أعلنت شركة OpenAI اليوم – خلال
بث مباشر مفاجئ على يوتيوب – عن منتج جديد يحمل اسم
ChatGPT Atlas وهو متصفح ويب يعتمد على الذكاء الاصطناعي يهدف إلى منافسة المتصفحات
المهيمنة مثل جوجل كروم ومايكروسوفت إيدج، بالإضافة إلى المتصفحات الناشئة والتي
تدمج الذكاء الاصطناعي مع تصفح الويب مثل
Comet من شركة Perplexity
حيث تسعى OpenAI إلى الدخول بقوة في سوق المتصفحات بعد فشل طموحها في
شراء متصفح جوجل كروم. صحيح لا يقدم المتصفح تجربة تصفح مختلفة تمامًا عن المتصفحات
التقليدية، لكن الميزة الأبرز فيه هي
دمج ChatGPT
بشكل جذري في المتصفح، بحيث يكون مساعد ذكي للمُستخدم يستطيع من خلاله تنفيذ
المهام والتفاعل مع الويب بالنيابة عنه. إليك فيما يلي كل التفاصيل التي قد
تحتاج معرفتها.
متصفح الذكاء الاصطناعي ChatGPT Atlas
ما هو ChatGPT Atlas ؟
هو متصفح مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة من OpenAI بحيث يتكامل مع
قدرات ChatGPT لتكوين تجربة أكثر ذكاءً في تصفح الويب. المتصفح بسيط
جدًا ويحتفظ بمعظم الخصائص المألوفة مثل التبويبات وسجل التصفح وقائمة المواقع
المفضلة، إلخ، بل وأنه مبني على نواة "كروميوم" وبالتالي فهو سريع وأكثر كفاءة
في استهلاك الموارد. لكن الهدف من تصميم المتصفح، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة،
سام ألتمان، هو جعل ChatGPT بمثابة رفيق المستخدم أثناء تصفح المواقع، حيث
يمكنه تقديم إجابات فورية، تلخيص الصفحات، مقارنة المنتجات، وحتى تحرير الأكواد
البرمجية عبر نافذة دردشة مخصصة تظهر على جانب المتصفح.
ويأتي هذا الإطلاق في فترة تشتعل فيها المنافسة في مجال المتصفحات المعتمدة على
الذكاء الاصطناعي، إذ شهدت الأشهر الأخيرة تصاعدًا في
الاهتمام بما يمكن تسميته "الجيل الجديد من المتصفحات الذكية"، التي تمثل أحدث
موجة من ثورة الـ AI. كانت البداية مع إطلاق
Perplexity متصفحها Comet
الذي يهدف إلى تبسيط تجربة تصفح الإنترنت وإنجاز المهام اليومية، فبدلًا من عرض
قائمة طويلة من نتائج البحث كما في جوجل، يقدم Comet إجابات سريعة وموجزة مدعومة
بمصادر موثوقة. كما أعلنت جوجل عن خططها لتوسيع دمج
Gemini في متصفح كروم، مشيرة إلى أن الأشهر المقبلة ستشهد قدرة Gemini داخل المتصفح على تنفيذ
"المهام المملة" نيابةً عن المستخدم — رغم أن الشركة لم تحدد بعد موعد الإطلاق
الرسمي لهذه المزايا.
على أي حال، يبدو أن ChatGPT Atlas بمثابة الخطوة التالية لشركة
OpenAI في منافستها مع جوجل، فدعونا نستعرض كامل مميزات المتصفح وما إذا كان
بوسعه كسر هيمنة جوجل كروم وغيره من المتصفحات في هذا المجال حقًا ام لا.
مميزات متصفح ChatGPT Atlas
بمجرد تشغيل المتصفح ستظهر صفحة مشابهة للصفحة الرئيسية لموقع ChatGPT الحالي، حيث يوجد حقل الـ Prompt المعتاد الذي يمكن من خلاله كتابة سؤال للحصول على نتائج موجزة أو إدخال رابط مباشر للانتقال إليه. وللبحث عن أنواع محددة من النتائج خارج الشكل المألوف لمحادثات ChatGPT، ستجد بالأعلى عدة أقسام لفرز النتائج حيث يمكن عرضها في شكل روابط (كما في جوجل) أو عرض الصور، أو مقاطع الفيديو، أو الأخبار.
وبما إن هناك دمج كامل لـ ChatGPT في المتصفح، فلا حاجة للانتقال إلى موقع الروبوت كلما احتجت إلى مساعدة، فهناك زر "Ask ChatGPT" في شريط الأدوات يكفي الضغط عليه لاستدعاء ChatGPT ضمن شريط جانبي يظهر بجوار الموقع الذي تتصفحه حاليًا، ومنه تستطيع البدء في طرح الأسئلة مباشرًة مثل تلخيص محتوى الصفحة أو شرحه أو تنفيذ المهام محددة داخل التبويبة نفسها. إذ يتمكّن ChatGPT من الاطلاع على تفاصيل الصفحة المفتوحة لتكون إجاباته أكثر دقة وملاءمة للسياق.
لعل الميزة الأبرز أيضًا هي الـ Browser Memories — فكما يحتفظ روبوت ChatGPT ببعض المعلومات الشخصية عنك خلال محادثاتك المستمرة عبر ميزة "Memory" يفعل متصفح ChatGPT Atlas الشيء نفسه ولكن على مستوى أكبر. إذ يمكنه تتبع سجل التصفح الخاص بك والأنشطة التي تقوم بها في المواقع لتقديم ردودًا أكثر صلة عندما تحتاج ذلك، وأيضًا تقديم اقتراحات أكثر ذكاءً؛ مثل إنشاء قائمة To-Do استنادًا إلى نشاطك الأخير، أو متابعة البحث عن هدايا العيد بناءً على المنتجات التي شاهدتها.
وبحسب OpenAI فإن المعلومات التي تجمعها ميزة Browser Memories تكون مرتبطة بحسابك في ChatGPT ولا يتطلع عليها أحدٍ سواك، كما تخضع لسيطرتك الكاملة، حيث يمكنك عرض جميع الذكريات المحفوظة من الإعدادات، وأرشفة ما لم يعد مهمًا، أو مسح سجل التصفح لحذفها تمامًا. يمكن أيضًا تعطيل الميزة تمامًا، وفي حال أبقيتها مفعلة فتستطيع تحديد المواقع التي يُسمح للمتصفح برؤيتها من خلال زر التحكم ضمن شريط العنوان.
يوفر المتصفح أيضًا أداة تُسمى "Cursor Chat" والتي تسمح باستدعاء روبوت ChatGPT مباشرًة داخل أي حقل تكتب فيه نصًا، حيث ستظهر أيقونة باللون الأزرق داخل الحقل يمكن الضغط عليها لإظهار حقل الـ Prompt فتطلب إعداد رسالة ما، أو تحديد نص مكتوب بالفعل لتطلب من الروبوت إعادة صياغته أو ترجمته إلى لغة أخرى، ويتم معالجة الطلب وتنفيذه دون مغادرة الموقع.
من المميزات البارزة في متصفح ChatGPT Atlas والتي تجعله يستحق لقب "متصفح ذكاء اصطناعي" حقًا هي "وضع الوكيل" Agent Mode والتي تسمح لـ ChatGPT تنفيذ المهام بالنيابة عنك بشكل فعلي داخل المتصفح نفسه، بحيث يأخذ على عاتقه مهام مثل البحث المعمق، تحليل المعلومات، أتمتة المعاملات، وتنظيم الفعاليات وحجز المواعيد وأكثر، دون الحاجة لتدخل بشري. فبدلاً من تقديم إجابات على الأسئلة، يمكن للـ Agent فتح تبويبات، تصفح مواقع، تعبئة نماذج إلكترونية، وحتى تنفيذ طلبات الشراء بناءً على تعليمات المستخدم، بدايًة من حجز مكونات الهاردوير للكمبيوتر الذي تنوي شراءه وإضافتها إلى سلة التسوق، وصولًا إلى فتح وقراءة مستندات العمل وإجراء أبحاث جديدة حول المنافسين.
تعمل ميزة Agent Mode بشكل متكامل مع ميزة Browser Memories وأيضًا خاصية الـ Memory في روبوت ChatGPT بحيث يمكن متابعة نشاط المستخدم عن كثب لتعزيز دقة الوكيل في توفير المساعدة وإتاحة تجربة مخصصة تتطور مع الوقت.
جدير بالذكر أن ميزة Agent Mode متاحة حاليًا بشكل تجريبي للمشتركين في ChatGPT Plus أو ChatGPT Pro أو إصدار Business حيث تقول OpenAI ان الميزة مازالت تعاني من هلوسة أو أخطاء في تنفيذ المهام المعقدة ويتم العمل على تحسين قدراتها وتقليل التأخير وزيادة إمكانياتها على إنجاز المهام الصعبة. كما تؤكد أنه تم تصميمها مع اعتبارات أمان صارمة لتجنب المخاطر المرتبطة بالوصول إلى المواقع التي تتطلب تسجيل دخول أو التعامل مع بيانات حساسة، مع منح المستخدم تحكمًا كاملاً في مدى قدرة الوكيل على تصفح المواقع وتفاعله مع صفحات الإنترنت.
في النهاية، يبدو ChatGPT Atlas متصفح واعد للغاية، وسنعرف خلال الأيام القادمة ما إذا كانت قدرات الذكاء الاصطناعي المدمجة في المتصفح كافية لجذب المستخدمين والتخلص من هيمنة جوجل كروم. على أي حال، أعلنت OpenAI عن توفر ChatGPT Atlas عالميًا بداية من اليوم ولكن بشكل حصري لنظام macOS حيث يمكن تحميله مجانًا من الموقع الرسمي، مع وعد بدعم واسع لأنظمة ويندوز و iOS وأندرويد في المستقبل القريب.




