معلومات يجب معرفتها عن تقنية HDR وأنواعها

في هذا المقال نتعرف على تقنية HDR والفرق بين أنواعها من حيث الدقة والمخرجات، فضلًا عن كيفية عمله وأين أجده ؟ وأكثر من ذلك بكثير.
من المتوقع بل من المؤكد أنك صادفت مصطلح "HDR" من على كاميرا هاتفك أو من على تطبيقات معالجة الصور الكبيرة، ولا ننسى بالذات على شاشات التلفاز الذكية وكاميرات التصوير الرقمية، هنا وبعد أن تعرفنا في مقالة سابقة على وضع HDR على الهواتف المحمولة، سنتعرف الآن على تقنية HDR على شاشات التلفاز وخدمات البث، وما أنواعها؟ وأيديولوجية عملها وسحرها أثناء المشاهدة، لذا إن كنت تفكّر في شراء شاشة جديدة أو تقتني واحدة تدعم هذا الوضع وأنواعه، فهذه المقالة تُهمك، ومباشرة نبدأ سطورها.


أولًا: التعريف بوضع أو تقنية HDR

نبدأ بأولى سطور مقالتنا بالتعريف بهذه التقنية، وهي اختصار لـ "High Dynamic Range Imaging"، وتعني "التصوير الديناميكي العالي" أو "المدى الديناميكي العالي"، ويمكن تعريفها بأنها عبارة عن مجموعة من التقنيات التي تدمج مجموعة من الصور "معالجة" بهدف تسليط الضوء وإبراز الألوان، وعند تعريفها عمليًا ؟ فهي تقنية تُضيف تفاصيل للظل وبنفس الوقت تُسلّط الضوء على الصورة مع إنشاء نطاق أوسع للألوان عند مقارنته بالوضع القياسي والأقل جودة "SDR".

ثانيًا: أيديولوجية وضع الـ HDR

أشرنا قبل قليل على المفهوم العملي لوضع HDR وصراحةً هو أكبر وأكثر تفصيلًا من هذا المفهوم، ويمكننا اختصاره بالشعار الرئيسي الذي طّور له هذا الوضع وهو "رؤية ما تراه العين في الحياة الواقعية"، وقبل الخوض أكثر بالتفاصيل، إذا كان لديك خبرة بالتعامل مع الكاميرات الرقمية والمعالجة العالية فسوف تفهم المصطلحات القادم ذكرها، وبنفس الوقت أعمل جاهدًا على تقريب الصورة للشخص العادي، لنجعل مقالتنا بالنهاية ذات جودة عالية.

عمومًا، عند التقاط صورة أو فيديو، فإن التفاصيل الأكثر سطوعًا في الصورة سوف تتعرّض للضوء بشكل مُفرط، بنفس الوقت، التفاصيل الأقل سطوعًا ستكون أقل عُرضة للضوء، وهذا يعني أن الصورة ستفقد تفاصيلها في التعرّض القليل والتعرّض الزائد، وهذا بالضبط ما تفعله الكاميرات التقليدية والتي تستخدم "تعرّضًا واحدًا" في كل عملية التقاط.

ومن هذا المُنطلق أتت الحاجة إلى وضع HDR وطبعًا له أنواع سنذكرها لاحقًا، والذي معه يمكن استخدام عدّة تعريضات بنفس الوقت، بعد ذلك، تنشأ معالجة آنية تهدف إلى زيادة نطاق الألوان الذي تحدثنا عليه ونسبة التباين، والنتيجة صور أقرب للواقع.


وإذا ما قارنا بين شاشات التلفاز "SDR" و "HDR"، فإن الأخيرة لديها القدرة على إظهار سطوع بنحو 10 مرات من الأولى، وإذا تحدثنا بلغة البت والأرقام، فإن شاشات SDR تعطينا ألوان 8 بت مع إنتاج ما يصل إلى 256 لون لكل لون أو حوالي 16.7 مليون لون مختلف، أما مع HDR فهي تستخدم ألوان 10 بت على الأقل، وهذا يعني إنتاج أكثر من مليار لون يعني 1 وبجانبه تسعة أصفار لون!!


وقبل الانتهاء من هذه الفقرة، أجدر بالإشارة أنه ليس جميع أجهزة التلفاز التي تدعم تقنية HDR قادمة بنفس الجودة، حيث هناك بعض العوامل التي تحكم هذا الشيء على رأسها الدقة ومدى السطوع ومعيار HDR القادم أو الذي يدعمه التلفاز.

ثالثًا: أنواع HDR


كما أشرنا أكثر من مرّة، تأتي تقنية HDR على أجهزة التلفاز بأكثر من نوع وهي "HDR 10 و HDR 10 بلس و Dolby Vision"، على أن يكون النوع الأوّل الأكثر شيوعًا بين شاشات التلفاز المختلفة، وبشكل تفصيلي إليكم قدرات كل نوع.

1. HDR 10

النوع الأوّل وهو الأكثر تواجدًا على معظم شاشات أجهزة التلفاز، ومعه لن يتعين على الشركة المصنعة للشاشة دفع أي شيء مقابل استخدام هذا التنسيق كونه أيضًا تنسيق مفتوح المصدر، إلى جانب هذا الأمر، يستعين هذا النوع بالبيانات الوصفية الثابتة، وبما أنها ثابتة فهذا يعني أنه يتضمّن أسس واحد لا تتغيّر لمستويات الضوء سواء الساطعة أو المنخفضة، وهذا الشيء قد يُسبب مشاكل في المشاهد المعروضة من خلال اعتماد المشهد كساطع جدًا أو مظلمًا جدًا، مما يؤثر على بقية المشاهد.

2. HDR 10 بلس أو HDR 10+

بالتأكيد، هذا النوع أفضل من النوع الأوّل صاحب البيانات الوصفية الثابتة، وهو قادم بمستويات سطوع وتباين أعلى، ناهيك على أنه يستعين بالبيانات الوصفية الديناميكية، وهذا رائع جدًا من خلال عرض جميع المشاهد والتحوّل من لقطة إلى أخرى دون التأثير على باقي المشهد، بالنهاية، ستكون الدقة أقوى بكثير من HDR 10، وعلى الرغم من أنه خالي تمامًا من أي تراخيص أي أنه مفتوح المصدر، إلّا أن هناك عدد قليل من خدمات البث وأجهزة التلفاز تدعم هذا التنسيق.

3. Dolby Vision

النوع الثالث والأخير، وهو يمثّل عبقرية في مخرجات الصورة، وبما أنه من تطوير Dolby فهو يحتاج إلى ترخيص أي الدفع مقابل استخدام الشركات المصنعة للشاشات لهذا التنسيق، ولعل وجه الشبه بينه وبين HDR 10+ في أن كلاهما يستخدمان البيانات الوصفية الديناميكية، ولكن مع Dolby Vision ستكون الشاشة أكثر سطوعًا، والاهم من ذلك، أنه مع تنسيق Dolby Vision ستحصل على مميزاتها وبغض النظر عن مدى سطوع شاشة التلفاز.


ملاحظة مهمة: إذا كنت تمتلك شاشة مُزوّدة بتقنية Dolby Vision فإنها تدعم HDR10+ و HDR 10، وإذا كنت تمتلك شاشة تدعم HDR 10+ فهي تدعم HDR 10 دون Dolby Vision.

رابعًا وأخيرًا: ما هي الأجهزة والخدمات التي تدعم HDR ؟

صراحةً، هناك الكثير من الأجهزة التي تدعم محتوى HDR بما في ذلك شاشات التلفاز وتقريبًا جميع أجهزة البث بدقة 4K مثل جوجل تي في و آبل تي في ومشغلات Blu-Ray والكثير الكثير، ولمعرفة ما إذا كان جهازك يدعم هذا التنسيق، ببساطة، افحص العلبة القادمة معه، ونصيحة لكم استعن بكابل HDMI 2.1 من أجل تحقيق أقصى استفادة من تلفازك الذي يدعم هذه التقنية.

فيما يخص الخدمات، لحسن الحظ، فإن جميع خدمات البث الرئيسية تدعم تنسيق HDR وبعضها يدعم النوع الثاني وحتى الثالث، مع الإشارة أن كلٍ من YouTube TV و Hulu و HBO Max و Peacock TV لا يدعمان حتى وقت كتابة هذه السطور تنسيق HDR، في الختام، لمعرفة المحتوى الذي يدعم إحدى أنواع HDR ستلاحظ وجود رمز للدعم في وصف أي محتوى تشاهده.
تعليقات

احدث المقالات