كيف تحمي التلفاز أو الهاتف من مشكلة حرق الشاشة



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


على الرغم من مميزات شاشات الـ OLED الكثيرة وجودتها التي لا يُعلى عليها في عرض الصور بألوانها الطبيعية ونسب تباينها الممتازة، إلّا أنها تعاني من مشكلة مستعصية سبق وتحدثنا عنها من قبل، ألا وهي "احتراق الشاشة" أو "احتراق الفوسفور" أو كما تُعرف بالـ "Screen burn-in". بغض النظر عمّا إذا كانت شاشة هاتفٍ أو تلفازٍ أو لابتوب، فإن هذا النوع من الشاشات مُعرض لتلك المشكلة الغريبة حيث تعرض الشاشة صورةً ثابتة حتى بعد تغيير الإطار. ولكي يتضح الأمر، تخيل أنك تشاهد قناة ما على التلفاز، وعندما تغير هذه القناة فإنك قد تُفاجَئ بأن الشعار الخاص بها – أو أي أثر آخر منها – مطبوعًا على صورة القناة الجديدة مما يخلق وهمًا شبحيًا يُعرف بـ "احتراق الشاشة". ولأن هذه مشكلة مزعجة للغاية، دعونا نتعرف على طريقة منعها بخطوات سهلة وبسيطة وبغض النظر عن الجهاز الذي تستخدمه.

تجنب احتراق الشاشة على التلفاز أو الهاتف

مشكلة احتراق الشاشة على التلفاز أو الهاتف


أولًا: لماذا تحدث مشكلة حرق الشاشة؟


هناك عدة أسباب يُمكن أن تؤدي لحدوث هذه المشكلة المزعجة في شاشات الـ OLED، ولعل أهم هذه الأسباب هي: ثبَات الصورة أو عناصر واجهة المستخدم، وضبط سطوع الشاشة على الحد الأقصى، وقضاء وقت طويل أمام الشاشة دون إجراء أي نشاط، وأيضًا ثبات وضعية الويدجيت (التطبيقات المصغرة) على الشاشة الرئيسية، وبسبب تفعيل تقنية العرض الدائم للشاشة (Always-On Display) والتخلي عن شاشات التوقف "Screen Savers" جنبًا إلى جنب الاستخدام غير المتوازن للشاشة، وأخيرًا قِدَم عمر الشاشة نفسها. هذه أمثلة لأهم مُسببات المشكلة، وليس لكل المسببات، وبعد قليل سنستطرد في كل واحدة منها مع تقديم الحلول.

ثانيًا: لماذا نستخدم شاشات الـ OLED طالما كانت تحترق !



سؤال منطقي يفرض نفسه؛ إذ لو كانت هذه النوعية من الشاشات "تحترق" – بالمعنى الذي شرحناه – فلماذا نستخدمها في حين توفر أنواع بديلة كشاشات الـ LCD مثلًا؟ والجواب ببساطة – ومثلما ذكرنا في المقدمة – يتجسد في المميزات الكثيرة التي توفرها هذه الشاشات مقابل العيب الوحيد تقريبًا الذي يمكننا تجنبه كما سنتعلم بعد قليل.

كُبرى الشركات مثل أبل وسامسونج وسوني وغيرهم يستخدمون شاشات الـ OLED لأسباب وجيهة منها الجودة الرائعة في عرض الصورة، حيث يعرض كل بيكسل من بيكسلات الـ OLED لونه الطبيعي، وتعرض الشاشة بشكل عام الصور بدرجات أولوان وتباين منقطعة النظير إذا ما قورنت بشاشات الـ LCD ذات الألوان غير الدقيقة والتباينات المزعجة غير انها تُعاني أيضًا من مشكلة Backlight Bleed. ولك أن تتخيل أن الكثير منا أصبح متأقلمًا على شاشات الـ OLED إلى الحد الذي لا يمكنه عنده أن يتخيل العودة لشاشات الـ LCD مرة أخرى.

ثالثًا: ما الفرق بين مشكلة حرق الشاشة ومشكلة تأخر الصورة؟



قد تكون سمعت عن المصطلحين من قبل وظننت أنهما نفس الشيء، ولكن الحقيقة أنهما مختلفان تمامًا؛ فمشكلة تأخر الصورة (Image Retention) تحدث عادةً عندما نشاهد صورةً شبه ثابتة (مثل الأخبار) لفترة طويلة ثم نلاحظ أثناء تغييرنا للقناة أو للصورة أن هناك "صورة شبحية خافتة" لشعار القناة أو للصورة التي غيرناها توًا، وهذه مشكلة بسيطة ولحسن الحظ أن هذه الصورة الشبحية سرعان ما تختفي تدريجيًا أو بمجرد إطفاء الشاشة وتشغيلها مرة أخرى.


على الجانب الآخر، تُمثل ظاهرة احتراق الشاشة مشكلة كبيرة لأنها دائمة، وتحدث عادةً عندما نشاهد شيئًا ما لخمس ساعات متواصلة، كل يوم، ولمدة أسابيع متواصلة. في هذه الحالة، تُظهر أجزاء من الصورة السابقة وتبهت على الصورة أو الشاشة الجديدة، ولكن على عكس مشكلة تأخر الصورة، تدوم لوقت طويل وفي بعض الأحيان تدوم للأبد مما يُجبر المستخدم على تغيير الشاشة نفسها.

ويحكي أحد الأشخاص تجربته مع مشكلة حرق الشاشة التي واجهها عندما ظل يلعب PUBG Mobile لـ 3 أو 4 ساعات متواصلة كل يوم، إلا أن لاحظ – بعد مرور شهر تقريبًا – أن بعض عناصر واجهة اللعبة أصبحت "مطبوعةً" على كل شاشة تقريبًا، وكنا نتمنى أن نعرض لكم صورة الهاتف، ولكنه لم يعد يعمل أصلًا! لك أن تتخيل مدى تخريب هذه المشكلة لتجربة الاستخدام، الأمر أشبه بوجود بعوضة بين شاشة الهاتف ولاصقة الحماية "Screen Protector" الخاصة به، ولكن الفرق أن البعوضة يُمكن أن تُزال!

كيف تحمي شاشة OLED من مشكلة الاحتراق


بعد أن عرفت تقريبًا كل شيء تود معرفته عن مشكلة حرق شاشات الـ OLED، دعونا نتعرف على الإجراءات الاحترازية لحماية شاشاتنا:

1- إياك والشاشات الثابتة


حاول قدر المستطاع ألّا تثبت على شاشة أو صورة معينة لفترات طويلة ومتكررة من الوقت، وذلك في حالة الهاتف أو التلفاز أو اللابتوب، إلخ، فهذا الأمر قد يتسبب بمشكلة تأخر الصورة "Image retention" وقد يتطور إلى مشكلة حرق الشاشة. لهذا إن كنت تشاهد مسلسلًا أو فيلمًا وهناك شعار ثابت في أيًا من زوايا الشاشة، أو تلعب لعبة بعناصر ثابتة لفترات طويلة، حاول دائمًا أن تغير الصورة بين الفينة والأخرى.

2- قلل سطوع الشاشة



هناك سبب شائع آخر لحدوث احتراق الشاشة وهو إبقاء شاشتك على إعدادات السطوع العالي طوال الوقت. تضع شدة سطوع الشاشة حملًا كبيرًا على البيكسلات وهذا قد يُعجّل من مشكلة الحرق التي نتحدث عنها بمعدل أسرع بكثير. يكمن الحل في استخدام ميزة السطوع التلقائي "Auto brightness" على الهاتف، وفي حالة شاشات التلفاز فعدّل السطوع يدويًا بما يناسب البيئة المحيطة، ولكن تجنب الوصول إلى الحد الأقصى لمستوى السطوع، إلا إن كنت بحاجة إلى فعل ذلك لفترة قصيرة من الزمن وليس بشكل دائم.

3- استخدم خاصية Pixel Shifting/Refreshing



تأتي معظم الشاشات الحديثة سواء في التلفازات أو في اللابتوبات بخاصية تحديث البيكسلات لحماية شاشات الـ OLED من الاحتراق، وذلك بتحريك وحدات البيكسل في شاشتك على فترات منتظمة تلقائيًا لمنع ثبات الشاشة على صورة مُعينة، مما قد يجعل الشاشة تبدو وكأنها تتحرك، لكنك قد لا تلاحظ ذلك إن كنت تشاهد على مسافة بعيدة من الشاشة. ستجد هذه الميزة في شاشات OLED الحديثة من سامسونج و LG وبمسميات مختلفة، وعلى الرغم من أنها تعمل بشكل تلقائي (إذ تأخذ حوالي ساعة من الزمن) إلا أنك بحاجة إلى استغلالها يدويًا عندما تستخدم الشاشة لفترات طويلة، فقط أبحث في إعدادات التلفاز عن خيار Pixel Shift أو Pixel Cleaning.


وبالنسبة للابتوبات التي تستخدم شاشات الـ OLED فإنها توفر تقنية مشابهة يتم تفعيلها عبر التطبيق الذي تقدمه الشركة المصنعة للتحكم في إعدادات الجهاز. على سبيل المثال، تقدم شركة ASUS للحواسيب المحمولة التي تقدمها بتقنية OLED آلية تُسميها ASUS OLED Care والتي تتضمن مجموعة من الإجراءات يتم تنفيذها لتجنب مشكلة احتراق الشاشة مثل إخفاء شريط المهام للويندوز عند عدم الحاجة إليه، وتشغيل شاشة التوقف كل 30 دقيقة، بالإضافة إلى تحريك البيكسلات.

4- لا تتخلى عن شاشات التوقف أبدًا



من الشائع هذه الأيام أن يتخلى المستخدمون عن شاشات التوقف "Screen Savers" نظرًا لاستخدامهم الإدماني للهواتف والشاشات بشكل عام، وتكاسلهم حتى عن فك قفل الشاشة. هذا الفعل يؤدي يصب في جزئية ثبات الشاشة أو الصورة الثابتة التي نحاول تجنبها قدر المستطاع، ولهذا فمن المهم للغاية أن تستعين بشاشات التوقف حتى لا تثبت شاشتك على صورة بعينها وبالتالي تزداد فرص حدوث مشكلة الحرق. وقبل أن ننتقل للنقطة التالية، هناك بعض الشاشات التي تستمر بتحريك عناصرها طوال الوقت أثناء وضع العرض الدائم (Always-on display) بحيث تتجنب ثبات الصورة، إن كانت شاشتك هكذا، فلا مانع من الاستغناء عن شاشات التوقف.

وإن كنت تلعب على شاشة التلفاز، فلا بد وأنك لاحظت أن الشاشة تدخل في حالة "خمول"، أو تُطفَئ تلقائيًا بعد تركها لفترة، وهذا لأنها مثل الهواتف بها خاصية شاشة التوقف "Screen Saver"، بل والكثيرين يعطلونها مثلما يفعلون في حالة الهواتف وأجهزة اللابتوب، فبشكل عام، حاول ألا تلغي هذه الميزة أبدًا.

5- استخدم مؤقت التوقف (Sleep timeout)


ينسى الكثير من المستخدمين أن يُطفئوا شاشات التلفاز بعد استخدامه، ويا لكثرة المستخدمين الذين يغلبهم النوم أثناء مشاهدة التلفاز. فإن كنت من هذه الفئة وتمتلك شاشة من نوع OLED، فحاول أن تضبط مؤقتًا للإيقاف، والأمر لا يقتصر على التلفاز فحسب بالطبع، فالهواتف وأجهزة اللابتوب على حد سواء يتيحان إمكانية تعطيل وضع الإيقاف التلقائي "Auto-Lock"، فاحرص على استخدامه ودع أجهزتك تستريح عندما لا تستخدمها.

6- استخدم الوضع الداكن (Dark Mode)


تأتي معظم الهواتف الذكية وأجهزة اللابتوب الآن بخاصية الوضع الداكن، وهذا الوضع مفيد للغاية في حال ما إذا أردت أن تحافظ على عمر البطارية لأطول فترة ممكنة، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أنه مفيد أيضًا في حماية شاشات الـ OLED من مشكلة الحرق، وذلك ببساطة لأن البيكسلات السوداء تكون أقل عرضة لمشكلة الثبات والتي تؤدي بدورها للاحتراق. لهذا حاول أن تُفعّل الوضع الداكن كلما سنحت الفرصة.

7- أكثر من فترات الراحة أثناء اللعب


لا يعني شراءك لهاتف أو لابتوب جيمنج أن تهلكه على مدار الساعة، خصوصًا بالألعاب المليئة بالعناصر الثابتة مثل لوحات النتائج "Scoreboards" أو خانات المحادثة، فمثلما توقعت؛ تزيد هذه العناصر من احتمالية حدوث مشكلة حرق الشاشة. لتجنب هذه المشاكل، عليك أن تُكثر من فترات الراحة وتحاول أن تقلل من درجة سطوع الشاشة (لمدة ساعة بحد أقصى) أثناء اللعب. وإن كنت لاعبًا محترفًا ويتوجب عليك قضاء ساعات طويلة من اللعب، فمن الأفضل أن تتخلى عن شاشات الـ OLED كليًا وتستخدم شاشات IPS LCD التي ستعطيك أداءً صنديدًا على حساب تقليل جودة الصورة بشكل قد لا يكون ملحوظًا.

أخيرًا، إن كنت تسأل: هل يمكن إصلاح مشكلة "حرق" الشاشة بعد حدوثها؟ على الرغم من الاستثمارات الباهظة التي تصب في تطوير تكنولوجيا الـ OLED والقفزات الكبيرة التي تشهدها هذه الشاشات، إلا أن مشكلة "حرق" الشاشة تظل بلا حلٍ ليومنا؛ ولهذا إن تعرضت شاشاتك لهذه المشكلة فيؤسفني أن أخبرك بأنك ستضطر إلى التعايش معها للأبد. ننصحك باتباع النصائح التي أوردناها لتجنب المشكلة من جذورها.

وبالنسبة لمسألة أن الضمان يغطي مشكلة حرق الشاشة، فقد كنا تحدثنا في مقال سابق عن الحالات التي لا يغطيها ضمان الهاتف، ونريد أن نضيف مشكلة حرق الشاشة إلى القائمة؛ إذ لا يغطيها الضمان إلا في حالات نادرة جدًا يكون العيب فيها عيب مصنعٍ بالأساس. ولكن لحسن الحظ أن شركات مثل سامسونج وإل جي وديل بدأت تُدرج هذه المشكلة في الضمان وتقدم لزبائنها ممن يشترون شاشات OLED ضمانًا بسنتين أو ثلاث سنوات ضد "حرق" الشاشة.

في النهاية، إن كانت شاشة الهاتف أو التلفاز أو اللابتوب، أو أي جهازٍ خاص بك، من نوع الـ OLED، فلا مفر من اتباع النصائح الموجودة بهذا المقال إذا أردت أن تحمي شاشاتك من هذه المشكلة المزعجة والتي لا يُمكن علاجها إن حدثت.

تعليقات