كيفية تحديد عدد أنوية المعالج لكل برنامج على ويندوز 11

يمكن أن تُسخر أنوية المعالج وتقسيمها على برامج محددة فقط في ويندوز، دعنا نوضح كيف ومتى قد تحتاج إلى فعل ذلك أصلاً.
تمتلك أجهزة الكمبيوتر الحديثة معالجات مزودة بأنوية متعددة، وبشكل افتراضي يقوم نظام التشغيل، سواء ويندوز أو غيره، بتوزيع العمليات التي تتم في الخلفية بين أنوية مختلفة لتحقيق الكفاءة. ولكن يمكن للمستخدم أن يُخصص أنوية مُعنية لبرامج محددة بدلًا من توزيعها بشكل عشوائي، مما يعود بالنفع على الجهاز وأداءه عمومًا كما سنرى بعض قليل. ما نتحدث عنه يُسمى بخاصية "ترابط المُعالج" Processor Affinity للتحكم في أنوية المعالج برمجيًا، وهذه الخاصية يمكن تفعيلها يدويًا في ويندوز 11 عبر خطوات بسيطة سنشرحها في السطور التالية، علمًا انها يمكن أن تكون سلاحًا ذا حدين، إذ من شأنها أن تُحسن من أداء الجهاز على عدة أصعدة أو تُخرّبه تمامًا في بعض الحالات، فإليك كل ما تحتاج معرفته عنها.

تخصيص أنوية المعالج للبرامج

تخصيص أنوية المعالج للبرامج في ويندوز


أولًا: ما أهمية خاصية Processor Affinity ؟


تُشبه هذه الخاصية في جوهرها تخصيص مكان محدد لوقوف السيارة، إذ تقوم Processor Affinity بتثبيت العملية (يمكن اعتبار هذه العملية برنامج قيد التشغيل) إلى نواة معالج معينة (مكان الانتظار) داخل بروسيسور الكمبيوتر (ساحة الانتظار). بدون استخدام هذه الخاصية، أي في حالة التشغيل الطبيعية، يقوم نظام التشغيل باستخدام ما يُسمى بـ "Process Scheduler" الذي يقرر العمليات التي يتم تشغيلها على أي نواة معالجة ومتى وفق عوامل مختلفة.


بتفعيلك لهذه الخاصية، ستحصل على عدة فوائد أولها تحسين الأداء العام، حيث سيعمل جهازك على تخصيص أنوية المُعالج المناسبة حسب كل مهمة، وبالتالي ستعمل المهام بكفاءة أكبر ويتحسن الأداء بالمجمل. كذلك تستفيد بعض البرامج من البقاء على نفس نواة المعالجة بدلًا من توزيع عملياتها على عدة أنوية، وذلك لأن ذاكرة التخزين المؤقت للنواة تحتوي على البيانات المستخدمة مؤخرًا والتي يحتاجها البرنامج بشكل متكرر، مما يجعل الوصول إليها أسرع إذا لم تتحول العملية إلى نواة مختلفة. ثانيًا؛ في بعض الحالات تضمن خاصية Processor Affinity عدم تداخل العمليات النشطة بالنظام، بمعنى أنه إذا كانت هناك عمليتان نشطتان تستخدمان نفس نواة المُعالج، فإن ضبط الترابط لإحداهما من شأنه أن يمنع عملية التداخل هذه ويُحسّن أيضًا من الأداء عن طريق رفع الضغط عن الأنوية.

أحيانًا ما تلعب هذه الخاصية أيضًا دورًا في حل المشكلات العامة المتعلقة باستخدام البروسيسور أو أداءه، إذ بتخصيص أنوية مُعينة لمهام محددة، يستطيع المُستخدم أن يفهم النظام وما يؤثر عليه بشكل أفضل. إذا كنت تستخدم أحد مُعالجات إنتل ذات المعمارية الهجينة الجديدة، وذلك بدءًا من معالجات الجيل الثاني عشر والتي تُعرَف بمعالجات "Alder Lake"، فأغلب الظن أنك ستحتاج إلى استخدام خاصية Processor Affinity لتحصل على الفوائد المذكورة أعلاه. مستخدمو ويندوز تحديدًا، سيلاحظون أن الـ Process Scheduler (المسؤول عن التنسيق بين العمليات) يوكّل المهام التي تحتاج أداءً عاليًا إلى أنوية الكفاءة (E-cores)، في حين أنه يوكل ما دون ذلك من مهام إلى أنوية الأداء (P-cores).

وبشكلٍ عام، إذا كان جهازك يعمل بنسخة مُحدَّثة من ويندوز، فأغلب الظن أنك لن تواجه أي مشكلة في الأداء (إذا كان المعالج قويًا بالطبع) ولن تحتاج إلى تفعيل الخاصية، ومع ذلك هناك بعض التطبيقات القديمة التي قد لا تعمل بالأداء الأمثل مع المُعالجات الجديدة ومن هنا يأتي دور التفعيل اليدوي لخاصية Processor Affinity بأنظمة الويندوز.

ثانيًا: كيف تُعين أنوية المعالج للبرامج بالويندوز؟



الأمر بسيط للغاية، ومع ذلك نوصي بإلقاء نظرة على مخاطر هذه الخاصية أولًا، والتي نستعرضها بنهاية المقالة. على أي حال، ابدأ بفتح أداة "مدير المهام" Task Manager في ويندوز 11 سواء من القائمة التي تظهر بعد الضغط بزر الفأرة الأيمن على شريط المهام، أو بالضغط على مفاتيح Ctrl + Shift + Esc. وبعد تشغيلها، انتقل إلى قسم Details الموجودة بالشريط الجانبي لتستعرض جميع العمليات النشطة، والآن اضغط بزر الفأرة الأيمن على العملية التي تريد أن تحدد أنوية معينة لها ثم اختر "Set affinity"، ستظهر لك الآن قائمة بأنوية المعالج المتاحة وستجد بشكل افتراضي أنه تم تحديد كل الأنوية، الآن يُمكنك أن تُزيل علامة الصح من خيار All Processors لتختار نواة معينة ثم الضغط على "OK" لحفظ التغييرات. وعليه، ستبقى العملية مقيدة بالعمل داخل النواة المحددة فقط.

ثالثًا: تغيير أولوية المعالجة للعمليات في ويندوز



علاوة على ما سبق، يمكنك أن تُعطي الأولوية لمهمة ما نشطة، ولتكن إحدى تبويبات متصفح جوجل كروم، وبالتالي تُجبر الجهاز على تسخير موارده الأكبر لتشغيل هذه العملية بالشكل الأمثل. لتفعل ذلك افتح نافذة مدير المهام واضغط على تبويبة Details أيضًا حتى تعرض جميع العمليات النشطة بتفاصيلها، اضغط بزر الفأرة الأيمن على العملية المُراد إعطائها الأولوية وقف بالمؤشر على "Set Priority"، ستظهر لك الآن درجات الأولوية من "Low" إلى "Realtime"، اختر الدرجة المُناسبة حسب رغبتم ثم اضغط "OK" لتحفظ العملية.

توضيحًا للفرق بين درجات الأولوية، فدرجة "Low" هي أقلهم، تليها "Below normal"، ثم "Normal"، ثم "Above Normal" أو "فوق الطبيعي" والتي سيبدأ عندها المُعالج بالتركيز على هذه المهمة وإعطاءها الأولوية مقارنة بغيرها، ومن ثَم تأتي الأولوية العالية "High"، وأخيرًا الأولوية القصوى "Realtime" والتي سيضعها المُعالج على رأس القائمة.

رابعًا: اعتبارات يجب أخذها في الحسبان



على الرغم مما لخاصية Processor Affinity من فوائد، فإنها أيضًا يمكن أن تتسبب في مشاكل واضحة للنظام، فإعداد هذه الخاصية بطريقة خاطئة (مثل تعيين مهمة ثقيلة إلى نواة ضعيفة من المعالج) من الممكن أن يأتي بنتاج عكسية تمامًا فيضعف الأداء أو حتى يوقف من استجابة الجهاز، فضلًا عن زعزعة استقرار النظام وبخاصة إذا كنت ستحمل المعالج فوق طاقته وتستخدم أنوية مُستخدمة بالفعل.

أيضًا يمكن للاستخدام الخاطئ لخاصية Processor Affinity أن يُقلل من مرونة النظام ويحد من إمكانياته، على سبيل المثال: إذا عيّنت أنوية مُحددة لعملية بعينها، فإن هذه العملية ستعتمد على الأنوية المُحددة فقط، حتى لو توفّرت أنوية أخرى مما يضع حِملًا على المعالج أيضًا. وأخيرًا وليس آخرًا، من شأن الاستخدام الخاطئ لخاصية Processor Affinity أن يُعرض أمان جهازك نفسه للخطر، وذلك لأن العملية التي قد تُخصص لها أنوية مُحددة قد تكون مُلغمة بالفيروسات، وبالتالي سيصعب على الجهاز الحد من الخطر، فضلًا عن اكتشافه أساسًا.

الخلاصة: يمكن لخاصية Processor Affinity أن تفيدك في حالات كثيرة، ولكنها تتطلب حرصًا شديدًا وأن يكون الشخص على دراية كبيرة بما يفعله وإلا عرَّض جهازه لمشاكل كثيرة، ولهذا إن كنت تخشى على جهازك، فلا ننصحك بأن تقترب من هذه الخاصية.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات