كيفية معرفة متى سيتوقف الهاتف عن تلقي تحديثات جديدة

الهواتف الذكية مثلها مثل أي مُنتج له تاريخ انتهاء صلاحية! ويمكن القول أن هذا التأريخ يمثل الوقت الذي يتوقف فيه الهاتف عن تلقي أي دعم من الشركة المصنعة. هذا الأمر يغفل عنه كثير من المُستخدمين للأسف، فعندما نكون مُقبلين على شراء هاتفٍ جديد، نأخذ الكثير من الأمور مثل سعر الهاتف ومواصفاته بعين الاعتبار، ولكننا في الوقت ذاته نتجاهل أحد أهم المعايير وهي المُدة التي سيعيشها الهاتف معنا. تُحدَّد هذه المُدة بناءً على الكثير من العوامل أهمها قابلية الهاتف للحصول على تحديثات لنظام التشغيل سواء كان أندرويد أو iOS، وهو ما تختلف عليه الهواتف. لذلك دعونا في هذا المقال نستعرض طريقة يمكننا بها معرفة "تاريخ انتهاء الصلاحية" للهاتف، وهو ما قد يساعدك على اتخاذ القرار بشأن شراء هاتفًا جديدًا.

بالطبع هذه ليست قاعدة قمنا بتأليفها لتوً! لكن إن كنت تسأل عن المدة التي يمكن أن يستمر فيها الهاتف معك، فغالبًا ستكون مرتبطة بطول الفترة الزمنية التي سيحصل فيها هذ الهاتف على التحديثات. تختلف هذه المدة من هاتف إلى آخر، على سبيل المثال، ستحصل هواتف iPhone XR و iPhone XS على تحديث الـ iOS 17 الأخير من أبل والذي أُسدل عنه الستار في وقت لاحق من العام الجاري، وهذا شيء رائع بالنسبة لهاتفين صدرا منذ حوالي 5 أعوام، وبالتحديد في 2018، فلك أن تتخيل أن مستخدمي هذين الهاتفين – وما يليهما من إصدارات – سيحصلون على نفس مزايا نظام التشغيل الموجود في آيفون 15! بصراحة، حُقَّ لأبل أن تفتخر بذلك!

من العوامل التي يجب أن تضعها في الاعتبار وتستخدمها كمؤشر لمعرفة المُدة التي سيعيشها الهاتف معك، هو تحديثات الأمان (Security updates)، والتي على عكس تحديثات السوفتوير الرئيسية، تستمر لسنوات أطول لكونها الأكثر أهمية؛ فالهواتف تستطيع الاستغناء عن بعض المميزات الجمالية أو حتى العملية التي تزفها التحديثات الرئيسية، ولكنها لا تستطيع أن تُعرّض بيانات مستخدميها للخطر، وهذا يأتي بمساعدة التحديثات الأمنية التي تعمل على سد الثغرات الأمنية ومعالجة مواطن الخلل في نظام التشغيل وذلك من أجل حماية بيانات المستخدمين وتحسين خصوصيتهم.

مرة أخرى، تختلف الفترة من هاتف لآخر اختلافًا طفيفًا، فبالنسبة لهواتف جوجل وسامسونج مثلًا، تحديثات الأمان تستمر لمدة 5 سنوات، بينما معظم هواتف أندرويد الأخرى تحصل على دعم تحديثات أمنية لمدة 4 سنوات متواصلة. أما عن هواتف آيفون، فشركة أبل لا تعتمد رقمًا محددًا لاستمرارية تحديثات الأمان في هواتفها، ولكن عادة ما يستمر هذا النوع من التحديثات لعام أو عامين بعد انتهاء أجل تحديثات iOS الرئيسية، مع العلم أن هواتف أبل – حسب موقعها الرسمي – يكون قد عفا عليها زمن الدعم والتحديثات بعد 7 سنوات من الاستخدام.

قد يهمك: ما هي أهمية التحديثات الأمنية الدورية لنظام اندرويد ؟

ليس بالضرورة أن تستخدم الهاتف حتى انتهاء هذه المدة، معظم الناس يفكرون أصلًا في شراء هاتف جديد قبل انتهاء فترة التحديثات الرئيسية لنظام التشغيل، ولكن بشكل عام يكون من المهم جدًا أن تعرف المدة التي سيتم فيها دعم هاتفك بالتحديثات من الشركة المصنعة له، وتحديدًا متى سيتوقف عن استقبال تحديثات الأمان.

لا تقوم الشركات المصنعة للهواتف عادًة بالفصح بشكل مُسبق عن موعد انتهاء دعم كل هاتف تنتجه، ولذلك إن كنت تريد مساعدةً لمعرفة هذه المعلومة المحورية، فيمكنك أن تستعين بموقعٍ مثل EndOfLife.Date والذي يتمتع بقاعدة بيانات ضخمة ترصد كل ما يتعلق بتحديثات الأجهزة المختلفة، بما في ذلك الهواتف الذكية. يضم الموقع بداخله قائمةً بكل الهواتف الشهيرة مثل سامسونج جالاكسي، وهواتف الآيفون، وهواتف جوجل بيكسل، والمزيد. نرشح هذا الموقع أيضًا لكونه يقدم معلومات مستندة إلى وثائق وبيانات رسمية.

في حالة التحديثات الرئيسية لنظام التشغيل، مثل الترقية إلى Android 14 أو iOS 17 فهي تحديثات مُختصة بالمميزات العامة للهاتف وتحسين استقرار النظام ويُمكنك أن تُشبهها بتحديث إصدار الويندوز الخاص بحاسوبك. على الجانب الآخر تختص تحديثات الأمان – كما يشير الاسم – بحماية هاتفك من التهديدات المتمثلة في مختلف الثغرات والتي قد تُعرضه للاختراق. وكما هو جلي؛ يُمكنك أن تستغني عن تحديثات السوفتوير، ولكنك لا تستطيع أن تتجاهل تحديثات الأمان بأي حال من الأحوال، ولذلك هناك سؤالٌ يطرح نفسه: ماذا سيحدث إن انتهت تحديثات الأمان؟

أولًا، عند توقف تحديثات الأمان، فإن هاتفك سيستمر بالعمل وكأن شيئًا لم يحدث، ولكن هذا في البداية فقط، إذ بمرور الوقت ستلاحظ وجود مشاكل ببعض التطبيقات التي ستحتاج إلى آخر تحديثات الأندرويد أو الـ iOS، مما سيجعلها لا تعمل، أو على أقل تقدير تفتقد إلى بعض المميزات. ثانيًا، حتى وإن تغاضينا النظر عن أمر التطبيقات، فالأهم من ذلك هو أمان هاتفك نفسه الذي سيكون مُعرّضًا للخطر؛ إذ ستتوقف درجة حمايته على آخر مستويات الأمان التي وصلت إليها التحديثات القديمة، ولكنه لن يستطيع الصمود أمام أي ثغرة أو برمجيات خبيثة جديدة، وهذا يعرض بياناتك وكل ما على الهاتف للخطر.

وبشكل عام وبديهي، تحتاج الهواتف القديمة إلى تحديثات الأمان أكثر من احتياج الهواتف الحديثة لها؛ فكلما مر وقتٌ على هاتفك، زادت احتمالية تعرضه للمشاكل الأمنية، وبالتالي يزداد احتياجه لتحديثات الأمان. وتعمل مختلف شركات الهواتف، وعلى رأسها أبل، وسامسونج، وجوجل، على إصدار تحديثات الأمان فور اكتشاف الثغرات والمشاكل الأمنية، حتى وإن كان قبل موعدها الدوري أو الرسمي، ولكن بشرط أن يكون هاتفك في المُدة المسموح بها لتلقي هذه التحديثات؛ أي أنه بعد مرور 10 سنوات مثلًا على هاتفك، فلن تعبأ به الشركات حتى وإن كان مُعرّضًا للاختراق.

في النهاية: إن أصرّيت على استخدام هاتفك بعد انتهاء فترة تلقيه للتحديثات، فستكون عُرضةً لا محالة لجميع أنواع المخاطر والثغرات الأمنية. يُمكنك أن تحميه بكل الطرق المتاحة؛ عن طريق تفعيل المصادقة الثنائية لحساباتك، أو قفل الشاشة بوسيلة أمان قوية، أو حتى بتحميل أعتى برامج الحماية، ومع ذلك سيظل عرضةً للهجمات الخبيثة. لذا ننصحك بأن تشتري هاتفًا جديدًا بعد انتهاء فترة السماح بتلقي التحديثات (لا تنسى أن تستخدم موقع EndOfLife.Date أو أي طريقة أخرى لتعرف ذلك)، حتى وإن كان الأمر مُكلفًا؛ فبياناتك وخصوصيتك أهم، وإن كنت غير مقتنع بذلك.