جميعنا معرضون للخطأ عند
التعامل مع الكمبيوتر، لكن هناك أخطاء معينة لا تمنحك فرصةٌ ثانية؛ إذا وقعت فيها، فمن الوارد جدًا
أن تودع جهازك إلى الأبد. قد تبدأ المشكلة بخطأ بسيط مثل
ارتفاع درجة حرارة
قطعة ما بشكل طبيعي، لكنها سرعان ما قد تتفاقم إلى
عطل كارثي يصيب جهازك
في مقتل. مثل هذه الأخطاء هي ما سنتحدث عنه في هذا المقال، صحيح تناولنا موضوعات
مشابهة سابقًا لكنها كانت تركز على قطع مُعينة مثل أخطاء شائعة تؤدي إلى تلف اللوحة الأم
أو أخطاء نرتكبها تؤدى إلى تلف الـ SSD
لكن في هذا المقال سنورد 7 أخطاء قاتلة قد يؤدي الوقوع فيها – بنسبة ليست بسيطة –
إلى إتلاف الكمبيوتر ككل للأبد. سنبدأ بمشكلة الحرارة هذه لأنها من الأكثر شيوعًا
واحتمالية للحدوث، ثم سنتدرج إلى أخطاء أخرى من الوارد أن يقع فيها أي شخص.
7 أخطاء قاتلة تتلف الكمبيوتر للأبد
إهمال الحرارة المرتفعة لفترات طويلة
إهمال حرارة القطع المرتفعة لفترات طويلة يُعد من أكثر الأخطاء التي قد تودي بعمر
الجهاز وتؤدي إلى تلف مكوناته بشكل لا يمكن إصلاحه. كل مكون داخل الحاسوب، مثل
المعالج المركزي وكارت الشاشة ووحدات التخزين، يصدر حرارة أثناء التشغيل، وإذا لم
يتم تبديد هذه الحرارة بشكل كافٍ، تبدأ في الارتفاع تدريجيًا. استمرار عمل
المكونات تحت درجات حرارة مرتفعة يؤدي إلى تقليل عمر الدوائر الإلكترونية، وتدهور
الأداء، وزيادة احتمالية الأعطال. في أسوأ السيناريوهات، قد يتسبب ذلك في تلف
البنية الداخلية للمعالج أو اللوحة الأم أو حتى فقدان البيانات من وحدات التخزين،
ما يضطرك إلى استبدال المكون بالكامل.
غالبًا ما يكون سبب ارتفاع الحرارة هو تراكم الغبار داخل الجهاز، أو انسداد فتحات
التهوية، أو ضعف أداء مراوح التبريد، أو حتى استخدام مبدد حراري غير مناسب أو
معجون حراري رديء. تجاهل هذه المشكلات وعدم تنظيف الجهاز أو صيانة نظام التبريد
بشكل دوري يؤدي إلى تفاقم الوضع، خاصةً في البيئات الحارة أو عند تشغيل برامج
وألعاب تستهلك الكثير من الموارد. لهذا السبب، من الضروري مراقبة درجات حرارة
المكونات بشكل مستمر، وتنظيف الجهاز بانتظام، والتأكد من كفاءة نظام التبريد، حتى
تحافظ على عمر جهازك وتتفادى الأعطال المكلفة التي قد تتطلب استبدال قطع رئيسية.
تجاهل وسائل الحماية من تقلبات التيار
عند حدوث ارتفاع مفاجئ في التيار الكهربائي، يمكن أن تتعرض الدوائر الإلكترونية
الدقيقة داخل الحاسوب إلى ضرر بالغ، قد يصل إلى احتراق اللوحة الأم أو وحدة
الطاقة أو حتى المعالج وكارت الشاشة. ورغم أن هذه الحوادث قد تكون نادرة، فإن
تكلفة استبدال المكونات التالفة غالبًا ما تكون مرتفعة جدًا مقارنة بسعر أجهزة
الحماية من ارتفاع التيار Surge Protector أو جهاز الـ UPS، والتي تعتبر
استثمارًا بسيطًا لحماية جهازك الذي قد تصل قيمته إلى عشرات الآلاف من الجنيهات.
في الواقع، قد لا يكون جهاز الحماية من ارتفاع التيار كافيًا لمواجهة أعنف تقلبات
الكهرباء، لكنه يظل فعالًا في حماية الجهاز من الارتفاعات المفاجئة البسيطة
والمتكررة التي قد تضعف المكونات مع مرور الوقت. أما أجهزة الـ UPS، فهي توفر
طبقة حماية إضافية من خلال تزويد الجهاز بالطاقة في حال انقطاع التيار، بالإضافة
إلى ضبط الفولتية وتثبيتها، ما يمنع الضرر الناتج عن الانخفاض أو الارتفاع
المفاجئ في الجهد الكهربائي. لهذا السبب، يُنصح دائمًا باستخدام أحد هذه الحلول،
خاصة إذا كنت تستثمر في حاسوب مكتبي مرتفع التكلفة أو تعمل في مناطق معروفة بعدم
استقرار التيار الكهربائي.
استخدام باورسبلاي رديء
يعتبر الباورسبلاي من أكثر مكونات الحاسوب التي يتم تجاهلها عند تجميع الأجهزة،
رغم أنه يلعب دورًا محوريًا في استقرار وعمر جميع المكونات الأخرى. فمهمة
الباورسبلاي ليست فقط تزويد الجهاز بالكهرباء، بل تزويده بطاقة نظيفة ومستقرة
تتناسب مع متطلبات المعالجات وبطاقات الرسومات الحديثة التي أصبحت تستهلك كميات
كبيرة من الطاقة وتحتاج إلى تيارٍ ثابت وخالٍ من التقلبات. الاعتماد على
باورسبلاي رخيص أو غير معروف قد يبدو خيارًا اقتصاديًا في البداية، لكنه يحمل
مخاطر كبيرة، حيث يمكن أن يؤدي إلى تقلبات في التيار أو حتى أعطال مفاجئة قد
تتسبب في تلف مكونات باهظة الثمن مثل اللوحة الأم أو البطاقة الرسومية أو وحدة
التخزين.
سواء كنت تشتري جاهزًا مُجمّعًا أو تُجمّع جهازك بنفسك، اختر باورسبلاي موثوق
يحمل شهادة PLUS 80. احرص أيضًا على امتلاكه تقنيات حماية واعلم أن كلَ قرشٍ
تستثمره فيه سيعود عليك وعلى جهازك بالنفع، حتى وإن لم تكن ترى ذلك.
التفريغ الكهروستاتيكي
من المخاطر الصامتة التي قد تدمر قطع الحاسوب الحساسة دون أن تلاحظ ذلك فورًا.
تحدث هذه الظاهرة عندما تنتقل شحنة كهربائية ساكنة من جسمك إلى أحد المكونات
الإلكترونية عند لمسها. في كثيرٍ من الحالات يمر الأمر مرور الكرام، لكن في
أحيانٍ أخرى، تكون هذه الشحنة كافية لإحداث تلف دائم في اللوحة الأم أو الذاكرة
أو حتى وحدة المعالجة المركزية وهو ما يؤدي إلى أعطالٍ يصعب إصلاحها.
لتجنب هذه المخاطر، يُنصح دائمًا بفصل الحاسوب عن مصدر الكهرباء قبل البدء بأي
عمل داخلي، وتجنب ارتداء الملابس المصنوعة من الألياف التي تولد الكهرباء الساكنة
مثل الصوف أو البوليستر. يُفضل أيضًا أن تمشي حافي القدمين لتفريغ أي شحنات
كهربائية متراكمة في الجسم، ويمكن استخدام سوار مضاد للكهرباء الساكنة كإجراء
إضافي لتعزيز الحماية، رغم أن اتباع الخطوات الأساسية بدقة غالبًا ما يكون كافيًا
للحفاظ على سلامة مكونات جهازك.
التعامل العشوائي مع المكونات الداخلية
حتى لو كان الجهاز مطفأً بالكامل، قد يؤدي لمس المكونات دون انتباه أو خبرة إلى
كسر أجزاء دقيقة مثل المراوح أو الكابلات أو موصلات اللوحة الأم، أو حتى إلحاق
ضرر بأنابيب التبريد السائل (AIO) إذا تعرضت للضغط أو الثني الزائد، ما يضعف أداء
التبريد أو يعطله تمامًا. كما أن الضغط غير المقصود على كارت الشاشة قد يؤدي إلى
كسر موصل الـ PCIe أو الإضرار بالفتحة نفسها على اللوحة الأم، وهذه أعطال غالبًا
ما تتطلب استبدال المكون بالكامل.
لتفادي هذه المخاطر، من المهم جدًا التعامل مع المكونات بلطف شديد وعدم إجبار أي
قطعة على الدخول أو الخروج من مكانها. يُنصح دائمًا بفصل الجهاز عن الكهرباء قبل
البدء بأي عمل داخلي، وتجنب لمس الدوائر الإلكترونية أو أطراف التوصيل مباشرة، بل
يُفضل الإمساك بالمكونات من الحواف. كما أن تنظيم مكان العمل واستخدام الأدوات
المناسبة، مثل المفكات المغناطيسية، يقلل من احتمالية وقوع الأخطاء أو فقدان
القطع الصغيرة.
كسر السرعة بدون فرامل!
كسر السرعة (Overclocking) هو ممارسة شائعة بين مستخدمي الحواسيب الراغبين في
تحقيق أداء أعلى دون تكلفة إضافية، لكنه ليس خاليًا من المخاطر. عند رفع تردد
المعالج أو كارت الشاشة بطريقة عشوائية أو دون اتباع خطوات تدريجية ومدروسة، فإنك
تعرض قطع جهازك لخطر التلف الدائم. فزيادة التردد والفولتية بشكل مفاجئ أو مبالغ
فيه قد يؤدي إلى عدم استقرار النظام، أو ارتفاع كبير في درجات الحرارة (راجع
النقطة الأولى)، أو حتى تعطل المكون بشكل كامل، خاصة إذا لم تكن هناك وسائل حماية
كافية أو نظام تبريد مناسب (راجع النقطة الثانية). ورغم أن الأجهزة الحديثة مزودة
بأنظمة أمان تقلل من احتمال حدوث ضرر فوري، فإن المخاطرة تظل قائمة، خصوصًا مع
الإعدادات المتطرفة أو الإهمال في مراقبة درجات الحرارة.
نحن لا نقول إنك لا يجب أن تكسر سرعة القطع، بالعكس، نحن نشجع ذلك وسبق أن تحدثنا
عن
كسر سرعة كارت الشاشة، لكننا نقول إنك يجب أن تفعل الأمر بعقلٍ وحكمة لئلا تتلف القطعة للأبد.
تحديث البيوس دون إدراك المخاطر
تحديث البيوس خطوة ضرورية أحيانًا لتحسين الأداء أو جعل اللوحة الأم تدعم
المعالجات الجديدة، لكنه يحمل مخاطرة كبيرة إذا لم يتم بشكل صحيح. أثناء عملية
التحديث، أيُ انقطاعٍ في التيار الكهربائي أو قد يؤدي إلى تلف ملف البيوس، ما
يجعل اللوحة الأم غير قادرة على الإقلاع نهائيًا. في هذه الحالة، تفقد اللوحة
الأم القدرة على التواصل مع باقي المكونات، ولا يمكن إصلاحها إلا إذا كانت تدعم
ميزات استرجاع مثل Dual BIOS أو BIOS Flashback أو وجود وصلة Jumper أو إمكانية
استبدال شريحة البيوس نفسها، وهي ميزات متوفرة في بعض اللوحات الحديثة فقط.
إذا لم تكن هذه الميزات متوفرة لديك، غالبًا لن يكون أمامك حل سوى استبدال اللوحة
الأم بالكامل. أما إذا كانت اللوحة تدعم الاسترجاع، فيمكنك أحيانًا إعادة البيوس
من خلال شريحة احتياطية أو باستخدام فلاشة USB مخصصة لهذا الغرض، أو حتى عبر
أدوات خاصة لبرمجة الشريحة خارج الجهاز. لهذا السبب، يُنصح دائمًا باتباع تعليمات
الشركة المصنعة بدقة، وتجنب تحديث البيوس إلا عند الضرورة، مع التأكد من عدم وجود
أي احتمال لانقطاع الكهرباء أثناء العملية. وعمومًا، تحديث البيوس من الحالات
التي تبرز فيها أهمية أجهزة الـ UPS الحقيقية.