وفّر أموالك! 5 أسباب منطقية لتجنب شراء راوتر باهظ الثمن

تعتقد أن الراوتر الأغلى هو الأفضل؟ إليك في هذا المقال 5 أسباب تثبت العكس وتجعلك تكتفي بالأرخص.
معظمنا يستخدم الراوتر الذي استلمه من مزود خدمة الإنترنت، لكن ماذا لو تعطل هذا الراوتر لأي سبب وفكرت في شراء راوتر جديد؟ هنا تبدأ رحلة من الحيرة قد لا تنتهي بشكلٍ جيد، حيث توجد العديد من الخيارات في السوق بأسعارٍ متفاوتة بشكل لافت؛ هناك ما هو اقتصادي وهناك ما يعد بأداءٍ خارق على مستوى السرعة والميزات المتقدمة. كثيرون ينخدعون لهذا النوع الثاني ويُنفقون فيه مبلغًا وقدره ثم يُفاجئون بأنه لم يكن يستحق خُمس المبلغ المدفوع أو ربما أقل. فهل فعلًا تستحق أجهزة الراوتر الغالية أثمانها؟ أم أن الأجهزة البسيطة تفي بالغرض؟ سنجيبكم عبر السطور التالية ونقول: لا.. وإليكم 5 أسباب تبرر هذه الـ "لا".
راوتر انترنت

أسباب لعدم شراء راوتر باهظ

لن تحتاج لمعظم المزايا

غالبًا، لن تحتاج إلى كل تلك الميزات المتقدمة التي تروّج لها شركات تصنيع أجهزة الراوتر. معظم الناس، في نهاية المطاف، يريدون ببساطة أن يتصلوا بالإنترنت؛ لا أكثر ولا أقل. في الإعلانات وعلى أغلفة أجهزة الراوتر، ستقرأ عن مزايا معقدة وأسماء برّاقة لمزايا قد تبدو ضرورية، لكنها في الواقع تظل بعيدة عن استخدامك اليومي. كم مرة احتجت فعلًا لخاصية إدارة الشبكة عن بعد، أو تقنيات متقدمة لحماية البيانات، أو تلك الإعدادات التفصيلية التي ربما لا تتذكر كيف تصل إليها أصلًا؟ من السهل الانبهار بهذه الأشياء، لكن من النادر أن تلجأ إليها في حياتك العملية.

الحقيقة أن جهاز الراوتر البسيط غالبًا ما سيكون كافيًا بالنسبة لك إذا كان هدفك هو مجرد الاتصال بالإنترنت والحصول على خدمة مستقرة وآمنة؛ بقية المميزات ليست بتلك العملية التي تظنها، وإن كان ذلك لا ينفي أهميتها بالطبع. الخلاصة أنك إذا وجدت نفسك تحتاج إلى مزايا معينة غير موجودة براوترك الآن، فربما وقتها يكون وقتًا مناسبًا للبحث عن الخيارات الثمينة، عدا ذلك اشترِ جهازًا عاديًا لأنه سيفي بالغرض.

المشكلة ليست في الراوتر، بل في السرعة

غالبًا ما تكون سرعة الإنترنت التي تحصل عليها من مزوّد الخدمة هي الحلقة الأضعف، وليست مواصفات الراوتر نفسه. قد تبدو فكرة شراء راوتر حديث وسريع مغرية، لكن بماذا ستفيدك هذه السرعة الإضافية إذا كان اشتراكك في الأساس محدودًا بسرعة متواضعة؟ الكثير من الناس يقعون في هذا الفخ؛ يظنون أن اقتناء راوتر أغلى سيمنحهم تجربة إنترنت أسرع، بينما الحقيقة أن الجهاز مهما كان متطورًا لن يتجاوز السقف الذي حدده مزود الخدمة. إذا كانت سرعة الإنترنت لديك لا تتجاوز 100 ميجابت في الثانية، فلن يفيدك أي راوتر فائق الإمكانيات، حتى لو كان يدعم سرعات خيالية على الورق.

إمكانية الحصول على المزايا المتقدمة مجانًا!

DD-WRT

صدق أو لا تصدق: الكثير من الميزات المتقدمة التي تروج لها الشركات لأجهزة الراوتر مرتفعة السعر ليست حكرًا عليها فعليًا. في الواقع، يمكن الحصول على نفس هذه المميزات – أو ما يشابهها – في الأجهزة الأرخص. إذا كان لديك ميل لتجربة الأمر بنفسك، فيمكنك أن تُحمل برنامجًا مثل DD-WRT – مفتوح المصدر – وتثبيته على الراوتر لتضيف له مزايا قد لا تكون موجودة سوى في الرواتر التي تكلف آلاف الجنيهات أو حتى مئات الدولارات. لكن لمعلوماتك؛ استخدام هذه البرامج سيُنهي فترة الضمان فانتبه.

معايير الواي فاي العالية لن تفيدك!

لا يوجد سبب فعلي يجعلك تندفع لشراء راوتر يدعم أحدث معايير الواي فاي مثل Wi-Fi 6 أو حتى Wi-Fi 7 فور نزولها للأسواق. رغم ما قد تسمعه من إعلانات أو نصائح تقنية، فإن الاستفادة الحقيقية من هذه المعايير الجديدة تظل محدودة في البداية.

الأمر هنا يرتبط بشيء يُعرف بقانون "ميتكلف Metcalfe"؛ هذا القانون ببساطة يقول إن قيمة الشبكة تتضاعف كلما زاد عدد المستخدمين أو الأجهزة المتصلة بها. بمعنى آخر: حتى لو كان لديك راوتر بأحدث معيار، لن تلاحظ فارقًا حقيقيًا إلا إذا كانت معظم الأجهزة حولك تدعم هذا المعيار أيضًا، أو أن عددًا كافيًا من المستخدمين قد انتقل إليه بالفعل. ولأن الغالبية لم تلحق بعد بهذه التقنية، لا يوجد ما يدعو للاستعجال. الأفضل أن تنتظر حتى تنتشر هذه المعايير بشكل أوسع؛ عندها سيكون للترقية معنى أكبر، ولن تضطر لدفع المزيد مقابل شيء لن تستفيد منه حاليًا.

مشكلة التغطية لن تُحَل!

يظن كثيرون أن شراء راوتر باهظ الثمن هو الحل السحري لمشكلة ضعف تغطية الواي فاي في بعض زوايا المنزل. الحقيقة أن جودة وموديل الراوتر قد يكونان مفيدين نعم، لن هناك ما هو أهم منهما بكثير مثل مكان وجود الراوتر في المنزل، والأجهزة المحيطة به، وغيرهما من العوامل التي ناقشناها في مقالات سابقة حول زيادة سرعة الواي فاي في المنزل. إذا كنت تريد حلًا عمليًا وسريعًا لمشكلة التغطية، فننصحك بشراء مقوي إشارة إذا كان هذا خيارًا متاحًا لديك.

الخلاصة: لا تشترِ راوترًا جديدًا بثمنٍ مرتفع إلا إذا كنت ستعرف كيف ستستفيد به. في معظم الأحيان تكون الحلول عند مزود الخدمة وليس في الراوتر الجديد. لا تنجر وراء الحيل التسويقية ولا تسمع كلامَ أحدٍ لمجرد أنه اشترى راوترًا غالي الثمن وحسّن من سرعة الإنترنت لديه، فمجددًا، المشكلة غالبًا تكمن في أشياء أخرى، وليس في الراوتر.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات