كل ما تحتاج معرفته عن متصفح Arc للكمبيوتر وأهم مميزاته



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


تُهمين برامج مثل جوجل كروم ومايكروسوفت إيدج وفايرفوكس على سوق متصفحات الويب لأجهزة الكمبيوتر بحصص متفاوتة، وإن كان "كروم" يترأسهم بمسافة. ومع انها متصفحات مرموقة وأثبتت كفاءتها على مدار سنوات بل وتمتلك الكثير من الميزات التي لا تنفك عن التطور، لكنها أصبحت تقليدية ولا تقدم جديد حقيقي فيما يتعلق بتجربة الاستخدام. هذا ما استغلته شركة أمريكية "نيويوركية" تُدعى The Browser Company وأطلقت متصفحًا يُسمى Arc، وهو حقًا متصفحٌ مختلف وقد حظي بإعجاب المستخدمين مع الإصدار الأول الذي كان متاحًا فقط لأجهزة ماك من آبل قبل أن يُصبح متوفرًا أيضًا لأجهزة ويندوز. وفي هذا المقال دعونا نستعرض سويًّا أهم المعلومات حول متصفح Arc ومميّزاته البارزة.

متصفح الانترنت الجديد Arc

متصفح الانترنت الجديد Arc


أولًا: ما هو متصفح Arc؟



على صفحتها الرئيسية، تلفت The Browser Company النظر إلى أننا عندما نفكر في استخدام الإنترنت، فإننا عادة ما نتجاهل وسيلة دخولنا إليه، وهو المتصفح، ونركز بدلًا من ذلك على المقالات التي نقرأها، الإيميلات التي نُرسلها، المحتوى الذي نشاهده، وغير ذلك من الأنشطة المختلفة التي نقضيها على الإنترنت. وتقول الشركة بأنه على الرغم من تطور الإنترنت، فإن المتصفحات الحالية لم تتغير بشكلٍ فارق عما كانت عليه منذ 25 عامًا من منطلق أنها ليست كُفئًا لفتح الكثير من التبويبات أو جعلنا نُركز على ما نفعله أو حتى لنكون مُنظمين.

وتضيف الشركة: "لهذا نحن نبني متصفحًا جديدًا نُسميه Arc؛ لأننا نؤمن أن المتصفحات يمكنها أن تفعل أكثر من ذلك بكثير. نحن نتصور متصفحًا يمكنه التفكير بنفس السرعة التي نفكر بها، يستخرج منا الإبداع، ويدفعه إلى الأمام، متصفحٌ جاهز للطريقة التي نستخدم بها الإنترنت في 2024، ويرسخ كيفية استخدامنا له في المستقبل".

ما تريد أن تقوله الشركة باختصار إن متصفحها الذي يدعى Arc لا مثيل له على الإطلاق لدرجة أنه عند تثبيت وتشغيل المتصفح لأول مرة تكون رسالة الترحيب عبارة عن جُملة "ألتقِ بالإنترنت، مُجددًا" ما يعكس رؤية الشركة بأن Arc يتلاءم مع متطلبات الإنترنت الحديثة واحتياجات المستخدمين. وبالفعل منذُ أن طرحت الإصدار الأول منه في عام 2022 كبديل عن "سفاري" وبقية المتصفحات المتاحة لأجهزة ماك من آبل، حظى المتصفح بإشادة واسعة من ملايين المستخدمين المُعجبين إما بالواجهة المصممة على نحو مدروس لتنظيم عملية التصفح، أو المميزات التي توفر راحة حقيقية وترتيبًا فعالًا لجلسات التصفح، أو الأداء السلس والسريع أثناء التنقل وتحميل صفحات الويب.


بمجرد النظر إلى واجهة مستخدم Arc يمكننا ملاحظة الاختلاف الأكبر عن المتصفحات الأخرى، فالتصميم غير اعتيادي حيث يتم عرض التبويبات المفتوحة في شريط قائم على اليسار، ويتضمن أيضًا الصفحات المفضلة والمساحات والمجموعات مع إمكانية تكبير وتصغير هذا الشريط او يجعله يظهر عند الحاجة لاستغلال مساحة النافذة بالكامل. وبالنسبة للمساحات "Spaces" فهي ميزة أساسية بالمتصفح أشبه بـ "الفولدرات" تتيح تجميع التبويبات والصفحات المفضلة في مساحات منفصلة، وبالتالي يمكن بسهولة الفصل بين مواقع العمل أو الخاصة بمشاريع محددة عن بقية التبويبات الأخرى.


هذا ويستبدل متصفح Arc شريط العنوان التقليدي بشريط بحث أشبه بالـ "Spotlight" في نظام الماك، حيث يظهر بشكل منبثق على الشاشة ويمكن من خلاله البحث على الإنترنت أو العثور على التبويبات المفتوحة بسرعة أو البحث في الإعدادات أو إضافة الروابط المباشرة. ومُدمج مع المتصفح مدير تنزيلات بسيط وأدوات أخرى سوف نذكرها تباعًا. وبالرغم من تهديده لعرش متصفح جوجل كروم كأكثر متصفحات الويب شعبية على مختلف المنصات، إلا ان Arc يعتمد بالفعل على نواة كروميوم، وبالتالي يستطيع المستخدم الاستمتاع بمئات الآلاف من الإضافات المتوفرة على Chrome Web Store.


كما أشرنا، المتصفح كان مصمم في البداية لأجهزة ماك من آبل، ولكن في 30 أبريل 2024 تم طرح الإصدار الأول من Arc لنظام التشغيل ويندوز 11 فيمكن تحميله مجانًا من الموقع الرسمي وتثبيته كأي متصفح. الرائع أن إصدار ويندوز لا يستنسخ نفس إصدار الماك، بل يحتفظ بأساسيات البرامج الخاصة بالويندوز ويستخدم لغة التصميم WinUI 3.0 التي تجعله متماشيًا مع مظهر نظام ويندوز والاستفادة من التأثيرات الشفافة مثل Acrylic و Mica إلى جانب الزوايا الدائرية للنوافذ. كما ويعتبر Arc أول برنامج ويندوز مبني بلغة البرمجة "Swift" الخاصة بشركة آبل، وليس ++C على غرار المتصفحات الأخرى.

ثانيًا: مميزات متصفح Arc


مُصمم "للإنترنت العصري"



أصبحت حياة الكثير من الأشخاص مُختَزلة على الإنترنت والمتصفحات كما أشرنا، وهو ما لم تستعد له الكثير من المتصفحات. في متصفح Arc، وعلى عكس متصفحي جوجل كروم وسفاري مثلًا، هناك شريط جانبي يُنظم لك "حياتك الأونلاين" إذ يُمكنك من إدارة التبويبات، والإشارات المرجعية، والإعدادات الأساسية، علاوة على بعض الميّزات الأخرى مثل الوصول إلى آخر التحميلات.

لعل الميزة الأهم في شريط متصفح Arc الجانبي أنه يسمح لك بتنظيم مساحات مُخصصة لمختلف استخداماتك، حيث تستطيع إنشاء مساحة للعمل، وأخرى للترفيه، وثالثة للتعلم، وهكذا. بالطبع هذه الميزة أكثر فاعلية من فتح أكثر من متصفح واستخدامهم في نفس الوقت. شيء آخر، يحتوي المتصفح على نظام مُحسن للإشارات المرجعية يتيح لك إدارة المواقع التي كثيرًا ما تتردد عليها بسهولة، كما يعمل زر التبويبة الجديدة به على غرار خاصية الـ "Spotlight"، ما يعني أنك تستطيع الوصول إلى كل جانب من المتصفح بسهولة.

تحسين تجربة تعدد المهام



يتمنى الكثير من مستخدمي الإنترنت لو يجدون متصفحًا يتحمل مهامهم المتعددة، وهو ما يتحقق في هذا المتصفح العصري الذي يُمكنك من إدارة وتنظيم المساحات، وبالطبع التبويبات الكثيرة، وضع في حسبانك أن هذا المتصفح يُعَد من الأسرع على أجهزة الماك. بفضل الشريط الجانبي مرةً أخرى، ستستطيع أن تتنقل بين التبويبات بسهولة، كما ستتمكن من أرشفة بعضها لئلا تتشتت.

ولأن تعدد المهام على المتصفح يعني كثرة التبويبات المفتوحة، يُتيح لك متصفح Arc أن تُقسِّم هذه التبويبات وتفتح نوافذها في الوقت نفسه بجوار بعضها بفضل ميزة "العرض المقسم" Split Tabs. على سبيل المثال: ستساعدك هذه الميزة كثيرًا إذا أردت أن تفتح نافذتين لتقرأ من إحداهما وتكتب في الأخرى. وهناك ميزة مشابهة بهذا المتصفح المجاني، باستخدامها ستستطيع أن تفتح نوافذ صغيرة من المتصفح نفسه لتُشغل عليها يوتيوب أو سبوتيفاي مثلًا وتتركهم يعملون في الخلفية، والمميز أن هذه الميزة ذكية كفاية لتُخصص حجم النافذة الصغيرة قياسًا على صفحات الويب المفتوحة.

يوفر خصائص كثيرة لتنظيم التصفح



لا يحتاج هذا المتصفح المبني على نواة كروميوم توصيةً عندما يتعلق الأمر بالميزات الأساسية مثل مانع الإعلانات، أو وضع Picture-in-picture، أو مدير التبويبات لضمان تجربة سلسة من التصفح. على سبيل المثال، تضمن ميزة أو إضافة مانع الإعلانات بهذا المتصفح عدم إزعاجك بالنوافذ المُنبثقة والإعلانات المزعجة، في حين تُشبه ميزة الصورة بداخل الصورة ميزة النوافذ الصغيرة التي تحدثنا عنها أعلاه، ويمكنك أن تُعطلها بالمناسبة.

من الإضافات الممتازة أيضًا هي إمكانية تدوين الملاحظات بشكل فعال داخل المتصفح نفسه، وتحديدًا بالشريط الجانبي أيضًا، ما يعني أنك لن تُضطَر إلى مغادرة المتصفح أو الاعتماد على إضافات خارجية قد تضر بمتصفحك أو تؤثر على أدائه. ومن الملاحظات الجديرة بالاحترام في هذا المتصفح أنك تستطيع تعطيل كل الإضافات الافتراضية وإنشاء بيئة عمل مُخصصة لك كيفما تريد، أضف إلى ذلك أنك تستطيع تعيين اختصارات مُعينة بالكيبورد لتسهل عليك الاستخدام، وفوق كل هذا، تُحدث الشركة المطورة متصفحها بين الحين والآخر، وفي كل تحديث نرى مزايا جديدة، مما يعني أن هناك دائمًا شيء نتطلع إليه.

أيضًا يوفر المتصفح ميزة "النظرة الخاطفة" Peek التي تعرض معاينة للروابط دون فتحها، كما يتكامل متصفح Arc من أشهر الخدمات التي نستخدمها على المتصفحات بشكلٍ ذكي، على سبيل المثال، عندما تقف بمؤشر الفأرة على تبويبة خدمة مثل الجيميل، سيُظهر لك المتصفح قائمة بالإيميلات غير المقروءة، في حين أنك عندما تؤشر على خدمةٍ أخرى مثل "تقويم جوجل" Google Calendar، فستظهر لك قائمة بالأحداث المستقبلية.

دعم أرشفة التبويبات



في متصفح Arc، إذا لم تقم بزيارة علامة تبويب خلال الـ 12 ساعة الماضية، وإذا لم تكن مثبتة كصفحة مفضلة، فسيقوم المتصفح تلقائيًا بأرشفتها لأغراض تقليل العبء على موارد الكمبيوتر. يمكنك فتحها مرة أخرى في أي وقت من قائمة الأرشيف، وسيحتفظ المتصفح بالمكان الذي توقفت عنده داخل صفحة الويب المؤرشفة. علاوة على ذلك، يمكنك أيضًا أرشفة علامة تبويب يدويًا عن طريق النقر بزر الماوس الأيمن عليها واختيار خيار "Archive Item".

التوافق مع الإضافات والألفة مع المتصفحات الأخرى



كما ذكرنا، يعتمد متصفح Arc على نواة كروميوم، وهذا يعني أنك تستطيع استخدام نفس الإضافات تقريبًا الموجودة على متصفح جوجل كروم مثلًا، والأهم من ذلك أن المُسميات متشابهة وبعض الخصائص متشابهة، على سبيل المثال ستستطيع أن تفتح وضع التصفح الخفي أو Incognito tab الذي ستجده تحت نفس المُسمى، وبالتالي لن تحتاج إلى الكثير من الوقت حتى تعتاد استخدام هذا المتصفح.

لحسن الحظ أن هذا المتصفح أخذ من نواة الكروميوم ومتصفح جوجل كروم تحديدًا مزاياه وترك عيوبه المعروفة من استهلاك موارد الجهاز وحتى المشاكل المتعلقة بالخصوصية. وأخيرًا وليس آخرًا، وهذه ميزة حصرية لمستخدمي أجهزة أبل، يُقدم المتصفح ميزة المزامنة مع خدمة iCloud لذلك إن كنت تمتلك أكثر من جهاز ماك، فيمكنك أن تستخدم المتصفح عليهم جميعًا والاحتفاظ بنفس الإعدادات وكل شيء عن طريق تسجيل الدخول بالـ iCloud.

في النهاية، يُقدم متصفح Arc مميزات واعدة ومختلفة حقًا عن المميزات الموجودة ببقية المتصفحات، ولهذا لن نستعجب إذا لقي رواجًا في الفترة القادمة وخصوصًا بعدما أصبح يتوفر على أنظمة الويندوز. يمكنك الآن أن تُحمل هذا المتصفح الرائع عن طريق زيارة الموقع الرسمي لـ "شركة المتصفح" The Browser Company.

Comments

  1. بعد ما ثبت المتصفح وقفلتة ... جيت افتحة تانى مش عايز يفتح

    ReplyDelete

Post a Comment