اشياء يمكن فعلها اثناء تشغيل وضع الطيران في هاتفك

نلقي الضوء على بعض الاستخدامات المفيدة أو الأشياء النافعة التي يمكنك فعلها على الهاتف أثناء تفعيل وضع الطيران.
يستخدم الكثيرون وضع الطيران بشكل مستمر؛ فهذا الوضع يعفيهم من إزعاج الرسائل والمكالمات خصوصًا ومن استقبال الكثير من الإشارات اللاسلكية عمومًا، في الواقع، توجد استخدامات مختلفة لهذا الوضع سبق وقمنا باستعراضها معكم حيث ليس بالضرورة استخدام وضع الطيران في الطائرة. لكن المشكلة أنه بدون الإشارات اللاسلكية يصبح استخدام الهاتف محدودًا بشكل أو بآخر مما يطرح سؤالًا مفاده: ماذا أفعل الآن بهاتفي؟ هل أفتح تطبيق "الاستوديو" وألقِ نظرة على الصور كما أفعل عادةً أم أن هناك شيء آخر يمكنني أن أفعله عندما لا يتوفر اتصال بالإنترنت، والجواب – لحسن الحظ – أن هناك أشياء عدة يمكنك فعلها، ولكن زخم الإنترنت يحجبكم عنها، وإليكم بعض هذه الأشياء.

تشغيل وضع الطيران

ماذا تفعل عند تنشيط وضع الطيران؟


1- رتب الصور ومقاطع الفيديو المتناثرة!


ترتيب الصور على الآيفون

هذا ما نفعله عادةً عند انقطاع الإنترنت أو عند اضطرارانا إلى تشغيل وضع الطيران، وبسبب أن معظمكم يقوم بهذا الأمر بالفعل، فكرت مليًا قبل أن أطرحه عليكم ووجدت أنه يستحق؛ فأنا أجزم أن هواتفنا جميعًا – بلا استثناء – مُكدسة بصورٍ ومقاطع فيديو ليست مهمة وكل وظيفتها أنها تُمثل عبئًا على ذاكرة الهاتف وتُضيع الصور والفيديوهات المهمة وسطها. ذلك السبب، ننصحك بألا تتوقف أبدًا عن ترتيب هذه الفوضى وجعل معرض الصور بهاتفك مُنظمًا قدر المستطاع.

يمكنك إنشاء ألبومات للصور الملتقطة في حدث مُعين وتنظيم مقاطع الفيديو وحذف لقطات الشاشة وأيضًا العثور على الصور المكررة وحذفها. بهذا الشكل ستتمكن من توفير مساحة تخزينية لا بأس بها، وستكون قادراً على التقاط صور وتسجيل فيديوهات جديدة عالية الجودة دون أن تحمل هم عدم وجود مساحة فارغة كافية في الذاكرة.

2- إدارة جهات اتصالك ورسائلك


ترتيب الاسماء في الهاتف

أغلب الظن أن هاتفك الشخصي يمكث معك الآن منذ عدة سنوات، أو على الأقل منذ فترة طويلة نسبيًا، وهذا قد يعني أنه متكدس بجهات اتصال عديدة وعليه قدرًا مهولًا من الرسائل غير المهمة بالنسبة لك. هذا الشيء قد يعيقك أحيانًا عن الوصول إلى الأشخاص المهمين حيث تضطر إلى التمرير في قائمة الأسماء طويلاً للعثور على جهة اتصال محددة، وبالمثل قد يحجب عنك رسائل ستشعر بالبهجة عند رؤيتها.

ولهذا أسدِ لنفسك معروفًا ونظّف هاتفك من جهات الاتصال والرسائل التي تراكمت على مدار الفترة السابقة والتي قد تجعلك تُهمل المقربين إليك. على سبيل المثال، يمكنك نقل جهات الاتصال من الهاتف إلى شريحة SIM حتى تضمن الاحتفاظ بها إذا قمت بوضع الشريحة في هاتف آخر، أو ازالة الارقام المكررة بحيث تكون هناك مساحة لتسجيل جهات اتصال جديدة.
 

3- الاستماع إلى البودكاست أو المقاطع التعليمية المفيدة


يوتيوب أوفلاين

تحظى المقاطع الصوتية الطويلة، أو كما تُعرف بالبودكاست، بشهرةٍ غير مسبوقة، ونفس الشيء ينطبق على المقاطع التعليمية الموجودة بكثرة على يوتيوب وغيرها من المنصات. لحسن الحظ، معظم هذه التطبيقات المُخصّصة لبث المحتوى المرئي أو المسموع عبر الإنترنت تتيح لمُستخدميها تنزيل المحتوى وتشغيله في وضع عدم الاتّصال بالإنترنت، وطبعًا أثناء تفعيل وضع الطيران، على أي يكون الوصول للمحتوى الذي تم تنزيله مقتصرًا على التطبيق، أي لا يتم تخزين المحتوى خارج التطبيق أو على ذاكرة الهاتف.

بسبب المتعة الفورية وجرعة الدوبامين المتمثلان في المحتوى التافه الموجود على الإنترنت، فإننا أحيانًا ننسى أنفسنا ونُهمل تطوير ذواتنا، ويُمثل تفعيل وضع الطيران فرصةً عظيمة للاستماع إلى المحتوى المفيد بدون أي مشتتات تُذكر. تطبيق يوتيوب على سبيل المثال يوفر إمكانية تنزيل عدد محدود من المحتوى وتشغيله بدون إنترنت، فإذا كنت تستخدم النسخة المجانية تستطيع تنزيل بعض المقاطع المحددة وبجودة منخفضة، أما لو كنت مشتركًا في YouTube Premium تستطيع حينها تنزيل أي فيديو على المنصة وبأعلى جودة.

وعلى ذكر تطوير ذواتنا، فبشكل عام لا يقتصر تطوير الذات على الاستماع إلى البودكاست والمقاطع التعليمية فقط، إذ بإمكانك مثلًا أن تتعلم مهارات جديدة باستخدام هاتفك وبمساعدة عدد هائل من التطبيقات، على سبيل المثال، إذا أردت أن تتعلم لغةً جديدة تستطيع الاعتماد على إحدى تطبيقات تعلم اللغة الأوفلاين مثل Duolingo ولكن بالطبع ستحتاج لتنزيلها من المتجر قبل تفعيل وضع الطيران.


4- الحصول على متعة حقيقية بدون مشتتات


مشاهدة فيديو على الهاتف

بسبب الفيديوهات القصيرة (الريلز) ومشكلة عصر السرعة التي أصبحت تلاحقنا في كل مكان، أصبحت وسائل المتعة التقليدية ثقيلة على قلوبنا؛ فلك أن تتخيل أن الكثيرين أصبحوا لا يطيقون حتى مشاهدة الأفلام والمسلسلات الممتعة لا لشيء سوى لكونها طويلة المُدة، هم فقط يريدون فقط يستمروا في مشاهدة الريلز بلا توقف وما يساعدهم على ذلك هو أن كل عوامل التشتت مطروحة على الطاولة.

يكمن الحل في مشكلات كهذه في الحد من المشتتات قدر المستطاع، وهذا سيبدأ بتفعيل وضع الطيران ومنع الهاتف أو اللابتوب أو أيًا كان الجهاز الذي تستخدمه من إرسال الإشعارات المشتتة. ما عليك فعله الآن هو تحميل فيلمٍ سينمائيّ تستمتع به وإحضار كوبٍ من مشروبك المفضل ووجباتك الخفيفة والعودة إلى أصول المتعة دون مشتتات، وإن لم تكن من هواة مشاهدة الأفلام والمسلسلات، فيمكنك أن تُحمّل لعبة أوفلاين، ولكن لا تدمن هذا المحتوى المُسلي، فهذا ليس الهدف على الإطلاق.

5- إيقاف الرسائل المُحرجة قبل وصولها


فشل ارسال الرسالة

أحيانًا تأخذنا حماسة النقاشات الأونلاين واحتدام المواقف على تطبيقات التواصل الاجتماعي – مثل واتساب – إلى الدرجة التي تُجبرنا على كتابة شيء قد نندم عليه لاحقًا. في الظروف الطبيعية فإننا نُسارع إلى حذف الرسالة المحرجة بعد فوات الأوان وذلك عن طريق تحديدها وحذفها لدى الطرفين إذا كان التطبيق الذي نستخدمه يسمح بذلك وهنا لا توجد مشكلة، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في التطبيقات التي لا تُعطينا هذا الخيار أو في عدم معرفتنا بإمكانية حذف الرسائل لدى الطرفين بعد وصولها ومن هنا يأتي دور وضع الطيران.

في المرة القادمة التي ستُقبل فيها على إرسال شيء قد تندم عليه لاحقًا، فبمجرد كتابتك للرسالة والضغط على إرسال Send، فعّل وضع الطيران بأسرع ما يُمكن حتى تمنع الرسالة من الوصول أساسًا وستعرف ما إذا نجحت الطريقة عندما ترى إشعارًا يفيد بأن الرسالة لم تصل.

6- التأمل والعودة إلى الطبيعة الأم


لا أريد أن أتفلسف، ولكن أين أنت من الحياة الحقيقة؟ هل تُعطي العالم الحقيقي وقتًا مثل الذي تعطيه لهاتفك أو لحاسوبك؟ أعلم أنك معذورٌ لنفس الأسباب التي تناولناها خلال أسطر هذا المقال، فما يوجد بداخل العالم الافتراضي المتمثل في الإنترنت جذاب إلى درجة مخيفة قد تستوجب الإدمان. جرّب أن تُغلق الهاتف أو تُفعّل وضع الطيران وتحظى بنزهة حقيقية مع أصدقاءك، جرّب أن تتأمل وتقيم نفسك باستمرار بعيدًا عن الشاشات؛ ستكون هذه الأشياء مستعصية في البداية، ولكن مع الوقت ستعرف أن التكنولوجيا – على الرغم من فوائدها – تُلهيك عن الكثير.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات