ميزة خفية بالويندوز تسرع أداء جهازك، لكنك قد تحتاج تعطيلها !

يعتمد نظام ويندوز على مجموعة من الخدمات التي تعمل في الخلفية ولا تحتاج أي تدخلٍ منك لأداء وظيفتها، معظمها ضرورية للحفاظ على أداء الكمبيوتر ولكن هناك خدمات غير ضرورية لاحتياجاتك والتي قد أشرنا إليها في موضوع خدمات ويندوز التي يمكن تعطيلها بأمان لتحسين الأداء. ولكن هناك خدمة ربما تكون الأبرز والأكثر تأثيرًا على أداء الجهاز، وهي SysMain التي تبقى قيد التشغيل دائمًا في الخلفية لمساعدتك على فتح البرامج التي تستخدمها باستمرار بسرعة أكبر. البعض يعتبر أن هذه ميزة ذكية تُحسن الأداء، وهي كذلك بالفعل، لكن لكل قاعدة استثناء، والاستثناء هنا يضم كل جهاز ضعيف لا سيما على مستوى الرام ووحدة التخزين. بدون المزيد من المقدمات والتشويق دعونا نوضح ماهية هذه الميزة بالضبط؟ وكيف يمكن أن تفيدك أو تؤثر بالسلب على تجربتك؟

كانت تُعرف سابقًا باسم "Superfetch"، وهي خدمة من خدمات الويندوز التي تعمل في الخلفية وتقوم بمراقبة البرامج التي تستخدمها بشكل متكرر على مدار الساعة، وذلك بهدف تحميلها مُسبقًا على الرامات بحيث تسرّع أداء جهازك وتختصر مدة فتح هذه البرامج. تعمل الخدمة ضمن إحدى عمليات النظام الأساسية وذلك بصلاحيات عالية جدًا تُمكنها من الوصول الكامل تقريبًا لكل موارد النظام.

على سبيل المثال، إذا كنت تفتح متصفح كروم باستمرار، فإن خدمة SysMain ستقوم بتحميل الملفات الأساسية الخاصة بالمتصفح إلى الرامات حتى قبل أن تفتحه. وبهذا، عندما تقوم بتشغيل المتصفح فعليًا، سيكون قد تم تحميل معظم مكوناته مسبقًا، ما سيجعله يفتح بسرعة ويُعطيك انطباعًا بأن جهازك أسرع مما هو عليه فعليًا. لكن هذا لا يعني أنها تُحول الأجهزة القديمة أو البطيئة إلى أجهزة سريعة؛ هي فقط تُحسن من تجربة الاستخدام اليومية، وهذا يأخذنا إلى الجزء السلبي من خدمة SysMain.

تأتي هذه الخاصية مُفعلةً بشكل تلقائي في الويندوز، لكنك لحسن الحظ تستطيع أن تُعطلها بسهولة كما سنرى بعد قليل. لكن لماذا تُعطلها أصلًا؟ حسنًا، تم تقديم خاصية SysMain لأول مرة في نظام ويندوز فيستا عام 2007، وكانت تُعرف حينها باسم Superfetch كما أشرنا في الفقرة السابقة. تم تصميمها أساسًا لتناسب مع الأجهزة التي تعتمد على الهاردات التقليدية HDD، التي كانت أبطأ بكثير من وحدات تخزين SSD الحديثة التي تُستخدم الآن في معظم أجهزة الكمبيوتر.

مع تطور سرعات وحدات التخزين والرامات، أصبحت SysMain تسير في نفس مسار ميزة ReadyBoost والتي – للمصادفة – أُطلقت أيضًا مع نظام فيستا وأصبحت الآن عديمة الفائدة، لأن المشكلة التي صُممت لحلها لم تعد موجودة (مُشكلة سرعات الرامات البطيئة جدًا وقتها). وعلى الرغم من أن SysMain لا تزال تقدم بعض الفوائد، فإن الحاجة إليها أصبحت أقل بكثير مما كانت عليه في السابق.

فعلى الرغم من أن فكرة تحميل البرامج مُسبقًا على الذاكرة يُسرع من وقت فتحها، فإن نفس الفكرة تؤدي إلى استهلاك الموارد، وإذا فتحت برنامجًا آخر يستهلك قدرًا كبيرًا من الرامات أو المعالج، فإن ذلك سيزيد الطين بلة ويُبطئ من استجابة النظام بشكل ملحوظ، لأن البرامج هنا ستتنافس على موارد جهازك مما سيجعل كل شيء بطيء. بالمقابل، أغلب الحواسيب الحديثة قادرة على تشغيل هذه الخدمة دون أي تأثير ملحوظ، لا سيما تلك المزوّدة بمعالجات قوية ورامات كافية. أما الأجهزة القديمة، التي تُعاني أساسًا مع نظام ويندوز 11، فقد تلاحظ فرقًا سلبيًا مع استمرار عمل SysMain في الخلفية.

إذا كان جهازك بطيئًا بالأساس ويمتلك رام محدود ووحدة تخزين HDD، فجرّب أن تُعطل خدمة SysMain عن طريق فتح نافذة Run بالضغط على مفتاحي Win + R ثم كتابة services.msc والضغط على Enter. ابحث عن SysMain واضغط عليها مزدوجًا بزر الفأرة الأيسر، ثم اضغط على Stop بكل بساطة. إذا أغلقت النافذة الآن، فقد يتم تفعيل هذه الخدمة تلقائيًا، لمنع حدوث ذلك، اضغط على قائمة Startup Type المنسدلة واختر Disabled ثم OK.

الخلاصة: هل خدمة SysMain مفيدة حقًا؟ في الحقيقة سواء كان جهازك قويًا أو ضعيفًا، فإن هذه الخدمة ليست بالأهمية التي قد تعتقدها. ففي حالة الأجهزة القوية، لن يتجاوز تأثير الخدمة بضع مئات من المللي ثانية، أي أن تأثيرها لن يكون ملحوظًا لأن المعالج نفسه سيتولى المهمة. من ناحية أخرى، إذا كنت تستخدم جهازًا بموارد محدودة أو تواجه ارتفاعات عشوائية في استخدام المعالج أو الرامات، فإن تعطيل SysMain يمكن أن يُحسن الأداء. قرار تفعيل الخدمة أو تعطيلها يجب أن يُتخذ بناءً على كيفية استخدامك للجهاز ومدى قوة موارده.

جدير بالذكر أيضًا أن تعطيل خدمة SysMain لن يتسبب في تعطل النظام لا من قريب ولا من بعيد، لذا فننصحك بتجربة الأمر بنفسك وأنت مُطمئن. نقطة أخرى مهمة هي أن تحميل البرامج بشكل مستمر على الرامات، سواء استخدمتها أم لا، قد يؤدي أيضًا إلى تقليل عمر قرص SSD، وذلك لأن تحميل البرامج على الرام يحتاج أن يتم قراءتها أولًا عن طريق القرص التخزيني.