هل يجب إبقاء وضع توفير الطاقة قيد التشغيل دائمًا ؟

يمكن لوضع توفير الطاقة إطالة عمر بطارية الهاتف أو اللابتوب، ولكن هل يعني ذلك بالضرورة تركه مفعلًا بشكل دائم؟ دعونا نوضح عبر هذا المقال.
إنّ نفاذ شحن بطّاريّة هاتفك أو اللابتوب أو التابلت الخاص بك في وقت حرج وأنت خارج المنزل، وبينما أنت في أمس الحاجة لإجراء مُكالمة عاجلة أو إنجاز عمل ضروريّ لرُبّما هو أحد أسوأ المواقف التي يُمكن أن تواجهها. هُناك الكثير من الأشياء تستهلك طاقة بطّاريّة أجهزتك، وتؤدّي عادةً لاستنفاذ شحن البطّاريّة بصورة أسرع. ولكي نتمكّن من إطالة عُمر بطّاريّة الجهاز لأقصى درجة مُمكنة ريثما نعود للمنزل أو نصل لأقرب مكان به مصدر للكهرباء يسمح لنا بإعادة شحن البطّاريّة، فإنّ أوّل ما يجب أن نُفكّر فيه هو تفعيل وضع "توفير الطاقة" Battery-Saver الذي لا يخلو منه أيّ نظام تشغيل في الوقت الحاليّ. ولكن هل يجب عليك الإبقاء على وضع موفّر البطّاريّة مُفعّلًا بشكل دائم؟ وهل يؤثّر استمرار تشغيله بالسلب على بطّاريّة الجهاز على المدى الطويل؟ إليك الإجابة عن هذه التساؤلات في السطور التالية.

وضع توفير الطاقة

مخاطر وضع توفير الطاقة في الهاتف واللابتوب


أولًا: ما هو وضع موفّر البطّاريّة؟


تحتوي مُختلف أنواع الأجهزة الذكيّة المحمولة على ما يُعرف بوضع موفّر البطّاريّة، ويشار إليه أحيانًا باسم وضع توفير الطاقة أو موفّر الطاقة، ويتلخّص الهدف الرئيسيّ من تفعيل الوضع في خفض مُعدّل استهلاك الجهاز للطاقة لإطالة عُمر البطّاريّة لبعض الوقت عن طريق القيام بعدّة إجراءات مثل إيقاف تشغيل تطبيقات الخلفيّة، وبالتالي توقُّف تلقّي الإشعارات الواردة منها، وخفض سطوع الشاشة بنسبة قد تزيد عن 10%، مع خفض سُرعة مُعالج الجهاز، وخفض مُعدّلات التحديث إلى 60 هرتز، وإيقاف عمليّات المُزامنة والنسخ الاحتياطيّ للبيانات إلى خدمات التخزين السحابيّ المُختلفة مثل جوجل درايف وغيرها.


ومن بين التعديلات التي يقوم بها وضع موفّر البطّاريّة أيضًا إيقاف تشغيل بعض التأثيرات المرئيّة والرسوم المُتحرّكة والإيماءات، وإيقاف اتّصال الهاتف بشبكات الجيل الخامس (5G)، ويُعيد بدلًا من ذلك اتّصال هاتفك بشبكات الجيل الرابع (4G)، كما يمنعك من تشغيل المُساعد الافتراضيّ باستخدام الأوامر الصوتيّة.


ثانيًا: هل يجب تفعيل وضع موفّر البطّاريّة طيلة الوقت؟


بعدما عرفنا التغيّرات التي تطرأ على الهاتف أو الجهاز الذكيّ بمُجرّد تفعيل وضع موفّر البطّاريّة عليه، يُمكننا القول بأن تفعيل وضع موفّر البطّاريّة بصورة دائمة على الجهاز سوف يحُدّ من إمكانيّات جهازك بكُلّ تأكيد، ويجعلك تتمتّع بميزات أقلّ من التكلفة التي دفعتها لشراء جهازك.


لقد اشتريت جهازًا بمواصفات مُحدّدة، ودفعت ثمنًا ليس بقليل نظير كُلّ ميزة، مثلًا لكي تتمتّع بجهاز يمتلك مُعالج عالي السُرعة، ولكن عندما تقوم بتفعيل وضع موفّر البطّاريّة [عند عدم الحاجة لذلك] فإنّك في الواقع ستتمتّع بسُرعة مُعالجة أقلّ من الثمن الذي دفعته، ولسوف تعمل التطبيقات والميزات الأساسيّة فقط بصورة طبيعيّة على حين ستستغني عن بعض الميزات الأخرى مثل تحديثات التطبيقات والنسخ الاحتياطيّ ومزامنة البيانات، وتلقّي الإشعارات، والتي يُمكن أن تكون ضروريّة للغاية لبعض الأشخاص، وخاصّة تحديثات البريد الإلكترونيّ، وتحديثات تطبيقات المُراسلة المُختلفة، حيث لا يُحبّ المرء بأيّ حال من الأحوال أن يتأخر في تلقّي رسالة هامّة من زملائه أو مديره في العمل، بسبب تعطيل الإشعارات الواردة من التطبيقات نتيجة إيقاف تشغيلها في الخلفيّة.

يؤثّر تفعيل وضع موفّر البطّاريّة كذلك بالسلب في حالة اللابتوبات المخصصة للألعاب، حيث يؤدّي إيقاف بعض التأثيرات المرئيّة والرسوم المُتحرّكة وخفض مُعدّلات التحديث وخفض سطوع الشاشة وتقليل سُرعة المُعالج إلى جعل تجربة الاستخدام أبطأ وأسوأ وأقلّ إمتاعًا. من المُمكن التحكُّم في درجة سطوع الشاشة وزيادتها يدويًّا، كما يُمكن استثناء بعض التطبيقات من إيقاف التشغيل في الخلفيّة أثناء تفعيل وضع موفّر البطاريّة، ولكن من المؤسف أنّه لا يُمكننا تغيير أشياء أخرى مثل سُرعة المُعالج ومُعدّلات التحديث مع الإبقاء على وضع موفّر البطّاريّة مُفعّلًا.

ثالثًا: متى يجب تشغيل وضع موفّر البطّاريّة؟


يُمكن أن يؤدّي تفعيل وضع موفّر البطّاريّة إلى جعل طاقة بطّاريّة جهازك تستمرّ في تشغيل الجهاز لساعة أو لساعتين إضافيّتين قبل أن ينفذ شحنها بالكامل وتتوقّف تمامًا عن العمل، لذلك تأتي مُعظم الهواتف الذكيّة مهيّأة افتراضيًّا بحيث تقوم بتفعيل وضع موفّر البطّاريّة تلقائيًّا بمُجرّد انخفاض نسبة شحن بطّاريّة الجهاز عن 20%، ثُمّ تعود لتعطيله من تلقاء نفسها عند إعادة شحن البطّاريّة بنسبة تزيد عن 80%.


يلجأ مُعظم الأشخاص كذلك لتفعيل وضع موفّر البطّاريّة يدويًّا عندما يكونون خارج المنزل وتكون طاقة بطّارية أجهزتهم الذكيّة مُنخفضة، أو يكونون على وشك الذهاب للخارج في رحلة سفر أو جولة خارجيّة سوف تستغرق ساعات طويلة حيث لا يوجد مصدر قريب للكهرباء يسمح بإعادة شحن الأجهزة. يُمكنك أيضًا تفعيل وضع موفّر البطّاريّة عندما ترغب في استخدام الوظائف الأساسيّة فقط ولا تكُون بحاجة لاستخدام الميزات الإضافيّة.

تستخدم مُعظم الأجهزة الذكيّة الحديثة بطّاريّات أيون الليثيوم التي تتحلّل مكوّناتها بمرور الزمن ومع تكرار عمليّات الشحن والتفريغ إلى أن تتلف في نهاية المطاف. وعلى الرغم من أنّ تفعيل وضع موفّر البطّاريّة على الدوام سوف يحُد من إمكانيّات جهازك، غير أنّ إطالة عُمر شحن البطّاريّة يُقلّل على المدى الطويل من عدد دورات الشحن، ممّا ينعكس على العُمر الافتراضيّ للبطّاريّة ويجعلها تستمرّ في العمل بكفاءة لمُدّة زمنيّة أطول قبل أن تتحلّل مكوّناتها وتتلف.

إنّ الإجراء الأفضل دومًا هو أن تقوم بتفعيل وضع موفّر البطّاريّة متى اقتضت الضرورة وكُلّما كان ذلك مُمكنًا، ثُمّ تعود لتعطيله عند الحاجة لاستخدام ميزات هاتفك الكاملة، فمن المُحبّب أن تتمتّع بعُمر بطّاريّة أطول لجهازك قدر الإمكان طالما أنّ هذا لن يؤثّر على استخدامك للميزات التي تحتاجها في هاتفك.
يارا فاروق
يارا فاروق
مهندسة كهرباء وكاتبة محتوى تقني بخبرة تزيد عن 6 سنوات، مهتمة بمجال التقنية، حصلت على خمسة جوائز من مؤسسة ويكيميديا في مسابقات كتابة المحتوى.
تعليقات

احدث المقالات