كل ما تريد معرفته عن مساعد الذكاء الاصطناعي من ميتا | Meta AI

قطعت شركة ميتا المالكة لعدد من شبكات التواصل الاجتماعي أشهرها فيسبوك وإنستجرام وواتساب شوطا كبيرًا في سعيها الدءوب نحو تطوير مُنتجاتها وتدعيمها بأحدث التقنيات. وفي هذا السياق، أعلنت الشركة الأمريكية في شهر أبريل الماضي عن طرح ما أطلقت عليه اسم Meta AI، وهو مُساعد افتراضيّ ضمّنته ميتا مؤخّرًا في مُنتجاتها بهدف الاستفادة من نماذج الذكاء الاصطناعيّ لمُساعدة المُستخدمين وتسهيل تفاعلهم مع تطبيقاتهم المُفضّلة من بين عائلة تطبيقات ميتا والتعامل معها بشكل أفضل وأسرع من خلال مُساعد ذكي مُتعدّد الوسائط يُمكنه القيام بالعديد من المهام المُعقّدة. وفي هذه المقالة نستعرض أهمّ المعلومات المتوفّرة حول مُساعد الذكاء الاصطناعيّ Meta AI الجديد من ميتا، ومُميّزاته، وكيفيّة استخدامه في منصّات ميتا المُختلفة.

لا تُعتبر شركة ميتا حديثة العهد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد بدأت الشركة العمل على تطوير نماذج تعلّم الآلة منذ سنوات من خلال مُختبر الأبحاث الأكاديميّة التابع لها، والذي ركّز جهوده بشكل خاص على تطوير أبحاث الميتافيرس "Metaverse" والاستفادة من نماذج الذكاء الاصطناعيّ لتحسين تجربة استخدام تطبيقات الدردشة وتحسين تجارب الواقع الافتراضيّ والواقع المُعزّز.

كانت أوّل مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعيّ التي دمجتها الشركة في مُنتجاتها تُعرف باسم Facebook Artificial Intelligence Research قبل أن يتغيّر اسم الشركة في أكتوبر 2021 من فيسبوك إلى ميتا، وهو الاسم الذي استلهمته الشركة من أبحاثها حول الميتافيرس. وعقب تغيير اسم الشركة طرحت ميتا مُساعدها الافتراضيّ الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعيّ تحت اسم Meta AI.

اعتمدت بنية المُساعد الافتراضيّ Meta AI على نموذج Llama 3.2 مفتوح المصدر الذي طوّرته شركة ميتا، وهو أوّل نموذج مُتعدّد الوسائط مفتوح المصدر، وأحدث إصدار في عائلة النموذج اللغويّ الكبير LLM، والذي يستفيد من خوارزميّات التعلُّم الآليّ المتطورة وتقنيات مُعالجة اللغة الطبيعيّة (NLP) لتوليد النصوص ومُحتوى المُحادثات والصور وحتّى محتوى مقاطع الفيديو. استخدمت ميتا كمًّا هائلًا من البيانات لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعيّ الخاص بها حيث تمتلك مكتبة ضخمة من البيانات المُستمدّة من مليارات المُستخدمين لتطبيقات فيسبوك وإنستجرام وواتساب وغيرها.

يتميّز مُساعد Meta AI من ميتا عن مُعظم المُساعدات الافتراضيّة الأخرى المدعومة بالذكاء الاصطناعيّ، مثل Gemini الخاص بشركة جوجل وChatGPT من OpenAI، بكونه مُساعدًا مُدمجًا داخل تطبيقات ومنصّات ميتا المُختلفة يُمكن الاستعانة به في التفاعل معها ممّا يوفّر لمُستخدمي ميتا تجربة مُتكاملة لا يحتاج فيها المُستخدم للكثير من الخبرة للاستفادة من المُساعد الافتراضيّ.

على حين يُمكنك بسهولة استدعاء بوت الدردشة الخاص بميتا داخل صناديق الدردشة، وحتّى الدردشات الجماعيّة، لطلب مُساعدته أو مُقترحاته أو سؤاله عن شيء ما أو مُحادثته صوتيًّا عن طريق كتابة الرمز @ متبوعًا بعبارة Meta AI، يُمكنك أيضًا الحصول على مُساعدة Meta AI في أداء العديد من المهام الأخرى مثل استكشاف المحتوى الذي يُلائمك أو تحرير الصور ومقاطع الفيديو وكتابة المنشورات حتّى دون الحاجة إلى استدعاء البوت وسؤاله. كذلك يمكن الوصول إلى المساعد الذكي من أي متصفح عبر موقع Meta.ai.

يُتيح Meta AI للمُستخدمين داخل الولايات المُتّحدة الأمريكيّة عدّة ميزات إضافيّة، مثل ميزة AI Studio التي تسمح للأفراد والشركات بإنشاء بوتات دردشة مُخصّصة مدعومة بالذكاء الاصطناعيّ لاستخدامها في التفاعل مع عملائهم دون الحاجة لأن تكون لديهم خبرة كبيرة أو دراية سابقة بالبرمجة.

لا يقف الأمر عند استخدام Meta AI على الكمبيوتر والهواتف فقط، بل ذهبت ميتا إلى أبعد من ذلك، إذ دمجت Meta AI في بعض أجهزتها الذكيّة الأخرى المُستخدمة في كندا والولايات المُتّحدة الأمريكيّة مثل سمّاعة الواقع الافتراضيّ Meta Quest S3 ونظّاراتها الذكيّة ميتا Ray-Ban.

ومن خلال دمج Meta AI في نظّارات ريبان ميتا الذكيّة، يُمكن للذكاء الاصطناعيّ مُساعدة مُستخدمي هذه النظّارات في الكثير من المهام مثل تذكّر مواضع الأشياء، أو اتّخاذ بعض الإجراءات حيال بعض الأشياء والعناصر التي ينظر المُستخدم نحوها، فيُتيح لنظّارتك الذكيّة على سبيل المثال مُساعدتك على تذكّر مكان توقُّف سيّارتك، كما يُمكنك مُطالبتها بإجراء مُكالمة، أو مسح رموز الاستجابة السريعة QR codes. لا تزال بعض الميزات الأخرى في مرحلة التجريب، مثل جعل نظّارة ريبان ميتا قادرة على ترجمة المُحادثات أو دبلجة مقاطع الفيديو في الوقت الفعليّ.

عند إطلاق مُساعد Meta AI تم إتاحته بعدد من اللغات من بينها الإنجليزيّة، والفرنسيّة، والألمانيّة، والهنديّة، والإيطاليّة، والبرتغاليّة، والإسبانيّة، وذلك في 22 دولة حول العالم من بينها دول أمريكا الشمالية والجنوبية، وبعض دول شرق أسيا. لكن مؤخرًا قامت ميتا بتوسيع نطاق Meta AI إلى الشرق الأوسط مع دعم رسمي للغة العربية، فبات ممكنًا استخدامه في العديد من الدول العربية مثل: مصر، والجزائر، والعراق، وليبيا، والمغرب، والسعودية، وتونس، والسودان، واليمن، والإمارات. أعلنت ميتا أيضًا انه سيُصبح بمقدور المُستخدمين الدردشة الصوتيّة مع Meta AI مع اختيار صوت البوت من بين أصوات عدد من المشاهير مثل جون سينا ​​وكريستيان بيل.

هُناك ما يقرب من 400 مليون مُستخدم نشط شهريًّا يستخدمون Meta AI على الرغم من إتاحته في عدد محدود من الدول، ومن المتوقّع أن يتضاعف هذا الرقم بمُجرّد وصوله إلى دول الاتّحاد الأوروبيّ، فحتّى الآن لا تزال شركة ميتا مُتردّدة في المصادقة على ميثاق الذكاء الاصطناعيّ للاتّحاد الأوروبي، والذي يُلزم الشركات بتقديم معلومات مُفصّلة حول البيانات المُستخدمة لتدريب نماذج التعلُّم الآلي الخاصّة بها قبل السماح لها بطرح نماذجها للاستخدام في دول الاتّحاد.

بشكل عام، Meta AI هو مساعد ذكاء اصطناعي مبتكر يمكن الوصول إليه من داخل تطبيقات واتساب، وإنستجرام، وفيسبوك، وماسنجر سواء لإنشاء الصور، وتعديلها، أو كتابة النصوص بشكل سريع. يتم تطوير نموذج Llama – الذي يستند إليه المساعد الذكي – بشكل مستمر لدعمه بمزيد من المزايا والقدرات، إذ يصنفه مارك زوكربيرج، مدير ومؤسس ميتا، بأن Llama ستكون "المعيار الصناعي" لنماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة، لأنه يرى في النماذج مفتوحة المصدر، والتي تعد عائلة لاما إحداها، هي مستقبل الذكاء الاصطناعي.