، فإن تغيير الرامات ليس بالأمر الهين مثل تغيير الهارد أو حتى تغيير كارت الشاشة. إن ترقية الرامات تحتاج منك أن تعرف النوع الصحيح الذي تحتاجه، سواء أكان DDR3 أو DDR4 أو DDR5 فضلًا عن التأكد من توافقية هذه القطع المستطيلة مع قطع الهاردوير الأخرى. أضف إلى ذلك أنك إذا كنت تستخدم قطعةً واحدة من الرامات وأردت أن تجلب لها قطعة أخرى، فعليك أن تتأكد من أنهما سيعملان بنفس السرعة، وهناك اعتبارات أخرى بالمناسبة، ولكن أعتقد أن ما ذكرناه يكفي.

من أهم الأشياء التي يجب عليك أن تضعها في الاعتبار، جنبًا إلى جنب مع الحجم، هي جزئية السرعة أو تردد الرامات، والشاهد أنه إذا كان جهازك يعمل برامات سرعتها 2400 ميجاهيرتز وقمت بترقيتها إلى 3000 ميجاهيرتز أو أكثر، فإنك ستلاحظ فارقًا واضحًا في الأداء، ولكن، ما نريدكم أن تعرفوه هو أن الرامات إن كانت تعمل بالفعل بتردد 3000 ميجاهيرتز أو أكثر، فإن ترقيتها إلى سرعة أكبر لن تكون خطوة ذكية وهذا لأن الفارق بالكاد يكون ملحوظًا. ففي المرة القادمة التي تفكر فيها بترقية الرامات، لا تنسى هذه النقطة!


4- شراء هارد SSD ربما القرار الأفضل



أعتقد أن زمّن أقراص التخزين القديمة، أو "هاردات" الـ HDD، قد ولّى؛ فهي جيدة كأقراصٍ تخزينية ولها استخداماتها كما أوضحنا في مقالة متى يكون شراء هارد HDD افضل من SSD. ولكن بالنسبة للأداء، فلا يمكن مقارنتها بأقراص SDD والتي أصبحت – من وجهة نظري المتواضعة – أول شيء يجب أن تأخذه في الاعتبار عندما تريد ترقية الجهاز؛ لأنك ببساطة قد تغير كل مكونات الجهاز إلى الأفضل، ومع ذلك تلاحظ أن الأداء هزيل.

وبغض النظر عما إذا كان جهازك يتوافق مع أقراص الـ SSD الجديدة – مثل NVMe SSDs – أو حتى القديمة ذات مداخل الـ SATA، فإنها تظل أفضل بكثير من أقراص تخزين الـ HDD الثقيلة وزنًا وأداءً. لا تتخلص منها واستخدمها كوسيلة تخزينية، ولكن إياك أن تُثبّت نظام التشغيل عليها. نصيحتي هي: لا تُفكر في ترقية الرامات قبل أن تستبدل الـ HDD بأقراص الـ SSD.

5- تحقق من استهلاك الرام والبروسيسور



إن كنت قد تأكدت من كفاءة الرامات خاصتك، وكان نظام التشغيل يعمل على SSD، ومع ذلك فالجهاز بطيء ويثير الحنق، فبنسبة تقترب من 100%، فإن المشكلة تكمن في المعالج أو كارت الشاشة، وغالبًا في المعالج بالتحديد. لكي تتيقن، افتح مدير المهام مرة أخرى، ولكن هذه المرة تفقد أداء المعالج عن طريق الدخول إلى تبويبة Performance ولكن هذه المرة اضغط على CPU بدلًا من Memory ولاحظ نسبة الاستخدام أو "Utilization" المئوية أثناء تأدية المهام الاعتيادية على الجهاز.

كلما كانت النسبة أعلى وتقترب من 100%، كان المعالج أضعف، ولكن هذا يعتمد على المهام التي تفعلها بالطبع، فبديهيٌ أنه في حالة فتح 20 تبويبة على المتصفح والتمادي في استخدام الإكسل مثلًا أن ترتفع نسبة استهلاك المعالج حتى وإن كان قويًا. بعد التأكد من أداء المعالج، انتقل إلى كارت الشاشة (GPU)، بنفس الطريقة ومن مدير المهام، وهذه المرة اختر GPU وراقب أيضًا نسبة استهلاكه، ويفضل أن تفتح برنامجًا يعتمد على رسوميات الـ 3D أو لعبة متوسطة في وضع النافذة (Windowed) حتى تتمكن من مراقبة الاستهلاك. وكما في حالة الـ CPU، كلما كانت النسبة أقل، كان كارت الشاشة أفضل.

في النهاية، قبل أن تُفكر في ترقية الرامات مستقبلًا، عُد إلى هذا المقال وضع الاعتبارات التي أوردناها في الحسبان، فالأمر ليس سهلًا، ولكنه في نفس الوقت ليس معقدًا، ويُفضَل دائمًا أن تذهب بالكيسة أو باللابتوب إلى فنيّ تثق به حتى يلقي نظرة عليها ويُخبرك بأفضل خيار مناسب يمكنك أن تفعله.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات