إذا كنت تفكر في ترقية كارت الشاشة فاتبع هذه الخطوات أولًا !

هناك 5 خطوات يجب أن تتحقق منها إذا كنت تُفكر في ترقية كارت الشاشة خاصتك. نستعرض معكم هذه الخطوات بالتفصيل.
في ظل التطور السريع للتقنيات الرسومية المُستخدمة في كروت الشاشة لأجهزة الكمبيوتر، يسعى الكثير من المستخدمين، وخاصة مُحبي ألعاب الفيديو «الجيمرز» إلى ترقية مكونات أجهزتهم لتحقيق أفضل أداء ممكن. المشكلة أن شراء كارت شاشة دون التحقق من توافقه مع مكونات الجهاز الحالية قد يؤدي إلى مشاكل غير متوقعة، بدءًا من تراجع الأداء وصولًا إلى تلف المكونات لمجرد عدم التوافق! لهذا السبب فإن فهم كيفية تقييم توافق كروت الشاشة الجديدة مع الجهاز ليس رفاهية. وبناءً على ذلك، قررنا في هذا المقال أن نستعرض 5 خطوات أساسية اتباعها للتأكد من أن الكمبيوتر الخاص بك جاهز لاستقبال الكارت الجديد الذي تسعى لشرائه.
ترقية كارت الشاشة

ترقية كارت الشاشة في الكمبيوتر

التأكد من قدرة الباورسبلاي

كارت الشاشة

يعمل الباورسبلاي على تحويل التيار المتردد الخارج من المقبس إلى تيار مستمر تستخدمه مكونات الكمبيوتر المختلفة، بما فيها كارت الشاشة، لكي تعمل بكفاءة. بدون باورسبلاي مناسب، لن يتمكن جهازك من العمل بكفاءة وقد يتعرض لمشاكل في الأداء وخلافه. في الظروف العادية، من المفترض أن تكون قدرة الباورسبلاي أكبر من القدرة التي تحتاجها مكونات جهازك، لكن لا تعتمد على هذه الفرضية.

عند الإقدام على شراء كارت شاشة جديد، عليك التأكد من سحب الطاقة الذي يحتاجه هذا الكارت ورؤية إذا ما كان الباورسبلاي خاصتك يستطيع توفير هذا القدر من الطاقة أم لا. للتأكد من هذا الأمر، يمكنك استخدام أداة Power Supply Calculator التي توفرها شركة MSI أونلاين لحساب الطاقة التي تحتاجها كل قطعة في جهازك. افعل ذلك واحسب فائض الطاقة وحدد الخطوة التالية على أساس ذلك؛ إذا كانت الطاقة الفائضة غير كافية، فسيتعين عليك شراء باورسبلاي جديد بقدرة أعلى قبل أي شيء، لكن أكمل معنا أولًا.

التأكد من موصلات الباورسبلاي

موصلات كارت الشاشة

بعد التأكد من أن طاقة الباورسبلاي خاصتك كافية لتشغيل كارت الشاشة الجديد، تأكد من أنه يوفر النوع المناسب من موصلات الطاقة التي يحتاجها الكارت. تأتي معظم كروت الشاشة بمتطلبات طاقة مختلفة، حيث تستخدم موصلات من نوع الـ 6PIN، أو الـ 8PIN، أو حتى الـ 12PIN. أما الموصل الأول، فيوفر طاقة تصل إلى 75 واط، بينما يمكن للموصل الثاني تزويد الكارت بما يصل إلى 150 واط. إلى جانب ذلك، يتم تزويد كارت الشاشة تلقائيًا بحوالي 75 واط إضافية من خلال منفذ الـ PCIe على اللوحة الأم، ولهذا السبب تحتاج إلى التحقق من متطلبات الكارت ومقارنتها مع نوع الموصلات التي يدعمها الباورسبلاي.

عادة ما تتكون الموصلات من صفين من السنون، حيث يحتوي موصل الـ 6PIN على ستة سنون مرتبة في صفين ونفس الشيء بالنسبة لموصل الـ 8PIN. في بعض الحالات، يأتي موصل الـ 8PIN على شكل موصل 6+2، مما يتيح لك استخدامه إما كموصل 6PIN أو 8PIN حسب الحاجة. إذا كان مزود الطاقة لديك لا يحتوي على الموصل المناسب، فقد تحتاج إلى استخدام محولات طاقة أو استبدال مزود الطاقة بالكامل لضمان حصول كارت الشاشة على إمداد ثابت بالطاقة وتجنب أي مشكلة محتملة مثل عدم استقرار الأداء.

تأكد من واجهة منفذ PCIe

واجهة الـ PCIe

انتهينا من الباورسبلاي وحان الوقت الآن للتركيز على واجهة الـ PCIe. عند تركيب كارت شاشة جديد في جهاز الكمبيوتر، من المهم التأكد من أن المعالج يدعم نفس الواجهة من الـ PCIe أو أعلى، وذلك لأن الواجهة أو الجيل يؤثر على سرعة نقل البيانات بين المعالج وكارت الشاشة. كل جيل من منفذ PCIe يتميز بمعدل نقل بيانات مختلف، وعند توصيل كارت شاشة يدعم جيلًا أحدث من الـ PCIe بمعالجٍ يدعم جيلًا أقدم، سيتم تحديد سرعة النقل وفقًا للجيل الأقدم، مما قد يحد من الأداء في بعض الحالات.

على سبيل المثال، لنفترض أنك تمتلك معالج Core i7-8700K، والذي يدعم واجهة PCIe 3.0، وترغب في شراء كارت شاشة RTX 4070 الذي يدعم واجهة PCIe 4.0. في هذه الحالة، ستظل البطاقة الرسومية تعمل بشكل طبيعي على المعالج، ولكنها ستعمل بسرعة نقل بيانات PCIe 3.0 بدلًا من PCIe 4.0؛ ربما لن يكون الفرق كبيرًا على مستوى الأداء الفعلي بحكم أن معظم الألعاب والتطبيقات لا تحتاج إلى أقصى معدل نقل بيانات توفره الأجيال الجديدة، لكنك ستلاحظ الفرق إذا كنت تستخدم معالجًا قديمًا للغاية يعمل بواجهة PCIe 2.0 مثلًا.

هل مساحة الكيسة كافية؟

تركيب كارت الشاشة

تختلف أحجام كروت الشاشة بشكل واضح لدرجة أن بعضها لا يكون مناسبًا لهيكل الكيسة أو مساحتها، خاصةً في الأجهزة الصغيرة أو متوسطة الحجم. لذلك، عليك التحقق من أبعاد كارت الشاشة من موقع الشركة المُصنّعة ثم قياس المساحة المتاحة داخل الكيسة، خاصةً في منطقة الـ PCIe، قبل أن تُقرر الشراء.

عليك أيضًا أن تتأكد من عدم وجود كابلات أو مكونات تُعيق عملية التركيب، فقد يؤدي ذلك إلى إعاقة اتصال الكارت باللوحة الأم. وأخيرًا وليس آخرًا، احرص على وصول القدر الكافي من التهوية للكارت حتى تحصل على أفضل أداء منه. صحيح أن الأمر يعتمد بشكلٍ كبير على المبددات الحرارية وأنظمة التبريد عمومًا، لكن يجب أن تتأكد من الأمر بشكلٍ يدوي عن طريق إفساح الكابلات وتنظيمها من أمام مسارات تدفق الهواء.

احرص على عدم وجود عنق الزجاجة

كارت شاشة RTX

ناقشنا هذا الأمر ضمنيًا في النصيحة الثالثة، لكن لمن لم يلاحظ، فإن عنق الزجاجة (Bottleneck) هي الحالة التي تنشأ عند غياب التوازن في الأداء بين مكونات الكمبيوتر، بمعنى أن يكون أحد المكونات أبطأ بشكلٍ ملحوظ من الآخر بحيث لا يستطيع مواكبة سرعته. على سبيل المثال، إذا قمت بتركيب كارت شاشة قوي مثل الـ RTX 4080 مع معالج قديم مثل الـ i5-6600K، فلن يتمكن المعالج من تلبية متطلبات الكارت مما سيؤدي إلى انخفاض أداءه ويتجسد ذلك في انخفاض معدل الإطارات مثلًا.

لمعرفة ما إذا كان هناك عنق زجاجة محتمل أم لا، يُمكنك استخدام أداة مثل Bottleneck Calculator واختيار المعالج وكارت الشاشة والنظر في النتائج. إذا كانت النسبة في إطار الـ 5%، فأمورك في السليم، لكن لا تعتمد على هذه الأدوات بشكلٍ كلي أيضًا لأنها لا تأخذ في الاعتبار جميع العوامل مثل نوعية الألعاب أو البرامج التي تستخدمها، ونوع التبريد، إلخ. للحصول على تقييم أدق، يُفضل أن تنظر في المراجعات واختبارات الأداء للمكونات التي تفكر في شرائها.

تلخيصًا لهذه النقاط: قبل أن تشتري كارت شاشة جديد، تأكد من قدرة الباورسبلاي والموصلات التي يدعمها، وإصدار واجهة منفذ الـ PCIe، ومساحة الكيس، وأخيرًا وليس آخرًا إمكانية عدم حدوث عنق الزجاجة. بعد التأكد من هذه العوامل، يمكنك – بنسبة كبيرة – أن ترقي كارت الشاشة خاصتك وأنت مطمئن.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات