طالت يد
الذكاء الاصطناعي التوليدي
معظم التطبيقات والبرامج التي نستخدمها يوميًا، سواء من مايكروسوفت أو آبل أو حتى
جوجل أيضًا والذي صار الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من خدماتها المختلفة،
بما في ذلك مُحرك البحث. واليوم حان الدور على أحد أهم تطبيقاتها وهو
"خرائط جوجل" Google Maps
فقد
حصل على تحديث جديد
يضيف مجموعة من المزايا المتطورة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتحسين
تجربة الاستخدام وتعزيز قدرة التطبيق على
التفاعل مع احتياجات المستخدم
بشكل أكثر ذكاءً وفعالية. وبينما تم إطلاق هذه المميزات حصريًا للمستخدمين
في الولايات المتحدة، على الأقل مبدئيًا بهدف الاختبار والتقييم، فإن وصولها إلى
بقية مستخدمي التطبيق في مختلف أنحاء العالم خلال الأشهر القادمة أمر
متوقع. لذلك دعونا نستهل السطور التالية لنسلط الضوء على أهم مزايا الذكاء
الاصطناعي الجديدة في خرائط جوجل.
مزايا "خرائط جوجل" بالذكاء الاصطناعي
إدماج "جيميناي" داخل Google Maps
معظم المزايا الجديدة التي أضافتها جوجل في تطبيقها للخرائط تعُد جزءً من
التطبيق نفسه، ولكن هذه الميزة تحديدًا غير، حيث أصبح "جيميناي" متكامل مع
Google Maps بما يتيح للمستخدمين التفاعل المباشر مع روبوت الدردشة الذكي
من جوجل داخل التطبيق مباشرًة والاستفادة من قدراته القوية في الإنشاء
والاستدلال والتلخيص.
بفضل هذه الميزة، يمكن بدء محادثات "جيميناي" دون الحاجة إلى الخروج من التطبيق
والدخول إلى تطبيق آخر، حيث تظهر هذه الميزة عبر شريط البحث ضمن التطبيق –
والذي تستخدمه عادًة للبحث عن الوجهة أو المكان – بحيث يمكنك طرح استفسارك أو
سؤالك داخل شريط البحث، مما يجعل استخدامها بسيطًا وسريعًا. يستطيع "جيميناي"
الإجابة عن كافة الاستفسارات المتعلقة بالمكان، سواءً كانت حول كيفية الوصول
إليه أو الخدمات المتميزة التي يقدمها أو حتى ساعات العمل.
وبالتأكيد ستوفر هذه الميزة الكثير من الوقت والجهد للمستخدمين، حيث تلغي
الحاجة إلى الدخول والخروج من تطبيق خرائط جوجل بشكل دوري للاستفسار عن الأماكن
والحصول على المساعدة اللازمة عبر إجراء بحث مستقل. كما أنها تسهل على
المستخدمين عملية البحث عن الأماكن، حيث تختصر الحاجة إلى استخدام تطبيق
"جيميناي" أو "جوجل" بشكل منفصل. علاوًة على ذلك، ستعمل هذه الميزة على توفير
ملخصات سريعة للمراجعات التي ساهم المستخدمين في كتابتها عن أماكن معينة.
تسهيل تخطيط الرحلات وإضافة الوجهات
بالإضافة إلى التكامل مع روبوت Gemini تقدم جوجل تحديثًا رئيسيًا في تطبيق
الخرائط لتسهيل رحلتك بالكامل من البداية إلى النهاية. ربما تعلمون ان التطبيق
يتمتع بالفعل بميزة تتيح للمستخدمين تحديد وجهة نهائية للرحلة ثم تخطيط مسار
الرحلة حولها كإضافة محطات توقف متنوعة على طول الطريق مثل محطات الوقود
والاستراحات وغيرها من الأماكن الضرورية.
في السابق، كان على المستخدم بدء الرحلة ثم البحث يدويًا عن الأماكن المطلوبة
وإضافتها إلى محطات التوقف. أما الآن، أصبح تخطيط الرحلات ذكي وأكثر مرونة بفضل
إدماج الذكاء الاصطناعي حيث بإمكان تطبيق خرائط جوجل عرض أهم الأماكن المحيطة
بمسار الرحلة وتخصيص الاقتراحات وفقاً لتفضيلات المستخدم الشخصية مثل
أهم المعالم والمناطق الجذابة والأماكن ذات المناظر الخلابة وخيارات
المطاعم المتوفرة.
تفاصيل أكثر دقة للطرق
إحدى أبرز المزايا في التحديث الجديد لتطبيق "خرائط جوجل" هي تحسين عرض
تفاصيل الطرق باستخدام الذكاء الاصطناعي. فأصبح التطبيق الآن يعرض العديد من
التفاصيل المتعلقة بالطرق أثناء السير، وتشمل عدد خطوط السير والتفرعات التي
قد تظهر والمنافذ الموجودة عليها، مما يوفر للمستخدمين رؤية شاملة ودقيقة
للمسار.
وتساهم هذه الميزة في في حل عدد كبير من التحديات التي كانت تواجه
المستخدمين سابقًا عند استخدام التطبيق، حيث كانت الخرائط تفتقر إلى التفاصيل
الدقيقة التي تساعد في تجنب الأخطاء أثناء التنقل مما يجعل المستخدم يخطئ في
الطريق أكثر من مرة. لذا فالمعلومات المفصلة الجديدة تساهم بشكل كبير في
تحسين دقة الملاحة وتقليل احتمالية الضلال. وعلى الرغم من عدم وضوح المصدر
الدقيق لهذه المعلومات، سواء كانت من الخوارزميات التقليدية أم أنها تعتمد
بالكامل على الذكاء الاصطناعي لتحديث البيانات باستمرار، ولكن من الأكيد أن
التطبيق أصبح يقدم تفاصيل أكثر وضوحًا ودقة مما كان عليه سابقًا، مما يعزز
تجربة المستخدم بشكل ملحوظ.
مراقبة التقلبات الجوية والتحذيرات الذكية
تشكل التقلبات الجوية والفيضانات تحديًا كبيرًا للمسافرين، بل تعتبر إحدى
أكبر المخاطر التي تواجه كل من يعتمد على سيارته في السفر برحلات طويلة كونها
تمثل خطرًا محتملًا على سلامة الركاب والسيارات وتؤدي إلى تغييرات مستمرة في
مسارات الطرق. جاء التحديث الجديد لتطبيق خرائط جوجل ليقدم حلًا مبتكرًا لهذه
المشكلة.
أتاح التطبيق الآن إمكانية عرض المعلومات المناخية – بما في ذلك التقلبات
الجوية – مباشرة داخل واجهته، دون الحاجة إلى استخدام تطبيقات الطقس
المنفصلة. وإلى جانب ذلك، فإن التطبيق يجمع معلومات التقلبات والعوائق بشكل
تفاعلي، بحيث يمكنك تقديم بلاغات عن أي تقلبات أو عوائق تواجهها في الطرق،
ليتم بذلك حصد المعلومات بشكل مباشر عبر خوارزمية الذكاء الاصطناعي
والمستخدمين معًا. هذا النهج التشاركي يوفر معلومات محدثة ودقيقة عن الظروف
المناخية والطرق، مما يساعد المسافرين على اتخاذ قرارات أكثر أمانًا وحكمة
أثناء رحلاتهم.
تعزيز التجربة الواقعية مع عرض نقاط الوصول
بفضل التحديث الجديد، يمكن الآن لخرائط جوجل توفير تجربة ملاحة أكثر تفصيلاً،
فبعد أن كان يقتصر على عرض وِجهتك والوقت المقدر للوصول إليها بشكل نهائي
دون النظر إلى شكل الوجهة النهائية أو أماكن الوقوف ونقاط الوصول بها، أصبح
التطبيق الآن يهتم بهذه التفاصيل، بحيث عند الوصول إلى وجهتك، سوف يعرض
Google Maps مواقف السيارات القريبة ويذكرك بحفظ موقف سيارتك حتى لا تنسى.
وبمجرد ركن سيارتك، يمكنك الحصول على اتجاهات أقرب الطرق للوصول إلى وِجهتك على
الأقدام بعد الوقوف. تساعدك هذه الميزة على الوصول إلى وجهتك عبر الواقع
المعزز ومزايا الخرائط الأخرى. وتقول جوجل انها تعمل على طرح هذه المزايا عالميًا
لمستخدمي التطبيق على الآيفون والأندرويد خلال أيام.
تحسينات ملحوظة في الوضع الغامر
أضافت جوجل منذُ فترة
ميزة التجوّل الغامر (Immersive View) في خرائط جوجل والتي تهدف إلى توفير تجربة عرض مرئية متقدمة للمناطق والطرق. يعتمد هذا
الوضع على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوليد النصوص لتقديم رؤية حية ودقيقة
للمباني والشوارع. بل يمكن أيضًا أن رؤية مشاهد لهذه المناطق وهي تتغير بتغير
الوقت وظروف الطقس والظواهر البيئية المختلفة على مدار اليوم فيستطيع المستخدم
مثلًا أن يرى الأمطار تتساقط في شوارع إحدى المدن، ويُمكنه معرفة حالة الحركة
المروريّة في شوارع المدينة، إلخ. وكجزء من التحديث الجديد، تم تحسين هذا الوضع
مثل إتاحة القدرة على عرض إرشادات الطريق مباشرة على الصور التي يتم توليدها عبر
الذكاء الاصطناعي، مما يسهل على المستخدمين فهم المسارات والتوجهات بشكل بصري
ودقيق. وتقول انها انها وسعت رقعة هذا الوضع ليشمل تغطية 150 مدينة جديدة.