6 أساليب فعالة لكشف الصور والفيديوهات المزيفة بتقنية ديب فيك

انتشرت وتنتشر الكثير من الصور والفيديوهات المصنوعة بواسطة التزييف العميق "الديب فيك"، فإليك 6 حيل بسيطة للتفريق بين المحتوى الحقيقي والمزيف.
في عام 2023، أي قبل سنتين فقط، انتشر فيديو لويل سميث وهو يتناول السباغيتي. الفيديو كان، ولا يزال، مُضحكًا للغاية وجميعنا نعرف أنه مصنوع بواسطة الذكاء الاصطناعي. لكن الآن، في 2025، تطورت التقنية كثيرًا مع ظهور نماذج مثل Sora من شركة OpenAI وأيضًا Veo من شركة جوجل، وغيرها. إذًا فأصبح من شبه المستحيل أن نُميز الكثير من المحتوى المزيف "Deep Fake" المصنوع بواسطة الذكاء الاصطناعي. إذا بحثت عن نفس الفيديو لويل سميث وكتبت 2025 أو حتى 2024، ستلاحظ الفارق الكبير في الدقة والتفاصيل، وعلى الرغم من أننا لا زلنا قادرين على تمييز هذه الفيديوهات والصور، فإن هناك محتوى أخر يكون من شبه المستحيل تمييزه عن الحقيقي، ولهذا السبب نستعرض معكم 6 أساليب بسيطة وعملية لاكتشاف المحتوى المزيف المنتشر على الإنترنت.
كشف المحتوى المزيف

طرق تكشف المحتوى المزيف

البحث العكسي عن الصور

خدمة Google Lens

الطريقة الأولى التي سنستخدمها لكشف محتوى التزييف العميق هي البحث العكسي عن الصور ومقاطع الفيديو المشكوك بأمرها، وهذه مهمة سهلة بفضل وجود أدوات كثيرة تؤدي هذه المهمة وعلى رأسها خدمة Google Lens المجانية والمفيدة على قدر بساطتها. من خلال هذه الخدمة – سواء على الهاتف أو المتصفح على الكمبيوتر – يمُكنك إجراء بحث بأي صورة أو لقطة من فيديو تشك أنه مُزيف وتبحث بهذا الدليل على الإنترنت. كل ما عليك هو فتح Google Lens واختيار Search by Image أو الضغط على أيقونة الكاميرا، ثم إضافة الصورة الملتقطة إذا كنت تستخدم حاسوبًا أو رفع الصورة من جاليري الهاتف.

إذا وجدت نفس الصورة أو لقطة الشاشة على أكثر من موقع وبأسماء مختلفة، فأغلب الظن أن الصورة ليست حقيقية لأن الصور والمقاطع الحقيقية غالبًا ما تكون فريدة وحصرية (باستثناء محتوى المشاهير وما إلى ذلك بالطبع). وجدير بالذكر أنه يمكن استخدام الخدمة من جوجل أيضًا للبحث باستخدام مقطع فيديو كما شرحنا في موضوع سابق.

ولكن في حالة الفيديوهات تحديدًا، نوصي بمراجعة الطرق التي تناولنا إياها في مقال حول البحث عن مصدر أي فيديو على الإنترنت بالإضافة إلى استخدام أداة Deepware المجانية، والتي تعمل على تحليل الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي واكتشاف ما إذا كان حقيقيًا أم لا.

الاختبار التفاعلي المباشر

دعنا نشرح المقصود هنا؛ إذا كنت تتحدث مع شخص ما على الإنترنت وتريد أن تتأكد من أنه شخص حقيقي، فاطلب منه أن تتحدثا بالصوت والصورة، وقبل أن تقول ما هذه النصيحة البديهية الساذجة، فدعنا نخبرك أن الأمر لا يتوقف هنا: اطلب من الشخص أن يفعل شيئًا ما يتطلب ردة فعل سريعة جدًا، مثل أن يُحرك رأسه يمينًا ويسارًا بسرعة؛ إذا كان يستخدم أيًا من تقنيات الـ Deep Fake للإدعاء بأنه شخص حقيقي يتحدث، فسترى الصورة تتقطع بشكل واضح على الأغلب.

لتقطع الشك باليقين، اطلب منه الإجابة عن سؤالٍ مفاجئ أو أخبره بشيء يتطلب ردة فعل سريعة وعفوية لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي المُستخدمة لمحاكاة مكالمات الفيديو لا تزال ضعيفة. لكن، لا تحكم على الشخص من أول مرة، فقد يكون بطيء الفهم أو البديهة!

ركز على تعابير الوجه

من أسهل الأشياء التي يمكن بها كشف الفيديوهات المزيفة هي تعابير الوجه وتناسقها. فالبشر الحقيقيون يتميزون بوجهٍ طبيعي وتلقائية تعكس المشاعر الإنسانية بدقة، مثل الابتسام، أو الدهشة، أو الحيرة، إلخ. في المقابل، لا تزال تعاني أنظمة الذكاء الاصطناعي عند التفاعل مع المواقف بشكل واقعي، خصوصًا على مستوى التفاصيل الدقيقة لحركة الفم أثناء الكلام أو تغير التعابير وردّات الفعل بناءً على الموقف. قد لا يتفاعل الإنسان بشكل مثالي وطبيعي في كل المواقف، غير أنه يظل مميزًا بعفويته البشرية التي يصعب على الآلة تقليدها، كما يصعب عليّ شرح هذه النقطة، لكن صدقني عندما أقول لك إن تعابير الوجه تكشف الكثير.

ركّز على «الجلتشات» البصرية

عند محاولة التحقق من مصداقية صورة أو فيديو، من المهم جدًا الانتباه إلى العيوب والجلتشات الظاهرة في الشكل والحركة، والتي تُعد من أبرز العلامات التي تكشف التزييف باستخدام تقنيات الديب فيك. ففي كثير من الأحيان، تُظهر هذه المواد المزيّفة تفاصيل غير طبيعية، خصوصًا في الأطراف مثل اليدين، إذ قد تظهر اليد بشكل مشوّه أو غير طبيعي، خاصة عندما يحاول الشخص وضعها في جيبه أو التفاعل مع جسم مادي.

كما يجب مراقبة الحركات الجسدية غير المألوفة، مثل تحريك الذراع أو الكتف بطريقة غير طبيعية أو مبالغ فيها، وهذه أمور قد لا تحدث مع الأشخاص الحقيقين. إضافة إلى ذلك، من المفيد التدقيق في تفاعل الشخص مع الخلفية، حيث يظهر أحيانًا انفصال واضح أو تنافر بصري بين الشخص والعناصر المحيطة به، مما يجعل المشهد يبدو مصطنعًا أو غير واقعي.

كل هذه التفاصيل الدقيقة يمكن أن تُستخدم كدلائل قوية تشير إلى أن الصورة أو الفيديو قد تم التلاعب به رقميًا باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ركز على الجلتشات السمعية

الصورة بألف كلمة نعم، لكن الكلمة مهمة أيضًا في كشف الفيديوهات المزيفة. في كثيرٍ من هذه الفيديوهات، يميل صوت الأشخاص أن يكون آليًا أو مُفلترًا زيادةً على اللازم، حتى وإن تم تعديله باستخدام أدوات متطورة. أيضًا يمكنك أن تلاحظ بسهولة وجود تقطيع أو تشويش بسيط في الصوت، وهذا ليس بسبب ضعف الإنترنت أو الكاميرا، وإنما لأن الشخص الذي صمم الفيديو لم يهتم بمراجعة الصوت بشكل دقيق، وهذا يكشفه بسهولة ببعضٍ من التركيز عند إعادة الاستماع إلى المقطع أكثر من مرة.

لاحظ التفاعل مع البيئة المحيطة

تحدثنا عن هذه الجزئية أعلاه، لكنها مهمة للغاية فقررنا أن نخصص لها النقطة الأخيرة في هذا المقال. من الطرق التي تساعدك على كشف الصور والفيديوهات المزيفة هي مراقبة تفاعل الأشخاص مع الأشياء المحيطة بهم، على سبيل المثال، قد تبدو الملابس أو الإكسسوارات غير منسجمة مع الجسم، مثل الفيديو الشهير للبابا فرانسيس وهو يرتدي سترة منتفخة، حيث بدا الصليب في أجزاء منه وكأنه حقيبة، ناهيك أنه كان يختفي. كذلك، قد تلاحظ أن القبعة أو النظارات لا تبدو وكأنها موضوعة بشكل طبيعي على الرأس أو الوجه. ومن المهم أيضًا كما قلنا أن تركز على تفاعل الأشخاص مع الجمادات والأشياء الموجودة حولهم لأن هذا التفاعل يكون مضحكًا في كثير من الأحيان ويكشف التزييف بسهولة.

في النهاية، لا يجب أن تُصدق كل ما تراه على الإنترنت هذه الأيام، والعكس بالعكس بالمناسبة، حيث إن الذكاء الاصطناعي وانتشاره زرع في الكثير منا الشك حيال أي شيء يُرى أو يُسمع. استقبل أي محتوى تراه وفلتره على مصفاة المنطق قبل أن تحكم عليه، لكن دائمًا رجّح الخيار الأول – أنه مزيف – إذا شككت فيه.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات