هل هناك خطورة عند ترك الهاتف تحت أشعة الشمس المباشرة؟



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


مع بزوغ شمس كل صيف، تتبادر إلى أذهاننا أسئلة مهمة من قبيل: "هل الحرارة تؤثر على هواتفنا الذكية"؟ وعلى الرغم من أن الكثيرين لا يُلقون إلى هذا السؤال بالًا، إلا أنهم يُفاجَئون بالمصائب بعد وقوعها؛ فهواتفنا بغض النظر عن نوعها ومدى صلابة المواد المصنوعة منها، لا يمكنها بأي حال أن تحتمي بواقٍ للشمس مثلما نفعل نحن البشر. ولذلك قمنا من خلال موضوع سابق بإستعراض 5 نصائح لتجنب تلف الهاتف عند ارتفاع درجات حرارة الجو، وأظن أنك عرفت جواب السؤال منذ هذه الأسطر الأولى لكن دعونا نطلع أكثر على التفاصيل المهمة للغاية بخصوص ما إذا كان ترك الهاتف تحت أشعة الشمس يشكل خطورة أم لا.


  الهواتف مصممة لطرد الحرارة ... لا امتصاصها


يُمكن أن تُصنَع الهواتف من كل أنواع المواد التي قد تتخيلها، ولكن المعادن والزجاج هما من الأكثر شيوعًا إن لم يكونا الأكثر استخدامًا بالفعل، لا سيّما وإن كنا نتحدث عن هواتف الفئة العُليا مرتفعة السعر؛ فهاتان المادتان يعطيان الهاتف رونقًا وقيمة يستحيل أن تجدها في الهواتف المصنوعة من البلاستيك، ناهيك أنهما يقاومان الخدوش ويتمتعان بمميزات أخرى تبرر أسعار الهواتف المصنوعة منهما، ولكن مع ذلك، فهما بعيدان كل البُعد عن المثالية.

من أهم المميزات التي تتمتع بها المعادن أنها تُوصل الحرارة بامتياز، وبالنسبة للهواتف الذكية سواء كانت رخيصة أو غالية الثمن، فهي تعمل كمبددات للحرارة الداخلية عن طريق امتصاصها ثم طردها خارج الهاتف، أي أنها تُشبه مبددات الحرارة (Heatsinks) الموجودة في وحدات التبريد لمكونات الكمبيوتر الداخلية مثل المعالج وكارت الشاشة والتي تحميها من التلف الناتج عن ارتفاع الحرارة.

ومع ذلك، تظهر المشكلة الحقيقية عندما تأتي هذه الحرارة من مصدر خارجي، خصوصًا لو كان مثل الشمس التي تتمتع حرارتها بالديناميكية العالية والتي تُصعّب على الهاتف مهمة تبديد الطاقة وطردها إلى الخارج، وما يزيد الطين بلة أن شاشات هواتفنا مصنوعة – على الأرجح – من زجاج منخفض السُمك وهذا يُسرّع من اختراق تأثير أشعة الشمس الحارة وبلوغها المكونات الداخلية، وبالتالي يزيد من مستوى الخطورة.

  ارتفاع حرارة الهاتف يُضعف من حالة البطارية



مثله مثل بقية الأجهزة الإلكترونية الأخرى، يحتاج هاتفك الذكي إلى درجة حرارة مناسبة تتراوح ما بين الصفر المئوي إلى 35 درجة مئوية (سلسيوس) أو من 32 - 95 درجة فهرنهايت، وهذا حسب توصية الشركات الرائدة في صناعة الهواتف الذكية مثل شركة آبل وكذلك توصيات شركة سامسونج.

وبحسب آبل، فأقصى درجة حرارة يُمكنك أن تترك الهاتف تحت رحمتها هي 45 درجة مئوية (سلسيوس) وإذا تخطيتها ستُدخِل هاتفك في مشاكل كبيرة. وتأتي سلامة البطارية على رأس هذه المشاكل؛ فعند تخطي درجة الحرارة لأقصى حدٍ مسموح به، سيستعصي على البطارية أن تُحول الطاقة الكيميائية إلى كهرباء، وبالتالي ستقل كفاءتها وعمرها الافتراضي، وبمناسبة كفاءة البطارية، كنا قد شرحنا كيفية التحقق من حالة البطارية لهواتف الأندرويد يمكنك الاطلاع عليه، أو مراجعة هذه الصفحة من آبل للتحقق أيضًا من حالة البطارية على هواتف آيفون.

لحسن الحظ أن معظم الهواتف مُصممة بأنظمة تحميها من ارتفاع درجة الحرارة عند عملية الشحن مثلًا، ناهيك أنها ستُنبهك لارتفاع درجة الحرارة عند تجاوز الحد الذي تستطيع أن تتحمله، فشاشات الآيفون على سبيل المثال لا الحصر ستعرض رسالة "يجب تبريد الـ iPhone قبل استخدامه" عند الخطر والتي تعني أن عليك أن التوقف عن استخدام الهاتف ونقله إلى بيئة أكثر برودة (بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة) والانتظار قبل استئناف استخدامه مرة أخرى.

  لا تستهن بمشاكل البطارية



إذا كنت تعتقد أن ارتفاع درجة الحرارة قد "يُضعف" من حالة البطارية فحسب، فيؤسفني أن أخبرك بالأسوأ: قد تتسبب درجة الحرارة المرتفعة في انهيار البطارية بشكل كارثي، وقد أكدنا على هذا الأمر ضمن أسباب تؤدي إلى ضعف كفاءة بطّاريّة هاتفك أو تلفها حيث أن آلية عمل البطارية تعتمد على تحريك الأيونات في مادة سائلة توصل الكهرباء، وهذه المادة السائلة تُستنفد مع الوقت وتولد غازًا يتسبب في انتفاخ البطارية، ولربما شهدت هذا الأمر بنفسك خصوصًا مع الهواتف القديمة نسبيًا، وعمومًا هذه المشكلة ليست بهذه الخطورة إذ إنها لا تؤذي أحدًا. تكمن المشكلة الحقيقية في تعرض البطارية للحرارة الشديدة، فهذا الشيء يُسرع من عملية تكوين الغاز الذي تحدثنا عنه، وقد يصل الأمر – لا قدر الله – إلى انتفاخ سريع جدًا مصحوب بحرارة واحتراق مما قد يؤدي إلى انفجار الهاتف، بالمعنى الحرفي!

  ماذا بعد تعرض هاتفي إلى "ضربة شمس" ؟


إذا تعرض هاتفك إلى حرارة شديدة، فلا تسابق الزمن لكي تبرده عن طريق وضعه في "الفريزر" مثلًا كما يفعل الكثيرون، فعلى الرغم من أن هذا الحل يبدو منطقيًا، إلا أنه يغير من درجة حرارة الهاتف بشكل صادم سيُفاجئ المكونات الداخلية، مما قد يؤدي إلى الرطوبة وتكثيف الماء بداخل الهاتف، وجميعنا يعرف أن هذا لا يُفترض أن يحدث. ولا تنسى أن الهواتف لا تُحب درجات الحرارة المنخفضة جدًا بنفس القدر الذي تُبغض به درجات الحرارة المرتفعة، ومثلما تتأثر البطارية بالحرارة، تتأثر بالبرودة أيضًا. إذًا فما الحل؟

الحل ببساطة أن تترك الهاتف في درجة حرارة الغرفة، ولا تنسى أن أنسب نطاق لحرارة الهاتف يتراوح من 0 - 35 درجة مئوية (سلسيوس) كما أسلفنا الذكر، ويا حبذا لو أغلقت الهاتف ووضعته تحت مُكيف أو مِروَحَة على سبيل المثال. في النهاية، وبغض النظر عن نوع هاتفك والمواد المصنوعة منه، سواء كانت زجاجًا أو معدنًا أو حتى مواد بلاستيكية منخفضة الثمن، احرص دائمًا على وضعه في درجة حرارة مناسبة؛ لا تعرضه لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة أو تركه في سيارة في يوم حار. كذلك لا تضعه في مبردٍ أو "فريزر" ودائمًا تأكد من حالة البطارية عن طريق التطبيقات أو الملاحظة البصرية أو أي وسيلة تحب.

تعليقات