تواجه شركة جوجل واحد من أكبر التحديات في تاريخها، حيث أصبح متصفحها الشهير جوجل كروم مهددًا بالبيع! وفقًا للحكم الصادر عن محكمة فيدرالية في أغسطس 2024، وُجِدَ أن جوجل تقوم بممارسات احتكارية مُستغلة هيمنة متصفحها على معظم الأجهزة لنشر أو فرض محرك بحثها كخيار افتراضي أمام مليارات المستخدمين حول العالم. منح هذا الأمر الشركة تفوقًا كاسحًا على منافسيها ليس فقط في سوق محركات البحث، بل في الإعلانات أيضًا، وهو ما اعتبرته وزارة العدل الأمريكية خنقًا للمنافسة. بعد ظهور هذا الخبر، تسابقت الكثير من شركات التقنية لشراء المتصفح العريق جوجل كروم، الذي يُسيطر على أكثر من 50% من سوق المتصفحات في أمريكا، فهل سيُباع المتصفح حقًا؟ وإذا كان الحواب نعم، فما هي أبرز الشركات المُرشحة أو المهتمة بشرائه؟
شركات مرشحة لشراء متصفح كروم
شركة OpenAI
كانت OpenAI، صاحبة ChatGPT، من أوائل الشركات التي أعربت عن اهتمامها بشراء متصفح جوجل كروم، حيث أدلى رئيس قسم المنتجات نيك تورلي بشهادته قائلًا إن OpenAI ستنظر في شراء كروم إذا تم إجبار جوجل على بيعه. أوضح تورلي أن استحواذ OpenAI على هذا المتصفح العريق سيوفر فرصة لتعزيز التكامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوسيع قدرات أدوات مثل ChtaGPT في البحث والوصول إلى المستخدمين بشكلٍ مباشر عبر المتصفح.
تشير التقارير إلى أن OpenAI تعتبر المتصفحات ومتاجر التطبيقات أدوات لا غنى عنها للوصول إلى الجماهير وجمع بيانات المستخدمين. تريد OpenAI الوصول إلى فئة أكبر من مالكي الأندرويد وتوزيع المزيد من الخدمات عليهم، لكن وفقًا لتورلي، فإن شركات تصنيع هواتف الأندرويد لا تتعاون بسهولة مع منافسي صاحبة هذا النظام، وهي جوجل؛ التي حاولت OpenAI التعاون معها من قبل بالمناسبة، لكنها رفضت. نتيجةً لذلك، قدمت OpenAI وثائق داخلية لوزارة العدل تُثبت فيها ادعاءاتها مما ورّط جوجل أكثر.
شركة Perplexity
أمام لجنة مكافحة الاحتكار، وبشكل واضح، أظهرت Perplexity اهتمامها بشراء جوجل كروم، لكن ليس بدافع التوسع أو السيطرة على السوق، بل لمنع OpenAI من امتلاكه! تُفضل شركة Perplexity أن يظل جوجل كروم تحت سيطرة جوجل وترى أن ذلك سيكون أقل ضررًا من أن تستحوذ عليه OpenAI التي قد تُعرض نواة كروميوم مفتوحة المصدر للخطر، وهذه هي البنية أو النواة التي تستخدمها Perplexity حاليًا لتطوير متصفحها الخاص "Comet".
لكن، هذا لا يعني أن Perplexity ليس لديها مشاكل مع جوجل، بل ترى أنها تخنق المنافسة وتؤيد OpenAI في فكرة أنها تواجه صعوبات كبيرة في التوزيع والوصول للمستخدمين لأن جوجل تسيطر على نظام الأندرويد والشركات المُصنعة لهذه الهواتف كونها تربطها بشروط وعقود قاسية لدرجة أن بعض المصنعين – حسب ادعاء Perplexity – شبهوا الأمر "بالتهديد المباشر"! كذلك أضافت Perplexity أن جوجل لا تستخدم متصفح كروم فقط لتصفح الإنترنت، بل تعتمد عليه كأداة قوية لجمع بيانات المستخدمين وبيع الإعلانات والتكسّب من ذلك بطرق غير شرعية.
شركة ياهو
قد يتعجب البعض من أن شركة ياهو لا تزال حية ونشطة على الساحة، لكنها كذلك بالفعل. بفضل الدعم الكبير من شركتها الأم Apollo Global Management، تُخطط ياهو فعليًا للعودة إلى سوق البحث واستعادة الأمجاد. تمتلك هذه الشركة باعٌ طويل في مجال البحث وتراهن على هذه الخبرة للعودة إلى مكانتها. امتلاك متصفح جوجل كروم قد يعيدها بشكل فوري إلى هذه المكانة ويناولها ما تطمح إليه سواء في مجال البحث أو التواصل مع المستخدمين. يرى براين بروفوست، وهو المدير العام لخدمة بحث ياهو، أن امتلاك متصفح يعد أمرًا حاسمًا للاستمرار في المنافسة وذلك لأن نحو 60% من عمليات البحث تتم عبر المتصفحات. وقال بروفوست أيضًا إن الشركة تجري محادثات الآن مع شركات أخرى تمتلك متصفحات، لكنه لم يفصح عن التفاصيل.
شركة DuckDuckGo!
هناك مشترٍ محتمل آخر هو DuckDuckGo، لكن الرئيس التنفيذي للشركة، غابرييل وينبرغ، قال خلال شهادته في محاكمة الاحتكار إن شركته لا تستطيع تحمّل تكلفة شراء كروم، خاصة مع التقديرات التي تضع قيمة المتصفح عند حوالي 50 مليار دولار. وأوضح أن التحديات لا تتعلق بالتكلفة فقط، بل في إدارة البنية التحتية الضخمة لكروم أيضًا، وهذا يشمل تحديثات الأمان، وتوافق الأجهزة، والتوزيع العالمي. يبدو أن توجه الشركة – أو إمكانياتها – تُجبرها على البقاء كما هي عليه، من حيث التركيز على الخصوصية، وإن كان هذا الأمر يشكل عائقًا كبيرًا أمام انتشارها.
وأكد وينبرغ في شهادته أن تمكين المنافسة الحقيقية يتطلب توسيع نطاق توزيع خدمات البحث، وإتاحة أفضل للوصول إلى بيانات المستخدم من جهة العميل. وشدد على أن احتكار جوجل لعقود مشاركة الإيرادات مع صانعي الهواتف يمنع المنافسين من التقدم، ورغم أنه رأى أن الحلول التي اقترحتها جوجل غير كافية، فإنه أشار إلى أن بيع كروم يمكن أن يفتح قنوات جديدة ويقلّص الفجوة التنافسية، فهل تُبعد DuckDuckGo الأنظار عنها وتفاجئنا جميعًا في النهاية؟