5 منتجات تقنية لا ينبغي عليك أن تشتريها مستعملة

نسلط الضوء عبر سطور هذا المقال على بعض الأجهزة والمنتجات التقنية التي يجب عليك تجنب شرائها مستعملة.
في خضم التطور التكنولوجي الهائل الذي نعيشه، أصبح السوق يعج بمنتجات تقنية غريبة تجذب قطاعًا واسعًا من المستهلكين. مواصفات الكثير من هذه المُنتجات تؤهلها لأن تكون منتجات مُعتَبرة تستحق الشراء فعلًا، ولكن نظرًا لارتفاع سعرها الباهظ، يعزف الكثير عن شرائها أو يُضطروا إلى الحل الآخر وهو شراء الإصدارات المستعملة منها، ومن هنا يظهر سيل من المشاكل على رأسها عدم معرفة طبيعة الاستخدام الذي تعرض لها هذا المُنتَج أو ذاك. وبينما تُوجَد منتجات تقنية لا بأس من شرائها إذا كانت مُستَعملة، فهناك أمثلة أخرى لا يُنصَح بشرائها إن لم تكن جديدة، ومنها ما سنعرضه عليكم فيما يلي.

أشياء تقنية لا تشتريها مستعملة

أشياء تقنية لا تشتريها مستعملة


1- نظارات الواقع الافتراضي



عندما ظهرت نظارات الواقع الافتراضي على الساحة للمرة الأولى، كان الأمر مختلفًا تمامًا. الجميع أراد اقتناءها وتجربة هذا العالم الجديد الذي تظهر فيه الأشياء الافتراضية بأبعادها الثلاثة وكأنها حقيقية. أما اليوم، وتحديدًا بعد ظهور نظارات الواقع المُعزز AR والواقع المُختَلط MR من شركات ضخمة مثل أبل وميتا، لم يعد الكثير يفكر في نظارات الـ VR، ومن يمتلك هكذا نظارات أصبح يُفكر في بيعها لاقتناء تلك التي تجمع الواقع بالخيال.

صحيحٌ أن سعر نظارات الواقع المعزز والواقع المختلط باهظ، حيث يصل سعر نظارة الـ Quest 3 من ميتا إلى 500 دولار وسعر الـ Vision Pro من أبل يُحلّق بعيدًا جدًا (3500 دولارًا)، ولكنهما يقدمان تجربة لا تُقارن بالواقع الافتراضي ناهيك أن سعرهما من المُفترض أن يقل مع الوقت عندما يصبح وجودهما معتادًا، ولهذا قد يكون من الأفضل أن تنتظر قليلًا ومع توفر المزيد من المنتجات ستجد شيئًا جديدًا ومُرضيًا من ناحية السعر.

ولعل المشكلة الأضخم في نظارات الـ VR المُستعملة أن هذه التقنية تتطور بشكل سريع وإذا كنت ستشتري نظارةً مُستعملة عمرها 5 سنوات مثلًا، فعلى الأرجح أن مواصفاتها ستكون متواضعة جدًا وخاماتها هزيلة لا تستحق المال الذي ادخرته من أجلها، ولا ننسى أن دعم هذه النظارات محدود وقطع غيارها ليست متوفرة، على عكس الهواتف المُستَعملة على سبيل المثال والتي حتى إذا عطبت شاشاتها فستستطيع أن تُغيرها بسهولة.

2- حواسيب ويندوز 10 القديمة



إذا كُتِبَ هذا المقال منذ عامٍ واحد فقط، فلربما لم نكن لنُضمّن هذه النوعية من الأجهزة. مبدأيًا، يجب أن نعرف أن هناك الكثير من الحواسيب التي لن نقول إنها جيدة، ولكنها تعمل بشكل مقبول، لا تدعم ويندوز 11. وهذه ليست مشكلة بالنسبة للكثيرين، ولكن عندما نُفكر فيما تفعله مايكروسوفت كُرمى لعيون نظام تشغيلها الأحدث فضلًا عن مميزات الأمان، سيكون إعادة التفكير أمرًا واجبًا.

تخيل أن برنامجًا مثل "الرسام" Paint، والذي كنا نستخدمه لتمضية الوقت في حصص الحاسب الآلي، أصبح يعمل بالذكاء الاصطناعي ويستطيع إنشاء الصور بكتابة الأوامر (مثل نموذج DALL-E) بفضل ميزة Cocreator التي أضافتها مايكروسوفت إلى نسخته الموجودة بويندوز 11! هذه الميزة وغيرها الكثير من مزايا الذكاء الاصطناعي موجودة حصرًا لويندوز 11، ناهيك عن تعزيزات الأمان والحماية التي تجعل الإصدار الأحدث من الويندوز أفضل كثيرًا من سابقه.

لاحظ أن عدم دعم الحاسوب لويندوز 11 يعني – بداهةً – أنه لن يدعم ويندوز 12 وهذا يعني أن عمره الافتراضي قصير وغير مُستدام. وعلى الرغم من وجود طريقة لتثبيت ويندوز 11 على الأجهزة التي لا تدعمه، إلا أنه لا يعد حلاً طويل الأمد ويأتي مع العديد من القيود المتعلقة بالتحديثات والدعم الرسمي. وبالتالي سيكون الأمر وكأنك قمت بتثبيت "لانشر" أو "ثيم" ويندوز 11 على ويندوز 10 ولن تحصل على أي تحديثات أو ما شابه. وجدير بالذكر أن دعم ويندوز 10 سينتهي رسميًا في 14 أكتوبر 2025، وبالتالي ستكون جميع الأجهزة التي تعمل بويندوز 10 مُعرضة لوابل من المشاكل الأمنية بعد التاريخ المذكور.


3- الطائرات بدون طيار (الدرونز)



إذا كانت الطائرات المُسيرة أو الطائرات بدون طيار، والتي تُعرَف بالدرونز (Drones)، غير محظورة في بلدك، فتهانينا لك! ولكن دعنا نسأل المُهتمين سؤالًا: "هل هي حقًا مُفيدة وعملية"؟ إذا كان الجواب هو لا في حالة شراء "درون" جديدة، فما بالك بشراء واحدة مُستعملة؟

تأتي الكثير من "الدرونز" بكاميرات وخصائص متواضعة وسعرها مُرتفع جدًا أساسًا، وإذا أردت أن تحصل على شيء مُعتبر، فستضطر إلى دفع الكثير من المال. يكفي أن العديد من مُقتني هذه الطائرات يعرضونها للبيع بمجرد توفر موديلّات جديدة، وهذا يعني أنك إذا اشتريتها مُستعملة، فعلى الأرجح أنك ستعرضها بدورك للبيع بعد عامٍ أو عامين مثلًا، وقتها سيكون من الصعب جدًا أن يشتريها أحد ثالث لأن مواصفاتها ستكون عتيقة وقد تضطر إلى خفض السعر بشكل كبير للتخلص منها.

وإذا قلنا بأن السعر لا يُمثل مشكلة بالنسبة لك، فالطائرات بدون طيار المستعملة يصعب تقييم حالتها بدقة أو على الأقل معرفة مقدار المسافة التي قطعتها محركات الطائرة، كما لن تتمكن من معرفة ما إذا كانت قد تعرضت لحوادث أو تلف وتم إصلاحها من قبل. ومثل نظارات الواقع الافتراضي، قطع غيارها ليست متوفرة ومن الصعب اكتشاف المشكلة فيها إذا كانت مُستعملة خاصة إذا لم يكن لديك خبرة في هذا المجال.

4- الأجهزة التي لا يمكن استبدال بطاريتها



على الرغم من تطور بطاريات الليثيوم الجديدة وتَحَسُّن جودة تصنيعها، فإن كل هذه البطاريات والموجودة في أجهزة مثل هواتفنا وحواسيبنا المحمولة تفنى مع الوقت ويكون لها عمر افتراضي ستنتهي عنده لا محالة، وبالتالي إذا كنت ستشتري جهازًا لا يمكن استبدال بطاريته (بسعرٍ معقول لا يساوي ثمن الجهاز نفسه)، فما الهدف من شرائه؟ لا سيما وأننا نتحدث عن جهازٍ مستعمل على الأغلب أن بطاريته قد استُخدِمَت كثيرًا. لحسن الحظ أن بعض الأجهزة مثل الهواتف الذكية واللابتوبات تسمح لك بتفقد حالة البطارية وعدد دورات الشحن قبل شرائها، وهذه هي الأجهزة التي ننصح بها، عدا ذلك، فلا تُفكر في المستعمل أبدًا.

5- وحدات التخزين HDD أو SSD



مهلًا! نحن لا نقصد ألا تشتريهما في المُطلق، وإلا كيف ستُخزّن بياناتك وملفاتك المهمة؟ ما نقصده هو: لا تشتري وحدات التخزين سواء الـ HDD أو الـ SSD المستعملة إذا كنت بحاجةٍ إلى تخزين مستدام، فهذين الخيارين يبليان مع الوقت أيضًا وقد تأتمن أحدهما على ملفاتك وذكرياتك المهمة وفي النهاية يخذلك، وهذا الأمر لا بد وأنه قد حدث مع الكثيرين، وبخاصة في حالة المستعمل مثل البطاريات.

إذا كنت تبحث عن حلٍ عمليّ لمشكلة العمر الافتراضي والسعر، فننصحك بالتفكير في التخزين السحابي، حيث تبقى ملفاتك مُخزنة على سيرفرات آمنة بالإنترنت تستطيع أن تصل إليها في أي وقت وزمان بشرط توفر الإنترنت. مع هذا الحل لن تضيع ملفاتك أبدًا إلى إذا انهارت الشركة التي تتعامل معها، وهذا صعب الحدوث، على الأقل ليس قبل أن ينتهي عُمر الهارد الافتراضي.

مرةً أخرى، لا نقول ألا تشتري وحدات في المطلق، فقط ننصحك بوضع الخيارات الأخرى في الاعتبار إذا كُنت في حائرًا. ومن باب الإنصاف، تظل وحدات التخزين، وبخاصة الـ HDD، رائعة وعملية كمصدرٍ لتخزين البيانات، ولكن لا يمكن التعويل عليها للأبد.


إذا كان لا بد من شراء هارد ديسك مستعمل لتخزين البيانات مثلًا، فننصحك بالـ HDD لأن سعره أرخص من الـ SDD كثيرًا وسيؤدي نفس الغرض فيما يتعلق بتخزين البيانات، اللهم سرعة النقل ستكون أبطأ قليلًا، ولكن أولًا استخدم برنامجًا لاختبار حالته. نُرشح لك أشهر برنامج يستطيع أن يفعل ذلك وهو Hard Disk Sentinel. البرنامج مجاني ويُخبرك بالكثير من المعلومات حول أقراص الـ HDD مثل حالتها ودرجة حرارتها وعمرها الافتراضي المتوقع وغيرها من المعلومات المهمة الأخرى.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات