قطع الكمبيوتر القديمة الصالحة للاستخدام مع التجميعة الجديدة

في حال كنت تقوم بتجميع كمبيوتر جديد وتتساءل عن إمكانية استخدام بعض قطع جهازك القديم لأسباب متعلقة أو غير متعلقة بالميزانية، هذا المقال لك.
لا شك أن عملية تجميع كمبيوتر جديد هي واحدة من أكثر التجارب والرحلات التقنية الممتعة. أيُ شخصٍ شغوف بالهاردوير لا بد وأنه يعرف هذا الأمر. صحيحٌ أنه مُكلف بعض الشيء، لكنه ممتع. ومع ذلك، أحيانًا تكون التكلفة حقًا مؤلمة لدرجةٍ تقتل المتعة، بل وتحيلها إلى عذابٍ نفسي وتأنيبٍ للضمير! من هذا المنطلق، يُفكر الكثيرون في إمكانية الجمع بين أفضل الخيارات المتاحة، أو بصورةٍ أخرى؛ الاستغناء عن شراء بعض القطع الجديدة لصالح استخدام القطع القديمة التي نرى أنها ما زالت قادرة على العطاء. لكن السؤال هنا: هل كل القطع القديمة يمكن استخدامها في تجميعاتنا الجديدة لنحد من وطأة الميزانية؟ بالتأكيد لا، دعونا نوضح الأمر بالتفصيل.
تجميعة كمبيوتر

إعادة تدوير مكونات الكمبيوتر


سنقسّم الموضوع إلى 3 أقسام؛ قسمٌ للقطع الأكثر قابلية لإعادة الاستخدام، وقسمٌ للقطع التي يمكن إعادة استخدامها حسب الحالة، وقسمٌ للقطع التي يفضل استبدالها. لكن قبل أن نخوض في التفاصيل، نريد التنويه على أننا لن نتحدث عن أي إكسسوارات أو ملحقات مثل الشاشة أو الفأرة أو لوحة المفاتيح أو السماعات إلخ، ببساطة لأن إعادة استخدام هذه الإكسسوارات أمر بديهي. وهذا لا يعفي بعض القطع التي سنوردها الآن من كونها بديهية أيضًا، لكن ليس بنفس درجة الإكسسوارات!

القطع الأكثر قابلية لإعادة الاستخدام

الكيسة ومراوح التبريد

عادةً ما تكون الكيس أول قطعة يُفكر الكثيرون في إعادة استخدامها مع الأجهزة الجديدة إذا كانت بحالة جيدة. إذا كان الكيس من نوعٍ حديث ومصمم ليمنحك سهولة في تثبيت القطع وتوفير التهوية الجيدة وترتيب الأسلاك، فلست بحاجة لتغييره. الحالات التي قد تحتاج فيها لكيسٍ جديد هي إذا كان القديم تالفًا، أو لم يعد يدعم اللوحات الأم الجديدة، أو إذا كنت بحاجة لمنفذ Type-C في الواجهة الأمامية، أو إذا كان يتسبب في ارتفاع حرارة القطع بالطبع. كذلك المراوح؛ يمكنك الاحتفاظ بها أيضًا ما دامت سليمة، لكن تأكد من تنظيفها جيدًا قبل إعادة التركيب وتأكد من أنها تعمل بالشكل الأمثل.

مزود الطاقة (الباورسبلاي)

مزود الطاقة أيضًا من القطع التي يُفضل إعادة استخدامها لتوفير الميزانية، وذلك ببساطة لأنه يدوم لسنوات، خاصة إذا كان من نوعٍ جيد أو ما زال تحت الضمان، حيث توفر بعض الشركات ضمانًا يصل إلى 10 سنوات! الشرط الأساسي لإعادة استخدام مزود الطاقة هو التأكد من أن قدرته تكفي لتلبية احتياجات القطع الجديدة، فلا تقم بترقية الكارت من RTX 3060 إلى RTX 5080 والمعالج من Core I5-12400F إلى Ryzen 7 9800X3D مثلًا، وتتوقع أن يستطيع "الباور الكومبو" ذي الـ 600 واط أن يُشغل الكمبيوتر! أيضًا، إذا كان المزود من النوع المعياري (Modular)، فهذا سيمنحك مرونةً في ترتيب الأسلاك وبراحًا لتدفق الهواء، وبالتالي يكون سببًا أدعى للاحتفاظ به.

قطع يمكن إعادة استخدامها، لكن حسب حالتها!

كارت الشاشة

مسألة إعادة استخدام كارت الشاشة تتعلق بنوع الألعاب أو البرامج التي تحتاجها. إذا كان استخدامك الأساسي لا يتطلب مواصفات عالية، فيمكنك الاستمرار في استخدام الكارت القديم. أما إذا كنت تهدف إلى الاستمتاع بأحدث الألعاب بإعدادات فوق متوسطة إلى عالية، مع تفعيل مزايا مثل تتبع الأشعة Ray Tracing، فقد تكون الترقية ضرورية.

وحدات التخزين

من السهل نقل أقراص التخزين بين الأجهزة، لكن يُفضل ألا تُشغل النظام على القرص القديم، لأنه الأكثر عرضة للتلف مع الوقت. أقراص التخزين الثانوية (سواء كانت HDD أو SSD) يمكن استخدامها إذا كانت بحالة جيدة، ويُنصح بفحص حالة الهارد عبر بيانات S.M.A.R.T. للتأكد من سلامته. بشكل عام، يُفضَّل استبدال الأقراص التي تجاوزت الخمس سنوات من الاستخدام، والاحتفاظ بنسخة احتياطية من البيانات الهامة دائمًا.

الرامات

كذلك يمكنك إعادة استخدام الرامات إذا كانت متوافقة مع اللوحة الأم الجديدة، مع الانتباه إلى أن أنواع الرام تختلف (مثل DDR3 و DDR4)، ولا تعمل كل لوحة أم مع كل نوع. الأسعار الحالية للرامات معقولة نسبيًا، لذلك إذا توفرت لديك ميزانية إضافية، قد يكون من المفيد الترقية لسرعة أو سعة أكبر. لكن لمعلوماتك: هناك أخبارٌ شائعة عن زيادات مرتقبة في أسعار الرامات، فإذا كنت تنوي الترقية، يُفضل أن تفعل ذلك اليوم قبل غدًا.

الكولر (مبرد المعالج)

إذا كان الكولر أو مبرد المعالج القديم يعمل بكفاءة، فيمكنك إعادة تدويره في تجميعتك الجديدة، بشرط التأكد من توافقه مع المقبس الجديد للمعالج وقدرته على التبريد حسب المواصفات. فقط انتبه لفكرة أن أي خلل في المبرد قد يتسبب في تلف المعالج الجديد، لذا لا تستهن بأهمية هذه القطعة.

قطع من الأفضل أن تستبدلها

عند الإقدام على شراءِ حاسوبٍ جديد، فأغلب الظن أنك ستحتاج لاستبدال المعالج واللوحة الأم، إذ تلعب هاتان القطعتان الدور الأهم في أي جهاز وتضمن لك الاستفادة القصوى من الأداء والتقنيات الجديدة. السبب في ذلك أن المعالج هو المحرك الرئيسي لأي عملية في الجهاز، أو كما يقولون "عقل الحاسوب"، وأداؤه يؤثر بشكل مباشر على سرعة واستجابة النظام بالكامل. استخدام معالج قديم، حتى لو كان يعمل بكفاءة، سيحرمك من تحسينات كبيرة تقدمها الأجيال الأحدث.

أما بالنسبة للوحة الأم، فغالبًا ما تكون مرتبطة بالمعالج، إذ لا تتوافق المعالجات الحديثة عادةً مع اللوحات الأم القديمة التي تفتقر لمميزات مثل منافذ التخزين السريعة، ومعايير الـ USB الحديثة، أو تقنيات الاتصال اللاسلكي المتطورة، إلخ، وهذا سببٌ آخر يستدعي استبدال اللوحات الأم القديمة التي تأتي بمعايير عفا عليها الزمن مثل PCIe 2.0 وحتى PCIe 3.0.

أخيرًا، قبل استبدال المعالج واللوحة الأم، تأكد من توافقهما مع بعضهما، واختر المعالج الأنسب لاحتياجاتك. اللوحة الأم تتطلب مراعاة العديد من النقاط مثل التوافق مع المعالج كما ذكرنا، ودعم الرامات الحديثة، وامتلاك منافذ توسعة مناسبة، ولا بأس من بعض التقنيات الإضافية مثل البلوتوث والواي فاي.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات