لا يمكن استخدام الكمبيوتر بدون لوحة مفاتيح؛ هذه حقيقة لا يختلف عليها
اثنان، كما لا يُختَلف أيضًا على حقيقة أن لوحة المفاتيح الجيدة لها فوائد كثيرة
سواء على مستوى راحة أصابعك ومعصم يديك بشكلٍ عام أو على مستوى إنتاجيتك. لسوء الحظ
أن معظم لوحات المفاتيح التقليدية مُصممة بطريقة تؤلم
اليد والمعصم تحديدًا عند الاستخدام المُطوّل. هنا يأتي دور لوحات المفاتيح البديلة وعلى رأسها "لوحات المفاتيح المُريحة" أو "الكيبورد الإيرجونوميك"، وهي لوحات تعطي التصميم المريح أولوية قصوى، ولذلك فإنها مشهورة بمظهرها
المنحني. إذا كنت تفكر في شراء كيبورد من هذا النوع، فدعنا نخبرك بـ 3 أشياء يجب أن
تضعها في الحسبان أولًا.
نصائح قبل شراء لوحة مفاتيح مريحة
لوحات المفاتيح المريحة وقائية وليست علاجية!
صُممت لوحات المفاتيح الأيرجونوميك لتوفر الراحة أثناء وضعيات الكتابة المختلفة، وذلك
استجابةً للمشاكل التي يمكن أن تسببها لوحات المفاتيح العادية التي تكون عبارة عن قطعة واحدة في شكل مستطيل. على سبيل المثال،
تُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يستخدمون لوحة المفاتيح لساعات طويلة يوميًا هم
أكثر عرضة للإصابة بإصابات الإجهاد المتكرر (RSI) ومتلازمة النفق الرسغي. بل وقد أشار أحد التقارير بشكل خاص إلى أن الكتابة لأكثر من 20 ساعة أسبوعيًا لا تؤدي فقط إلى
تفاقم أو التسبب في متلازمة النفق الرسغي، بل تؤثر على جسدك كله!
ومع ذلك، يجدر التأكيد على أن استخدام لوحة مفاتيح من هذا النوع ما هو إلا إجراء وقائي في
المقام الأول لتقليل الضغط على المعصم. فإذا كنت تشعر بالفعل بأعراض إصابة إجهاد متكرر أو متلازمة النفق
الرسغي، فإن زيارة الطبيب هي خيارك الأفضل. يمكن للوحات المفاتيح المريحة
بالتأكيد أن تمنع تفاقم الألم والضرر، لكنها ليست حلاً مطلقًا لعلاج هذه
الإصابات، أي ببساطة هي وسيلة وقائية وليست علاجية.
لا تفكر في التصميم كثيرًا
عندما تسمع عبارة كيبورد إيرجونوميك، فغالبًا ما سيتبادر إلى ذهنك تصميم معين. قد
يكون هذا التصميم متموجًا (Wave Keyboard)، أو منقسمًا (Split Keyboard)، أو
رأسيًا (Vertical Keyboard)، أو حتى مقعرًا (Concave Keyboard). ورغم أن هذه
الصور الذهنية قد تعطيك فكرة عامة عما تبدو عليه لوحات المفاتيح المريحة، فمن
الأفضل ألا تحصر تفكيرك في شكل واحد بعينه. فهناك تنوع هائل في عوامل الشكل
والتصميم، حتى أنه يكاد يكون من الإجحاف جمعها كلها تحت مظلة هذا النوع من لوحات
المفاتيح "المريحة".
المغزى من هذه الفقرة أنك لا يجب أن تُعطل نفسك عن قرار شراء لوحة مفاتيح مريحة
ظنًا منك أن تصاميمها محدودة وغير مألوفة بالنسبة لك؛ هناك العديد من التصاميم
المقاربة جدًا للوحات المفاتيح التقليدية وبالطبع أكثر راحةً على اليد، نذكر من
ذلك لوحة مفاتيح Keychron Q11 المنقسمة (يمكن تركيبها كلوحة مفاتيح عادية)
و Logitech Wave Keys.
الثمن وإمكانية التعليم
هناك جانبان سلبيان جديران بالملاحظة عند الحديث عن استخدام لوحات المفاتيح
المريحة، وهما التكلفة وصعوبة الاستخدام الأولية. يمكن القول بثقة إنه بعد
الاعتياد على لوحات المفاتيح المريحة، ستصبح الكتابة بها سريعة ومريحة وفعالة،
خاصةً إذا كنت سريعًا بالكتابة، ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين لا يجيدون الكتابة
بسرعة أو يعتمدون على النظر إلى المفاتيح قد يجدون صعوبة في التأقلم مع التصاميم
المريحة. ومن المرجح أن يمر المستخدمون من جميع مستويات المهارة بمنحنى تعلم عند
الانتقال إلى لوحة مفاتيح مريحة للمرة الأولى، وإن كانت التصاميم الأساسية
المتموجة (Wave) والمنقسمة (Split) أسهل في التكيف عليها مقارنةً بلوحات المفاتيح
الرأسية (Vertical) أو المقعرة (Concave) على سبيل المثال.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتوقع دفع مبلغ أكبر مقابل الحصول على لوحة مفاتيح
مريحة ذات جودة عالية. قد تتمكن من توفير بعض المال إذا قررت بناء واحدة بنفسك
– ابحث في يوتيوب عن DIY Ergonomic Keyboard – كما أن الأشخاص المعتادين على دفع
مبالغ كبيرة مقابل لوحات المفاتيح الميكانيكية قد لا يشعرون بنفس صدمة السعر التي
قد يواجهها أولئك المتمسكون بلوحات المفاتيح الرخيصة. ومع ذلك، سيظل السعر عاملاً
مؤثرًا في قرار الشراء بالنسبة للكثيرين.
في النهاية، إذا كنت مترددًا في شراء لوحة مفاتيح مريحة، فننصحك بالتفكير مجددًا،
خصوصًا إذا كان عملك على الكمبيوتر يتطلب الكتابة يوميًا ولساعات طويلة. فكّر في
الأموال التي ستوفرها مستقبلًا، فصحيحٌ أنك قد تُنفق مئات أو آلاف الجنيهات
لشرائها الآن، لكنك ستوفر أضعاف ذلك على المدى الطويل، ونتمنى السلامة للجميع.