خلال مؤتمرها العالمي للمطورين العام الماضي (WWDC 2022) كشفت شركة آبل عن رقاقة Apple M2 لتكون الأولى في الجيل التالي لشرائح Apple Silicon وخليفة لرقاقة M1 التي تم الكشف عنها لأول مرة في عام 2020. واليوم، بعد أسابيع من الشائعات والتكهنات، تزيح آبل الستار عن شريحتي M2 Pro و M2 Max اللذان يقدمان أداءً احترافيًا مذهلاً يرتقي للجيل الجديد من أجهزة Mac مثل جهاز MacBook Pro مقاس 14 إنش و 16 إنش وأيضًا جهاز Mac mini الذي ولأول مرة سيأتي بشريحة رائدة من آبل M2 Pro ليبقى جهاز Mac Pro هو الوحيد بين جميع منتجات آبل الذي يعتمد على معالج مركزي من إنتل. كلتا الشريحتين تمثلان نقلة مذهلة ليس في شرائح آبل سيليكون فحسب بل في عالم الهاردوير عمومًا، لذلك إن كنت مهتمًا فإليك كل التفاصيل التي نعرفها حول شريحتي M2 Pro و M2 Max.
كشفت آبل عن شريحتي M2 Pro و M2 Max المصممتين لحل محل شرائح M1 Pro و M1 Max اللذان تم الإعلان عنهما في اكتوبر 2021 وتم استخدامهم في أجهزة مثل Mac Studio والجيل السابق من أجهزة MacBook Pro. تتميز كلتا الشريحتين بأداء أقوى من شريحة M2 الأساسية والمُستخدمة أيضًا في الجيل الحالي من لابتوب MacBook Air ونسخة الـ 13 إنش لجهاز MacBook Pro و iPad Pro.
كما تتميز كلتا الشريحتين بتكنولوجيا محدّثة، بما في ذلك محرك عصبي "Neural Engine" أسرع بنسبة 40% من الجيل السابق مع 16 نواة والقادر على تنفيذ 15.8 تريليون عملية في الثانية، فيما تحتوي شريحة M2 Pro محرك وسائط قوي من آبل يسرع أداء ترميز H.264 و HEVC و ProRes ويجعل عمليات الرندرة تتم في وقت قياسي مع استهلاك قدر قليل جدًا من الطاقة، بينما تتميز M2 Max بمحركين لترميز الفيديو للحصول على أداء ترميز أسرع مرتين مقارنة بـ M2 Pro.
شريحة M2 Pro: أداء أسرع وكفاءة أفضل في استهلاك الطاقة
صنعت آبل شريحة M2 Pro باستخدام الجيل الثاني من دقة التصنيع 5 نانومتر وتحتوي 40 مليار ترانزستور، أي أكثر بحوالي 20% من الموجود في شريحة M1 Pro وضعف العدد في شريحة M2. تتميز الشريحة بسرعة تصل إلى 200 جيجا في الثانية للذاكرة الموحدة (Unified Memory) التي تجمع بين وحدات الـ RAM والـ VRAM في قالب واحد، وهذا يعتبر ضعف سرعة شريحة M2.
تتكون الشريحة الجديدة أيضًا من ما يصل إلى 32 جيجابايت من الذاكرة الموحدة، ووحدة معالجة مركزية CPU ذات 10 أو 12 نواة مقسمة إلى ما يصل لثمانية نوى عالية الأداء وأربع نوى عالية الكفاءة، ما يترجم إلى معالج قوي للغاية، بل وأسرع بنسبة تصل إلى 20 بالمئة من المعالج ذو 10 نوى في شريحة M1 Pro. وبفضل وحدة المعالجة المركزية القوية تلك، تزعم آبل ان تطبيقات مثل Adobe Photoshop تتعمل بسرعة أكبر مع المهام الضخمة، 40% أسرع من M1 Pro و 80% أسرع من معالج Intel Core i9 المُستخدم في أجهزة MacBook Pro. وفي برنامج Xcode يمكن لشريحة M2 Pro تجميع رموز البرمجة، أي إنتاج النموذج النهائي للكود، مرتين ونصف أسرع من Intel Core i9 وحتى 25% أسرع من شريحة M1 Pro.
هذا بالإضافة إلى وحدة معالجة رسومية GPU ذات 19 نواة أي ثلاثة أضعاف ما هو في شريحة M1 Pro وتحتوي على وحدة L2 أكبر للتخزين المؤقت، ما ينتج عنه زيادة كبيرة في أداء تحرير ومعالجة الصور وكذلك في أداء الألعاب المتطلبة رسوميًا بشكل يكافئ أداء الألعاب على الجيل الحالي من أجهزة الكونسول — وفقًا لبيان آبل، لكن بالتأكيد علينا أن نتريث قليلًا حتى نشاهد اختبارات فعلية على الشريحة مستقبلًا للتأكد من صحة هذا الادعاء.
اقرأ أيضًا: أبرز الاختلافات بين شريحة M1 و M2 الجديدة من آبل
شريحة M2 Max: أقوى شريحة SoC في العالم!
قدمت آبل أيضًا M2 Max التي تعُد أقوى شريحة بنظام SoC ضمن تشكيلة Apple Silicon حتى الآن، حيث تحتوي 67 مليار وحدة ترانزستور، أي أكثر 10 مليار من شريحة M1 Max وثلاث مرات أكثر من شريحة M2 ما يضع M2 Max في مستوى جديد تمامًا. إذ تبلغ سرعة الذاكرة الموحدة 400 جيجابايت في الثانية، وهي ضعف السرعة التي تقدمها شريحة M2 Pro و4 أضعاف سرعة M2 الأساسية، كما تدعم الشريحة ما يصل إلى 96 جيجابايت من سعة الذاكرة الموحدة للتعامل مع المهام المتعددة والصعبة في التطبيقات الاحترافية بسرعة وسلاسة بشكل مذهل.
ومع ذلك تستند شريحة M2 Max على إمكانيات شريحة M2 Pro من حيث عدد أنوية المعالج المركزي CPU ذو الـ 12 نواة ولكن لديها معالج رسومي أقوى ذو 38 نواة يقدم أداء جرافيكي أفضل بنسبة 30% مقارنة بشريحة M1 Max. في الوقت نفسه، تعتبر M1 Max أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة — ليس من المستغرب أن تُلقب آبل M2 Max بالأقوى والأعلى كفاءة لأجهزة اللابتوب الاحترافية.
يساعد أداء كلتا الشريحتين الجيل الجديد من جهاز MacBook Pro مقاس 14 إنش و16 إنش والتي أعلنت عنه آبل اليوم أيضًا، على تحقيق عمر بطارية هو الأطول على الإطلاق في تاريخ سلسلة MacBook – يصل إلى 22 ساعة في جهاز MacBook Pro المزود بشريحة M2 Max – مما يقلل الحاجة لتوصيل اللابتوب بالشاحن واستهلاكه للطاقة بشكل عام طوال فترة استخدامه. تم تحديث نظام macOS Ventura ليشمل تعزيزات كبيرة كبيرة لمتصفح سفاري، والبريد، والرسائل، وغير ذلك الكثير لتكون جاهزة للعمل بصورة أكثر استجابة وكفاءة على شريحتي M2 Pro وM2 Max.