5 أخطاء نرتكبها تؤدى إلى تلف الـ SSD في الكمبيوتر

شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لوحدات التخزين من نوع SSD، فمع أسعارها الآخذة في الانخفاض تدريجيًّا، إلى جانب المزايا العديدة التي توفّرها، بات من النادر أن يُقبل المُستخدمون على شراء كمبيوتر يعتمد على الهارد التقليديّ HDD. يُبدو هذا رائعًا جدّا إذا ما نظرنا لصغر حجم الـ SSD وخفّة وزنه وسهولة نقله وسُرعة استجابته بالإضافة إلى كونه أقلّ عرضة للتلف نتيجة السقوط أو الارتطام. ومع ذلك فمتوسّط العُمر الافتراضيّ المُقدّر يكاد يتساوى تقريبًا لكُلّ من SSD وهارد HDD، فعلى الرغم من متانتها الميكانيكيّة العالية وسهولة نقلها، يُمكن لأداء الـ SSD أن يتراجع وتتلف بعد مُدّة وجيزة من الشراء إن أسأنا استخدامها. والتلف هنا لا يعني خسارة أموالنا التي أنفقت لشرائها فقط، وإنّما يُمكن أن يتسبّب أيضًا في ضياع وفقد الكثير من بياناتنا وملفّاتنا الهامّة. لذلك دعونا نسلط الضوء على بعض الأخطاء التي يرتكبها المُستخدمون والتي تقلّل من العُمر الافتراضيّ للـ SDD وتُساهم في تدهور أداءها.

تستهلك أجزاء الكمبيوتر الطاقة أثناء التشغيل، ويتحوّل قدر لا بأس به من هذه الطاقة إلى حرارة تنبعث من المكوّنات وتعمل على تسخينها، وهو ما قد يُسبّب أضرارًا إذا ما زادت الحرارة المتولّدة عن الحدود الآمنة وفشلت أنظمة تبريد الكمبيوتر والمُشتّتات الحراريّة في التخلُّص منها. تتأثّر وحدة الـ SSD بالحرارة المتولّدة أثناء التشغيل شأنها في ذلك شأن بقية قطع الهاردوير الأخرى في الكمبيوتر بحيث يُمكن أن تتآكل ويقلّ عمرها الافتراضيّ مع التعرُّض المفرط للحرارة.

عادةً ما تواجه أجهزة اللابتوب هذه المُشكلة بصورة أكبر من الحواسيب المكتبيّة التي تحتوي على مساحة كافية تسمح بتدفّق الهواء اللازم لتبريد وحدة التخزين، على عكس أجهزة اللابتوب حيث يتواجد الـ SSD داخل مساحة ضيّقة توفّر مسارًا لتدفّق كمّية أقلّ من الهواء.

وفي حال وضع اللابتوب على الأغطية والوسائد أو أيّ سطح رخو غير مستوي، فمن المُمكن أن يتسبّب هذا في سدّ فتحات التهوية ومنع الهواء من التدفّق إلى داخل الكمبيوتر لتبريد الـ SSD الذي يتآكل ويتراجع أداءه تدريجيًّا ويقلّ عمره الافتراضيّ فيصبح أكثر عرضة للتلف نتيجة الحرارة الزائدة، لذلك يُنصح بتجنّب وضع اللابتوب على الأغطية والوسائد أثناء التشغيل والحرص على وضعه فوق سطح مستوي صلب مع مُراعاة عدم تغطية فتحات التهوية لتفادي فشل التبريد.

في بعض الأحيان يحدث فشل التبريد في الحواسيب المكتبيّة واللابتوب على السواء، لا بسبب تغطية فتحات التهوية، وإنّما كنتيجة لتراكم الغبار والأتربة والأوساخ داخلها وسدّها لدرجة تُقلّل من تدفّق الهواء إلى الداخل عبر هذه الفتحات فيقلّ مُعدّل التبريد، ولاسيّما في أجهزة اللابتوب حيث يُسمح بتدفّق الهواء عبر مسار ضيّق بالفعل.

وما يجعل الأمور أكثر سوءًا أنّ يتغلغل الغبار داخل مراوح الجهاز وتنشأ بين ذرّات الغبار وبين جسم المروحة قوى احتكاك تعوق حركتها وتحدّ من كفاءتها فيفشل نظام التبريد في التغلّب على الحرارة المتزايدة، ويتدهور أداء مكوّنات الجهاز، ومن بينها الـ SSD، وتتلف بمرور الوقت. لذلك تحتاج وحدة الـ SSD وسائر أجزاء الكمبيوتر الداخليّة الأخرى للعناية والتنظيف بصورة مُستمرّة لمنع تآكلها وتدهور آدائها وتقلّص عُمرها الافتراضيّ.

يُمكن أن يكون فشل التبريد ناجمًا أيضًا عن توليد الحرارة بمُعدّلات أعلى من الطبيعيّ نتيجة الاستخدام المُكثّف للطاقة. يتدهور أداء الـ SSD بشكل عام مع زيادة الاستخدام، غير أنّ بعض المهام التي تتطلّب أداءًا عاليًا وعمليّات مُكثفة مثل تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ والحوسبة الطرفيّة وتطبيقات الـ 3D، يُمكن أن تؤدّي إلى توليد حرارة كافية لإيقاف تشغيل حتّى أحدث وحدات SSD.

نتيجة لذلك، تأتي وحدات الـ SSD عالية الأداء مزوّدة بمُشتّت حراريّ مُدمج للتغلُّب على الحرارة العالية المتولّدة أثناء التشغيل مع الاحتفاظ بالأداء والسُرعة العالية، ولكن في بعض الحالات النادرة قد تحتاج إلى استخدام مُشتّت حراريّ إضافيّ.

يتكون المُشتّت الحراريّ من مادّة جيّدة التوصيل للحرارة، ويعتمد مبدأ عمله الرئيسيّ على قانون فورييه للحرارة، والذي ينصّ على أنّ الحرارة تنتقل من الجسم الأعلى في درجة الحرارة إلى الجسم الأقلّ في درجة الحرارة، فعندما تتلامس أجزاء المُشتّت الحراريّ مع جسم الـ SSD، تنتقل الحرارة إلى المُشتّت فيشعّها إلى الخارج على حين تنخفض درجة حرارة وحدة التخزين، وبالتالي يتمّ تبريده.

تُعدّ مُشتّات الحرارة من نوع M.2 هي أكثر أنواع المُشتّتات الحراريّة شيوعًا وأكثرها استخدامًا في أجهزة الكمبيوتر خاصّة مع اللوحة الأمّ، ويُمكن استخدامها أيضًا لتبريد وحدات SSD عالية الأداء مثل NVMe SSD أو بعض وحدات الجيل الرابع المتطوّر من SSD. بينما لا تحتاج وحدات SSD من الجيل الثالث أو الأقدم إلى استخدام المُشتّتات الحراريّة.

يُشكّل الانقطاع المُتكرّر للتيّار الكهربائيّ والاتّصال بمصدر غير مُستقرّ للطاقة عامل خطورة على مختلف أنواع الأجهزة والقطع الإلكترونيّة، ومن بينها وحدات التخزين. يتسبّب الانقطاع المتكرّر للتيّار الكهربيّ عادةً في حدوث تغيّرات مُفاجئة في الجهد الكهربيّ وارتفاعات خاطفة في شدّة التيّار. ويُمكن أن تؤدّي الزيادة الكبيرة في شدّة التيّار الكهربيّ إلى تلف الـ SSD وفقد البيانات المُختزنة عليه ورُبّما ضياعها بصورة نهائيّة إذا لم تكُن منسوخة احتياطيًّا. وهنا تكمن أهمّية توصيل الكمبيوتر بمصدر طاقة احتياطيّ غير قابل للانقطاع (UPS)، كالبطّاريّات القابلة لإعادة الشحن، لتجنّب أضرار الانقطاع المُتكرّر للتيّار الكهربائيّ على أجهزة الكمبيوتر.

من المُهمّ أيضًا توصيل مصدر الطاقة بجهاز للوقاية من الزيادة في شدّة التيّار (Overcurrent protection) لتفادي أيّ ارتفاعات كبيرة غير متوقّعة في شدّة التيّار يُمكن أن تحدث في الشبكة، خاصّة في المناطق التي تقلّ فيها موثوقيّة شبكة الكهرباء، وتعاني من انقطاع التيّار بشكل مُتكرّر.

تُعدّ هذه الخطوة مُهمّة للغاية للحفاظ على العُمر الافتراضيّ للـ SSD، لاسيّما إذا كنت تحتفظ على وحدة التخزين ببيانات وملفّات بالغة الأهمّية، ومن الضروريّ أيضًا في هذه الحالة أن تقوم بعمل نُسخة احتياطيّة أو أكثر من البيانات المُختزنة على الكمبيوتر.

تتأثّر حالة الـ SSD – كما ذكرنا – بكثرة الاستخدام، فحتّى مع صلاحيّتها لكتابة وقراءة كمًّا هائلًا غير محدود من البيانات، على عكس هاردات HDD التي تُصبح غير قادرة على كتابة واختزان أيّ بيانات جديدة عند بلوغ الحدّ الأقصى لحجم البيانات التي يُمكن لرقاقات السيليكون استيعابها مُقاسة بوحدة التيرابايت المكتوبة، يظلّ الـ SSD كأي جهاز إلكترونيّ آخر له عُمر افتراضيّ محدود، إذ يتراوح متوسّط العُمر الافتراضيّ له ما بين 5-6 سنوات. ومع هذا يُمكن تمديد العُمر الافتراضيّ للـ SSD والاستمرار في استخدامه لعدّة سنوات إضافيّة قبل أن يتآكل ويتدهور أداءه، فقط إذا حرصت على استخدامه على النحو الصحيح.

تتمثّل إحدى النصائح الهامّة لإطالة العُمر الافتراضيّ للـ SSD في تجنّب تخزين كمّيات هائلة من البيانات عديمة الأهمّية حتّى لا تُكرّر دورات برمجة ومحو البيانات دون داعيّ، وأيضًا تجنُّب جعل سعة الـ SSD مُمتلئًة بالكامل بالبيانات، فعند الحاجة إلى كتابة بيانات جديدة ستضطر وحدة الـ SSD إلى محو خلايا مُستخدمة بالفعل لكتابة البيانات الجديدة عليها بدلًا من كتابتها على الخلايا الممسوحة مُسبقًا، وهو ما يُعجّل بتدهور أداء وحدة التخزين شيئًا فشيئًا، لذلك احرص على أن تظلّ 15-20 بالمائة على الأقلّ من سعة التخزين فارغة من البيانات.

اقرأ أيضًا: ما هي مساحة الـ SSD المثالية لاحتياجاتك حاليًا ؟

المُلخّص | يعُد استخدام وحدة UPS أو تركيب أجهزة مناسبة للوقاية من الارتفاع الكبير في شدّة التيّار من الوسائل الفعّالة للحفاظ على سلامة وحدات الـ SSD والحدّ من تباطؤ أدائها وتمديد عُمرها الافتراضيّ لأطول وقت مُمكن. في أجهزة اللابتوب تكون وحدات SSD أكثر عرضة لمُشكلات الحرارة الزائدة ونقص التبريد بسبب ضيق المسار المتوفّر لتدفّق الهواء اللازم للتهوية والتبريد. تذكر أيضًا أهمّية الحرص على ترك 15-20 بالمائة من مساحة الـ SSD فارغة للحفاظ على عُمر افتراضيّ أطول والحصول على أفضل أداء مُمكن.