أفضل طريقة لتخزين البيانات وحفظها لمئات السنين!



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


من السهل أن تعتقد أن الاحتفاظ بالبيانات لمدى طويل هو شيء يقتصر على الشركات الكُبرى فحسب، ولكن الحقيقة هي أنك قد تحتاج إلى كل ميجابايت في المستقبل، سواء لفائدة عملية قد تُغير حياتك بشكل أو بآخر أو حتى لمجرد الحنين إلى الماضي واستعادة الذكريات بعد عشر سنوات أو حتى خمسين عامًا من الآن، بل وقد يُفكر بعضنا بشكل أعمق من ذلك بكثير ويرغب في توريث هذه البيانات للأجيال المستقبلية. لأسباب مختلفة، قد تحتاج إلى الاحتفاظ بالبيانات لفترة طويلة سواء كانت بعض المستندات أو السجلات القديمة الاحتفاظ بالسجلات المالية وغيرها من الأوراق الضرورية لأسباب قانونية. ولذلك، دعونا نبحث سويًا على حلٍ يُمكننا أن نعتمد عليه؛ حلٌ يتمثل في طريقة تدوم لأطول فترة ممكنة بعيدًا عن الطرق التقليدية. المعيار الوحيد هو القدرة على الاحتفاظ بالبيانات لعقود أو حتى لقرون في المستقبل!

تخزين البيانات لأطول فترة ممكنة

تخزين البيانات لأطول فترة ممكنة


أولاً: التحديات التي قد تُعقينا عن الاحتفاظ بالبيانات


إذا كنت تفكر في الاحتفاظ ببيانات رقمية لفترة زمنية طويلة، فهناك عدة تحديات عليك أن تضعها في الحُسبان، أولها أن وحدات التخزين – مثل أقراص HDD الصلبة أو وحدات SSD – تضعف مع مرور الزمن كما نعرف جميعًا، وهذا يعني أنه يجب عليك أن تستمر بإنشاء نُسخ احتياطية كل فترة قبل تدهور وحدة التخزين وبالتالي تفقد البيانات تمامًا.

تعطب الملفات

الأمر الثاني هو تقادم نوع الملف نفسه، فقد يبلى هو الآخر مع الزمن ويصبح غير صالحٍ للاستخدام نتيجة تطور التكنولوجيا باستمرار وظهور أنواع جديدة من الملفات تكون افتراضية على أنظمة التشغيل الحديثة، وبالتالي قد تضيع الصيغ القديمة في غياهبها، والمشكلة أن بعض الملفات تبدو سليمةً أحيانًا، ولكن عند فتحها تُلاحظ أنها قد عطبت، وأغلب الظن أن معظمنا قد مر بموقف مشابه من قبل. أخيرًا وليس آخرًا، قد تُفسد العوامل الخارجية، والمتمثلة في المخترقين أو الفيروسات أو حتى الكوارث الطبيعية، بياناتنا مما يُجبرنا منذ البداية أن نحرص على تأمين مصدر تخزين بياناتنا والمكان الذي نضعه فيه قدر المستطاع.

ثانيًا: ما هو نوع البيانات أصلًا ؟


أنواع البيانات Cold و Hot

ربما لم تكن على دراية بذلك، ولكن في لغة تخزين البيانات، هناك نوعين يتم إطلاقهما على البيانات الرقمية هما: Cold و Hot. يُقصَد بالتخزين البارد أو البيانات الباردة (Cold Data) تخزين البيانات الضرورية التي لا علاقة لها بالأعمال اليومية، أو التي يندر استخدامها لمجرد التخزين أو تحسبًا لاحتمالية احتياجها في المُستقبل. وعادةً ما تكون هذه الملفات من نوعية الملفات القضائية أو التاريخية أو العائلية، ناهيك أنها عادةً ما تُخزن على وحدات خارجية مثل الأقراص الصلبة الخارجية أو الفلاشات مثلًا، وهذا يعني أنها لا تكون متاحة طوال الوقت على عكس البيانات المُخزنة على السحابة مثلًا.

على الجانب الآخر، نجد أن البيانات الساخنة (Hot Data) هو مُصطلَح يُطلق على المعلومات أو البيانات التي نحتاج إلى استخدامها بشكل مُتكرر وعلى نحو يومي مثل قواعد بيانات العملاء. وعلى عكس البيانات الباردة، يجب أن يُحفَظ هذا النوع من البيانات على السحابة أو متصل دائمًا بالكمبيوتر حتى نستطيع الوصول إليها في أي وقت، ناهيك أنها مُعرضة للتلف كُلما كثر استخدامها، كما هو الحال مع أي شيء تقريبًا. والآن بعد معرفة الفرق بين نوعي البيانات التي ستخزنهما، دعنا نتعرف على أفضل طريقة للاحتفاظ بهما لمئات السنين.

ثالثًا: الاحتفاظ بالبيانات على المدى الطويل


أقراص M-DISC

بعيدًا عن وحدات التخزين التقليدية أو حتى خدمات التخزين السحابي، توجد بالفعل طريقة تتيح لك الاحتفاظ بالبيانات الرقمية لمئات السنين، ألا وهي الاعتماد على أقراص التخزين الألفية أو M-DISC (اختصاراً لـ Millennial Disc) فهي أقراص اسطوانية مُصممة خصيصًا للاحتفاظ بالبيانات لأطول فترة ممكنة.

لكن على عكس أقراص الـ CD والـ DVD العادية والتي تشبهها في الشكل، تُصنع هذه الأقراص من مواد تقاوم العطب أو الظروف الأخرى التي تؤدي إلى تخريب أقراص التخزين العادية، بما في ذلك الأشعة فوق البنفسجية والرطوبة ودرجة الحرارة. ولك أن تتخيل أن أقراص التخزين الخارقة هذه تستطيع أن تعيش لألفية كاملة من الزمن (1000 عام) كما يُشير اسمها وربما لأكثر من ذلك، أو على الأقل هذا ما تدعيه الشركات المُصنّعة لها وفقًا للاختبارات؛ فمن منا سيعيش لألف سنة ليختبر صحةً هذا الادعاء!

مكونات اقراص M-DISC

على كل حال، يُمكنك أن تُجرب قُرص البلوراي هذا من أمازون، والذي يأتي بسعر 57 دولارًا وبذاكرة تخزينية سعتها 100 جيجابايت، ويدّعي مُصنّعوه أنه قادر على الاحتفاظ بالبيانات لعدة قرون، أو يمكنك أن ترفع سعر الميزانية إلى 200 دولارًا وتشتري هذا القرص من على متجر أمازون أيضًا والذي يأتي بسعة تخزينية قوامها 250 جيجابايت ويعيش لأكثر من 50 سنة.


الجدير بالذكر أن وحدات التخزين الميكانيكية العادية (HDD) والتي تعتمد عليها معظم الحواسيب الشخصية كمصدرٍ أساسيّ للتخزين، رخيصة الثمن ولكنها لا تستمر سوى من 3-5 سنوات، ويتوجب على من يعتمد عليها أن يُنشئ أكثر من نسخة احتياطية لبياناته من وقتٍ لآخر. أما بالنسبة لوحدات التخزين من نوع SSD، فصحيحٌ أنها أسرع من الـ HDD وتدوم لوقت أطول يتراوح من 5 لـ 10 سنوات، حسب الاستخدام، إلا أنها أغلى قليلًا ويتعين على مستخدميها ألا يعتمدوا عليها كُليًا أيضًا حيث من الممكن أن تعاني من فقدان البيانات بسبب تسرب الشحنة الكهربائية من خلايا ذاكرة الـ NAND.

أما لو كنت تبحث عن حل عاجل فليس أمامك سوى التخزين السحابي، والذي يضع مسؤولية الحفاظ على أمان بياناتك في أيدي شركة خارجية مثل جوجل أو آبل أو مايكروسوفت. يتعين على هذه الشركات الالتزام بمعايير تخزين البيانات للتأكد من أن بياناتك آمنة، ولكن هذا ليس خيارًا فعالًا للتخزين طويل المدى لأنه لا يوجد ضمان بأن الشركة المعنية ستظل موجودة خلال عشرة أو عشرين أو خمسين عامًا.

تعليقات