من الصعب تخيل حياتنا اليومية من دون البطاريات، فهي توجد في معظم الأجهزة التي
نعتمد عليها اليوم، وعلى رأسها الهاتف، لتزودها بالطاقة اللازمة لتشغيل التطبيقات والألعاب وإجراء المكالمات. ورُغم أن
هذه المكونات الصغيرة أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتنا، لاسيما الآن أكثر من أي وقتٍ مضى، فإن القليل منا من يفهم
آليات عملها، خاصةً مع تطور تقنياتها المستمر. وبينما تتغير طرق تصنيع البطاريات
واستخدامها، تنتشر العديد من الأفكار والمعتقدات غير الدقيقة بين الناس حول كيفية
التعامل معها بالشكل الصحيح. فيما يلي، نستعرض أبرز الخرافات المنتشرة عن
البطاريات (وتحديدًا بطاريات الهواتف)، مع توضيح الحقيقة وراء كل خرافة.
خرافات شائعة حول البطاريات
الخرافة الأولى: الاحتفاظ بالبطاريات في الثلاجة يطيل عمرها
يعتقد الكثيرون أن وضع البطاريات المنزلية في الثلاجة أو "الفريزر" يمكن أن يطيل
عمرها الافتراضي. الفكرة هنا أن درجات الحرارة المنخفضة قد تبطئ التفاعلات
الكيميائية داخل البطارية، وبالتالي تقلل من فقدان الشحنة أثناء التخزين. لكن
الحقيقة أن جميع الشركات الكبرى المصنعة للبطاريات تؤكد أن هذا الاعتقاد غير
صحيح، بل في الواقع تحذر من تخزين البطاريات في درجات حرارة منخفضة! أحد المخاطر
الأساسية تتمثل في الرطوبة، حيث تؤدي إلى تآكل الأقطاب أو حتى تلف الملصقات
والعوازل نتيجة تغير درجات الحرارة. في المقابل، توصي الشركات بالاحتفاظ
بالبطاريات في أماكن جافة ودرجة حرارة تتراوح بين 20 إلى 25 درجة مئوية تقريبًا.
الخرافة الثانية: شحن الهاتف طوال الليل يضر البطارية
دائمًا ما نسمع عن هذه الخرافة، خاصةً من الآباء الذين يخبروننا بأن وضع الهاتف
على الشاحن طوال الليل يضر البطارية وقد يجعلها تنفجر! كان لهذه الفكرة أساس في
السابق بالفعل، حين كانت البطاريات المستخدمة أقل تطورًا، ولكن الوضع اليوم
اختلف. أغلب الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة الحديثة تعتمد على بطاريات
الليثيوم أيون، وقد أضافت الشركات المصنعة ميزات برمجية متقدمة تهتم بإدارة الشحن
تلقائيًا. فميزة "إيقاف شحن البطارية عند نسبة معينة" في الآيفون و"البطارية التكيفية"
Adaptive Battery
الأندرويد، تراقب سلوك المستخدم وتؤخر اكتمال الشحن إلى 100% حتى وقت قريب من
الاستيقاظ أو الاستخدام. بهذه الطريقة، يمكن للمستخدمين ترك أجهزتهم موصولة
بالكهرباء طوال الليل دون قلق من تلف البطارية، لأن البرمجيات المدمجة تتولى
حمايتها من أي ضرر محتمل.
الخرافة الثالثة: يجب إغلاق التطبيقات لزيادة عمر البطارية
يلجأ كثير من المستخدمين إلى إغلاق التطبيقات يدويًا عندما تبدأ بطارية الهاتف
بالانخفاض، ظنًا منهم أن ذلك يوفر استهلاك الطاقة. لكن مرة أخرى؛ أنظمة التشغيل
الحديثة مثل أندرويد وiOS مصممة بحيث تعلّق عمل التطبيقات غير المستخدمة بشكل
تلقائي، فلا تستهلك الموارد أو الطاقة إلا عند الحاجة. ما يؤثر فعليًا على عمر
البطارية هي أشياء مثل إضاءة الشاشة المرتفعة، لذا فإن تقليل السطوع أو إطفاء
الشاشة قدر الإمكان يمكن أن يطيل فترة الاستخدام. بالإضافة لذلك، توفر أغلب
الأجهزة وضع توفير الطاقة الذي يمنع التطبيقات من تحديث بياناتها في الخلفية، وهو
إجراء عملي أكثر فاعلية عند الحاجة لإطالة عمر البطارية.
الخرافة الرابعة: يجب تفريغ البطاريات بالكامل قبل إعادة شحنها
ما زال البعض يعتقد بأنه من الأفضل استخدام البطارية حتى تفرغ تمامًا قبل إعادة
شحنها، استنادًا إلى مفهوم يُعرف بـ "تأثير البطارية" أو "Memory Effect" الذي
انتشر مع بطاريات النيكل-كادميوم القديمة في القرن الماضي. إلا أن هذا التأثير لم
يكن في الواقع يحدث إلا في ظروف استخدام محددة جدًا تتعلق بالصناعات الجوية، وحتى
وقتها كان بالإمكان التغلب عليه بإجراءات بسيطة. أما في الأجهزة المنزلية أو
الحديثة، فلا يوجد ما يثبت ظهور هذا التأثير، خاصة مع انتشار بطاريات الليثيوم-أيون التي لا تتأثر إطلاقًا بهذه المشكلة. بمعنى آخر، لا داعي للقلق من
شحن البطاريات في أي وقت، ولا حاجة لتفريغها بالكامل قبل شحنها كما كان يُعتقد في
السابق.
في النهاية، هناك شائعات أخرى كثيرة كنا قد تناولنا أهمها في مواضيع سابقة، مثل هذا الذي تناولنا فيه 7 أكاذيب عن شحن وعمر بطارية الهاتف لا تصدقها حيث لا يقل أهميةً عما قمنا بتغطيته أعلاه. معرفة هذه الشائعات تساعدك على
الحفاظ على أجهزتك فضلًا عن استخدامها وأنت مُطمئن أن عمر البطارية لن يقل وأنها
لن تنفجر إذا شحنتها طوال الليل!