لا تدع سرعة الرامات تخدعك! اكتشف ما هو الأهم حقًا

تلعب سرعة الرامات دورًا مهمًا في أداء بعض الألعاب، لكنها في العموم ليست بتلك الأهمية التي تعتقدها. إليك 3 أشياء أهم منها أو على الأقل تضاهيها.
غالبًا ما تتباهى الشركات المُصنعة للرامات بسرعاتها العالية لجذب انتباهك، رُغم أن سرعة الرامات لا تعني بالضرورة أنك ستحصل على تجربة لعب أكثر سلاسة أو معدلات إطارات أعلى! هل هذا يعني أن الرامات السريعة غير مفيدة؟ بالطبع لا، فهذه من بين الخرافات المنتشرة عن أداء الكمبيوتر، إذ تلعب سرعة الرام دورًا كبيرًا في ألعاب الـ eSports مثلًا، لكن هذا لا يعفيها من كونها حيلة تسويقية جذابة في كثير من الأحيان، خاصة للاعبين. لا شك أن ترقية راماتك من DDR4 إلى DDR5 مثلًا هو أمرٌ مهم، لكنه ليس بالأهمية التي تتخيلها، وهذا ما سنبرهن عليه في هذا المقال باستعراض 3 عناصر أخرى تتفوق عليها أو تضاهيها في الأهمية على الأقل.
رامات الكمبيوتر

خرافة سرعة الرامات

المعالج وكارت الشاشة قبل أي شيء

كارت الشاشة

لا تُقَارن أهمية سرعة الرامات بأهمية المعالج المركزي وكارت الشاشة، وذلك لأن هاتين القطعتين يقومان بمعظم الأعمال الشاقة أثناء اللعب. فبينما يتولى كارت الشاشة مهام رندرة الصور، ومعالجة الإضاءة، والظلال، والتأثيرات البصرية، وغيرهم، يدير المعالج المركزي كل ما يتعلق بالمعالجة والحسابات الفيزيائية التي تجعل اللعبة تعمل بشكل سلس ومستقر. وإذا كان أي من هاتين القطعتين ضعيفًا، فستواجه مشكلة عنق الزجاجة (Bottleneck) والتي لن تُحل بمجرد زيادة سرعة الرامات بكل تأكيد.

إذًا، قبل أن تُنفق أمولًا طائلة على شراء رامات الـ DDR5 فائقة السرعة، تأكد أولًا من امتلاكك معالج مركزي وكارت شاشة قويين، وإلا فإن الترقية من الـ DDR4 – بسرعة 3200 ميجاهرتز مثلًا – إلى الـ DDR5 لن يكون له معنى على مستوى مُعدل الإطارات. أضف إلى ذلك أن امتلاكك لمعالج مركزي من معالجات X3D تحديدًا، مثل الـ 5800X3D أو 7800X3D أو 9800X3D، سيغنيك بشكل كبير عن الرامات فائقة السرعة بفضل وجود ذاكرة الكاش الكبيرة من نوع L3.

سعة الرامات أهم من سرعتها

تتطلب الألعاب الضخمة مثل الـ AAA الحديثة 16 جيجابايت من الرام بحد أدنى لكي تعمل بسلاسة على دقة 1080p أو حتى 1440p في كثيرٍ من الأحيان، لكن في بعض الألعاب مثل Black Myth: Wukong، يوصّى أن تستخدم 32 جيجابايت من الرام حتى تحصل على تجربة أكثر سلاسة، خاصة عند تفعيل تتبع الأشعة وزيادة الدقة. لهذا السبب، بدلًا من محاولة ترقية سرعة الرام لديك، وجّه اهتمامك نحو زيادة السعة حتى تقل فرص التقطيع وفرص اختفاء الفريمات وما إلى ذلك من المشاكل التي تُفسد التجربة. كما أن السعة الأكبر تمنحك أيضًا مجال لتشغيل بعض البرامج في الخلفية – مثل برامج تسجيل الشاشة – دون القلق بشأن أداء اللعبة.

زمن التأخر لا يقل أهمية

مواصفات الرام

السرعة ليست المؤشر الوحيد لأداء الذاكرة العشوائية، فزمن التأخر (المعروف بـ CAS Latency أو CL) له تأثير ملحوظ على الأداء الفعلي في الألعاب. صحيح أن أسعار رامات DDR5 أصبحت في متناول الكثيرين خلال العامين الماضيين، لكنك ما زلت بحاجة لدفع مبلغ إضافي للحصول على وحدات ذات CL أقل. على سبيل المثال، يمكنك العثور على رامات DDR5 بسرعة 6000 ميجاهرتز وسعة 32 جيجابايت بسعر يزيد قليلًا عن 100 دولار، ولكنك ستلاحظ وجود مجموعات أخرى بنفس السرعة وبسعر أعلى بـ 30 إلى 50 دولار. السبب في ذلك هو أن هذه الأخيرة تأتي بزمن تأخر أقل. في العموم، تأتي الرامات الأرخص بـ CL36، بينما الموديلات الأفضل تأتي بـ CL30 أو أقل.

وتعني CL36 أن الرامات ستحتاج 36 دورة من دورات المعالجة للوصول إلى البيانات أو تنفيذ الأمر، مما يجعلها أبطأ من رامات الـ CL30 وما دونها. في الواقع، عادةً ما تكون رامات DDR5 بسرعة 6400 ميجاهرتز وCL30 أسرع من رامات DDR5 بسرعة 6400 ميجاهرتز، لكن بتوقيت CL36، لا سيما في الألعاب التي تعتمد على المعالج. يمكننا القول إنه طالما كان زمن التأخر أقل من CL36، فلا داعي للقلق الكبير بشأن الأداء. لكن احذر من شراء وحدات DDR5 ذات تردد مرتفع ولكن بتوقيت CL40، لأنها أبطأ بحوالي 10% مقارنةً بوحدات الـ CL36.

الخلاصة: سرعة الرامات ليست كل شيء وليست بالأهمية التي تعتقدها خاصةً عندما تمتلك معالج وكارت شاشة قويين. أيضًا السعة أهم من السرعة، وزمن التأخير لا يقل أهمية. إذا كنت تلعب غالبًا ألعاب AAA على دقة 4K والدقات العالية عمومًا، فلن تلاحظ فرقًا كبيرًا في الأداء عند الترقية إلى رامات أسرع، طالما أنك تستخدم بالفعل ذاكرة من نوع DDR5. على سبيل المثال: الترقية من DDR5-6000MHz إلى DDR5-8000MHz قد تمنحك فقط زيادة من 3 إلى 5 إطارات في الثانية. وإذا كانت اللعبة تعمل بالفعل بمعدل أكثر من 60 إطارًا، فلن تشعر بهذا الفرق على الإطلاق.

من ناحية أخرى، إذا كنت تلعب ألعابًا مثل Valorant أو Counter-Strike 2 على شاشة 1080p، فسرعة الرام تلعب دورًا أكبر هنا، خصوصًا إذا كان لديك معالج وكرت شاشة قويين. في هذه الحالة، الترقية من DDR5-5600MHz إلى DDR5-8000MHz قد تمنحك تحسنًا يصل إلى 10% في عدد الإطارات (FPS)، وهو فرق ملحوظ جدًا للاعبين الذين يستخدمون شاشات بمعدلات تحديث عالية مثل 240 أو 360 هرتز.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات