إليك كل الحلول الفعالة لمشكلة ارتفاع حرارة كرت الشاشة



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


من المنطق أن تهتم بدرجة حرارة بطاقتك الرسومية في فصول السنة الساخنة وأثناء تشغيل الألعاب الثقيلة، فالقلق تجاه درجات الحرارة المرتفعة يعني السعي وراء المحافظة على العمر الإفتراضي للبطاقة الرسومية. ولكننا نتساءل دوماً عن ما هي أقصى درجة حرارة آمنة لا ينبغي تجاوزها. وفي هذا الشأن توضح شركة انفيديا أقصى درجة حرارة مسموح بها لكل جيل من أجيال البطاقات الرسومية، والتي تكون في الغالب 89C أو 93C. ولكن إن تجاوزت البطاقة الرسومية تلك الحدود المسموحة فقد ينتج عنه مشاكل عديدة تتمثل في مواجهة الشاشة الزرقاء أو الشاشة السوداء أو توقف تعريف القيادة البرمجي، ولكن في حالات نادرة قد ينتج عنها توقف البطاقة الرسومية تماماً عن العمل وتلف المعالج.


بغض النظر أن الارتفاع المُفرط في درجات الحرارة قد يتسبب في تلف المعالجات الرسومية، إلا أن هناك عدة مشاكل أخرى قد تتعرض لها البطاقات الرسومية من جراء الحرارة المرتفعة، على سبيل المثال مشكلة الاختناق الذاتي "Thermal Throttling"، الاختناق الذاتي ليست مشكلة على حد التعبير، وإنما هي في الأساس عبارة عن تصميم حراري ديناميكي يتم ضبطه مصنعياً على نسب محددة من الطاقة المُستهلكة والحدود الآمنة لدرجات الحرارة، فعند وصول البطاقة الرسومية لأي من تلك الحدود أولاً، تبدأ البطاقة الرسومية على الفور الدخول في مرحلة الاختناق الذاتي تلقائياً. الغرض من هذا التصميم الحراري هو المحافظة على العمر الافتراضي للبطاقة ومن أجل تقليل نسب استهلاك الطاقة العالية التي تتسبب في ارتفاع نفقات فواتير الكهرباء.

المعالجات الرسومية قادرة على العمل في ظل درجات حرارة مرتفعة، ولكن الحرارة المرتفعة بشكل متواصل تتسبب في تقليل أعمارها الافتراضية. أشارت شركة انفيديا ذات مرة إلى أن البطاقات الرسومية التي تتعرض للعمل المتواصل 7/24 في عمليات التعدين قد لا يتعدى عمرها الإفتراضي عامان فقط، بينما تمتد فترة العمر الإفتراضي للبطاقات الرسومية المستخدمة في الألعاب إلى 5 أعوام تقريباً. بوجه عام الأمر يتوقف على كيفية استخدام البطاقة وفترات تشغيلها.



في الحقيقة، ينبغي القلق تجاه مكونات البطاقة الرسومية الدقيقة أكثر من القلق تجاه المعالج الرسومي، فالدائرة الكهربائية وقنوات الطاقة المسؤولة عن تمرير وتحويل التيار الكهربائي إلى المعالج الرسومي ذات أهمية كبيرة، ولديها حساسية عالية تجاه درجات الحرارة المرتفعة ومُعرضة للتلف في أي لحظة، ولسوء الحظ إمكانية تغييرها أو تبديلها بعد انتهاء فترة الضمان ستكون صعبة وشبه مستحيلة.

ولكن في نفس الوقت ارتفاع درجة حرارة المعالج الرسومي سيتسبب في التعجيل بنهاية عمره الافتراضي، ضف على ذلك أن الحرارة المرتفعة تتسبب له بالدخول المبكر في مراحل الاختناق الذاتية التي ينتج عنها هبوط وتدني في مستويات الأداء. لذلك سنسير معكم من خلال هذا المقال عبر مجموعة من الخطوات الأساسية والمحاولات الإضافية لنرى كيف يمكننا المحافظة على البطاقة الرسومية من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة .

1- المحاولة الأولى ৷ تنظيف البطاقة الرسومية من الغبار والأتربة




يتسبب الغبار والأتربة الرطبة المتراكمة على أجزاء البطاقة الرسومية في إنعدام تدفق الهواء للمكونات بالشكل الأمثل، وبالتالي ستكافح هذه المكونات من جراء الاختناق الحراري التي تتعرض له نتيجة الهواء الساخن المحيط بغلافها الجوي، ضف على ذلك أن تراكم الأتربة على زعانف المراوح سيتسبب في شل حركتها وتأخير دورانها بسرعاتها الأصلية، وهذا الأمر يتسبب في اختناق المعالج الرسومي نتيجة عدم وجود نسبة كافية من الهواء البارد وعدم توزيع الهواء بالصورة الأمثل عبر المبددات الحرارية وأنابيب امتصاص الحرارة المدمجة بالبطاقة الرسومية.

ولذلك تعتبر عملية تنظيف البطاقة من الخطوات الروتينية التي يكون أغلبنا على علم بها، ولكن توجد فئة كبيرة من المستخدمين ممن يهملون هذه الخطوة أو يواجهون قلق شديد تجاه التعامل مع هيكل البطاقة البلاستيكي تخوفاً من كسره أو إلحاق الضرر به. في الواقع، نحتاج أن نُذكِّركَ بأن هيكل البطاقة الرسومية حساس للغاية وقابل فعلاً للكسر بسهولة. على الرغم أن هناك مخاطرة في عملية تفكيك وتنظيف البطاقة ولكنها ليست بالمهمة المستحيلة في نفس الوقت، وعلى كل حال أنت مُضطر على القيام بها، فقط عليك التعامل مع البطاقة برفق وحرص شديد حتى لا تتسبب في كسر زعانف المراوح.

2- المحاولة الثانية ৷ إضافة مادة معجون جديدة بدلاً من تلك القديمة




الغرض الحقيقي من مادة المعجون ليس التبريد فحسب، وإنما عزل سطح المعالج الرسومي عن قاعدة المشتت المعدنية، ولهذا السبب نسميها أحياناً بمادة المعجون العازلة للحرارة. لحسن الحظ، البطاقات الرسومية تحتوي على مواد عازلة عالية الجودة، وتستطيع الصمود لفترات زمنية طويلة على حالتها السائلة، ولكن لا تأتي جميع البطاقات بأغلى مواد المعجون عالية الجودة، وفي جميع الأحوال ستكتشف أن العامل الزمني ودرجات الحرارة المرتفعة من العوامل الأساسية التي تتسبب في تفتيت جزيئات المادة العازلة وتحويلها إلى قطع صغيرة متفرقة شبيهة بالأحجار الصخرية البيضاء، وهكذا تصبح مادة المعجون بلا أي قيمة.

ولهذا السبب من الضروري تغيير مادة المعجون بواحدة جديدة بدلاً من القديمة، في نفس الوقت يجب الاهتمام على أن تكون من المواد عالية الجودة، خاصةً إذا كنت تمتلك البطاقة منذ عدة سنوات ولم تبادر بتغيير المعجون في أي مرة سابقةً خلال وقت قريب. مادة المعجون الحراري الجديدة ستساعد على انتعاش المعالج الرسومي وبرودة سطحه مرة ثانية، وهي من المحاولات الإيجابية التي تأتي دائماً بفوائدها. فإذا كانت بطاقتك الرسومية تتخطى درجة حرارة 80C فقد يكون هذا هو الوقت الأمثل للقيام بهذه الخطوة .

قد يهمك: تغيير المعجون الحراري لتسريع جهاز الكمبيوتر

ملحوظة : تذكر أن سطح المعالج الرسومي أصغر من سطح المعالج المركزي، لذلك يُفضل إضافة كمية قليلة جداً أعلى منتصف سطح المعالج الرسومي، حتى لا يتسبب المشتت المعدني بعد تركيبة في تمديد ونشر مادة المعجون إلى حواف أطراف المعالج، ولكن لا داعي من القلق في حالة وصلت مادة المعجون إلى الأطراف,,, يمكنك إزالتها بحرص باستخدام أي شيء ذو طرف مدبب.

3- المحاولة الثالثة ৷ تنظيف الكيس وإضافة عدد أكبر من المراوح إن لزم الأمر




إذا كنت تلاحظ أن البطاقة الرسومية تعاني من ارتفاع شديد في درجات الحرارة، فربما هذا هو الوقت المناسب للتأكد من عملية تدفق الهواء بصورة إيجابية داخل الصندوق. قد تضطر على شراء مراوح إضافية أكثر قوة، أو توزيع المراوح داخل الكيس بشكل أفضل للحصول على أداء أفضل في سحب الهواء البارد من الخارج ثم الدفع بالهواء الساخن إلى الخارج. بالتأكيد تنظيف زعانف جميع مراوح الكيس وإزالة الغبار والأتربة المتراكمة عليها من العوامل المؤثرة بشكل إيجابي في تدفق الهواء بشكل أفضل داخل الكيس حتى لو لم تظهر النتائج بشكل ملموس في برامج وأدوات قراءة درجات الحرارة.

موضوعات ذات صلة: فكر في تلك الأشياء عند شراء كيسة كمبيوتر لأول مرة

4- المحاولة الرابعة ৷ تنظيم الكابلات وترتيبها داخل الكيس




ليس الهدف من تنظيم وترتيب الكابلات تبريد درجة حرارة البطاقة الرسومية فحسب، وإنما الهدف منها التأكد من تدفق الهواء داخل الكيس بشكل صحيح. وجب التنويه على أن مراوح الكيس تستقبل الهواء وتقوم بطرده من خلال زوايا محددة، وبالتالي لا ينبغي أن تتسبب الكابلات السميكة أو الأسلاك المتفرعة في عرقلة تدفق الهواء أو حجبه. في جميع الأحوال ترتيب وتنظيم الكابلات تجعل من مكونات الهاردوير والكيس تبدو بشكل أفضل، خاصةً إذا استطعت إخفاء جميع الكابلات بطريقة احترافية وساعدتك الكيس على ذلك، بالإضافة إلى ذلك ستلاحظ فيما بعد أن عملية فك وتركيب مكونات الهاردوير أكثر سهولة.

في بعض الأحيان قد تجد نفسك مُضطراً على فتح باب الكيس الجانبي أو إزالته تماماً، نعم، هي ليست الحلول الأمثل لكونها تتسبب في تراكم جميع أنواع الأتربة داخل صندوق الحاسب، ولكنها من المحاولات الإيجابية والمؤثرة بشكل واضح في تبريد جميع أجزاء الهاردوير وطرد الهواء الساخن سريعاً خاصة في فترة فصل الصيف أو إذا كانت البطاقة الرسومية تعاني من درجات الحرارة المرتفعة .

5- المحاولة الخامسة ৷ ضبط سرعة مراوح البطاقة الرسومية يدوياً




سرعة عمل المراوح الافتراضية تكون عملية تقديرية من الشركات المصنعة للبطاقة الرسومية، حيث تأتي بعض البطاقات بمراوح قوية وذات جودة عالية، وبالتالي ستلاحظ أنها تعمل في صوت هادئ وسرعة دوران بطيئة، ولكن بعض البطاقات الأخرى وخاصةً بطاقات المعماريات الرسومية القديمة تهتم بزيادة سرعة المراوح نظراً لإرتفاع درجة حرارة معالجات هذه المعماريات.

في جميع الأحوال قد يكون صناعة بروفايل يدوي لسرعة المراوح من المحاولات الإيجابية. للأسف زيادة سرعة المراوح قد تتسبب في إزعاجك كثيراً، بالإضافة أن السرعات العالية تتسبب في تآكلها من الداخل بمرور الوقت، ولكن هي محاولة لابد منها من أجل المحافظة على عمر البطاقة الرسومية. لحسن الحظ البطاقات الرسومية التي تُطلق من مصانع الطرف الثالث (ASUS و MSI و GIGABYTE و ZOTAC و Sapphire) تحتوي على مراوح احترافية ذات أداء قوي وعالية الجودة، ولذلك لا داعي من القلق تجاه أعمارها الافتراضيه، بالتأكيد يمكنك تغيير مراوح البطاقة إذا كنت تلاحظ أن المراوح القياسية ليست ذات كفاءة عالية، ولكن المشكلة كلها تكمن في ندرة وجودها في أغلب المتاجر المحلية.

اقرأ المزيد: كسر سرعة كرت الشاشة لرفع اداء الالعاب

6- المحاولة السادسة ৷ كسر السرعة العكسي لتقليل سرعة الترددات




تُطلق البطاقات مكسورة السرعة مصنعياً بنسب أعلى من السرعات الافتراضية التي يتم ضبطها من قبل شركات المعالجات الرسومية، وبطبيعة الحال ستتطلب الترددات الأعلى استهلاك كميات أكبر من معدلات الطاقة، ولهذا السبب ترتفع درجة حرارة المعالج الرسومي مع الألعاب الحديثة .

في البداية من ممكن أن نُفكر في تقليل جهد الفولت يدوياً، ولكن العبث في قيمة الفولت الأساسي من المحاولات الخطيرة التي لا ننصحكم على القيام بها، فمن الممكن أن تتسبب في عدم استقرار عمل البطاقة الرسومية أو الدخول في عدة مشاكل أنتم في غنى عنها. بالإضافة إلى ذلك بعض البطاقات الرسومية لا توفر إمكانية تغيير قيمة الفولت بسبب عدم احتواؤها على منظمات جهد تيار من الأنواع الرقمية.

طالع أيضاً: أفضل 4 برامج مجانية تساعدك على كسر سرعة كرت الشاشة بسهولة

ولذلك من أفضل المحاولات التي يمكن أن نتطرق إليها لتقليل درجة حرارة البطاقة الرسومية هي تقليل سرعة تردد المعالج الرسومي وذاكرة الفيديو. فهذه المحاولة آمنة تماماً ولن تتسبب لكم في مواجهة أية مشاكل، وسيكون لديها تأثير ملموس وواضح على درجة الحرارة. ولكي تتمكن من كسر السرعة العكسي يجب الاستعانة بأي من أدوات الطرف الثالث، ثم قم بتقليل قيمة تردد Core Clock و Memory Clock بمعدل 100MHz- إلى 200MHz-، إذا كانت النتيجة غير جيدة فقم بتقليل مؤشرات الترددات حتى تصل لأدنى قيمة متاحة.

بالتأكيد هذه المحاولة ليست أفضل الحلول المثالية، وستتسبب في التضحية بنسبة قد تكون كبيرة في بعض الأحيان من إجمالي نسبة مستوى الأداء العام للبطاقة، ولكنها تضحية من أجل تحقيق هدف أكثر أهمية وهو المحافظة على البطاقة من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة.

7- المحاولة السابعة ৷ تقليل معدل استهلاك الطاقة




هذه المحاولة عبارة عن إجبار المعالج الرسومي على استهلاك نسبة أقل من الطاقة في حالات الضغط الثقيلة وعبء الأعمال. فمن خلال الاستعانة بأدوات الطرف الثالث مثل برنامج MSI AfterBurner قم بضبط معدل Power Limit على قيمة أقل من القيمة المُثبتة افتراضياً، بهذا الشكل أنت تحاول ضبط المعالج الرسومي على عدم العمل بأقصى جهد وعدم الاحتياج إلى نسب الطاقة القصوى المسموح له باستهلاكها في حالات الضغط الثقيلة. بالتأكيد سيكون لها تأثير على مستوى الأداء والتضحية بنسبة 10 إلى 20 في المائة (على حسب نسب الطاقة التي ستقوم بتقليلها) ولكنها من المحاولات الجيدة جداً في المحافظة على العمر الافتراضي للبطاقة الرسومية .



في الختام نقول أن هذه المحاولات كانت أكثر المحاولات الإيجابية فعالية في القدرة على تقليل درجة حرارة البطاقة الرسومية. من الممكن أن تحصل من جراء هذه المحاولات على عدة درجات قليلة جداً، ولكنها ستساعد بكل تأكيد على المدى الطويل في المحافظة على عمر البطاقة وتحمل أعباء الأعمال والقدرة على الاستمرارية العمرية والمواصلة لفترات زمنية أطول.

تعليقات