يُعد
تحديث هواتف الأندرويد
من الخطوات الضرورية للحفاظ على
أمان هاتفك وسلامة بياناتك، حيث غالبًا ما تتضمن التحديثات إصلاحات للثغرات الأمنية التي قد يستغلها
المخترقون
لسرقة المعلومات الشخصية. إلى جانب ذلك، تمنحك تحديثات الأندرويد تجربةً أفضل على مستوى الاستخدام من
خلال
إضافة ميزات جديدة
وتحسينات واضحة في الأداء. ومع كل ذلك، يجهل كثير من المستخدمين أن عملية التحديث
لا تنتهي بمجرد التثبيت، إذ هناك عدة إجراءات مهمة يجب اتخاذها
لضمان عمل الهاتف بشكل سلس
وخالٍ من المشاكل. قد يؤدي تجاهل هذه الخطوات إلى ظهور مشاكل في الأداء أو
استهلاك غير متوقع للبيانات والذاكرة، فما الإجراءات التي نتحدث عنها بالضبط؟
وكيف تُنفذها لتضمن الاستفادة الكاملة من تحديثات النظام؟ دعونا نرى.
أشياء يجب أن تفعلها بعد تحديث الأندرويد
أولًا: راجع إعدادات الهاتف
بعد كل تحديث لنظام الأندرويد، من المهم جدًا أن تراجع إعدادات هاتفك الأساسية
لأن التحديثات قد تعيد بعض الإعدادات إلى الوضع الافتراضي أو تضيف خيارات جديدة
لم تكن موجودة من قبل. على سبيل المثال، قد يتم تغيير تفضيلات بيانات الهاتف مثل
إعدادات الحد من استهلاك البيانات، وهذا قد يؤثر بشكل مباشر إذا كنت تعتمد على
باقة إنترنت محدودة. أيضًا، التحديثات قد تضيف ميزات أو تطبيقات نظام جديدة يمكن
أن تغير طريقة جمع واستخدام ومشاركة بياناتك الشخصية، ولهذا من الضروري مراجعة
إعدادات الخصوصية والتأكد من أن التطبيقات لا تملك صلاحيات أكثر مما تحتاج
فعليًا.
إلى جانب ذلك، ينصح دائمًا بمراجعة أذونات التطبيقات بعد كل تحديث، لأن النظام قد
يمنح بعض التطبيقات صلاحيات إضافية تلقائيًا أو يعيد ضبط أذونات التطبيقات
القديمة. ننصحك بمراجعة أذونات مثل الوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون أو الموقع
الجغرافي، والتأكد من أن كل تطبيق يملك فقط الصلاحيات الضرورية لعمله. ولا تنس
التأكد من أن قفل الشاشة ما زال نشطًا، ومراجعة إعدادات الإشعارات على شاشة
القفل، حيث قد تضيف التحديثات خيارات جديدة أو تغير طريقة عرض المعلومات الحساسة.
ثانيًا: حدّث التطبيقات
بعد تحديث نظام الأندرويد، من الضروري أن تقوم بتحديث التطبيقات المثبتة على
هاتفك، لأن التحديثات الكبيرة للنظام قد تؤثر على طريقة تفاعل التطبيقات معه. إذا
كانت التطبيقات قديمة، فقد تواجه مشاكل في التوافق، أو أخطاء غير متوقعة، أو حتى
توقف التطبيقات عن العمل بشكل متكرر. لذلك، لضمان عمل التطبيقات بسلاسة والاستفادة
من الميزات الجديدة وتحسينات الأمان، يجب عليك تحديثها إلى أحدث إصدار متوفر.
يمكنك تحديث تطبيقاتك بسهولة عبر متجر جوجل بلاي، وذلك بفتح المتجر والضغط على
صورة ملفك الشخصي في الزاوية العلوية، ثم اختيار "إدارة التطبيقات والأجهزة"
Manage apps & device ومن هناك الضغط على "تحديث الكل" Update all لتثبيت آخر
التحديثات لجميع التطبيقات دفعة واحدة. كما يمكنك تحديث تطبيقات النظام
الافتراضية بنفس الطريقة لضمان توافقها مع النظام الجديد. تحديث التطبيقات
بانتظام يحافظ على استقرار جهازك ويمنحك تجربة استخدام أفضل وأكثر أمانًا.
ثالثًا: تفقّد مساحة التخزين
بعد تحديث نظام الأندرويد، قد يستهلك النظام مساحة تخزين إضافية على هاتفك، وهذا
قد لا يكون ملحوظًا إذا كان لديك مساحة كبيرة متاحة، لكنه يصبح مشكلة حقيقية إذا
كانت ذاكرة الجهاز قريبة من الامتلاء. توصي جوجل بالحفاظ على مساحة فارغة
لا تقل عن 10%
من إجمالي سعة التخزين لضمان أداء سلس للهاتف وتجنب بطء النظام، أو تعطل
التطبيقات، أو فشل تثبيت التحديثات المستقبلية.
لذلك، من الضروري مراجعة حالة
التخزين بعد التحديث من خلال البحث في الإعدادات عن قسم "مساحة التخزين" Storage أو فتح تطبيق "ملفاتي" My Files على هواتف سامسونج ثم الضغط على "إدارة مكان التخزين" Manage storage. إذا وجدت أن المساحة
منخفضة، لا تقم بحذف صورك أو تطبيقات المفضلة بسرعة؛ جرّب أولًا أن تُفرّغ سلة
المهملات، أو مسح ذاكرة التخزين المؤقت للتطبيقات، أو حذف الملفات غير المستخدمة
مثل مقاطع الفيديو المحفوظة أو الملفات المؤقتة.
رابعًا: مسح قسم الكاش
بعد تحديث نظام الأندرويد، قد تتراكم ملفات مؤقتة في النظام تؤثر على أداء الهاتف
مثل استنزاف البطارية أو بطء الاستجابة. لحل هذه المشكلة، يُنصح بعملية مسح "قسم
الكاش Cache Partition" التي تقوم بتنظيف هذه الملفات المؤقتة دون حذف بياناتك
الشخصية أو التطبيقات. هذه العملية تساعد في تحسين أداء الجهاز وتسريع تشغيله بعد
التحديث. لإجراء هذه العملية، يمكنك مراجعة موضوعنا السابق: كيفية مسح بارتشن الكاش في هاتفك الأندرويد حيث تناولنا الخطوات بالتفصيل. ولكن بشكل عام ستحتاج إلى الدخول إلى وضع Recovery Mode
ثم استخدم أزرار
الصوت للتنقل إلى خيار "Wipe cache partition" واضغط على زر الباور لإتمام
العملية. بعد الانتهاء، أعد تشغيل الهاتف باختيار "Reboot now". هذه الخطوات
ستخلص هاتفك من الملفات المؤقتة وتعيد الجهاز إلى حالة أداء أفضل دون التأثير على
بياناتك الشخصية.
خامسًا: إعادة ضبط المصنع (إذا تطلب الأمر)
نقول إذا تطلب الأمر لأنك قد تواجه مشاكل مستمرة بعد التحديث، مثل بطء الأداء أو
الأعطال المتكررة. عندها، قد يكون خيار إعادة ضبط المصنع Factory Reset هو الحل
الأمثل لاستعادة الجهاز إلى حالته الأصلية. هذه العملية تمسح جميع البيانات
والإعدادات الشخصية وتعيد الهاتف إلى إعدادات المصنع كما نعرف جميعًا، مما يساعد
في التخلص من الأخطاء البرمجية العالقة والمشاكل التي لم تُحل بالطرق التقليدية
مثل مسح الكاش أو إعادة التشغيل.
قبل القيام بإعادة ضبط المصنع، من الضروري جدًا
عمل نسخة احتياطية
كاملة لبياناتك مثل الصور، وجهات الاتصال، والرسائل، والتطبيقات، سواء عبر Google
Drive أو باستخدام برامج متخصصة للنسخ الاحتياطي. بعد الانتهاء من النسخ
الاحتياطي، يمكنك إجراء إعادة ضبط المصنع بأمان، ثم استعادة بياناتك بسهولة لضمان
عدم فقدان أي معلومات مهمة أثناء العملية.
سادسًا: أبلغ عن أي مشكلة تواجهك
رغم أن جوجل وشركات تصنيع هواتف الأندرويد يحرصون على اختبار التحديثات بدقة قبل
إطلاقها، إلا أنه قد تظهر بعض الأخطاء أو الأشياء غير المتوقعة بعد التحديث. لهذا
السبب، توفر معظم أجهزة الأندرويد أداة مدمجة تسمح لك بالإبلاغ عن أي مشاكل أو
أخطاء تواجهها مباشرةً إلى الشركة المصنعة أو إلى جوجل. يمكنك عادةً العثور على
هذه الأداة من خلال الذهاب إلى الإعدادات ثم "حول الهاتف" About Phone واختيار
"إرسال ملاحظات حول هذا الجهاز" Send feedback about this device. وفي حال كنت تستخدم هاتف سامسونج، فيمكنك العثور على خيار مشابه ضمن تطبيق "Samsung Members". هذه الخطوة لا
تساعدك فقط في حل مشكلتك، بل تساهم أيضًا في تحسين تجربة المستخدمين الآخرين من
خلال تمكين المطورين من معرفة الأخطاء وإصلاحها.
في النهاية: من المهم أن تحرص على تحديث هاتفك بانتظام، لكن هذا لا يكتمل
سوى بتخصيص بعض الوقت بعد كل تحديث لمراجعة الإعدادات، وتحديث التطبيقات، وغيرهم
من الأشياء التي تناولناها أعلاه. تساعد هذه الخطوات البسيطة في الحفاظ على سلاسة
وكفاءة عمل هاتفك، وتجنب المشاكل المحتملة التي قد تظهر، مما يجعل تجربتك مع
الهاتف أكثر استقرارًا ومتعة.