لماذا تم إيقاف متصفح إنترنت إكسبلورر بعد 26 عامًا من الخدمة؟



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


تتطور التكنولوجيا بشكل سريع جدًا ومتزايد في العصر الحالي ولهذا السبب لم يعد هناك مكان لأي شيء لا يتأقلم مع تغييرات التكنولوجيا الحديثة، ولعل ذلك كان هو السبب وراء سعي مايكروسوفت لإيقاف متصفح إنترنت إكسبلورر تمامًا حيث أعلنت الشركة في وقت سابق عن أنها سوف ترفع الدعم عن المتصفح في 15 يونيو 2022 بعد أكثر من 26 عامًا من الخدمة، فما هي الأسباب الفعلية وراء ذلك؟

في الواقع يبدو أن متصفح Internet Explorer لم يتمكن من البقاء على قيد الحياة في خضم المنافسة الشرسة من متصفحات الإنترنت الأخرى، حيث يستحوذ متصفح جوجل كروم على الحصة الأكبر من سوق المتصفحات على مختلف الأجهزة وتليه متصفحات أخرى مثل فايرفوكس وسفاري وغير ذلك الكثير، حيث أصبح Internet Explorer أقل أمانًا وأبطأ بكثير من أي متصفح آخر، وفي هذا الموضوع نقدم لكم لمحة سريعة حول تاريخ المتصفح والأسباب التي دفعت مايكروسوفت للتخلي عنه.


قصة نجاح وفشل إنترنت إكسبلورر



بدأ تطوير مشروع متصفح Internet Explorer من قبل شركة مايكروسوفت في عام 1995، وقد ظهر المتصفح لأول مرة في هذا العام كجزء من نظام التشغيل ويندوز 95 وعلى الرغم من زيادة عدد مستخدمي المتصفح في ذلك الوقت إلا أنه لم يتمكن من تحقيق الانتشار الكافي نظرًا لسيطرة متصفح Netscape آنذاك حيث كانت حصته السوقية تبلغ 90%، كما أن الإصدار الأول من إنترنت إكسبلورر كان يفتقد للكثير من المميزات والخصائص الهامة.

بعد ذلك في عام 1996 وعندما تم إطلاق إصدار 3.0 من إنترنت إكسبلورر بدأت شعبية المتصفح في الارتفاع بشكل كبير، ومع ذلك واجهت مايكروسوفت مشكلة قضائية بشأن المتصفح في ذلك الوقت مع شركة Spyglass والتي كانت توفر الكود المصدري للمتصفح، حيث قامت مايكروسوفت بإضافة المتصفح بشكل مجاني إلى نظام ويندوز وتخلت عن الكود المصدري لـ Spyglass مما اضطر مايكروسوفت إلى دفع 8 ملايين دولار من أجل تسوية القضية.

وفي الأعوام التالية تمكن متصفح إنترنت إكسبلورر من اكتساب عدد كبير جدًا من المستخدمين حيث تمكن من نزع حصة كبيرة من السوق الخاصة بمتصفح Netscape الأشهر في ذلك الوقت، ومع ذلك فإن المتصفح لم يخلو من العيوب الكثيرة التي كانت ملازمة له دائمًا بما في ذلك المشاكل الأمنية والبطء الشديد، ويبدو أن نهاية المتصفح قد اقتربت عندما ظهر فايرفوكس في 2004 وجوجل كروم في 2008.


بعد ظهور هذه المتصفحات الجديدة انخفضت شعبية إكسبلورر بشكل كبير بمرور السنوات وذلك لأن المتصفحات الأخرى جاءت بالكثير من المميزات والخصائص التي لم تتوفر في إنترنت إكسبلورر وحتى وقتنا الحالي، على سبيل المثال لا يدعم المتصفح حتى الآن خاصية المزامنة أو تثبيت الإضافات علاوة على مشاكل السرعة والأمان التي لازالت تلازم المتصفح حتى الآن.


هل سيكون مايكروسوفت إيدج هو المستقبل؟



بالنظر إلى كافة المشكلات والعيوب التي كانت ولاتزال موجودة في متصفح إنترنت إكسبلورر فإنه لم يتمكن من المنافسة في سوق متصفحات الإنترنت حيث أن الحصة السوقية الخاصة به في وقتنا الحالي لا تتعدى 1% على أجهزة الكمبيوتر، ويبدو أن هؤلاء الأشخاص هم الذين يستخدمون المتصفح لتنزيل جوجل كروم على أجهزتهم فحسب.

ولهذا السبب فإن مايكروسوفت تخطط للتركيز أكثر على متصفح مايكروسوفت إيدج الذي أصدرته في عام 2015 حيث أنه يعتبر أفضل بكثير من المتصفح التقليدي إنترنت إكسبلورر كما أنه يأتي مثبتًا بشكل افتراضي على الإصدارات الأحدث من نظام التشغيل ويندوز، وقد أخبر مدير مشروع إيدج لدى شركة مايكروسوفت أن متصفح إيدج سوف يكون هو المستقبل حيث أنه لا يقدم تجربة تصفح أسرع وأكثر أمانًا وحداثة فحسب ولكنه قادر أيضًا على تشغيل المواقع والتطبيقات القديمة.

ولكن بالرغم من مرور أكثر من 7 أعوام على إصدار متصفح إيدج إلا أن حصته السوقية لا تزال في حدود 4% بينما يسيطر متصفح كروم على أكثر من 62% من سوق المتصفحات ويليه متصفح سفاري الخاص بأبل وذلك بحصة تبلغ 19.3% كما يستحوذ فايرفوكس على حصة 4.2% من السوق، فهل تتوقع انتشارًا أكبر لمتصفح إيدج في المستقبل؟ شاركنا برأيك في التعليقات.

تعليقات