كيف تمنع "ميتا" من استغلال بياناتك في تدريب الذكاء الاصطناعي



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


دائمًا ما توجَّه أصابع الاتهام لشركة Meta (الشركة الأم لفيسبوك)، وذلك لأسباب متفاوتة، آخرها كان استخدام صور وبيانات المستخدمين على منصتيها الأشهر – فيسبوك وإنستجرام – لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وهو الأمر الذي أثار مخاوف الكثيرين وأزعجهم، إذ لا يُفترض بالشركة أن تنتهك خصوصية مستخدميها بأي حال. تناولنا في مقال سابق 5 نصائح للحد من تأثير الذكاء الاصطناعي على خصوصيتك وفي هذا الموضوع سوف نُضيف نصيحة أخرى تتمثل في إيقاف شركة "ميتا" عن استخدام صورك وبياناتك من أجل تدريب وتحسين نماذجها للذكاء الاصطناعي لنحد من هذه المهزلة!

إيقاف استغلال صورك وبياناتك على فيسبوك

إيقاف استغلال صورك وبياناتك على فيسبوك


أولًا: استخدام ميتا بيناتنا لتدريب الذكاء الاصطناعي


يحتوي فيسبوك وإنستجرام على عددٍ مهول من صور المستخدمين، لا سيّما هذه المنصة الأخيرة التي تتمحور فكرتها حول مشاركة الصور مع الآخرين وليس أي شيء آخر. على الرغم من أن حقوق هذه الصور من المفترض أن تكون مِلكًا لناشرها وحده، أعلنت شركة ميتا اعتزامها استخدام هذه الصور – بحجة أنها عامة – لتدريب النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) ونماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لها ابتداءً من السادس والعشرين من شهر يونيو الجاري. يُفترض بهذا التحديث أن يكون جزءًا من سياسة خصوصية جديدة تسمح لميتا بتنفيذ هذا الأمر، إن لم تكن نفّذته فعلًا!
 

أثار هذا التحديث ضجةً بين المستخدمين في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي تحديدًا، والذين تلقوا إشعارات تفيد بأن ميتا ستستخدم ليس الصور فقط، وإنما المنشورات العامة والتعليقات والبيانات الموجودة على منصتيها المذكورتين لتدريب روبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي. و"تفضلت" ميتا علينا بأن تركت الرسائل والمنشورات الخاصة وشأنها مُستثنيةً إياهم من البيانات التي ستستخدمها لتدريب الـ "AI". ونظرًا لامتعاض المستخدمين – المُبرر بالطبع – اضطُرت ميتا إلى الاستجابة وأتاحت خيارًا يُمكنك من عدم السماح باستخدام بياناتك الشخصية في هذه العملية، وهذا ما سيأخذنا للقسم الثاني من هذا المقال.

ثانيًا: منع ميتا من استخدام بياناتك في تدريب الـ AI



هناك حلّان؛ الأول متاح لمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي فقط – حتى الآن – نظرًا لصرامة قوانين الخصوصية هناك، إذ يوجد ما يُسمى باللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR). ولسوء الحظ لا يمكنك استخدام أحد برامج الـ VPN لخدِاع الشركة وجعلها تظن أنك من قاطني تلك الدول، مما يعني أنك إذا كنت تعيش في أي منطقة أخرى في العالم، فهذا الحل لن يُجدي معك.

ولكن على كلٍ، يعمل هذا الحل عن طريق التوجه إلى صفحة الدعم الرسمية لشركة ميتا وملء نموذج اعتراض يُسمى "Object to your information being used for Al at Meta" حيث تحتاج إلى إدخال بيانات دولتك، وبريدك الإلكتروني، والسبب الذي يدفعك للاعتراض على استخدام بياناتك في تدريب الذكاء الاصطناعي لدى Meta، وبعض المعلومات الإضافية الأخرى لتعزيز طلبك. بعد أن تُدخل هذه البيانات وتضغط Submit سيتم إجراء عملية تحقق من الهوية.


ستصلك كلمة سر مرة واحدة (OTP) على البريد الإلكتروني الذي أدخلته، استخدمها لتؤكد قرارك. وستصلك رسالة من ميتا تُخبرك بأنهم سيراجعون طلبك، ما يعني أنهم قد يرفضونه ويستخدموا بياناتك دون موافقتك، وهو ما لا يجب أن يحدث وفقًا لقوانين الاتحاد الأوروبي.

الجدير بالذكر أن ميتا رفضت بالفعل بعض الطلبات ولا توجد معايير أو أسباب واضحة لذلك، ولكن مرةً أخرى، هذا انتهاك صريح لقوانين الاتحاد الأوروبي، ولقد تقدم المركز الأوروبي للحقوق الرقمية (NYOB) بالفعل بطلبٍ في 11 دولة لبدء التحقيق في هذا الأمر وإيقافه فورًا.


ماذا تفعل إن كنت لا تعيش بالمملكة المتحدة أو الاتحاد الأوروبي؟ للأسف الشديد لا توجد طريقة مباشرة لمنع ميتا من استخدام بياناتك كما في الحالة الأولى، ومع ذلك، يمكنك أن تمنع المنصة من استخدام بياناتك الموجودة بتطبيقات ومنصات الطرف الثالث وتدريب الذكاء الاصطناعي باستخدامها. لتفعل ذلك، انتقل إلى نموذج "حقوق أصحاب البيانات بشأن معلومات الجهات الخارجية المستخدمة في الذكاء الاصطناعي في Meta" والمخصص لإرسال الطلبات المتعلقة بمعلوماتك الشخصية الواردة من جهات خارجية والتي يتم استخدامها لتطوير الذكاء الاصطناعي في Meta وتحسينه.
 
كل ما عليك هو اختيار "أريد حذف أي معلومات شخصية من جهات خارجية مستخدمة في إنشاء وتحسين الذكاء الاصطناعي في Meta" أو "…I want to delete any personal information from third parties used" وأجب على الأسئلة التي ستظهر أمامك – لتنفيرك على ما يبدو! – ثم اضغط "إرسال" Send. هنا أيضًا ستنظر ميتا في الطلب وتُخبرك بقرارها على البريد الإلكتروني.

في النهاية، يجب أن نتصالح مع حقيقة استخدام ميتا لبياناتنا الموجودة على منصاتها في تدريب أدوات الذكاء الاصطناعي، فحتى لو طلبنا منها ألا تفعل ذلك ستفعل لو أرادت، وبطريقة ذكية وهي استخدام الصور والمنشورات التي تمت الإشارة لنا فيها بحجة أننا لم ننشرها بأنفسنا. يبدو أن الحل هو حذف حساباتنا من منصات هذه الشركة أو ظهور سياسات جديدة تحمي خصوصيتنا بشكل أفضل.

تعليقات