يمتلك الكثيرون منّا
جهاز كمبيوتر مكتبيّ
واحد على الأقلّ في المنزل أو في مكان العمل. رُبّما يعود عُمر هذا الجهاز إلى
عشر سنوات أو أكثر وما يزال يعمل بصورة جيّدة على الرغم من
انتهاء فترة الضمان له
منذ زمن، بينما من المُمكن أن تكون قد اشتريت واستهلكت أكثر من جهاز لابتوب خلال
نفس تلك المُدّة تقريبًا. لا نتكلّم هنا عن أجهزة الابتوب الرخيصة فقط، فحتّى
أنواع اللابتوب الأعلى تكلفة (High-End) من المتوقّع أن
ينخفض أداءها بشكلٍ ملحوظ
أيضًا بعد انتهاء فترة الضمان بفترة وجيزة. فهل فكّرت من قبل في الأسباب التي
تجعل أجهزة الكمبيوتر المحمولة تعيش لوقت أقصر على الرغم من ارتفاع تكلفة شراءها
مُقارنةً بأجهزة الكمبيوتر المكتبيّة. إليك شرح أسباب قصر
العُمر الافتراضيّ لأجهزة اللابتوب
باستفاضة في السطور التالية.
أسباب قصر العُمر الافتراضيّ لللابتوب
التصميم الرقيق وخفّة الوزن
في عالم اللابتوبات، يُعتبر التصميم الرقيق والوزن الخفيف صفات
مرغوبة للغاية في أجهزة اللابتوب التي يحرص مُعظم الناس على اقتنائها لسهولة
الحمل وسهولة الحركة أثناء الاستخدام، لذلك تتسابق الشركات المُصنّعة في تقديم
أجهزة أقلّ سُمكًا وأخف وزنًا لعُملائها، ويأتي هذا غالبًا على حساب كفاءة
تبريد اللابتوب.
في جميع أجهزة الكمبيوتر يستهلك المعالج وكارت الشاشة الطاقة بكثافة ويكون هذا الاستهلاك دومًا مصحوبًا بانبعاث
الحرارة، والتي تُعتبر بمثابة العدو الأوّل للأجهزة والقطع الإلكترونيّة بشكل
عام، لذلك لابُدّ للكمبيوتر أن يكون مزوّدًا بأنظمة تبريد قادرة على تصريف
الحرارة الزائدة لتفادي الارتفاع المُفرط في درجة حرارة المكوّنات الداخليّة،
والذي قد يؤدّي إلى انخفاض أدائها أو حتّى تلفها بالكامل.
وعلى عكس أجهزة الكمبيوتر المكتبيّة الضخمة التي تتوفّر فيها مساحة كبيرة لوضع ما
يكفي من المراوح الداخليّة ومُبدّدات الحرارة مع ترك مجال للتهوية الطبيعيّة،
فإنّ أجهزة اللابتوب النحيفة للغاية لا تحتوي على الكثير من المساحة لإضافة
الكثير من المراوح الداخليّة والمُبدّدات الحراريّة التي تضمن مستويات عالية من
التبريد مع تعرّض المكوّنات الداخليّة للحرارة مُباشرةً وصعوبة تفادي التلامس
المادّي بين القطع والمكوّنات الساخنة.
وحتى مع تضمين مُعالجات أفضل قادرة على
العمل بشكل مريح عند 100 درجة مئويّة، كمُعالجات إنتل المُستخدمة في أجهزة
الألترابوك الحديثة من أبل، فهذا لا يحمي جميع وصلات اللحام ووحدات تنظيم الجهد
(VRM) من التلف نتيجة الارتفاع المُفرط في درجة الحرارة، وبالتالي تُستهلك هذه
الأجزاء في للابتوب بصورة أسرع من استهلاكها في الكمبيوتر المكتبيّ.
قصر العُمر الافتراضيّ للبطّاريّة
عادةً ما تكون البطّاريّة هي أوّل ما يتلف من مكوّنات اللابتوب، إذ يعتمد العُمر
الافتراضيّ لبطّاريّة اللابتوب على عدّة عوامل أهمّها نوع البطّاريّة ونمط
الاستخدام وعدد دورات الشحن والتفريغ، والذي يتراوح في المتوسّط ما بين 300-500
دورة شحن. يرجع ذلك إلى أن خلايا بطّاريّات أيون الليثيوم المُستخدمة في مُعظم
أجهزة اللابتوب الحاليّة تحتوي على أقطاب مصنوعة من مواد كيميائيّة ومغمورة في
إلكتروليت، ومع تكرار عمليّات الشحن والتفريغ تتحلّل هذه المواد وينخفض أداء
البطّاريّة وتقلّ كفاءتها تدريجيًّا حتّى تتلف تمامًا.
هُناك عوامل أخرى عديدة
يُمكن أن تُسرّع أيضًا من وتيرة هذا التحلُّل وبالتالي تُسرّع من استهلاك وتلف
البطّاريّة، مثل تكرار شحن بطّاريّة الابتوب بالكامل أو استمرار توصيلها بمصدر
الكهرباء أثناء تشغيل اللابتوب، كما يُؤدّي الارتفاع المُفرط في درجة حرارة
البطّاريّة إلى سُرعة تدهورها.
عند تبدأ بطّاريّة اللابتوب في التدهور يُلاحظ المُستخدم أنّ شحن البطّاريّة لم
يعُد يدوم طويلًا، وتزداد الأمور سوءًا بمرور الوقت إلى أن يُصبح المُستخدم غير
قادر على تشغيل اللابتوب باستخدام البطّاريّة فقط دون توصيله بمصدر الكهرباء من
خلال الشاحن، وهو ما يعني أنّ البطّاريّة قد استُهلكت تمامًا، وحان وقت
استبدالها.
تحتوي مُعظم أنواع أجهزة اللابتوب على بطّاريّات قابلة للإزالة
والاستبدال في حالة التلف، ومع هذا تأتي العديد من إصدارات أجهزة اللابتوب والماك
بوك الحديثة مزوّدة ببطّاريات غير قابلة للإزالة، وهو ما يجعل المُستخدم غير قادر
على استبدال بطّاريّة الجهاز بنفسه في حالة التلف، ولا مفرّ من اللجوء إلى الشركة
المُصنّعة لكي تقوم باستبدال البطّاريّة، وهي العمليّة التي تكون مجّانيّة فقط
خلال فترة الضمان الخاصّة بالجهاز، والتي تمتد لعام واحد على الأرجح، أمّا بعد
انتهاء فترة الضمان، فقد يُكلّف استبدال بطّاريّة اللابتوب الغير قابلة للإزالة
ما قد يصل إلى 179 دولارًا أمريكيًّا في بعض الأحيان، حتّى أنّ بعض المُستخدمين
قد يُفضّلون شراء جهاز لابتوب جديد بدلًا من دفع الكثير من المال لاستبدال
بطّاريّة الجهاز القديم.
صعوبة استبدال المكوّنات التالفة
تتمتّع مُعظم أجهزة الكمبيوتر المكتبيّة بمكوّنات قابلة للإزالة بسهولة عند
الحاجة إلى الصيانة أو الترقية والاستبدال، وهو ما يجعل تبديل الجزء التالف أسهل
وأقلّ تكلفة بكثير من التخلُّص من الكمبيوتر بالكامل وشراء جهاز جديد، على عكس
أجهزة اللابتوب التي تأتي بمكوّنات ملحومة وموصّلة بعناية يصعب إزالتها لصيانتها
أو استبدالها بمكوّنات جديدة في حالة التلف إلّا بالاستعانة بالشركة المُصنّعة،
وفي مُعظم الحالات تُكلّف عمليّات الاستبدال هذه الكثير من المال بعد انتهاء فترة
الضمان، فيُصبح شراء جهاز كمبيوتر جديد أكثر جدوى اقتصاديّة من إهدار المال في
محاولات إصلاح كُلّ جزء يتعطّل على حدة.
اقرأ أيضًا: 5 أشياء احذر فعلها عند صيانة الكمبيوتر بنفسك
الحفاظ على مبيعات الشركات المُصنّعة
لا شكّ أن الشركات المُصنّعة لأجهزة اللابتوب تضع الاعتبارات الاقتصاديّة أمام
أعينها طيلة الوقت، فهي مؤسّسات تهدف للربح وزيادة العائدات في نهاية المطاف، ومن
الصعب أن تستمرّ هذه الشركات في تحقيق نفس مستوى المبيعات إن تمكّنت أن تبيعك
جهاز لابتوب صالحًا للاستخدام مدى الحياة، على فرض إمكانيّة تصنيع مثل هذا النوع
من الأجهزة. إنّ بيع لابتوب يستمرّ في العمل بشكل جيّد لمُدّة عشر سنوات لعميل
ما، مهما ارتفع سعر اللابتوب، فهذا يعني التوقُّف عن البيع لهذا العميل لمُدّة
عشر سنوات تالية، لذلك تحرص الشركات المُصنّعة على تقديم أجهزة لابتوب تتمتّع
بعُمر افتراضيّ مُرضي للعُملاء إلى حدّ يُغريهم بدفع المال للشراء، ولكن دون
التأثير على خطط البيع المُستقبليّة للشركة.
نصائح لإطالة العُمر الافتراضيّ للابتوب
يتراوح العُمر الافتراضي المتوسّط لأجهزة اللابتوب ما بين 4-5 سنوات تقريبًا،
وعلى الرغم من ذلك فإنّ تجنُّب شراء الأنواع الرخيصة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة
واستثمار المال في الأنواع الجيّدة المصنوعة من خامات عالية المتانة، بالإضافة
إلى اتّباع عادات الاستخدام الجيّدة والمُمارسات الصحيحة يُمكن أن يُساعد على
استمرار اللابتوب في العمل بشكل جيّد لوقت أطول. ولعل أهمّ ما يُنصح به للحصول
على أداء جيّد للابتوب يدوم لأطول وقت مُمكن هو تفادي الارتفاع المُفرط في درجة
حرارة الجهاز، لذلك احرص على ترك فتحات التهوية الجانبيّة مُعرّضة للهواء أثناء
الاستخدام، وعند تشغيل اللابتوب كجهاز مكتبي أستخدم دائمًا وسادة تبريد لتقليل
تآكل المراوح الداخليّة. يُساعد ذلك على تقليل الضوضاء وخفض درجة حرارة النظام
بأكمله بضع درجات مئويّة.
وللحفاظ على عُمر أطول لبطّاريّة الابتوب تجنُّب شحنها بالكامل أو استمرار
توصيلها بمصدر الكهرباء لوقت طويل أثناء تشغيل اللابتوب لتفادي الشحن الزائد
والارتفاع المُفرط في درجة حرارتها، بل ينبغي شحن البطّاريّة بنسبة تتراوح ما بين
80-90 بالمائة ثُمّ فصل مصدر التيّار والاعتماد على البطّاريّة فقط لتشغيل الجهاز
حتّى تفريغها من الطاقة لمنع تآكلها. كذلك يُوصى بتنظيف فتحات ومنافذ الجهاز من
الغبار والأتربة من وقت لآخر، وعدم حمل اللابتوب من حواف الشاشة وهو مفتوح للحفاظ
على سلامة الهيكل الخارجيّ للابتوب وحماية المفصّلات من الكسر.




